نبذ السروريين دينٌ وطاعة
حسين بن حمزة حسين
الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمٍ عظيمة، وأعظمها نعمة الإسلام، عقيدة صافية صحيحة، ووحدة صفٍّ واجتماع كلمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد: فاتقوا الله أيَّها المؤمنون، وأكثروا من ذِكْره وشكره، واشكروا الله على اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وعدم التفرُّق والاختلاف، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران: 103]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ"(رواه مسلم).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، أَوْ يُرِيدُ أن يُفَرِّقُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- كَائِنًا مَنْ كَانَ فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّ يَدَ اللهِ مع الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ يَرْكُضُ"(رواه النسائي وصححه الألباني)، وبهذا ينقطع النزاع والفساد فتبقى الأمة محافظةً على وحدتها واجتماع كلمتها وتبقى لها قوتها وهيبتها، هذا هو الواجب قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[الأنعام: 159]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"(رواه مسلم). وَمِنْ هذه الفِرَقِ الخارجة: فِرْقَةُ السُّرُورِيَّةِ، إحْدَى وُجُوهِ جَماعَةِ الإخْوانِ، والتي تَجَرَّعَتْ مِنْها الأُمَّةُ في هذا الزَّمانِ الوَيْلاتِ، فَهِي التي تَوَلَّتْ كِبْرَ الغُلُوِّ والتَكْفيرِ، وفَرَّخَت الدَّواعِشَ والقاعِدَةَ وَغَيْرَهُما مِنْ التَنْظِيماتِ، وَغَرَّرَتْ بِكَثيرٍ مِن شَبابِ المسلمينَ، وَعَزَلَتْهُم عن عُلَمائِهِم، وتَحَالَفَت مَعَ أَعْداءِ الإسلامِ في الباطِنِ، لِنَشْرِ الفَوْضَى في بِلادِ الْمُسْلِمينَ، والخُرُوجِ عَلى وُلاتِها، وسَفْكِ الدِّماءِ المَعْصُومَةِ.
السرورية: نسبة إلى مؤسسها محمد سرور بن نايف زين العابدين، هي جماعة تشكل خطرا عظيما على المسلمين ،لهم أساليب شيطانية لإخفاء باطلهم ومآربهم، ومن أعظم مآربهم وأهدافهم الخروج على ولاة أمور المسلمين فيقومون بإخفاء محاسن ولاة الأمر ، ليوهموا الناس أنه ليس عندهم شيء من الخير ، فيكرههم الناس ،وإذا حصل من ولاة الأمر شيء من الخير شككوا في نياتهم ، فقالوا : إنما يفعلون ذلك خوفاً على ملكهم ، ومن سماتهم الخبيثة إظهار معايب ولاة الأمر ، والتشهير بهم على المنابر، وزعمهم بتبني جراحات المسلمين فيظهرون أمام العامة أن الأمة الإسلامية مصابة في كثير من البلدان ، وأن ولاة الأمور قد قصروا في نصرة الإسلام والمسلمين بل هم سبب ضعفهم ، وأنهم هم الذين سيتولون نصرة هذا الدين، فيدعون لإقامة المظاهرات التي تحدث الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية فيثور العامة وتعظم الفتن .
ومن أعظم أساليب مكرهم إسقاط هيْبة كبار العلماء مثل الشيخ ابن باز ، والفوزان والألباني ومحمدالجامي وغيرهم من المشايخ لأنهم يحذرون منهم ومن مثلهم من الجماعات ، ويُفتون بأنهم خارجين عن جماعة المسلمين ويرون أنهم داخلين في الفرق التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتهمون كبار العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع ولا يفتون الا في الذبائح والصيد والحيض والنفاس والوضوء والغسل والمسح على الخفين ، وأنهم علماء السلطان لأنهم يفتون بما فيه مصلحة الدولة ، إلى غير ذلك من الكلام الذي تعرفونه لتزهيد الناس في فتاوى العلماء
قال الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : عن مقولة هذا الضال محمد سرور في كتابه - منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله 1/8 ، - (( نظرت في كتب العقيدة فرأيت أنها كُتِبت في غير عصرنا ، وكانت حلولاً لقضايا ومشكلات العصر الذي كتبت فيه ، ولعصرنا مشكلاته التي تحتاج إلى حلول جديدة ، ومن ثم فأسلوب كتب العقيدة فيه كثير من الجفاف ، لأنه نصوص وأحكام ، ولهذا أعرض معظم الشباب عنها وزهدوا بها )) لمحمد سرور بن نايف زين العابدين ، فقال ابن باز - رحمه الله - : (( هذا غلط عظيم ... كتب العقيدة : الصحيح أنها ليست جَفاء ، قال الله ، قال الرسول ؛ فإذا كان يصف القرآن والسنة بأنها جَفاء فهذا ردة عن الإسلام ، هذه عبارة سقيمة خبيثة )) .
يقول فضيلة العلامة مقبل الوادعي – رحمه الله - : (( فالحزبيون غير موفّقين في دعوتهم، بل يعتبرون نكبة على الدعوات ... واحترق محمد سرور الذي كان صاحبنا قبل قضيًة الخليج ، وأصبح وحفنة من أتباعه يحاربون العلماء ، وينفرون عن العلماء ، فتارة يطعن هو وأتباعه في الشيخ الألباني وأخرى في الشيخ ابن باز ،وانهما لا يفهمان الواقع، وأما عند التّحيل من أجل التًزكيات ومن أجل المال فيأتون إلى الشيخ ابن باز ويقولون فعلنا وفعلنا )) أهـ
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الخطبة الثانية :
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ ، وَاحْذَرُوا التَّفَرُّقَ وَالتَّنَازُعَ وَالِاخْتِلَافَ ، وَكُونُوا عَلَى مَنْهَجٍ سَلَفِكُمُ الصَّالِحُ ؛ فَإِنَّ التَّنَازُعَ يُؤَدِّي إِلَى الْفَشَلِ، وَالْفَشَلُ يُؤَدِّي إِلَى الدَّمَارِ وَذَهَابِ الْقُوَّةِ، وَاللهُ يَقُولُ : ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، واشكروا الله على اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وعدم التفرُّق والاختلاف، واحذروا من كلَّ ما يُؤثِّرُ على وحدةِ الصفِّ حولَ ولاةِ أمورِ المسلمينَ من بثِّ شُبَهٍ وأفكارٍ، أو تأسيسِ جماعاتٍ وتنظيمات جديدة ، فهوَ محرمٌ بدلالةِ الكتابِ والسنةِ.
أخوة الإيمان : أمن بلادنا الغالية مسؤولية الجميع كباراً وصغارا، رجالا ونساء ،مواطنين ومقيمين ،فلنساهم في اجتثاث الإرهاب والفكر الضال وكل ما يهدد أمننا ووحدة صفنا، ولقد جعلت الدولة حفظها الله الرقم الموحد (990) مركز العمليات الميدانية برئاسة أمن الدولة للإبلاغ على كل من يعرف من هؤلاء البغاة الضالين ، أسأل الله تعالى الكريم أن يفضحهم، ويجعل كيدهم في نحورهم، وأن يخزيهم كلاب النار .. واللهُ نسألُ أن يحفَظَنا جميعًا مِنْ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ، هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى والنبيِّ المجتبى فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ جلَّ وعلا:[إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا]