من اخلاق النبي

أحمد بن صالح العجلان
1446/02/25 - 2024/08/29 21:45PM
من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
الخطبة الأولى:الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ وَالَاهُ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ وَاهْتَدَى بِهُدَاهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ اخواني :كان النبي  أفضل الخلق على الإطلاق كان يقول : «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» فكانت حياته  نبراسا لنا في حياتنا قال تعالى(قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) فمن ذلك أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي المَسْجِدِ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ «دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» فَقَالَ الأعرابي وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا» ومن ذلك ماذكره مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، أنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ –يعني في الصلاة-، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ –زاد في الكلام في الصلاة- فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ،– أيضا زاد الكلام في الصلاة؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» قال مالك بن الحُوَيرث،: كان رسول الله رحيماً رفيقاً، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا قد اشْتَقْنا أهلَنا، فسألَنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: «ارْجِعُوا إلى أهْلِيْكُم فَأقِيْمُوا فِيْهِم» .وقال أنس بن مالك  «كان رسول الله إذا قعد الرجلُ من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده».:ولما جاء الطُّفيل بن عمرو الدَّوسي  إلى رسول الله فقال: إنَّ قبيلة دوساً قد عصَتْ وأبَتْ فادعُ الله عليهم. فاستقبل رسول الله القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا.فقال: «اللهُمّ اهْدِ دَوْساً وَائْتِ بِهِم» .وعن عائشة  قالت: ما ضرب رسول الله  خادماً له قط ولا امرأةً قط، ولا ضَرَب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء فانتقم من صاحبه إلا أن تُنْتَهك محارمُ الله فينتقم لله عزَّ وجلَّ، وما عُرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون مَأْثَماً، فإن كان مأثماً كان أبعدَ الناس منه. وكان يمشي ذات يوم وعليه بُرْدة فأدركه أعرابي فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ «أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ». ومن ذلك أن سَهْلا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: « جَاءَتِ امْرَأَةً إلى النَّبِيَّ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ، فِيهَا حَاشِيَتُهَا» ، أَتَدْرُونَ مَا البُرْدَةُ؟ قَالُوا: الشَّمْلَةُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا، «فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ» ، فَحَسَّنَهَا فُلاَنٌ، فَقَالَ: اكْسُنِيهَا، مَا أَحْسَنَهَا، قَالَ القَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، لَبِسَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ، وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ، قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ، إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي، قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: : الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَانْبِي بَعْدَهُ. فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ فَتَقْوَى اللَّهِ خَيْرُ زَادٍ وَأَفْضَلُ مَآبٍ وَالْمُوصِلُ إِلَى رِضَى رَبِّ الْعِبَادِ. اخوة الأيمان: قال ابو هريرة قال: لمَّا فتح رسول الله مكة طاف بالبيت وصلى فيه ركعتين، ثم أتى الكعبة وأخذ بعضادَتَيْ الباب، فقال: «مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ؟» .الخطاب لمن إنهم الذين اذوه وسبوه وأخرجوه من احب البقاع الى قلبه فقال: «مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ؟»قالوا: نقول أخٌ وابنُ عمَ حليمٌ رحيمٌ. قالوا ذلك ثلاثاً.فقال رسول الله «أقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفَ ( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) فخرجوا كأنما نُشِروا من القبور، فدخلوا في الإسلام. وقد غَزَا النبي  قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ أدركته القَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ، فَنَزَلَ  تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، فإذا به  يدعو اصحابه وعِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ، - ثَلاَثًا - فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: «مَنْ يَمْنَعُكَ عَنِّي؟» قَالَ: كُنْ خَيْرَ آخِذٍ، قَالَ: «اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونُ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَرَجَعَ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ" وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ فعَفَا عَنْهُ. واسْم هذا الأعرابي غورث بن الْحَارِث وَذكر الْوَاقِدِيُّ أَنه أَسْلَمَ وَأَنَّهُ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَاهْتَدَى بِهِ خلق كثير .وقال أنس : خدمتُ رسولَ الله عشرَ سنين، فما سبَّني سبَّةً قط، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال: «دَعُوه، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ» قال أبو سعيد الخدري رضي الله فيما رواه الشيخان: كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.ومن خلقه العفو والتنازل عن حقه: عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم كما امركم بذلك ربكم فقال عز من قائل حكيما( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا»)......
المشاهدات 620 | التعليقات 0