مهمة الإعلام
علي الذهبي
1433/06/08 - 2012/04/29 15:31PM
مهمة الإعلام
الحمدُ لله الرحيمِ الرحمن الكريمِ المنَّان واسِع المغفرة عظيم الإحسان الحمد لله رب العالمين ولي المتقين ونصير المؤمنين الصادقين أحمده تعالى وأشكره على فضله المبين وأتوب إليه وأستغفره في كل حين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصة تورث صاحبها ظلاً ظليلاً سبحانه يحب المقسطين ويضل الظالمين وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والهادي الأمين اصطفاه رسولاً واجتباه نبياً واتخذه خليلا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أيها الإخوة المؤمنون، نتحدّثُ اليومَ عن القنواتِ الفضائية وغزوها المباشر لديننا وأمتنا وخلقنا مع غفلة كثير منا عن خطرها.إنه ليحزُّ في النفسِ ويَملؤُها أَلمًا وأَسى وحزنًا أَنَّ كَثيرًا مِن المسلمينَ بِتعددُ فئاتهم لاقت تِلكَ القَنواتِ الفَضَائِيةِ لديهم بِكُلِّ بَرامِجهَا المتنوعةِ رِضا وقبولًا، لَقد دَاهمت القَنواتُ الفَضَائيةُ المختلفةُ عَقلَ المسلمِ وسَمعهُ وبَصره، لتعملَ مِن خِلالِ الكلمةِ المؤثِرةِ والصُورةِ المثيرةِ والأُغنيةِ المبتَذلةِ عَلى اقتلاعِ الفَردِ المسلِمِ مِن دِينهِ وعَقيدتَهِ وسُلوكِهِ وثَقافَتِهِ وعَادَتِهِ ، ولتصبح شريكًا رئيسيًا في التربية في البيوت.
وإننا إذا أردنا أن نعرف أسباب الانحراف الخلقي في مجتمعنا وننظر في دوافعه وما يغذيه وغفلة كثير من الناس عن الدين وضعفه في قلوبهم وعقولهم وزعزعة قيمة الأخلاق، والترويج لأنواع السلوك المنحرف أو الدعوة إلى عادت مشينة لا يقرها ديننا ولا تتفق مع قيمنا وأخلاقنا، فسنجده فيما يعرض في برامج هذه القنوات فانتقلت من عرض الأخبار والأحوال إلى الفساد والإفساد، فأصبح ضررها أكبر وخطرها أعظم، انظروا إلى كثرة المسلسلات العربية والأجنبية والتركية والمكسيكية، انظروا إلى الأغاني المبتذلة ومسابقات الجمال والأفلام والرقص والأزياء، حتى الرياضة صار يصاحبها هذا الفساد أليست تعرض تلك القنوات ما حرم على نسائنا كالتبرج والسفور ؟! ما يسمى بالمسلسلات المدبلجة التركية وغيرها المعروضة بشكل دائم في تلك القنوات تعرض محرمات يندى لها الجبين كاللبس الفاضح والخيانة الزوجية والإثارة الفاضحة، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ . فها نحن نرى مثلًا الشباب والأطفال بل والنساء بعد رؤيتهم لبعض مما يعرض في هذه القنوات يسارعون بتقليدها بالملابس والتقليعات والأخلاق والعادات.ها نحن نرى وهن الدين في القلوب وقلة الخشوع وضعف الأخلاق في النفوس، ها نحن نرى صورًا من الانحراف الخلقي الذي لم نكن نعهده من المعاكسات الجريئة والألبسة الغريبة الفاضحة والأفكار المنحلة، ها نحن نرى حوادث أمنيةٍ كانتشار السرقات والتسويق للمخدرات تغزو بلدنا.
إضافةً إلى إشاعة الفاحشة وبث الرذيلة ونشر الإباحية وترويج العنف والجريمة والتعود على رؤية المنكرات وعدم التفكير في إنكارها وتفجير الغرائز وعرض المفاتن في مسلسلات إجرام وخيانة وعنف ، وذهاب الغيرة عبر الأغنية المائعة المبثوثة ليلًا ونهارًا والتي تخصصت بها بعض تلك القنوات، فهل هذه المفاسد جمعاء تساوي أن نغض الطرف عنها ونتساهل بها في بيوتنا؟! أي تناقض نعيشه –إخوتي- ويقع فيه أبناؤنا وبناتنا وهم يسمعون من آبائهم ومدرسيهم النصائح والتوجيهات ثم يرون في هذه القنوات عكس ذلك، فما فائدة نصيحة الأب المشفق وتعليم المعلم وموعظة الخطيب وهذه القنوات تنقض ما أبرموه وتسفه ما قالوه وتُكذِّبُ ما قرَّروه وتهدم ما بنوه وأسسوه؟!
