مِنْ صُورِ تَعْظِيمِ فَرِيضَة الصَّلَاَة أَخَذ الزَّيْنَة لَهَا

عايد القزلان التميمي
1445/10/23 - 2024/05/02 23:39PM
الْحَمْد لِلَّهِ أَبَاحَ لِعِبَادِهِ اَلطَّيِّبَات مِنْ مَطَاعِم وَزِينَةٍ وَمَلْبُوسَاتٍ ، فَاَللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَر نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدُه ، وَهُوَ جَمِيلٌ يُحِبُّ اَلْجَمَال ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهْ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ أَطْيَبِ اَلرَّوَائِحِ وَأَفْضَل اَلْمَشَاهِدِ ، صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بُعْدُ فَاتَّقَوْا اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ تَقْوَى اَلْقُلُوب تَعْظِيمَ اَللَّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ ،
وَمِنْ تَعْظِيمِ اَللَّهِ تَعْظِيم شَعَائِرِهِ وَمِنْ شَعَائِرِ اَللَّهِ اَلْمُعَظَّمَةِ اَلْمُسْتَحِقَّةِ لِلتَّعْظِيمِ فَرِيضَةَ اَلصَّلَاةِ .
وَلَقَدْ عَظَّمَ اَللَّهُ شَأْنَ اَلصَّلَاةِ تَعْظِيمًا ، فَعَرَجَ بِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَهُنَاكَ عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهَى فُرِضَتْ اَلصَّلَاة .
 وَالصَّلَاةُ عَمُودَ اَلدِّينِ وَهِيَ اَلصِّلَةُ بَيْنَ اَلْعَبْدِ وَرَبِّهِ ، وَالْعَهْدُ بَيْنَ اَللَّهِ تَعَالَى وَخُلْقِه ، إنَّهَا وَصِيَّةُ اَلنَّبِيِّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأُمَّتِهِ وَهُوَ يُفَارِقُ اَلْحَيَاةَ وَيَقُولُ : (اَلصَّلَاةُ اَلصَّلَاةُ ) ،
إِنَّهَا اَلْعِبَادَة اَلَّتِي لَا تَسْقُطُ عَنْ اَلْمَرِيضِ أَوْ اَلْمُسَافِرِ أَوْ اَلْخَائِفِ ، وَهِيَ اَلْعِبَادَةُ اَلَّتِي تَتَكَرَّرُ فِي اَلْيَوْمِ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، مَا لَا يَتَكَرَّرُ غَيْرَهَا مِنْ اَلطَّاعَاتِ .
وَهِيَ اَلْعِبَادَةُ اَلَّتِي أَمَرَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اَلْآبَاء أَنْ يَأْمُرُوا أَبْنَاءهم بِهَا حَتَّى قَبْل بُلُوغِهِمْ سِنَّ اَلتَّكْلِيفِ فَقَالَ (( مُرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهُم أبناءُ سبعِ سنينَ))أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وقال سبحانه (( حَـٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوٰتِ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ )) 
عبادَ اللَّه وَمِنْ صُوَرِ تَعْظِيمِ الْمُسْلِمِ لِلصَّلَاةِ أَخْذَ الزِّينَةِ لَهَا حَيْثُ  يُستَحَبُّ لقاصِدِ المسجد أن يتجمَّل لصلاتِه بما يستطيع من ثيابِه وطيبِه وسِواكه، وقد أمَرنا ربنا تبارك وتعالى بأخْذِ الزينة عند كل صلاة ،  قال جل في علاه: (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )) 
وعن ابنِ عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّى أحدُكم فليلبَس ثوبَيه، فإنَّ الله أحقُّ مَن يُتزيَّن له)) صحَّحه الألبانيُّ )..
وقال صلى الله عليه وسلم (( لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ.))أخرجه البخاري ومسلم وفي اللفظ الآخر:  ((مع كلِّ وضوءٍ))
