موعظة نهاية العام
سليمان بن خالد الحربي
1442/12/23 - 2021/08/02 18:00PM
الخطبة الأولى: إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ، فَهُوَ يُنَادِيكُمْ وَيَأْمُرُكُمْ بِالتَّقْوَى وَيَقُولُ: {يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر:16]. مَعْشَرَ الإِخْوَةِ: تَصَرَّمَتِ الأَعْوَامُ عَامًا بَعْدَ عَامٍ، وَكَثِيرٌ مِنَ الخَلْقِ فِي غَفْلَةٍ نِيامٌ. تَكْبُرُ أَعْمَارُهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ وَلَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْ تَجَارِبِهِمْ مَعَ مُرُورِ الأَيَّامِ، وَلَا يَشْكُرُونَ اللهَ عَلَى سَلَامَةِ الأَبْدَانِ وَرَاحَةِ البَالِ، فَلَا لِلنِّعْمَةِ شَكَرُوا، وَلَا لِلْبَلَاءِ صَبَرُوا، وَلَا لِلتَّجَارِبِ اسْتَفَادُوا، تَجَاوَزَ الثَّلَاثِينَ ثُمَّ الأَرْبَعِينَ ثُمَّ الخَمْسِينَ وَالسِّتِّينَ وَكَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ! أَمَا يُشَاهِدُونَ مَوَاقِعَ وَفُجَاءَةَ الـمَنَايَا، وَحُلُولَ الآفَاتِ وَالرَّزَايَا، وَكَيْفَ فَازَ وَأَفْلَحَ الـمُتَّقُونَ، وَكَيْفَ خَابَ وَخَسِرَ الـمُبْطِلُونَ الـمُفَرِّطُونَ؟! أَلَا وَإِنَّهُ قَدْ تَصَرَّمَ مِنْ أَيَّامِ الحَيَاةِ عَامٌ قَدْ وَدَّعْتُمُوهُ، شَاهِدًا لَكُمْ أَوْ عَلَيْكُمْ بِـمَا أَوْدَعْتُمُوهُ. فَمَنْ أَوْدَعَهُ صَالِحَ العَمَلِ فَالخَيْرُ بُشْرَاهُ، وَمَنْ فَرَّطَ فِيهِ فَأَحْسَنَ اللهُ فِي عُمْرِهِ عَزَاهُ. فَيَا لَيْتَ شِعْرِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُطْوَى صَحَائِفُ الأَعْوَامِ، وَمَا الَّذِي قَدْ سُجِّلَ فِيهَا مِنَ الآثَامِ، وَمَا الَّذِي قُبِلَ مِنَ الأَعْمَالِ؟! وفِي نِهَايَةِ عَامٍ وَبِدَايَةِ آخَرَ تَذْكِيرٌ لِلنَّاسِ بِدُنْيَاهُمْ، وَدُنُوِّهِمْ مِنْ أُخْرَاهِمْ، وَكُلُّ يَوْمٍ يَـمُرُّ عَلَى الْعَبْدِ فَيَجِبُ أَنْ يُذَكِّرَهُ بِـمَسِيرِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَإِدْبَارِهِ عَنِ الدُّنْيَا؛ لِأَنَّ الإِنْسَانَ مَجْمُوعَةُ أَيَّامٍ يَعِيشُهَا، كُلَّمَا انْقَضَى يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُهُ، حَتَّى إِذَا أَمْضَى أَيَّامَهُ كُلَّهَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَصَارَ جُثَّةً هَامِدَةً. فخُذُوا مِنْ مُرُورِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ مُعْتَبَرًا، وَاتَّخِذُوا مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَكُونُ لِلْجَنَّةِ مَعْبَرًا؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مُغِرَّةُ الأَغْرَارِ، وَإِنَّ الآخِرَةَ دَارُ القَرَارِ، وَالجَنَّةَ مُسْتَقَرُّ الأَخْيَارِ، وَالنَّارَ دَارُ الْفُجَّارِ؛ {أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان:24]. حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، تَذَكَّرُوا حُقُوقَ اللهِ وَحُقُوقَ خَلْقِهِ، لَا تَكُنِ الدُّنْيَا أَعَزَّ عَلَيْكُمْ وَأَحْرَصَ مِنَ الآخِرَةِ، كَمْ هُمُ الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَأْخُذُونَ حُقُوقَهُمْ وَأَمْوَالَـهُمْ؟! وَالأَعْمَارُ تَتَوَالَى عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُحَدِّثُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَتُوبُوا وَيَرُدُّوا الـمَظَالِمَ، فَلَا يَدْرِي حَتَّى