متى يبلـغ البنيان يـومًا تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
. أيها الأخوة المؤمنون :.فحريٌ بنا كمسلمين أن نحذر هذه الوسائل الهدامة ، وأن نوجد وسائل هادفة ، تنشر ديننا ، وتساعدنا على تربية نشئنا ، ونؤدي من خلالها رسالتنا : } كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ { .ً ولذا يسعُنا أن نُقررَ بارتياحٍ تام، أنَّ الأهدافَ الإعلاميةُ الصحيحة تتلخصُ فيما يلي :
أولاً : نشر العقيدةِ الإسلاميةِ النقية، من الشوائبِ و الخرافاتِ والبدع، عقيدةً تقومُ على إفرادِ اللهِ وحدهُ بالألوهيةِ والعبودية، وتُعظمُ قدرهُ في نفوسِ البشر، فلا يجترئونَ على مخالفةِ أمره، أو الاستخفافَ بنهيهِ سبحانه، (( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) ).كما تقومُ على أساسِ الإيمانِ بحتميةِ لقائه ، وضرورةِ الوقوفِ بين يديهِ للحسابِ والجزاءِ المُهيب! ((إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) .ثانياً : يُعلمُ الناسَ عباداتهم وشرائعهم ، فالإعلامُ الهادفُ النبيل، يستغلُ هذهِ الإمكاناتِ المذهلة، من مرئيٍِّ ومسموعٍ ومقروءٍ، فيُقدمُ البرامجَ الجذابةِ، واللقاءاتِ الشيِّقةِ والعروضَ الباهرةِ ثالثاً : نشرُ القيمِ الفاضلةِ، والأخلاقِ الكريمة . فالإعلامُ الهادفُ هو الذي يُذكِّي في النفُوسِ جذوةَ القيمِ الفاضلة، ويدعو إليها، وهو الذي يُعظِّم شأنَ الأعراضِ والآداب، ويدعو للمحافظةِ عليها . والإعلامُ الهادفُ هو الذي يُربّي النفوسَ على الشجاعةِ والبطولةِ والكرمِ والجود ، والصدقِ والنزاهة ، والعفةِ والطهارةِ ، والمروءةِ والشهامة !!
رابعاً : محاربةَ الأخلاقِ الدنسة، والرذائلَ المُسنَّة . فالإعلامُ الهادفُ يضعُ ضمنُ أولوياتهِ محاربة كلَّ خُلقٍ دنس، ورذيلةٍ فاحشة ، وممارسةٍ قذرة، فهو حربٌ على النفاقِ والكذبِ، والغدرِ والخيانةِ، والمكرِ والخداعِ ،.
خامساً : الترفيهُ البريءُ بضوابطهِ الشرعية . ولا مانع أخيراً أن يقومَ الإعلامُ بدورهِ المحدود، وإطارهِ المنضبط في الترفيهِ عن النفوسِ خشيةَ السآمةِ والإملال، فيقدمُ المسابقاتِ الشيقة ، والمنافساتِ المُثيرةِ لإذكاءِ المعلومات، واختبارِ القُدرات ، ونقلِ مشاهدَ للطبيعةِ الخلابة، وآياتُ الله في الكون والآفاق، بلا أغانٍ صاخبة أو مناظرَ فاحشة .
هذه بعضُ أهدافِ الإعلامِ النزيهِ النبيل، فهل حقق الإعلاميونَ في عالمنا الإسلامي شيئاً من هذهِ الأهدافِ أو بعضها ؟!
والجوابُ المُحزنُ الكئيب، كلاَّ ، كلاَّ !! بل وللأسفِ الشديد، فإنَّ الإعلامَ الإسلامي سخَّرَ كلّ إمكاناتهِ في الترفيهِ فقط، ومع ذلكَ فهو ترفيهٌ غير برئٌ في الغالب !!! وهذه لمحةٌ عُجلى لبعضِ ما يتناولهُ الإعلامُ في بلادِ المسلمين بشكلٍ مُثير .أولها : الأفلامُ الإباحيةِ المترجمة، والتي تقومُ في مُعظمها على ركيزتينِ اثنين: الأولى : الإباحيةُ والجنس، والثانية: العنفُ والجريمة !!
فأيُّ مصلحةٍ للأمةِ يا تُرى في عرضِ مثلَ هذهِ الأفلامِ القبيحة، التي تُؤججُ الشهواتِ في النفوس ، وتدفعُ الأشرارَ إلى الاستخفافِ بالدماء ؟ثانيها : المسلسلاتُ العربية ، والتي هي أشدُّ خطراً على أخلاقِ الأمةِ وقيَمها فهي لا تحتاجُ إلى ترجمةٍ أو تعليق، ممَّا يعني اتساعَ خطورتها، فتعمَّ القراءَ والأُمييِّن والكبارَ والصغار! ناهيك عند مضامِينها الماجنةِ ، والتي لا تقلُّ خُبثاً وفساداً عن الأفلامِ الأجنبيةِ، والله المستعان ! ثالثها : العروضُ الغنائية ، الفرديةِ والجماعية ، ولكَ أيُّها المسلمُ أن تتصورَ حجمَ الإثارةِ، وعظمَ الأثرِ على شبابِ الأمةِ وعمادها، حين يُصبحون ويُمسون على مشاهدَ فاضحةٍ لمغنياتٍ فاتنات ، خليعاتٍ ماجنات ، يُغنينَ بألذّ الأصواتِ، وأجرأِ العباراتِ ، وأفحشِ الكلمات !! فأيُّ مصلحةٍ أيُّها الإعلاميونَ لعرضِ مثلَ هذا ؟ رابعها : البرامجَ الرياضيةِ والتي استنفذت ساعاتٍ كثيرةٍ من البثِّ المباشرِ وغير المباشر، حتى أضحى الشبابُ صرعى الهوسَ الرياضي، والانتماءَ الكروي، فباعوا ولاءتهم للأنديةِ الرياضيةِ ،والفرق الكروية ، وصدَّتهم الرياضة عن صلاتهم وواجباتهم الشرعية ، وحقوقَ الوالدينِ والأرحام، بل أضاعت الكرةُ دراستهم، وحطمت مستقبلهمُ المأمولُ ودورهمُ المنتظرُ في بناءِ أمتهم، ونفعِ مجتمعهم !! فاتقوا الله أيُّها الناس ، وأدّوا الأمانةَ المُناطة في أعناقكم، وسخِّروا إعلامكم لخدمةِ دينكم وأمجادِكم، والحفاظِ على أعرضكم وأبناءِ مجتمعكم، وكيانِ أمتكم . بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم
الحمدُ لله الرحيمِ الرحمن الكريمِ المنَّان واسِع المغفرة عظيم الإحسان الحمد لله رب العالمين ولي المتقين ونصير المؤمنين الصادقين أحمده تعالى وأشكره على فضله المبين وأتوب إليه وأستغفره في كل حين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصة تورث صاحبها ظلاً ظليلاً سبحانه يحب المقسطين ويضل الظالمين وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والهادي الأمين اصطفاه رسولاً واجتباه نبياً واتخذه خليلا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
أيها الإخوة المؤمنون، نتحدّثُ اليومَ عن القنواتِ الفضائية وغزوها المباشر لديننا وأمتنا وخلقنا مع غفلة كثير منا عن خطرها.إنه ليحزُّ في النفسِ ويَملؤُها أَلمًا وأَسى وحزنًا أَنَّ كَثيرًا مِن المسلمينَ بِتعددُ فئاتهم لاقت تِلكَ القَنواتِ الفَضَائِيةِ لديهم بِكُلِّ بَرامِجهَا المتنوعةِ رِضا وقبولًا، لَقد دَاهمت القَنواتُ الفَضَائيةُ المختلفةُ عَقلَ المسلمِ وسَمعهُ وبَصره، لتعملَ مِن خِلالِ الكلمةِ المؤثِرةِ والصُورةِ المثيرةِ والأُغنيةِ المبتَذلةِ عَلى اقتلاعِ الفَردِ المسلِمِ مِن دِينهِ وعَقيدتَهِ وسُلوكِهِ وثَقافَتِهِ وعَادَتِهِ ، ولتصبح شريكًا رئيسيًا في التربية في البيوت.
وإننا إذا أردنا أن نعرف أسباب الانحراف الخلقي في مجتمعنا وننظر في دوافعه وما يغذيه وغفلة كثير من الناس عن الدين وضعفه في قلوبهم وعقولهم وزعزعة قيمة الأخلاق، والترويج لأنواع السلوك المنحرف أو الدعوة إلى عادت مشينة لا يقرها ديننا ولا تتفق مع قيمنا وأخلاقنا، فسنجده فيما يعرض في برامج هذه القنوات فانتقلت من عرض الأخبار والأحوال إلى الفساد والإفساد، فأصبح ضررها أكبر وخطرها أعظم، انظروا إلى كثرة المسلسلات العربية والأجنبية والتركية والمكسيكية، انظروا إلى الأغاني المبتذلة ومسابقات الجمال والأفلام والرقص والأزياء، حتى الرياضة صار يصاحبها هذا الفساد أليست تعرض تلك القنوات ما حرم على نسائنا كالتبرج والسفور ؟! ما يسمى بالمسلسلات المدبلجة التركية وغيرها المعروضة بشكل دائم في تلك القنوات تعرض محرمات يندى لها الجبين كاللبس الفاضح والخيانة الزوجية والإثارة الفاضحة، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ . فها نحن نرى مثلًا الشباب والأطفال بل والنساء بعد رؤيتهم لبعض مما يعرض في هذه القنوات يسارعون بتقليدها بالملابس والتقليعات والأخلاق والعادات.ها نحن نرى وهن الدين في القلوب وقلة الخشوع وضعف الأخلاق في النفوس، ها نحن نرى صورًا من الانحراف الخلقي الذي لم نكن نعهده من المعاكسات الجريئة والألبسة الغريبة الفاضحة والأفكار المنحلة، ها نحن نرى حوادث أمنيةٍ كانتشار السرقات والتسويق للمخدرات تغزو بلدنا.
إضافةً إلى إشاعة الفاحشة وبث الرذيلة ونشر الإباحية وترويج العنف والجريمة والتعود على رؤية المنكرات وعدم التفكير في إنكارها وتفجير الغرائز وعرض المفاتن في مسلسلات إجرام وخيانة وعنف ، وذهاب الغيرة عبر الأغنية المائعة المبثوثة ليلًا ونهارًا والتي تخصصت بها بعض تلك القنوات، فهل هذه المفاسد جمعاء تساوي أن نغض الطرف عنها ونتساهل بها في بيوتنا؟! أي تناقض نعيشه –إخوتي- ويقع فيه أبناؤنا وبناتنا وهم يسمعون من آبائهم ومدرسيهم النصائح والتوجيهات ثم يرون في هذه القنوات عكس ذلك، فما فائدة نصيحة الأب المشفق وتعليم المعلم وموعظة الخطيب وهذه القنوات تنقض ما أبرموه وتسفه ما قالوه وتُكذِّبُ ما قرَّروه وتهدم ما بنوه وأسسوه؟!
متى يبلـغ البنيان يـومًا تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
. أيها الأخوة المؤمنون :.فحريٌ بنا كمسلمين أن نحذر هذه الوسائل الهدامة ، وأن نوجد وسائل هادفة ، تنشر ديننا ، وتساعدنا على تربية نشئنا ، ونؤدي من خلالها رسالتنا : } كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ { .ً ولذا يسعُنا أن نُقررَ بارتياحٍ تام، أنَّ الأهدافَ الإعلاميةُ الصحيحة تتلخصُ فيما يلي :
أولاً : نشر العقيدةِ الإسلاميةِ النقية، من الشوائبِ و الخرافاتِ والبدع، عقيدةً تقومُ على إفرادِ اللهِ وحدهُ بالألوهيةِ والعبودية، وتُعظمُ قدرهُ في نفوسِ البشر، فلا يجترئونَ على مخالفةِ أمره، أو الاستخفافَ بنهيهِ سبحانه، (( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) ).كما تقومُ على أساسِ الإيمانِ بحتميةِ لقائه ، وضرورةِ الوقوفِ بين يديهِ للحسابِ والجزاءِ المُهيب! ((إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا )) .ثانياً : يُعلمُ الناسَ عباداتهم وشرائعهم ، فالإعلامُ الهادفُ النبيل، يستغلُ هذهِ الإمكاناتِ المذهلة، من مرئيٍِّ ومسموعٍ ومقروءٍ، فيُقدمُ البرامجَ الجذابةِ، واللقاءاتِ الشيِّقةِ والعروضَ الباهرةِ ثالثاً : نشرُ القيمِ الفاضلةِ، والأخلاقِ الكريمة . فالإعلامُ الهادفُ هو الذي يُذكِّي في النفُوسِ جذوةَ القيمِ الفاضلة، ويدعو إليها، وهو الذي يُعظِّم شأنَ الأعراضِ والآداب، ويدعو للمحافظةِ عليها . والإعلامُ الهادفُ هو الذي يُربّي النفوسَ على الشجاعةِ والبطولةِ والكرمِ والجود ، والصدقِ والنزاهة ، والعفةِ والطهارةِ ، والمروءةِ والشهامة !!
رابعاً : محاربةَ الأخلاقِ الدنسة، والرذائلَ المُسنَّة . فالإعلامُ الهادفُ يضعُ ضمنُ أولوياتهِ محاربة كلَّ خُلقٍ دنس، ورذيلةٍ فاحشة ، وممارسةٍ قذرة، فهو حربٌ على النفاقِ والكذبِ، والغدرِ والخيانةِ، والمكرِ والخداعِ ،.
خامساً : الترفيهُ البريءُ بضوابطهِ الشرعية . ولا مانع أخيراً أن يقومَ الإعلامُ بدورهِ المحدود، وإطارهِ المنضبط في الترفيهِ عن النفوسِ خشيةَ السآمةِ والإملال، فيقدمُ المسابقاتِ الشيقة ، والمنافساتِ المُثيرةِ لإذكاءِ المعلومات، واختبارِ القُدرات ، ونقلِ مشاهدَ للطبيعةِ الخلابة، وآياتُ الله في الكون والآفاق، بلا أغانٍ صاخبة أو مناظرَ فاحشة .
هذه بعضُ أهدافِ الإعلامِ النزيهِ النبيل، فهل حقق الإعلاميونَ في عالمنا الإسلامي شيئاً من هذهِ الأهدافِ أو بعضها ؟!
والجوابُ المُحزنُ الكئيب، كلاَّ ، كلاَّ !! بل وللأسفِ الشديد، فإنَّ الإعلامَ الإسلامي سخَّرَ كلّ إمكاناتهِ في الترفيهِ فقط، ومع ذلكَ فهو ترفيهٌ غير برئٌ في الغالب !!! وهذه لمحةٌ عُجلى لبعضِ ما يتناولهُ الإعلامُ في بلادِ المسلمين بشكلٍ مُثير .أولها : الأفلامُ الإباحيةِ المترجمة، والتي تقومُ في مُعظمها على ركيزتينِ اثنين: الأولى : الإباحيةُ والجنس، والثانية: العنفُ والجريمة !!
فأيُّ مصلحةٍ للأمةِ يا تُرى في عرضِ مثلَ هذهِ الأفلامِ القبيحة، التي تُؤججُ الشهواتِ في النفوس ، وتدفعُ الأشرارَ إلى الاستخفافِ بالدماء ؟ثانيها : المسلسلاتُ العربية ، والتي هي أشدُّ خطراً على أخلاقِ الأمةِ وقيَمها فهي لا تحتاجُ إلى ترجمةٍ أو تعليق، ممَّا يعني اتساعَ خطورتها، فتعمَّ القراءَ والأُمييِّن والكبارَ والصغار! ناهيك عند مضامِينها الماجنةِ ، والتي لا تقلُّ خُبثاً وفساداً عن الأفلامِ الأجنبيةِ، والله المستعان ! ثالثها : العروضُ الغنائية ، الفرديةِ والجماعية ، ولكَ أيُّها المسلمُ أن تتصورَ حجمَ الإثارةِ، وعظمَ الأثرِ على شبابِ الأمةِ وعمادها، حين يُصبحون ويُمسون على مشاهدَ فاضحةٍ لمغنياتٍ فاتنات ، خليعاتٍ ماجنات ، يُغنينَ بألذّ الأصواتِ، وأجرأِ العباراتِ ، وأفحشِ الكلمات !! فأيُّ مصلحةٍ أيُّها الإعلاميونَ لعرضِ مثلَ هذا ؟ رابعها : البرامجَ الرياضيةِ والتي استنفذت ساعاتٍ كثيرةٍ من البثِّ المباشرِ وغير المباشر، حتى أضحى الشبابُ صرعى الهوسَ الرياضي، والانتماءَ الكروي، فباعوا ولاءتهم للأنديةِ الرياضيةِ ،والفرق الكروية ، وصدَّتهم الرياضة عن صلاتهم وواجباتهم الشرعية ، وحقوقَ الوالدينِ والأرحام، بل أضاعت الكرةُ دراستهم، وحطمت مستقبلهمُ المأمولُ ودورهمُ المنتظرُ في بناءِ أمتهم، ونفعِ مجتمعهم !! فاتقوا الله أيُّها الناس ، وأدّوا الأمانةَ المُناطة في أعناقكم، وسخِّروا إعلامكم لخدمةِ دينكم وأمجادِكم، والحفاظِ على أعرضكم وأبناءِ مجتمعكم، وكيانِ أمتكم . بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم