موجات الإرهاب أصوله وواقعه ونتائجه

عبد الله بن علي الطريف
1435/11/01 - 2014/08/27 21:27PM
موجات الإرهاب أصوله وواقعه ونتائجه 13/9/1435هـ
أيها الإخوة: لقد أبى أهل الشر من أهل الفكر الضال أن يسلموا لنا رمضان للنعم بالطاعة فكدروا صفوة فبينما المسلمون يؤدون شعائر أول جمعة في رمضان داهموا أحد المركز الحدودية وقتلوا حُرَاسه في منفذ الوديعة وهم مرابطون صائمون.. وقتلوا أربعة من رجال الأمن.! نسأل الله تعالى أن يجعلهم من الشهداء ويخلف عليهم شبابهم في جنات النعيم ويلهم ذويهم الصبر والسلون ويخلف عليهم شبابهم في جنات النعيم ..
وليس هذا المقام لسرد الخبر فخبر الحادثة طارت بها وسائل الإعلام وعلمها القاصي والداني..
لكن هذا المقام يوجب عليَّ أن أقول أيها الإخوة: يا من تنعمون بأمن هذا البلد.. لقد بينت التحريات أن من هاجم بلادنا هم من أبناءها ممن كان المأمول فيهم أن يكونوا من المدافعين عنها..! فمن أين جاءنا هذا الفكر الضال، وهل له جذور تاريخية..؟
قال أهل العلم: جذوره من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وزاد ظهوره في عهد عثمان رضي الله عنه واتخذ هؤلاء تنظيماً وبايعوا أميراً وعقدوا راية في عهد عَلِيٍّ رضي الله عنه.
أيها الإخوة: لقد ذكر ابن كثير رحمه الله تلك الأحدث التي تعامل معها هذا الخليفة الراشد عليُ بن أبي طالب رضي الله عنه قبل أربعة عشر قرناً من الزمان وأسهب في ذلك ومما قال: لما قارب عليٌ رضي الله عنه دخول الكوفة اعتزل من جيشه قريب من -اثني عشر ألفا- وهم الخوارج، وأبوا أن يساكنوه في بلده، ونزلوا بمكان يقال له حروراء وأنكروا عليه أشياء فيما يزعمون أنه ارتكبها، فبعث إليهم عليٌ عبدَ الله بنَ عباسٍ رضي الله عنهم فناظرهم فرجع أكثرهم وبقي بقيتهم، فقاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه.. ثم قال ابن كثير: والمقصود أن هؤلاء الخوارج هم المشار إليهم في الحديث المتفق على صحته أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلى حِيْنِ فُرْقَةٍ مِنْ النَاسِ – وفي رواية من الْمُسْلِمِينَ وفي رواية من أُمْتِي- فيَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ." عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وصرحوا بكفر عليٍّ رضي الله عنه، فجاء إليه رجلان منهم، وهما زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي فقالا: لا حكم إلا لله، فقال علي رضي الله عنه: لا حكم إلا لله، فقال له حرقوص: تب من خطيئتك واذهب بنا إلى عدونا حتى نقاتلهم حتى نلقى ربنا. (يعني أهل الشام الذين لم يبايعوا علي)
وقال له زرعة بن البرج: أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك أطلب بذلك رحمة الله ورضوانه.! ، فقال عليٌ: تباً لك ما أشقاك..! كأني بك قتيلاً تسفي عليك الريح، فقال: وددت أن قد كان ذلك، فقال له علي: إنك لو كنت محقاً كان في الموت تعزية عن الدنيا، ولكن الشيطان قد استهواكم..
فخرجا من عنده وفشا فيهم ذلك الفكر، وجاهروا به في الناس، وتعرضوا لعليٍ رضي الله عنه في خطبه وأسمعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن.. ومع ذلك قال: إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ما لم تخرجوا علينا ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا.
واشتد أمرهم وزاد خطرهم وتنادوا بالخروج من عاصمة الخلافة في خلافة علي وهي الكوفة، وقالوا لبعضهم: اخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال، أو بعض هذه المدائن، منكرين لهذه الأحكام الجائرة. (زعموا). واعتزلوا الناس.
وتدعوا لتولية أمير منهم، ونصب راية يجتمعون إليها فعرضوا الامارة على عدد منهم وأبوا ثم عرضوها على عبد الله بن وهب الراسبي فقبلها وقال: أما والله لا أقبلها رغبة في الدنيا ولا أدعها فَرَقَاً من الموت.. وتوالت اجتماعاتهم وخطبهم التي ينطلقون فيها من فكرهم المتطرف.. حتى قال أحدهم: أشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا أنهم قد اتبعوا الهوى، ونبذوا حكم الكتاب، وجاروا في القول والأعمال، وأن جهادهم حق على المؤمنين.! (يقصد بالمؤمنين) أنفسهم وقال آخر: اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتى يطاع الرحمن الرحيم، فإن أنتم ظفرتم وأطيع الله كما أردتم أثابكم ثواب المطيعين له العاملين بأمره، وإن قتلتم فأي شيء أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته.؟ قال ابن كثير: وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم، فسبحان من نوع خلقه كما أراد، وسبق في قدره العظيم.
وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنهم المذكورون في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) [الكهف:103-105] والمقصود أن هؤلاء الجهلة الضلال، والأشقياء في الأقوال والأفعال، اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين، وتواطأوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم في المدن ولكن رأى أحدهم صعوبة ذلك ووجههم للتخفي وقال: لا تخرجوا من الكوفة جماعات، ولكن اخرجوا وحدانا لئلا يُفْطَنَ بكم.. فخرجوا يتسللون وحدانا لئلا يعلم أحد بهم فيمنعوهم من الخروج..
وعلق ابن كثير على ذلك فقال: فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات وفارقوا سائر القرابات، يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات الذي نصب العداوة لأبينا آدم ثم لذريته ما دامت أرواحهم في أجسادهم مترددات، والله المسئول أن يعصمنا منه بحوله وقوته إنه مجيب الدعوات.. ثم قال: وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردوهم وأنبوهم ووبخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنه من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة.. أ.هـ
واجتمع الجميع بالنهروان وصارت لهم شوكة ومنعة، وهم جند مستقلون وفيهم شجاعة وعندهم أنهم متقربون بذلك.
فما أشبه الليلة بالبارحة فكرهم واحد طريقتهم واحدة على مر العصور..!! ودعاهم علي رضي الله عنه إلى الرجوع للجماعة فرفضوا..
أيها الإخوة: فكتبوا إلى عليٍّ رضي الله عنه: أما بعد فإنك لم تغضب لربك، وإنما غضبت لنفسك وإن شهدت على نفسك بالكفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينك، وإلا فقد نابذناك على سواء (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)!! [الأنفال:58] يقولون ذلك لمن.!؟ يقولونه لمن بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة نعوذ بالله من الخذلان. فلما قرأ عَلِيٌّ رضي الله عنه كتابهم يئس منهم وأعد جيشه لوجهة أخرى.
فبينما هو كذلك إذ بلغه أن الخوارج قد عاثوا في الأرض فساداً وسفكوا الدماء وقطعوا السبل واستحلوا المحارم، وكان من جملة من قتلوه عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسروه وامرأته معه وهي حامل فقالوا: من أنت.؟ قال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنكم قد روعتموني فقالوا: لا بأس عليك، حدثنا ما سمعت من أبيك فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقَولُ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي" فاقتادوه بيده فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم فشق جلده فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه، وبينا هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن.؟ فألقاها ذاك من فمه، ومع هذا قدموا عبد الله بن خباب فذبحوه، وجاءوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى، ألا تتقون الله، فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها.!! هكذا يفعل الفكر الضال.! فلما بلغ الناس هذا من صنيعهم خافوا صنيعهم وأشاروا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يحسم أمرهم..
فأرسل عَلِيٌّ رضي الله عنه إلى الخوارج رسولاً من جهته ليفيده عنهم فلما قدم عليهم قتلوه ولم يُنْظروه، فلما بلغ ذلك عليا عزم على الذهاب إليهم..
فاجتمع الناس هنالك على علي رضي الله عنه، وبعث إلى الخوارج: أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم حتى أقتلهم ثم أنا تارككم وذاهب، ثم لعل الله أن يُقْبِلَ بقلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه.
فبعثوا إلى علي رضي الله عنه يقولون: كلنا قتل إخوانكم ونحن مستحلون دماءهم ودماءكم.! فوعظهم غير واحد من الصحابة وغيرهم فلم يقبلوا..
وتقدم أمير المؤمنين عليُ بنُ أبي طالب إليهم فوعظهم وخوفهم وحذرهم وأنذرهم وتوعدهم وقال: ارجعوا إلى ما خرجتم منه ولا ترتكبوا محارم الله، فإنكم قد سولت لكم أنفسكم أمراً تقتلون عليه المسلمين، والله لو قتلتم عليه دجاجة لكان عظيماً عند الله، فكيف بدماء المسلمين.؟ فلم يكن لهم جواب إلا أن تنادوا فيما بينهم أن لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيئوا للقاء الرب عز وجل، الرواحَ الرواح إلى الجنة.!!
وتقدموا فاصطفوا للقتال وتأهبوا للنزال ووقفوا مقاتلين لعلي رضي الله عنه وأصحابه.. ونصب علي رضي الله عنه لهم راية للأمان وأتى أكثرهم إليها..
وقال عليٌ رضي الله عنه لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدءوكم، وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله، الرواحَ الرواح إلى الجنة، فحمل جيش عليٍ رضي الله عنه عليهم بالرماح والسيوف فأناموا الخوارج فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول، وقتل أمراؤهم قبحهم الله.
ثم قال ابن كثير: وجعل علي رضي الله عنه يمشي بين القتلى منهم ويقول: بؤساً لكم.! لقد ضركم من غركم، فقالوا: يا أمير المؤمنين ومن غرهم.؟ قال: الشيطان وأَنْفُسٌ بالسوء أمارة، غرتهم بالأماني وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون..! ثم أمر بالجرحى من بينهم فإذا هم أربعمائة، فسلمهم إلى قبائلهم ليداووهم، ولم يُخَمسْ ما أصاب من الخوارج يوم النهروان ولكن رده إلى أهله كله حتى كان آخر ذلك مرجل أتي به فرده.
ولما قتل أهل النهروان جعل الناس يقولون: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي قطع دابرهم.
فقال علي: كلا والله إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، فإذا خرجوا من بين الشرايين فقل ما يلقون أحدا إلا ألبوا أن يظهروا عليه.. هذا ماضيهم.. نسأل الله العافية.
أيها الإخوة: تعاملهم مع خليفة المسلمين أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وما أعلنوه من تكفير له رضي الله عنه ولأصحابه، واستحلالٍ لدمائِهم وقتلِهم لأمير المؤمنين عليِ رضي الله عنه.. يؤكد بجلاء تشابههم مع الفئة الضالة اليوم بالشر والأحكام، فهم يكفرون المسلمين، ويحقرون علمائهم وولاتهم، ويستحلون دمائهم، وفي المقابل يَدَعُون الكفرة والملحدين..! ويستحلون دماء الأبرياء والنساء، ويتورعون عن أكل تمرة سقطت من نخله..! وأسلوبهم في التجمع والتحزب واحد.. وخطرهم على البلاد والعباد ووحدة الصف وعقيدة المسلمين وأمن أوطانهم كبير.. وإن أظهروا التدين والاستقامة والتزام السنة.. ففعلهم يسر الأعداء ويفت بعضد الأمة.. ويكفي العدو مئونة قتل أهل السنة واستنكار العالم له.. فأهل السنة يقتلون الآن بيد من يعلن الإسلام وإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة.!! ولا فرق بينهم إلا في المسميات فقط.. أما الفكر والمعتقد فواحد سواء سُمو داعش أو قاعدة أو غيرها من الأسماء.. وعلى المسلمين خصوصاً الشباب ألا يغتروا بشعاراتهم التي يطلقونها، ولا ببريق الشهادة المزعوم الذي يدعون إليه.. ورحم الله التابعي الجليل وهب بن منبه عندما نصح فقال: "احذروا أيُّها الأحداثُ الأَغمَارُ، لا يُدخِلُونَكم في رَأيهم المُخالِفُ فإنَّهم شَرُ هذهٍ الأُمَّةِ " اللهم أغفر لمن قضى من جنودنا وارحمه واجعله في أعداد الشهداء وحفظ بلادنا وأمنها وقادتنا وجنودنا من كل سوء اللهم مكنهم من كل باغي وقاتل ومرجف..

الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: إن هذه الفئةُ الضالّة الظالمة قد أقدَموا على عدد من الجَرائم، واقتحَموا الآثام... أزهَقوا الأنفسَ المعصومةَ من المسلمين وكأنّهم لم يقرؤوا قول الله عزّ وجلّ: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا. وفي الحديث الصّحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزالُ المسلم في فُسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا.رواه البخاري
ولقد علِم المسلمون أنَّ قتلَ النفس بغير حقّ من أكبرِ الكبائر، وهي قرينَة الإشراكِ بالله قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وفي الحديثِ الصّحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكبر الكبائر الشّرك بالله وقتل النفس. رواه البخاري، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: مَن قتلَ مؤمنًا فاغتَبطَ بقتله لم يَقبلِ الله منه صَرفًا ولا عدلاً. رواه أبو داوود وهو صحيح. وعند الترمذيّ وصححه الألباني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنَّ أهلَ السماءِ والأرض اشترَكوا في دمِ مؤمن لأكبّهم الله في النّار.
أيها الإخوة: لقد أتلف الخارجون الأموالَ بغير حَقّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرام، كحُرمةِ يومكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا. رواه البخاري وعنده أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضُه... ولقد حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترويع الآمنين، أشدَّ التحذير فقال: لا يحلُّ لمسلم أن يروِّعَ مسلمًا. ونهى صلى الله عليه وسلم عن حَمل السلاحَ على مسلمين، بمجرَّد الإشارة فكيف بالإشهار به والقتل والإعانة؟! وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يشِر أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدرِي لعلّ الشيطانَ ينزع في يده فيقع في حفرةٍ من النار.! نعوذ بالله من الضلالِ والخذلان.
أيها الإخوة: إنّ المسؤولية عُظمَى، والجميعُ في سفينةٍ واحدةٍ، ومن خرَقَها أغرقَ الجميعَ. وإننا نرفضِ هذه الأعمالِ ولا نقبلها، وعلينا أن نفضح أهلها فالمسؤوليّة عظيمة، والإجرام إجرامٌ، والإصلاح غيرُ الفَساد، وإيذاءُ المؤمنين وسَفكُ دماءِهم غير الجهاد المشروع...
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم أدم على بلادنا أمنها واستقرارها يا أكرم الأكرمين... اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك وكلاءه برعايتك وهيئي له بطانة الخير وأبعد عنه بطانة السوء، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك وإتباع سنة نبيك واجعلهم رحمة لرعاياهم......إلخ
المشاهدات 1837 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا