موعظةُ القُلوبِ الغافلةِ  

أحمد بن عبدالله الحزيمي
1441/06/04 - 2020/01/29 19:08PM

 

موعظةُ القُلوبِ الغافلةِ  

الحمدُ للهِ جامعِ الناسِ ليومِ لا ريبَ فيهِ، عالمِ ما يُسِرُّه العبدُ وما يُخفيهِ، أحصى عليه خَطرَاتِ فِكرِه وكلماتِ فِيهِ، أحمدُهُ سُبحانَه وأتوبُ إليهِ وأستغفرُهُ وأَستهدِيهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، غافرُ الذَّنبِ، وقابِلُ التَّوبِ، شديدُ العِقابِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الأوَّاهُ المُنيبُ، أخشانَا للهِ، وأحفظَنَا لحُدُودِهِ، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن حُمِدَتْ في الإسلامِ سِيرتُهُ ومَساعِيهِ، وسَلِّم تَسلِيمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:

فيا عبادَ اللهِ:

اتقوا اللهَ تعالى بامتثالِكُم لأوامرِهِ، واجتنابِكُم لِما نَهى عنه وزجَرَ، وتودَّدُوا إليهِ بالإكثارِ مِن الصالحاتِ، والمسارعةِ إلى الطاعاتِ، ولُوذُوا بجَنَابِه مُتذلِّلينَ مُنكسرِينَ، تَائبينَ مِنْ ذُنُوبِكُم مُستغفرينَ، تَنالُوا مَغفرَتَه وعَفوَهُ ورَحمتَهُ، وتَفوزُوا بثَوابِهِ ونَعيمِهِ، وتَكونوا مِنَ المفلِحِينَ.

فاللهَ نَسألُ أن يغفرَ لنا ذُنوبَنَا، وأنْ يُعينَنَا على ذكرِهِ وشكرِهِ وحسنِ عِبادتِهِ، اللهمَّ اغفر لنَا ما قدَّمنا، وما أخَّرنَا، ومَا أَعلنَّا، ومَا أَسررنَا، وما أنتَ أَعلَمُ بهِ مِنَّا، أنتَ المقدِّمُ، وأنت المؤخرُ، لا إله إلا أنتَ.

أيها الإخوة:

شيخٌ كبيرٌ هَرِمٌ، قد احْدَوْدَبَ ظهرُه، وابيضَّ شعرُه، وسقطَ حَاجباهُ على عَينَيْهِ، يجرُّ خُطواتِهِ نحو المصطفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قد عَلاهُ الأَسى، وامتلأ قلبُه مِنَ الرَّجاءِ، فيقِفُ على رأسِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيقولُ: يا رسولَ اللهِ، رَجُلٌ غَدَرَ وَفَجَرَ، لَمْ يَدَعْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ، لَوْ قُسِّمَتْ خَطِيئَتُهُ بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَوْبَقَتْهُمْ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ؟» فَقَالَ: أَمَا أَنا، فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ اللَّهَ غَافِرٌ لَكَ مَا كُنْتَ كَذَلِكَ وَمُبِدِّلٌ سَيِّئَاتِكَ حَسَنَاتٍ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَغَدْرَاتِي وَفَجْرَاتِي قَالَ: «وَغَدْرَاتَكَ وَفَجْرَاتَكَ»، قَالَ: فَوَلَّى الرَّجُلُ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ مِن شِدَّةِ الفرَحِ حتَّى توارَى عن أَعينِ النَّاسِ" رواه الطبرانيُّ والبَزَّارُ وصحَّحه الهَيثمِيُّ والألبانيُّ.

عبدَ اللهِ:

مَهمَا كَثُرَ عَليكَ حَديثُ التَّوبةِ ومَهمَا طَرَقَ مَسمعَكَ وبَصرَكَ حَديثُ الموعظةِ فلا تتَضجَّرْ ولا تَتأفَّفْ بل الأولى والأحسنُ أنْ تَفرحَ بدَاعِي الرحمنِ وعَطايَاهُ.

