من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
مبارك العشوان
1436/09/01 - 2015/06/18 23:22PM
إن الحمد لله... أما بعد: فاتقوا... مسلمون.
عباد الله: اشكروا ربكم جل وعلا أن بلغكم هذه اللحظات من شهر الخيرات، وأنتم تنعمون بالأمن، والصحة، ورغد العيش وترون ما يقاسيه من حولكم من الحروب والجوع؛ فاللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك، لك الحمد كل الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة.
عباد الله: ثم اعلموا رحمكم الله أن الخيرَ كُلَّ الخيرِ في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولزوم سنته؛ فمن أراد أن يؤدي عباداته على أتمِّ وجهٍ وأكملِه؛ فلينظر هديَه صلى الله عليه وسلم فيها وليلزمه؛ ولعلنا في هذه الخطبة نقف على شيء من هديهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ فنتواصى به ونلزمُــــه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21.
عباد الله: الإخلاصُ لله تعالى؛ هو لُبُّ الأعمال، وروحُها، وعملٌ بلا إخلاص وبالٌ على صاحبه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالإخلاص كثيرا، ويؤكد عليه في العبادات كُلِّها ومنها: الصيام والقيام، أكد صلى الله عليه وسلم على الإخلاص فيها بقوله: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري. وبقوله: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري. وفي الحديث القدسي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي ... ) رواه البخاري. وقوله: ( من أجلي ) دليل الإخلاص فعليكم به وفقكم الله.
عباد الله: وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم السحور كان يتسحر، ويحث على السحور، قال: ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ) رواه البخاري ومسلم وقال: ( فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ ) رواه مسلم. وقال مبينا عظيم عطاء الله تعالى للمتسحرين: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ) أخرجه ابن حبان وحسنه الألباني. والأفضل في السحور تأخيره ما لَمْ يخْشَ طلوعَ الْفَجْرِ؛ لما روى مسلم من حديث أنس عن زَيْد بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قال: ( تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا؟ قَالَ خَمْسِينَ آيَةً ). وهذا ما يغفل عنه بعض الصائمين؛ حيث يتناول أحدهم طعامه منتصف الليل، وكان الأولى تأخير السحور ولو كان قليلًا؛ وقد جاء في الحديث: ( نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ ) أخرجه ابن حبان وصححه الألباني.
عباد الله: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم: تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس؛ ففي الحديث: ( لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ). رواه البخاري ومسلم. وكذلك الفطر على الرطب؛ قال أَنَس رضي الله عنه: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وكان عليه الصلاة والسلام: يدعو عند الإفطار: ( ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
فإن أفطر عند أحدٍ أو أكل عنده قال: ( أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَةُ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وفقنا الله لتتبعِ سنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، والتمسك بها وبارك لي ولكم في القرآن العظيم ... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله...أما بعد: فقد كان صلى الله عليه وسلم يحرص على قيام الليل في رمضان وفي غيره، وكان يحث عليه، صَلَّى عليه الصلاة والسلام ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ. وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ) رواه البخاري. كان يصلي إحدى عشرة ركعة؛ ولما سئلت عَائِشَةَُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؛ قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا ) رواه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على القيام مع الإمام، قال: ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
عباد الله: رمضان أيام وليال معدودة، وهي ماضية على من حفظها ومن ضيعها، على من قامها ومن نامها، على من أطاع فيها ومن عصى، على من ملأها بالطاعات، ومن دنسها بالخطيئات، ومن فرط فيها بالغفلات، وسوف يأتي على الناس يومٌ ينظرُ المرءُ فيه ما قدمت يداه، ويحاسب فيه على القليل والكثير: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } الزلزلة 7-8 فلننظر أيها الناس ماذا سنقدم في شهرنا لما سنقدُم عليه في آخرتنا، وما سنجده عند ربنا في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
ثم صلوا رحمكم الله وسلموا ...
عباد الله: اشكروا ربكم جل وعلا أن بلغكم هذه اللحظات من شهر الخيرات، وأنتم تنعمون بالأمن، والصحة، ورغد العيش وترون ما يقاسيه من حولكم من الحروب والجوع؛ فاللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك، لك الحمد كل الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة.
عباد الله: ثم اعلموا رحمكم الله أن الخيرَ كُلَّ الخيرِ في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولزوم سنته؛ فمن أراد أن يؤدي عباداته على أتمِّ وجهٍ وأكملِه؛ فلينظر هديَه صلى الله عليه وسلم فيها وليلزمه؛ ولعلنا في هذه الخطبة نقف على شيء من هديهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ فنتواصى به ونلزمُــــه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21.
عباد الله: الإخلاصُ لله تعالى؛ هو لُبُّ الأعمال، وروحُها، وعملٌ بلا إخلاص وبالٌ على صاحبه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالإخلاص كثيرا، ويؤكد عليه في العبادات كُلِّها ومنها: الصيام والقيام، أكد صلى الله عليه وسلم على الإخلاص فيها بقوله: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري. وبقوله: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري. وفي الحديث القدسي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي ... ) رواه البخاري. وقوله: ( من أجلي ) دليل الإخلاص فعليكم به وفقكم الله.
عباد الله: وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم السحور كان يتسحر، ويحث على السحور، قال: ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ) رواه البخاري ومسلم وقال: ( فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ ) رواه مسلم. وقال مبينا عظيم عطاء الله تعالى للمتسحرين: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ) أخرجه ابن حبان وحسنه الألباني. والأفضل في السحور تأخيره ما لَمْ يخْشَ طلوعَ الْفَجْرِ؛ لما روى مسلم من حديث أنس عن زَيْد بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قال: ( تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا؟ قَالَ خَمْسِينَ آيَةً ). وهذا ما يغفل عنه بعض الصائمين؛ حيث يتناول أحدهم طعامه منتصف الليل، وكان الأولى تأخير السحور ولو كان قليلًا؛ وقد جاء في الحديث: ( نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ ) أخرجه ابن حبان وصححه الألباني.
عباد الله: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم: تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس؛ ففي الحديث: ( لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ). رواه البخاري ومسلم. وكذلك الفطر على الرطب؛ قال أَنَس رضي الله عنه: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وكان عليه الصلاة والسلام: يدعو عند الإفطار: ( ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
فإن أفطر عند أحدٍ أو أكل عنده قال: ( أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَةُ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وفقنا الله لتتبعِ سنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، والتمسك بها وبارك لي ولكم في القرآن العظيم ... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله...أما بعد: فقد كان صلى الله عليه وسلم يحرص على قيام الليل في رمضان وفي غيره، وكان يحث عليه، صَلَّى عليه الصلاة والسلام ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ. وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ) رواه البخاري. كان يصلي إحدى عشرة ركعة؛ ولما سئلت عَائِشَةَُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؛ قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا ) رواه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على القيام مع الإمام، قال: ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
عباد الله: رمضان أيام وليال معدودة، وهي ماضية على من حفظها ومن ضيعها، على من قامها ومن نامها، على من أطاع فيها ومن عصى، على من ملأها بالطاعات، ومن دنسها بالخطيئات، ومن فرط فيها بالغفلات، وسوف يأتي على الناس يومٌ ينظرُ المرءُ فيه ما قدمت يداه، ويحاسب فيه على القليل والكثير: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } الزلزلة 7-8 فلننظر أيها الناس ماذا سنقدم في شهرنا لما سنقدُم عليه في آخرتنا، وما سنجده عند ربنا في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
ثم صلوا رحمكم الله وسلموا ...