فَدَلَّ ذَلِك على أنَّه يُستحَبُّ السِّواك عِند الوضوء وعند الصلاة فرضًا ونفلًا .  
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ) رواه مسلم
وآكد الجمال ما كان عند مناجاة الله سبحانه وتعالى. والـتَّجَمّل لله عَزّ وَجَلّ أولى مِن الـتَّجَمّل للخَلْق.
عباد الله إن المتأمل لأحوال بعض الْمُصَلِّين يَجِد عَجَبًا . فهذا يأتي إلى المسجد بِقميص نومه ، وذاك بِزِيّ عَمَلِه ، وثالث بِثياب مِهنته ، وآخر بِملابس الرياضة ، وبعض الناس تراهم يَأخُذُون زِينتهم ويَلْبَسون أَجْمَل ما عِنْدَهُم من الثيابِ عِنْدَما يَذْهَبُون إلى مُناسَبَاتِهم الخاصَّة أو العامة، ولكنهم يَسْتَهِينُونَ في مَلابِسهم إذا وَقَفُوا بين يَدَيّ الله تعالى في الصلاة، فهم يَسْتَحْيُونَ من الناس ولا يَسْتَحْيُونَ من الله تعالى، يُوَقِّرُونَ الناس ولا يُوَقِّرُونَ اللهَ تعالى. فقد قال سبحانه (( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)) وقال((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)) .
عباد الله ولا يجوز للمسلم أن يُصلِّيَ في ثوبٍ رقيق يَصِف البشرة  أو ضيّقٍ يكشف عن عورته أو قصيرٍ ينحسر عن سَوأته، وتحرُم صلاته في ثوبٍ فيه صورة أو صليب .
وعلى المصلِّي اجتنابُ الروائحِ الكريهة في ملبسِه ومأكله، فعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أكَلَ البصلَ والثومَ والكرّات فلا يقربنَّ مسجدنا؛ فإنَّ الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم)) أخرجه مسلم،
هذا في رائحة الثوم والبصل الحلال؛ فكيف برائحة التدخين الحرام؟ الذي لا يجوز للمسلم تناوله، لأنه مُضِر بجسده وماله ودينه، وبالناس من حوله.
عباد الله إن تعظيم شعائر الله – جل وعلا – مطلب شرعي ، ذلك أن المساجد بيوت الله وتعظيمها مِن تَعظيم الله سبحانه . (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة.....
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لله الَّذِي أَمْرِنَا بِطَاعَتِهِ، وَحَثَّنَا عَلَى لُزُومِ الْأدَبِ فِي كُلُّ مَا أَمْر بِهِ، فَكَانَ دِينُنَا دِين الْكَمَالِ وَالْجَمَالِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِّيُّكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسُلَّمٌ عَلَيْهِ
أَمَّا بَعْدُ فَاِعْلَمْ أَيَّهَا الْمُسْلِمَ أَنَّ حُسْنَ الْمَظْهَرِ وَجَمِيل الْمَلْبَسِ, وَطَيِّب الرَّائِحَةِ آدابٌ إِسْلَامِيَّةَ رَغَّبَ دِيننَا الْإِسْلَامِيّ فِيهَا عِنْدَ أَدَاءِ الصَّلَاَةِ وَعِنْدَ حُضُورِ الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ وَقُدْوَتنا فِي ذَلِكَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ يَلْبَسُ أَحْسَن لِبَاسٍ وَيَتَعَطَّرُ بأزْكَى رَائِحَةٍ بَلْ كانت رَائِحَة طِيبِهِ تَفُوحُ فِي طَرِيقِهِ, لِذَا كَانَ مِنْ أَخْلَاَقِهِ التَّطَيُّب, فكان يُحِبُّهُ وَيُكْثِرُ مِنْهُ فَفِي الْحَديثِ (حُبِّبَ إليَّ من دُنْياكمُ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ) رواه أحمد وصححه الألباني.
هذا وصلوا وسلموا على رسول الله ...
المرفقات

1714682656_من صور تعظيم فريضة الصلاة أخذ الزينة لها ..docx

المشاهدات 1148 | التعليقات 0