تُخْطَفُ رُوحُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ خَطْفًا، وَلَاتَ سَاعَةَ مَنْدَمٍ! رَوَى مُسْلِمٌ أَنَّ أَبَا اليَسَرِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يُلْبِسُ عَبِيدَهُ مِـمَّا يَلْبَسُ مِنْ حَسَنِ اللِّبَاسِ، وَيُسَاوِيهِمْ بِنَفْسِهِ، فَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ أَنْ يُسَاوِيَهُمْ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ أَبُو اليَسَرِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ»، وَكَانَ أَنْ أَعْطَيْتُهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ خَزَائِنُ الأَعْمَالِ، وَمَرَاحِلُ الأَعْمَاِر تُبْلِي الجَدِيدَ وَتُقَرِّبُ البَعِيدَ، أَعْوَامٌ تَتْرَى وَأَجْيَالٌ تَتَعَاقَبُ عَلَى دَرْبِ الآخِرَةِ، فَهَذَا مُقْبِلٌ، وَذَاكَ مُدْبِرٌ، وَهَذَا صَحِيحٌ، وَالآخَرُ سَقِيمٌ، وَالكُلُّ إِلَى اللهِ يَسِيرُ! أَيَّامٌ تَـمُرُّ عَلَى أَصْحَابِهَا كَالأَعْوَامِ، وَأَعْوَامٌ عَلَى أَصْحَابِهَا كَالأَيَّامِ، وَفِي سَيْرِهَا عِبْرَةٌ وَمُدَكِّرٌ لِلْجَمِيعِ: {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ} [النور:44]. وَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ يُوَدِّعُ النَّاسُ عَامًا مِنْ أَعْمَارِهِمُ اسْتَوْدَعُوا فِيهِ أَعْمَالَهُمْ تُنْشَرُ يَوْمَ الحَشْرُ أَمَامَهُمْ: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} [القيامة:13]. فَطُوبَى لِعَبْدٍ انْتَفَعَ بِعُمْرِهِ فَاسْتَقْبَلَ عَامَهُ الجَدِيدَ بِـمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ عَلَى مَا مَضَى، وَوَقَفَ مَعَ نَفْسِهِ وَقْفَةَ حِسَابٍ وَعِتَابٍ يُصَحِّحُ مَسِيرَتَهَا، وَيَتَدَارَكُ زَلَّتَهَا، يَتَصَفَّحُ فِي لَيْلِهِ مَا صَدَرَ مِنْهُ فِي أَفْعَالِ نَـهَارِهَ. وَمَا أَرْدَى الخَاسِرِينَ فِي لُـجَجِ العَمَى إِلَّا لِظَنِّهِمْ أَنَّـهُمْ يَـمْرَحُونَ كَمَا يَشْتَهُونَ
بِلَا رَقِيبٍ، وَيَفْرَحُونَ بِـمَا يَهْوونَ بِلَا حَسِيبٍ؛ قَالَ -سُبْحَانَهُ- عَنْهُمْ: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} [النبأ:27]. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لَا يَلِيقُ بِالـمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُعَاتِبَ نَفْسَهُ، وَأَمَّا الفَاجِرُ فَيَمْضِي قُدُمًا لَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ». فَالأَيَّامُ لَكَ لَا تَدُومُ، وَلَا تَعْلَمُ مَتَى تَكُونُ عَنِ الدُّنْيَا رَاحلًا، وَخَاطِبْ نَفْسَكَ مَاذَا قَدَّمْتَ فِي عَامٍ أَدْبَرَ، وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِعَامٍ أَقْبَلَ؟! أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِـمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الـمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية: الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحَدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى جَنَّتِهِ ورِضْوَانِهْ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا. أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ .. تَـمُرُّ اللَّيالِي وَالأَيَّامُ وَيَنْطَوِي العَامُ بَعْدَ العَامُ، وَأَثَرُ مُرُورِهَا بَادِيًا عَلَيْكَ مِنْ مَرْحَلَةِ الطُّفُولَةِ إِلَى مَرْحَلَةِ الشَيْخُوخَةِ؛ تَتَغَيَّرُ قُوَّتُكَ وَعَقْلُكَ وَمَزَاجُكَ، وَالشَّانُ كُلُّ الشَّانُ مَا هُوَ حَالُ دِينِكَ وَتَدَيُّنِكَ؟ فَأَخْطَرُ تَغْييرٍ يَتَعَرَّضُ لَهُ الـمَرْءُ بِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ وَانْصِرَامِ الأَيَّامِ هُوَ طُولُ الأَمَدِ الَّذِي يُقَسِّي القَلْبَ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَنْ يُوقِظُهُ إِلَّا فَجْأَةُ الـمَوْتِ؛ {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:22]. فَاحْفَظُوا أَيَّامَ أَعْمَارِكُمْ قَبْلَ تَفَرُّدِكُمْ فِي قُبُورِكُمْ، وَاغْتَنِمُوا أَيَّامَ حَيَاتِكُمْ قَبْلَ الفَوَاتِ، وَأَكْرِمُوا نُزُلَ عَامِكُمُ الجَدِيدِ بِالطَّاعَاتِ، وَالتَّوْبَةِ مِنَ الإِصْرَارِ عَلَى العِصْيَانِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلْمَعْصِيةِ شُؤْمًا عَظِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَوْ لَمْ يَأْتِ مِنَ الـمَعْصِيَةِ إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تَخْذِلُ صَاحِبَهَا عِنْدَ الاحْتِضَارِ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «إِنَّ الذُّنُوبَ وَالـمَعَاصِي وَالشَّهَوَاتِ تَخْذِلُ صَاحِبَهَا عِنْدَ الـمَوْتِ مَعَ خُذْلَانِ الشَّيْطَانِ لَهُ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهُ الخُذْلَانُ مَعَ ضَعْفِ الإِيـمَانِ، فَيَقَعُ فِي سُوءِ الخَاتِـمَةِ؛ قَال اللهُ تَعَالَى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:29]». فَاعْقِدِ العَزْمَ فِي مَطْلَعِ هَذَا العَامِ عَلَى تَصْحِيحِ أَخْطَائِكَ وَتَقْوِيمِ سُلُوكِكَ؛ مِنَ الـمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِي الـمَسَاجِدِ جَمَاعَةً مَعَ الـمُسْلِمِينَ، وَالتَّزَوُّدِ مِنَ الخَيْرِ وَطَلَبِ الرِّزْقِ، وَحِفْظِ اللِّسَانِ مِنَ الـمُحَرَّمَاتِ: مِنَ الكَذِبِ وَالغِيبَةِ وَالفُحْشِ، وَعَلَيْكَ بِالوَرَعِ فِي الـمَطَاعِمِ وَالـمَشَارِبِ، وَاجْتِنَابِ مَا لَا يَحِلُّ. وَاحْرِصْ عَلَى بِرِّ الوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَبَذْلِ الـمَعْرُوفِ لِلْقَرِيبِ وَالبَعِيدِ، وَتَطْهِيرِ القَلْبِ مِنَ الحَسَدِ وَالعَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ، وَاحْذَرِ الوُقُوعَ فِي أَعْرَاضِ الـمُسْلِمِينَ. وَاجْتَهِدْ بِالقِيَامِ بِشَعِيرَةِ الأَمْرِ بِالـمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الـمُنْكَرِ، وَأَدَاءِ حُقُوقِ الأَوْلَادِ وَالزَّوْجَةِ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ، وَغُضَّ البَصَرَ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الـمُحَرَّمَاتِ فِي الطُّرُقَاتِ وَالأَسْوَاقِ وَالأَجْهِزَةِ الـمُتَنَوِّعَةِ، فَالعَاقِلُ مَنِ اتَّعَظَ بِأَمْسِهِ، وَاجْتَهَدَ فِي يَوْمِهِ، وَاسْتَعَدَّ لِغَدِهِ. فَرَحِمَ اللهُ عَبْدًا اغْتَنَمَ أَيَّامَ القُوَّةِ وَالشَّبَابِ، وَأَسْرَعَ بِالتَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ قَبْلَ طَيِّ الكِتَابِ، وَأَخَذَ نَصِيبًا مِنَ البَاقِيَاتِ الصَالِحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَتَمَنَّى سَاعَةً وَاحِدَةً مِنْ سَاعَاتِ الحَيَاةِ. أَيْنَ مَنْ كَانَ مَعَنَا فِي الأَيَّامِ الـمَاضِيَةِ؟! أَمَا وَافَتْهُمُ الـمَنَايَا وَقَضَتْ عَلَيْهِمُ القَاضِيَةُ؟! أَيْنَ بَعْضُ مَعَارِفَنَا؟ وَأَيْنَ بَعْضُ أَصْدِقَائِنَا؟ وَأَيْنَ بَعْضُ أَقَارِبِنَا؟ رَحَلُوا إِلَى القُبُورِ! أَخْبَارُهُمُ السَّالِفَةُ تُزْعِجُ الأَلْبَابَ، وَادِّكَارُهُمْ يَصْدَعُ قُلُوبَ الأَحْبَابِ، وَأَحْوَالُهُمْ عِبْرَةٌ لِلْمُعْتَبِرِينَ، فَتَأَمَّلُوا أَحْوَالَ الرَّاحِلِينَ، وَاتَّعِظُوا بِالأُمَمِ الـمَاضِينَ؛ لَعَلَّ القَلْبَ القَاسِي يَلِينُ. وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَادُمْتُمْ فِي زَمَنِ الإِمْهَالِ، وَاغْتَنِمُوا فِي حَيَاتِكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، قَبْلَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ، فَيُقَالُ هَيْهَاتَ، قَدْ فَاتَ زَمَنُ الإِمْكَانِ. فَاللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَامًا مُبَارَكًا عَلَيْنَا وَوَالِدِينَا وَأَهْلِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَبِلَادِنَا، وَاكْفِنَا اللَّهُمَّ مَا أَهَمَّنَا، وَادْحَرْ فِيهِ عَدُوَّنَا وَحُسَّادَنَا وَبِاغِيَ الفِتْنَةِ فِينَا، ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ الهُدَى وَإِمَامِ الوَرَى، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ فَقَالِ -جَلَّ وَعَلَا-: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالأَئِمَّةِ الـمَهْدِيينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمَينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الـمُوَحِّدِينَ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِكِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ الـمُعْتَدِينَ وَالنَّصَارَى الـمُحَارِبِينَ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِـهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَكَ، اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا... اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِمَا يُرْضِيكَ وَجَنِّبْهُمْ مَعَاصِيكَ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَى التَّائِبِينَ، وَاهْدِ ضَالَّ الـمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ رُدَّهُمْ إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، اللَّهُمَّ ارْفَعْ مَا نَزَلَ مِنَ الفِتَنِ ... اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا ... عِبَادَ اللهِ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]، فَاذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ يَذْكُرُكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
بِلَا رَقِيبٍ، وَيَفْرَحُونَ بِـمَا يَهْوونَ بِلَا حَسِيبٍ؛ قَالَ -سُبْحَانَهُ- عَنْهُمْ: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} [النبأ:27]. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لَا يَلِيقُ بِالـمُؤْمِنِ إِلَّا أَنْ يُعَاتِبَ نَفْسَهُ، وَأَمَّا الفَاجِرُ فَيَمْضِي قُدُمًا لَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ». فَالأَيَّامُ لَكَ لَا تَدُومُ، وَلَا تَعْلَمُ مَتَى تَكُونُ عَنِ الدُّنْيَا رَاحلًا، وَخَاطِبْ نَفْسَكَ مَاذَا قَدَّمْتَ فِي عَامٍ أَدْبَرَ، وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِعَامٍ أَقْبَلَ؟! أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِـمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الـمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية: الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحَدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى جَنَّتِهِ ورِضْوَانِهْ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا. أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ .. تَـمُرُّ اللَّيالِي وَالأَيَّامُ وَيَنْطَوِي العَامُ بَعْدَ العَامُ، وَأَثَرُ مُرُورِهَا بَادِيًا عَلَيْكَ مِنْ مَرْحَلَةِ الطُّفُولَةِ إِلَى مَرْحَلَةِ الشَيْخُوخَةِ؛ تَتَغَيَّرُ قُوَّتُكَ وَعَقْلُكَ وَمَزَاجُكَ، وَالشَّانُ كُلُّ الشَّانُ مَا هُوَ حَالُ دِينِكَ وَتَدَيُّنِكَ؟ فَأَخْطَرُ تَغْييرٍ يَتَعَرَّضُ لَهُ الـمَرْءُ بِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ وَانْصِرَامِ الأَيَّامِ هُوَ طُولُ الأَمَدِ الَّذِي يُقَسِّي القَلْبَ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَنْ يُوقِظُهُ إِلَّا فَجْأَةُ الـمَوْتِ؛ {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:22]. فَاحْفَظُوا أَيَّامَ أَعْمَارِكُمْ قَبْلَ تَفَرُّدِكُمْ فِي قُبُورِكُمْ، وَاغْتَنِمُوا أَيَّامَ حَيَاتِكُمْ قَبْلَ الفَوَاتِ، وَأَكْرِمُوا نُزُلَ عَامِكُمُ الجَدِيدِ بِالطَّاعَاتِ، وَالتَّوْبَةِ مِنَ الإِصْرَارِ عَلَى العِصْيَانِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلْمَعْصِيةِ شُؤْمًا عَظِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَوْ لَمْ يَأْتِ مِنَ الـمَعْصِيَةِ إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تَخْذِلُ صَاحِبَهَا عِنْدَ الاحْتِضَارِ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «إِنَّ الذُّنُوبَ وَالـمَعَاصِي وَالشَّهَوَاتِ تَخْذِلُ صَاحِبَهَا عِنْدَ الـمَوْتِ مَعَ خُذْلَانِ الشَّيْطَانِ لَهُ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهُ الخُذْلَانُ مَعَ ضَعْفِ الإِيـمَانِ، فَيَقَعُ فِي سُوءِ الخَاتِـمَةِ؛ قَال اللهُ تَعَالَى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:29]». فَاعْقِدِ العَزْمَ فِي مَطْلَعِ هَذَا العَامِ عَلَى تَصْحِيحِ أَخْطَائِكَ وَتَقْوِيمِ سُلُوكِكَ؛ مِنَ الـمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِي الـمَسَاجِدِ جَمَاعَةً مَعَ الـمُسْلِمِينَ، وَالتَّزَوُّدِ مِنَ الخَيْرِ وَطَلَبِ الرِّزْقِ، وَحِفْظِ اللِّسَانِ مِنَ الـمُحَرَّمَاتِ: مِنَ الكَذِبِ وَالغِيبَةِ وَالفُحْشِ، وَعَلَيْكَ بِالوَرَعِ فِي الـمَطَاعِمِ وَالـمَشَارِبِ، وَاجْتِنَابِ مَا لَا يَحِلُّ. وَاحْرِصْ عَلَى بِرِّ الوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَبَذْلِ الـمَعْرُوفِ لِلْقَرِيبِ وَالبَعِيدِ، وَتَطْهِيرِ القَلْبِ مِنَ الحَسَدِ وَالعَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ، وَاحْذَرِ الوُقُوعَ فِي أَعْرَاضِ الـمُسْلِمِينَ. وَاجْتَهِدْ بِالقِيَامِ بِشَعِيرَةِ الأَمْرِ بِالـمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الـمُنْكَرِ، وَأَدَاءِ حُقُوقِ الأَوْلَادِ وَالزَّوْجَةِ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ، وَغُضَّ البَصَرَ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الـمُحَرَّمَاتِ فِي الطُّرُقَاتِ وَالأَسْوَاقِ وَالأَجْهِزَةِ الـمُتَنَوِّعَةِ، فَالعَاقِلُ مَنِ اتَّعَظَ بِأَمْسِهِ، وَاجْتَهَدَ فِي يَوْمِهِ، وَاسْتَعَدَّ لِغَدِهِ. فَرَحِمَ اللهُ عَبْدًا اغْتَنَمَ أَيَّامَ القُوَّةِ وَالشَّبَابِ، وَأَسْرَعَ بِالتَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ قَبْلَ طَيِّ الكِتَابِ، وَأَخَذَ نَصِيبًا مِنَ البَاقِيَاتِ الصَالِحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَتَمَنَّى سَاعَةً وَاحِدَةً مِنْ سَاعَاتِ الحَيَاةِ. أَيْنَ مَنْ كَانَ مَعَنَا فِي الأَيَّامِ الـمَاضِيَةِ؟! أَمَا وَافَتْهُمُ الـمَنَايَا وَقَضَتْ عَلَيْهِمُ القَاضِيَةُ؟! أَيْنَ بَعْضُ مَعَارِفَنَا؟ وَأَيْنَ بَعْضُ أَصْدِقَائِنَا؟ وَأَيْنَ بَعْضُ أَقَارِبِنَا؟ رَحَلُوا إِلَى القُبُورِ! أَخْبَارُهُمُ السَّالِفَةُ تُزْعِجُ الأَلْبَابَ، وَادِّكَارُهُمْ يَصْدَعُ قُلُوبَ الأَحْبَابِ، وَأَحْوَالُهُمْ عِبْرَةٌ لِلْمُعْتَبِرِينَ، فَتَأَمَّلُوا أَحْوَالَ الرَّاحِلِينَ، وَاتَّعِظُوا بِالأُمَمِ الـمَاضِينَ؛ لَعَلَّ القَلْبَ القَاسِي يَلِينُ. وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَادُمْتُمْ فِي زَمَنِ الإِمْهَالِ، وَاغْتَنِمُوا فِي حَيَاتِكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، قَبْلَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ، فَيُقَالُ هَيْهَاتَ، قَدْ فَاتَ زَمَنُ الإِمْكَانِ. فَاللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَامًا مُبَارَكًا عَلَيْنَا وَوَالِدِينَا وَأَهْلِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَبِلَادِنَا، وَاكْفِنَا اللَّهُمَّ مَا أَهَمَّنَا، وَادْحَرْ فِيهِ عَدُوَّنَا وَحُسَّادَنَا وَبِاغِيَ الفِتْنَةِ فِينَا، ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ الهُدَى وَإِمَامِ الوَرَى، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ فَقَالِ -جَلَّ وَعَلَا-: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56]. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالأَئِمَّةِ الـمَهْدِيينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمَينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الـمُوَحِّدِينَ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِكِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاليَهُودِ الـمُعْتَدِينَ وَالنَّصَارَى الـمُحَارِبِينَ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِـهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَكَ، اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا... اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُمْ لِمَا يُرْضِيكَ وَجَنِّبْهُمْ مَعَاصِيكَ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَى التَّائِبِينَ، وَاهْدِ ضَالَّ الـمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ رُدَّهُمْ إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، اللَّهُمَّ ارْفَعْ مَا نَزَلَ مِنَ الفِتَنِ ... اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا ... عِبَادَ اللهِ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]، فَاذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ يَذْكُرُكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1627927723_موعظة نهاية العام 24-12-1441.docx
منصور بن هادي
جزاك الله خير الجزاء
ونفع الله بك وسدد خطاك
تعديل التعليق