مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً

محمد البدر
1437/12/29 - 2016/09/30 08:55AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
اما بعد :قَالَ تَعَالَى :{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } . فَطَاعَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ ؛ وَطَاعَةُ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَاجِبَةٌ لِأَمْرِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِمْ فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بِطَاعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ لِلَّهِ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ . وَمَنْ كَانَ لَا يُطِيعُهُمْ إلَّا لِمَا يَأْخُذُهُ مِنْ الْوِلَايَةِ وَالْمَالِ فَإِنْ أَعْطَوْهُ أَطَاعَهُمْ ؛ وَإِنْ مَنَعُوهُ عَصَاهُمْ : فَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ . فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ ؛ وَلَا يُزَكِّيهِمْ ؛ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ ؛ وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاَللَّهِ لِآخِذِهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ غَيْرُ ذَلِكَ وَرَجُلٌ بَايَعَ إمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إلَّا لِدُنْيَا ؛ فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَّى ؛ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
عباد الله:إن الكثير من الأدلة التي جاءت في الشرع المطهر جامعة بين الأمر بتقوى الله وبين السمع والطاعة لولاة الأمور لأن بهذين الأمرين يصلح أمر الدين والدنيا، وتتحقق مصالح الدنيا والآخرة.قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ) .
وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِىٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ »رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ « اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله:واعلموا أن الخير والفلاح والسعادة هو بالتمسك بكتاب الله وسنة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولزوم الجماعة أهل السنة والسمع والطاعة في المعروف فهي من أسباب الهدى في الدنيا ومن أسباب الفوز في الآخرة بالجنة.
واما الدعوة إلى الخروج والثورات فإنه من أسباب سخط الله ، ومن أسباب الندم العاجل لما يورثه الخروج من سفك للدماء وسلب للأموال وانتهاك للأعراض وذهاب للأمن فإذا ذهب الأمن حلت الفوضى وانتشر الفساد والخراب والدمار واصبح الناس في خوف وهلع وجزع وما يجري في البلدان المجاورة لهو خير شاهد واعظم دليل والله المستعان .
أقول هذا...

الخطبة الثانية:
عباد الله:فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ...» رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
تمسكوا – ياعباد الله - بالعقيدة السلفية الصحيحة، وعليكم بلزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، واجتهدوا في تربيةِ الأبناء على محبة الله ورسوله ومحبة ولاة أمرهم والدعاء لهم بالعافية والصلاح وحسن البطانة وكفِّ الألسن عن غيبتهم أو التنفير منهم أو التحريض عليهم ، وعلى توقير ومحبة العلماء الربانيين .
عباد الله :إن ما يجري حولنا هذه الأيام لهي حرب ضروس يشنها أعداء عقيدتنا وحساد نعمتنا تولى كبرها دولة إيران الرافضية و تعاون معها الجماعات الإرهابية الخارجية أمثال داعش والقاعدة والإخوان والصوفية وسائر الجماعات المنحرفة المخالفة للكتاب والسنة للقضاء على أهل السنة على هذه الأرض وهيهات لهم فالله متم نوره والسنة باقية إلى قيام الساعة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها وعاداها ،فاحذروهم وبينوا لأبنائكم وبناتكم وطلابكم ومن تجالسونهم بينوا لهم هذا الخطر القادم ، و لله الحمد أن فتاوى العلماء المعتبرين الموثوقين فضحت هذه المؤامرة .
عباد الله :إن انضمام بعض أبنائنا ألى هذه التنظيمات لا يأتي مصادفة ولكن تسبقه محاولات وجهود متعددة لشباباً صغار غير مسلّح بسلاح العلم فيقع فريسة سهلة وإذا به ينقلب على وطنه وأهله وقرابته وولاة أمره وعلماءه يكفرهم ويستحل دماءهم والعياذ بالله.
فانتبهوا واحذروا وربوا أبنائكم على الكتاب والسنة و هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عن الجميع واجتهدوا في الدعاء لهم في السر والجهر فإن الله سميع الدعاء. الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 819 | التعليقات 0