نحن طائفيون بامتياز / محمد العبدة

نحن طائفيون بامتياز / محمد العبدة
2012-05-28 --- 7/7/1433

المختصر / مع أننا لسنا طائفة من الطوائف، لأننا نحن الأكثرية، ونفكر بطريقة الأكثرية التي يتسع صدرها للآخرين، ولكن إذا كان البعض ينعتنا بالطائفية؛ فنقول له: إذا كانت الأكثرية طائفة؛ فنحن طائفيون بامتياز، لأن أهل السنة هم الذين يتصرفون كالأخ الأكبر، وصاحب القلب الواسع، أهل السنة هم الذين أنقذوا أسرى النصارى واليهود من ملك التتار قازان، وكتب ابن تيمية إلى ملك قبرص يذكر له أنه هو الذي اشترط على قازان إطلاق الأسرى كلهم، وليس المسلمين فقط، ويقول في رسالته: "نحن قوم نحب الخير لكل أحد، وقد أطلقنا أسارى أهل الذمة؛ فهذا عملنا وإحساننا والجزاء عند الله".

وأهل السنة هم الذين حموا نصارى لبنان في فتنة 1860 وكان الذي ساعدهم واستقبلهم في مدينة دمشق هو الأمير عبد القادر الجزائري.

وأهل السنة هم الذين استقر اليهود عندهم في المغرب وتونس بعد أن أخرجتهم محاكم التفتيش في الأندلس كما أخرجت المسلمين، وكان جزاء المسلمين أن تآمر هؤلاء اليهود على الدولة العثمانية وعلى السلطان عبد الحميد رحمه الله، بعد أن رفض إعطاءهم أرضاً في فلسطين.

وأهل السنة هم الذين استقبلوا طائفة الأرمن وأعطوا لهم في بلاد الشام وخاصة في سورية ولبنان الأرض، وسكنوا واستقروا، ولكنهم الآن في لبنان يقفون مع أعداء أهل السنة.

هل كان أهل السنة مخطئين في هذا التسامح؟ أم أن هذا واجبهم، وهذا دينهم وثقافتهم؛ فهم يتحملون الأذى أحياناً في سبيل بقاء وحدة المجتمع وبقاء العيش المشترك. لاشك أن هذه ثقافتهم، ولكن الغفلة عن أعداء هذا الدين هم مخطئون فيه.

المصدر: لجينيات
المشاهدات 1305 | التعليقات 0