كلُّنَا وبلا استثناءٍ محتاجُونَ للتوبةِ, محتاجونَ لمن يُذكِّرُنَا باللهِ تعَالَى, لِمَنْ يُرقِّقُ قلوبَنَا لِمَنْ يُقرِّبنَا إلى رَبِّنَا أكثرَ وأَكثرَ.

يقولُ اللهُ تعالَى: {‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}‏‏.

في هذهِ الآيةِ خِطابٌ لنَا مِن رَبِّ العِزِّةِ. فيه مِنَ الجمالِ ما يعجَزُ اللسانُ عن وَصفِه! تَأمَّلْ قولَ اللهِ {يا عِبادِيَ} وتِلكُمُ الطمأنينةُ التي تَنبعِثُ مِن بَينِ الحُروفِ والكلماتِ! فمَهمَا كَانتْ ذُنوبُكَ وزَلاتُكُ فلا تَجزعْ ولا تَيأسْ مِن مَغفرَةِ اللهِ، فَقطْ أَقدِمْ إلى اللهِ واسْتغفِرْهُ تَجدْهُ سُبحانَه غَفوراً رَحِيماً، يَقولُ اللهُ تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً" رواه الترمذيُّ وحسَّنَه الألبانيُّ.

أيها الأَخُ المباركُ:

مهمَا كانَ انهمَاكُكَ في الدنيا ومهمَا كانتْ أعمالُكَ كثيرةً وارتبَاطَاتُكَ عَديدةً ومهمَا أَشغَلتْكَ الدُّنيَا ببريقِهَا وزُخرُفِهَا وجَمالِهَا. هناكَ لَيلتانِ اثنتانِ يجبُ على كلِّ واحدٍ مِنَّا أَن يجعلَهُمَا نُصبَ عَينيهِ؛ ليلةٌ في بيتِهِ مُنعَّمًا سعيدًا مع أهلِهِ وأَطفالِهِ وأَصحابِهِ في صحةٍ جَيدةٍ وعَيشٍ رَغيدٍ. وليلةٌ تَليهَا حَلَّ فيها الضعفُ مكانَ القوةِ، والحزنُ مكانَ الفَرَحِ، والسكراتُ مكانَ الضحكاتِ؛ فلا القوةُ تَنفعُ القَويَّ ولا الذَّكاءُ يَنفعُ الذَّكيَّ ولا المالُ يَنفعُ الغَنيَّ، يقولُ اللهُ سبحانه وتعَالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ  لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾
 عبادَ اللهِ:

كلُّنَا نَعرِفُ ذُنوبَنَا، ونَعرِفُ مَعاصِينَا، ونَعرِفُ السِّيئاتِ التي نُمارِسُهَا ونَفعَلُهَا، ونُكثِرُ منهَا ونُدمِنُهَا، فما علينا إلاَّ أنْ نُقبِلَ على اللهِ، وننطَرحَ بينَ يَديِ اللهِ، ونَسألُه العفوَ والغفرانَ، والصفحَ والأمانَ، والمغفرةَ والإحسانَ، وتوبةً تُجلِي أنوارُها ظُلماتِ الإساءةِ والعصيانِ، فإنَّ ربَّنا رحيمٌ غفورٌ كريمٌ منَّانٌ، يفرحُ بتوبةِ عبدِه إذا تابَ إليهِ واستكَانَ: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}.

ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تعالى يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" أي تَخرُجُ رُوحُه, رواهُ أحمدُ وحسَّنه الألبانيُّ.

وماذَا لو انتقلنَا في لحظةٍ واحدةٍ مِن عَالَمِ الدنيا إلى عالَمِ الآخرةِ، ومِن هذه الحياةِ إلى حياةِ القَبرِ والبَرزخِ؟

 ماذا سنقولُ لربِّنَا عن تفرِيطِنَا وتَقصِيرِنَا؟

 وكيفَ سَنقابِلُ اللهَ ونحنُ مُلوَّثونَ وملطَّخونَ بمعاصِينا وآثَامِنَا؟

 وكيفَ سَنعتذِرُ في يومٍ لا ينفعُ فيهِ الاعتذارُ ولا تُجدِي فيه الحسراتُ ولا تنفعُ فيه الأنَّاتُ والآهاتُ؟ {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.

اللهمَّ إنَّا نشكو إليكَ غَفلتَنَا، ونتوبُ إليكَ مما فعلَتْه أيدِينا، وارتكبَتْه أنفُسُنَا، ونَستغفرُكَ مما عَلِمْنا مِن خطايانا ومَا لَم نَعلَمْ.

فاستغفروه سبحانه وتوبوا إليه.

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِِ وكفَى، وسلامٌ علَى عبادهِ الذينَ اصطفَى، وأشهدُ أنْ لَا إلهَ لَا إلهَ وحدهُ لَا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ، أمَّا بعدُ:

يُحكَى أنَّ مَيمونَ بنَ مِهرَانَ لقِيَ الحسنَ البصريَّ، المعروفُ بزهدِهِ وورَعِهِ، فقال له مَيمونُ: "قَد كُنتُ أُحِبُّ لِقاءَكَ فعِظْنِي؟ فقرأَ عَليهِ الحسنُ البصريُّ -رحمهُ اللهُ- قولَ اللهِ سبحانه وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِن مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} فقالَ: عليكَ السلامُ أبَا سَعيدٍ، لقد وَعظْتَ فأَحسنْتَ الموعظةَ".

أيها المباركونَ:

مِن كَثرةِ انهماكِ كثيرٍ مِنَ الناسِ في الدنيا وانغمَاسِهِمْ بها صارَ حَالُ بَعضِ الناسِ أنه يَعيشُ وكأنَّه لا يُصدِّقُ أنَّ في الدنيا موتاً؟ فهم يَقرؤونَ المَواعظَ، ويسمعونَ النُّذُرَ فيظنُّونَ أنها لغيرِهِم؟ ويرونَ الجَنائزَ ويمشونَ فيها ويتحدثونَ حَديثَ الدنيا والآمالِ والأمانِي .. وكأنَّهم لن يَموتُوا كما مَاتَ هَؤلاءِ الذين يمشونَ في جَنائزِهِم، وكأنَّ هؤلاءِ الأمواتَ مَا كانوا يوماً أحياءً مثلَهُم، في قلوبِهِم آمالٌ أكبرُ مِن آمالِهِم، ومَطامعُ أَبعدُ من مطامِعِهِم؟

عبادَ اللهِ: تَمرُّ علينا الأيامُ سِراعاً، وتُطوَى الليالي كالبَرقِ، انقضاءُ يَومٍ يَتلوهُ يَومٌ، وشَهرٌ يَتبعُهُ شَهرٌ، وعامٌ يَليهِ عَامٌ، ونَحنُ لا نَزالُ كمَا كنَّا لم نَتقدَّمْ وحَالُنا كما هو حَالُنا لَم يَتغيَّر،  أَلهتْنا الدنيا عن أداءِ صَلواتِنَا، وحالتْ بَيننَا وبينَ القِيامِ بعبادَاتِنَا، وأَوقعتْنَا في ارتكابِ ما يُغضِبُ اللهَ، طَمعاً في مَتاعِهَا الزَّائلِ، وغُرورِهَا الذَّاهبِ، يقولُ اللهُ تبارك وتعالى محذِّراً لنا مِن غُرورِهَا، وداعياً إيَّانا إلى الانتباهِ مِنَ الوقوعِ في مَفاتِنِهَا وشِباكِهَا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.

رُبَّ إنسانٍ مِنَّا أشرفَ -يوماً من الأيامِ- أو كادَ أن يَقعَ في حادثٍ، وربما أصابه مَرضٌ شَديدٌ ظنَّ أنَّ فيه حَتفَهَ وهَلاكَهُ، وربما شاهدَ أباهُ أو أخاهُ أو قَريبَه وهو يَلفِظُ أنفاسَهُ، وربما وَضعَ الإنسانُ يَديْهِ على رَأسِهِ -يوماً مِن الأيامِ- وهو يَظنُّ أنه في آخرِ أيامِهِ ولياليِهِ، أو آخرِ سَاعاتِهِ ودَقائِقِ عُمُرِهِ، ثُم أنجاهُ اللهُ مِن ذلك، لكنَّ القلبَ بعدهَا مَا ازدادَ إلا قسوةً، والنفسُ ما ازدادتْ إلا إِعرَاضاً، {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} جَديرٌ بكَ عبد الله أن تَختلِيَ بنفسِكَ لحظةً وتتساءلَ: هذه المواعظُ التي سِمعتُ وأَعظمُهَا مَواعظُ رَبِّنَا عزَّ وجلَّ ، هذه المواعظُ التي سَمعتُ، بل هذه المواعظُ التي رأيتُ أين كانَ مَصيرُها؟!

هَل زادتِ العبدَ قُرباً منَ اللهِ عزَّ وجلَّ؟!

هل زَادَتْهُ بصيرةً في نفسِهِ؟ هل زادتْهُ خَوفاً مِنَ اللهِ؟!

هَل زادتْهُ رغبةً في الجنةِ؟! هل زادتْهُ خوفاً مِنَ النارِ؟!

هل زادته إقبالاً على الطاعةِ؟! هل زادته إعراضاً عنِ المعصيةِ؟!

معاشرَ المسلمينَ:

الإنابةَ الإنابةَ، قبل غَلقِ باب الإجابةِ، والغنيمةَ الغنيمةَ، بانتهازِ الفُرصةِ. فما منها عِوضٌ، ولا لها قيمةٌ، فمَن أَصبحَ أو أَمسَى وهو على غَيرِ تَوبةٍ، فهو على خَطرٍ؛ قال سبحانَه وتعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ تعالى أن يَسَّر للمذنبينَ طَريقَ التوبةِ والهدايةِ والرجوعِ إلى الصراطِ المستقيمِ، بلْ مِن نِعَمِ اللهِ أن جعلَ لهُم بابَ التوبةِ مَفتوحاً على مِصرَاعيْهِ لمن أرادَ أن يتوبَ توبةً نصوحاً لا يُصَدُّ عنه قَاصدٌ، ولا يُغلَقُ في وجهِ لاجئٍ أياً كانَ وأياً ما ارتكبَ مِنَ الذنوبِ والآثامِ.

صلوا وسلموا على خير خلقه كما أمركم ربكم بذلك.

 

اللهم أحينا على ملته وأمتنا على سنته وانفعنا يوم القيامة بشفاعته واحشرنا إلى الجنة في زمرته.

اللهم كما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

صل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تابعهم بإحسان إلى يوم الدين

 اللهم اجعلنا من الذين إذا أعطيتَهم شكروا وإذا ابتليتَهم صبروا وإذا ذكَّرتَهم ذَكروا، واجعل لنا قلوبًا توابة، لا فاجرةً ولا مرتابة.

  • اللهم وفقْنا للصالحاتِ قبل المماتِ، وأرشدْنا إلى استدراكِ الهفواتِ من قبل الفواتِ. وألهمْنا أخذَ العُدةِ للوَفاة قبل المُوافات،
  • اللهم احفظ بلادَنا بالأمنِ والإيمانِ وتحكيمِ شرعِك، يارب العالمين
  • اللهم عُمَّ أوطانَ المسلمين بالخيرِ والسلامِ، وحقق للمسلمين جميعًا اجتماعَ كلمتهم، وصلاحَ أحوالهم.
  • اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضاه ووفقه لخير البلاد والعباد
  • اللهم واحفظْ جنودَنا في حراساتِهم وثكناتِهم وتفتيشاتِهم، واخلفُهم في أهليهم بخير.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

 

المرفقات

موعظة-القلوب-الغافلة

موعظة-القلوب-الغافلة

المشاهدات 2515 | التعليقات 0