موضوع متجدد : مفكّرة درر و فوائد تنفع الخطيب
رشيد بن ابراهيم بوعافية
المشاهدات 15082 | التعليقات 23
الشيخ رشيد بو عافية
سلام الله عليك ورحمته وبركاته يسرنا والله تفاعلكم الملحوظ ومشاركاتكم الطيبة والنافعة وهمتكم المباركة وحسكم المتيقد والمتوهج.
كتب ربي أجركم ونفع بكم الدين والدنيا
ونود أن نخبركم أن ما طرحتموه في هذه الزاوية فكرة مباركة ونطمح أن يشارك الجميع فيها كما نحيطكم أننا سننقلها إلى مكانها المخصص لها (https://khutabaa.com/forums/المنتدى/134698)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : أحسن الله إليك أستاذ زياد ، والله أنتم و إخوانُنا الإداريّون من يستحقُّ الشُّكر حقًّا :
الناسُ يُعجبُهم جمالُ البناءِ و تأسرُهُم روعةُ التصميمِ . . ولكن لا أحدَ منهم يُثني على القاعدةِ التي يقومُ عليها الجمالُ الفتّانُ والتصميم الرائع ! .
الناسُ لا يرونَ إلاَّ الجزء البارز من الجبل فيتعجّبون من عظمته ، ولو أنصفوا لتعجّبُوا من عظمةِ الوتَدِ الذي يقوم عليه ! فهو أكبر و أجل !
ولو عقَل النّاس . . لعلمُوا أنَّ الكُلَّ قائمٌ بالله . . الحيّ القيُّومِ ! : قال سبحانه : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) [ فاطر : 41 ] .
في صحيح الجامع ( 2613 ) عن أبي هريرة [FONT="]رضي الله عنه : أن رسول الله [FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT] مرَّ به وهو يغرس غرسا فقال :" يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ " . قال : قلت غراسا لي ، فقال [FONT="]صلى الله عليه وسلم [/FONT] :" ألا أدلك على غراس هو خيرٌ لك من هذا ؟! "قال : قلتُ بلى يا رسول الله !، فقال رسول الله [FONT="]صلى الله عليه وسلم [/FONT] :" قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يُغْرَسُ لك بكل واحدةٍ شجرةٌ في الجنة " .
[/FONT]
تعليق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - [FONT="] وهو يعلمُ ما يفعلُ أبو هريرة وينظُرُ ما يصنع - " يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ "، فقال أبو هريرة[FONT="] رضي الله عنه[/FONT] :" غراسا لي يا رسول الله " . [/FONT][FONT="] لو كانَ غيرُ النبي[FONT="] صلى الله عليه وسلم لقال بعد ذلك قاتلاً للأوقات، ومضيّعًا للدقائق والساعات الغالية : إنَّهُ جميل،ما أجملَ الخُضرَةَ والبهجة!، بكم اشتريتَ هذا الغراس ؟ ومن أين أتيت به ؟، هل تنوي غرسَهُ في الطول أم في العرض ؟، وهل لكَ أن تعطيني واحدًا أغرسهُ أمام بيتي ، ثم يستمرُّ الحديثُ في أحسن أحواله في الدنيا و اللغو وقتل الأوقات واللحظات، ورُبَّما دخلَ الحديثُ في الكذب والبهتان،و الغيبة والنميمة والكبر ..![/FONT]
[/FONT][FONT="]ينتقل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة من ضيقِ الدنيا إلى سعةِ الآخرة ، ومن زادِ الفناءِ إلى زادِ البقاء : [/FONT][FONT="]" ألا أدلك على غراس هو خيرٌ لك من هذا ؟! " . . [/FONT][FONT="] فلو جعلَ المسلمُ هذا الهمَّ هدفًا يعيشُهُ ، ورمزًا يتميَّزُ به اجتماعه وكلامه لنالَ من الأجر الكثير، ولحقَّقَ من النفع[/FONT][FONT="]ِ[/FONT][FONT="] الخيرَ الكثير . . !
[/FONT]
جزاكم الله خيرا على ما تقدمون ونفع بما تقولون
[font="] في صحيح الترغيب والترهيب[/font] ( 2853 ) عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علّمني عملا يدخلني الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" إن كنت أقصرت الخُطْبَة لقد أَعْرَضْتَ المسألة: أعتق النَّسَمَة وفُكَّ الرَّقَبَة، فإن لم تُطِقْ ذلك فأطعم الجائعَ واسْقِ الظَّمْآن ، وأْمُرْ بالمعروفِ وانْهَ عَنِ المُنْكَر ، فإن لم تُطِق ذلكَ فَكُفَّ لسَانَكَ إلاَّ عَنْ خير".
تعليق : : الأعراب أقوامٌ ظاهرُهم كباطنهم وباطنهم كَظَاهِرِهِم ، لهجَتُهُمصادقةٌ في السؤال عن الدين للتطبيق والعمل..لا يُشعِّبُون على أنفسهم السُّبلَ والمسائل خشيةَ أن تتفرَّقَ بهم عن السبيل الصحيح المقصود:-هذا أحدهم سمعتموهُ يقولُ:" علِّمني عملاً يُدخِلُني الجنَّة ؟" فيسألُ عن العمل والجنَّة..
-وآخَرُ ثائرُ الرَّأسِ يقول :" يا رسولَ الله ؛ الرَّجلُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحَق بهم ؟" ( حسن : سنن الترمذي 3535 ) أي ليس له من العمل مثلَ ما لهم ولكنَّهُ يحبُّهم صادقًا من قلبه ويجتهدُ في اللَّحاقِ بهم ..
-وآخرُ يسألُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عمَّا أوجب اللهُ عليه،ثمَّ يقول :" والذي بعثك بالحق لا أدع منهنَّ شيئًا ولا أجاوزهن" ( صحيح : سنن الترمذي 619 ) ..
-وآخرُ يسمعُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:" إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها" فيسألُ عن المفيدِ الأهمِّ فيقُول:" لمن هيَ يا رسول الله؟ " [ حسن : سنن الترمذي 1984 ] .
-وآخرُ يدخلُ في عُجالة فيقول:" يا رسول الله أيُّ النَّاسِ خير " ( صحيح : مشكاة المصابيح 2270 ) ، وآخر يقول : " أيُّ الأعمال أفضل؟ " ( صحيح :سنن النسائي 3105 ) ، فيسألون عن خير النَّاسِ و عن خيرِ العمل . . !
[font="]ما أحوجَنا إلى وضوح وبساطة الأعراب . . وآهٍ ثمَّ آآآآآ هٍ من عصرٍ قضَى علينا فيه الزَّخَمُ و التكاثُر . . !
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]
[/font]
[FONT="] في البخاري ومسلم عن حذيفةَ[/FONT] رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:" إن رجلا( ممَّن كان قبلكم) لم يعمل خيرا قط وكان يُدَايِنُ الناس فيقول لرسوله: خُذْ ما تيسَّرَ واترُكْ ما عَسُرْ، وتجاوز لعلَّ اللهَ تعالَى أنْ يَتَجَاوَزَ عنَّا ،فلمَّا هَلَكَ (تلقَّتهُ الملائكةُ فقالوا: هل عملتَ من الخير شيئًا؟ "، قال: لا، قالوا :تذكَّر !، قال : " ما عملتُ من الخير إلاَّ أنّي كَانَ لي غلامٌ وكنتُ أداينُ النَّاسَ فإذا بعثته ليتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما عَسُرْ، وتجاوز لعلَّ الله يتجاوز عنا، فقال الله تعالى : " نحنُ أحقُّ بذلك منك ، تجاوزوا عنه ( فدخلَ الجنَّة )"[هذه الرواية بمجموعها هكذا : في البخاري(2077) ، ومسلم (1650) ، والنسائي(4694) ].
تعليق : تأمَّلْ كم في هذا الحديث العظيم من الدروس والعبر ، هاكَ منها فائدتين ولكَ أن تستخرج الباقي ..!
الفائدة الأولى : انظُر كيف غفرَ اللهُ جلَّ جلاله لهذا الرَّجل حينَ اعترفَ قلبُهُ بالتقصير والزَّلل ، وحين علِمَ أنَّ له ربًّا يرحمُ ويغفر ! : و انظر كيف غفرَ للمرأة البغيّ التي سقت كلبًا حينَ تحرَّك قلبُها بالرحمة ، وكيفَ غفرَ للرَّجل الذي قال له صديقُه : "والله لا يغفرُ اللهُ لكَ أبدَا " ، فغفرَ اللهُ له برحمته الواسعة وأدخلَ القائلَ النَّار، وكيف غفرَ للرجُل الذي نزعَ الغصن من الطريق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة "SIZE=2][B]حسن صحيح : سنن أبي داود 5245[/B][/SIZE. . ، إنَّهُ حين يستحضرُ القلبُ هذه الآثار يحسنُ تعبُّدُه لله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وكلّما كان العبدُ بالله أعرفَ كان منه أخوف . .
الفائدة الثانية : أيها الدُّعاة ؛ التفتُوا قليلاً إلى المقصّرين في جنب الله . . ! ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم :"الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"SIZE=2][COLOR=black][B]صحيح الجامع : 3522[/B][/COLOR][/SIZE،وأخصُّ أنواعِ هذه الرحمةِ الرحمةُ القلبية، أعنِي رؤيةَ الخير الكامن في قلوب المقصّرين ، ومدُّ اليدِ المتوضِّئة لاستخراج الخير من هذه القلوب التي سنُسأَلُ عنها بين يدي الله عز وجل : في البخاري عن عمر رضي الله عنه أن رجلا اسمه عبد الله يلقب حمارا ، كان يضحكُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم،وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمرَ به فجُلد ، فقال رجل من القوم : اللهُمَّ العنه ، ما أكثر ما يؤتى به !، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنوه فو الله ما علمت إنَّهُ يحب اللهَ ورسوله"[البخاري 6780] ، وفي رواية : " لا تكونوا عونَ الشيطان على أخيكم"[البخاري 6781 ]. أين من يُدركُ اليومَ الخيرَ في قلب رجل يشرب الخمر . . ؟ وأين من يرى أنَّهُ يمكن أن يوجدُ من يشرب الخمر ولكنّه يحبُّ اللهَ ورسُوله . . ؟! وكيفَ يتَصَوَّرُ هذا الحبْ . . وكيفَ ينبغي أن يُسْتثمَر . . ؟!
يا للأسف ! . . إنَّنا لا نزالُ نعجِزُ عن رؤية مثل هذا الحب في قلوب المتقين فكيف بقلب رجُل سكِّير. . ؟!
إنََّنا لا نزالُ نعجِزُ عن رؤية مثل هذا الحبِّ في قلوب من يعملون الخير،فكيف بمن لم يعمل خيرًا قط . . ؟!
استهلال لابن نُباتَة ( ت 374 هـ ) :
قال - رحمه الله - "
الحمدُ للهِ السَّريعِ حسابُه ، المنيعِ حِجابُه ، الوبيلِ عِقابُه ، الجزيلِ ثوابُه ، الذي جلَّ عن تمثيلِ القياس ، وعَظُمَ عن إدراكِ الحواس ، وتعالى عن الأنواعِ والأجناس ، وعمَّ بفضلِهِ كافَّةَ الجِنَّةِ و النَّاس .
أحمدُهُ والحمدُ من نِعَمِه ، وأستزيدُهُ من فضلِهِ وكرَمِه .
و أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، شهادةً لا لغوَ في مقالِها ، ولا انفِصالَ لاتّصالِها .
و أشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسُولُه ، بعثَهُ بأنوَرِ منار ، و أشهَرِ شِعار ، وأكثرِ فَخَار ، من أطهرِ بيتٍ في مُضَرَ بنِ نِزَار .
صلّى الله عليهِ آناءَ الليلِ وأطرافَ النّهار ، وعلى آلِهِ المصطَفَين الأخيار ، وسلَّمَ تسليمَا .
أيها النّاس : ] ( شرح خطب ابن نباتة - ص 15 - دار الكتب العلمية - بيروت ، لبنان - ط 1 - 2007م ) .
ترجمة قصيرة : هو الإمام البليغ خطيب زمانه أبو يحي عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نُباتة الفارقي ، صاحب الديوان الفائق في الحمد والوعظ ، كان خطيبًا للملك سيف الدولة ، وقد اجتمع بأبي الطيّب المتنبّي ، وكان فصيحًا بليغًا مفوّهًا ، بديع المعاني جزل العبارة ، و كان ذا خيرٍ وصلاح . توفي سنة ( 374 هـ ) ، وانظر ترجمته كاملة في : سير أعلام النبلاء ( 10/227 ) ، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ( 2/130 ) ، معجم المؤلّفين لكحّالة ( 2/135 ) .
[FONT="] يقول سفيان بن عيينة - رحمه الله- : "[/FONT] لما بلغتُ خمس عشرة سنة دعاني أبي فقال:"يا سفيان قد انقطعت عنك شرائع الصبا،فاحتفظ من الخير تكن من أهله،ولا يغرنَّكَ من اغترَّ بالله.."قال سفيان:" فجعلتُ وصيَّة أبي قبلةً أميلُ معها ولا أميلُ عنها"[1].
وهذا الإمام سعيد بن المسيب-عليه رحمة الله- يقول:"يا بني لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك،رجاء أن أُحفَظَ فيك،وتلا قوله تعالى:﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾(الكهف:82)"[2].
تعليق : ما ضرّ الآباءَ لو كانوا كسفيان و سعيد ؟!
والله من أعظم المِنَنِ على الذُّرّية أن يُقيّضَ اللهَُ لها من الأولياء من يمتلكُ رؤيةً تربويَّةً ناضجة يهدي بها الذريَّة سبيل الرشاد ، و يرسُمَ لها معالم التميُّز ، ويُيَسّرَ لها أسباب النبوغ والارتقاء . . إنَّها الرؤيةُ التي يُكتَسبُ بها الكرامة والمجد والنُّبل، والطريقُ الذي يُحفظُ به الآباءُ في أولادهم وأحفادهم وإن اندثر منهم العنصرُ الترابي في الحياة . . !
انظروا أحبّتي في أثرِ هذه الرؤية و ماذا تُثمرُ في الحياة :
هذا نابغةٌ مرَّ بالدنيا فتركَ أربعينَ ألف حديث هي أضخمُ موسوعة في سنَّة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ما هي أسبابُ نبوغه وقد نشأ يتيمًا فقيرًا مُعدَمَا . . ؟! :
إنَّها والدتُهُ التقيَّة العابدةُ الزَّاهدة ، كانت-رحمها الله- مثالاً للأم الناضجة صاحبة الرسالة في الحياة ، مات زوجها بِمَرْو وهي في العشرينات من عمرها ، فتحملت الفقر و ضحت بالشباب لتكون متفرغة لابنها أحمد ، يقول الإمام أحمد- رحمه الله - : " كانت أمي تلبسني اللباس ، وتوقظني ، وتُحمي ليَ الماءَ قبل صلاة الفجر وأنا ابن عشر سنوات" ثم تتخمَّرُ بخمارها وتتغطَّى بجلبابها وتذهب به إلى المسجد.. أدََّبته فأحسنت تأديبه،فلمَّا بلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة وجمع علم بغداد ، دفعته أمُّهُ إلى الرحلة في طلب الحديث ، صنعت له عشرةَ أرغفة من الشعير ، ووضعت معها شيئًا من الملح ثم قالت له:" أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه".
إنَّ هذا الإمام العلاََّمةَ مرَّ بالحياة فتركَ أربعين ألف حديث في المسند،وتركَ مع ذلك: وَلَدَهُ عبدَ الله بنَ أحمدَ بنِ حنبل عالمًا من علماء المسلمين،وولَدَهُ صالحَ بنَ أحمدَ بنِ حنبل عالمًا من أكبر علماء المسلمين..
*** وهذا شيخ الإسلام حينما كان صبيًّا له من العمر سبعُ سنوات هاجرت أسرتُهُ من حَرَّان فاختارت دمشق ، خرجت ليلاً مع والده وجدّه فرارًا من التتار . .
العجيبُ أنّها خرجت تدفعُ وتجرُّ مركبةً مليئة بالكُتُب والبحوث والرسائل العلمية التي تحمل تراث الأسرة العلمي مع نفائس الكتب والمصنفات..[3] ، ولو كان غيرُ هذه الأسرة لكان يدفعُ مركبةً مليئةً بالخبز والدّقيق و الشّحم . . !
وشتّان بين العَرَبتين كما بين الأسرتَين . . !
فعلّم ما استطعت لعلّ جيلاً ** سيأتي يصنع العجبَ العُجابَا
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]- صفة الصفوة(2/106).[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] - مجموع رسائل الحافظ ابن رجب(3/101).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]- رجال الفكر والدعوة للندوي(2/48).[/FONT]
في الصحيحة ( 906 ) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أَحَبُّ النّاسِ إلى اللهِ تعالى أنفَعُهُم للنّاس ، وأحبُّ الأعمَالِ إلى اللهِ عز وجل سُرورٌ يُدْخِلُهُ على مُسلم ، أو يَكْشِفَ عنهُ كُرْبَة ، أو يَقْضِيَ عنهُ دَينًا ،أو يَطْرُدَ عنهُ جُوعًا ،ولأن أمشِيَ مع أخٍ في حاجَةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجِدِ ( يعني مسجد المدينة ) شهرًا ، ومن كفَّ غَضَبَهُ ستر الله عورَتَهُ ، ومن كَظَمَ غيظَهُ _ ولو شاء أن يمضيه أمضاه _ مَلَأَ اللهُ قلبَه رجاءً يوم القيامة ، ومن مَشَى مع أخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتهيأ لهُ أثبتَ اللهُ قدمَهُ يوم تزُولُ الأقدام ".
أحبُّ النّاس إلى الله جلَّ جلالُهُ أنفعهُم للنَّاس لا لنفسه . . !
قائمُ الليل بالصَّلاة حبيبٌ إلى الله عزَّ وجل . . وقائمُ الليل في حاجَةِ الأرملَةِ والمِسكينِ أحبُّ إلى الله منه ؛ لأنَّ الأوَّلَ ساعٍ في نفع نفسه وإن كان في طريق الآخرة ، والآخَرُ ساعٍ في نفع الآخرين فأعطاهُ اللهُ أعظمَ ما يُعطي عبادَهُ الصالحين . .
شهرُ اعتكافٍ من الأوّلِ في مسجدِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم يفوقُهُ بعضُ خطواتٍ من الثاني في فكّ كُربةٍ أخويَّة . . ، وفرقٌ كبيرٌ بين النَّفسين ، وبين القلبين ، و بالتالي بين الأجرين . . ! و صدقَ من قال : إنَّما السيرُ سيرُ القلب ! .
رشيد بن ابراهيم بوعافية
[ عن عمر بن الخطاب[font="] رضي الله عنه أنه قال لأصحابه يوما : تَمَنَّوا ! . [/font]فقال بعضهم : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهبا أنفقه في سبيل الله وأتصدَّق . وقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة زبرجدا وجوهرا فأنفقه في سبيل الله وأتصدَّق . فقال رضي الله عنه : تَمَنَّوا ..! . فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين ! ، فقال عمر رضي الله عنه : " أتمنى لو أنها مملوءةٌ رجالاً مثل أبي عبيدةَ بنِ الجرَّاح ، ومعاذِ بن جبل ، وسالم مولى أبي حُذَيْفَة ، وحُذَيْفَةَ بنِ اليمان فأستعملهم في طاعة الله عز وجل ! " ] . [ القصّة رواها الحاكم في المستدرك بسند صحّحه ( 3/ 252- ح 5005 ) ، ووافقه الذهبي ، وابن سعد في الطبقات ( 3/220 ) ، وأبو نعيم في الحلية ( 1/ 102 ) ، واسماعيل بن محمد الأصبهاني في (سير السلف الصالح 2 /650 ) ، وابن أبي الدنيا في المتمنّين ( 1/89 ) ، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم ( 6/156 ) ] .
تعليق : نظرةٌ عُمريَّةٌ فقِهت سُنَّةَ اللهِ تعالى في النَّهضةِ والتغيير ، الحق في حاجةٍ إلى الاستثمار في الرّجال ! .
فقد يكون في الأمَّة كثيرٌ من الذهب والفضةِ . . والزُّبرجدِ والياقوت . . ليُنفقَهُ الصَّالحونَ مرَّة . . ثمَّ يموتُ الصَّالحون . . فيتوقَّفُ الإنفاقُ والصَّدقة . . !
وقد يكونُ في الأمَّةِ من ينصرُ الحقَّ ويتكلَّمُ الصِّدق ، ثمَّ يموتُ الصَّالحون . . فتموتُ الكلمات . . وتعودُ الغفلةُ إلى الحياة . . !
وقد يكون في الأمة زخمُ أرقام ، وضخامةُ أموالٍ و أجسام . . .ولكنَّ الامتحاناتِ و الحقائقَ أثبتت تراجع الأرقامِ والأجسام عندما يحتاجُ أصحابُها إلى الدنيا أو يحتاجُهُم الحقُّ والإيمان . . سنَّةَ اللهِ في الأرقامِ والأجسام ولن تجدَ لسنَّةِ اللهِ تبديلاَ . . !
فالاستثمار الحقيقي في الرّجال أيُّها الأبطال ! .
[font="][/font]
تعديل التعليق