من أقوال الشعراء عن الشهر الكريم
احمد ابوبكر
1435/08/26 - 2014/06/24 10:43AM
جرت عادة الشعراء أن يرحبوا بهلال رمضان الذى يؤذن ببدء هذا الشهر الكريم ويتفننوا فى وصفه ويعدوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة، من ذلك
قول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قلت والناس يرقبون هلالا يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن صائما فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمه
ويقول محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان:
املأ الدنيا شعاعا أيها النور الحبيب
اسكب الأنوار فيها من بعيد وقريب
ذكر الناس عهودا هى من خير العهود
يوم كان الصوم معنى للتسامى والصعود
ينشر الرحمة فى الأرض على هذا الوجود
ويصور محمود حسن إسماعيل مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن
منتظرين فى خشوع ورهبة نداءه فيقول:
جعلت الناس فى وقت المغيبِ عبيد ندائك العاتى الرهيبِ
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم تلفت للطبيبِ
وأُتلعت الرقاب بهم فلاحوا كركبان على بلد غريبِ
عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضنى جنوبِ
ونجد الشاعر أحمد مخيمر يناجى رمضان قائلا:
أنت فى الدهر غرة وعلى الأرض سلام وفى السماء دعاءُ
ونداء ليلة القدر عندهم فرحة العمر تدانت على سناها السماءُ
فى انتظار لنورها كل ليل يتمنى الهدى ويدعو الرجاءُ
وتعيش الأرواح فى فلق الأشواق حتى يباح فيها اللقاءُ
فإذا الكون فرحة تغمر الخلق إليه تبتل الأتقياءُ
وإذا الأرض فى سلام وأمن وإذا الفجر نشوة وصفاءُ
وكأنى أرى الملائكة الأبرار فيها وحولها الأنبياءُ
نزلوا فوقها من الملأ الأعلى فأين الشقاء والأشقياءُ؟
وفى رمضان تتجه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان،
وفى ذلك يقول الشاعر مصطفى حمام:
حدثونا عن راحة القيد فيهِ حدثونا عن نعمة الحرمانِ
هو للناس قاهر دون قهرٍ وهو سلطانهم بلا سلطانِ
قال جوعوا نهاركم فأطاعوا خشعا، يلهجون بالشكرانِ
إن أيامك الثلاثين تمضى كلذيذ الأحلام للوسنانِ
كلما سرنى قدومك أشجانى نذير الفراق والهجرانِ
وستأتى بعد النوى ثم تأتى يا ترى هل لنا لقاء ثانِ؟
وقال آخرون:
أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى وَالْجُـوْدِ وَالْكَرَمِ ** شَهْـرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الأُمَمِ
أَقْبَلْتَ فِيْ حُلَّـةٍ حَفَّ الْبَهَـاءُ بِهَا ** وَمِـنْ ضِيَائِكَ غَابَتْ بَصْمَـةُ الظُّلَمِ
أَهْلاً بِصَوْمَعَةِ الْعُبَّادِ - مُـذْ بَزَغَتْ ** شَمْسٌ - وَمَجْمَعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْقِيَمِ
أَهْلاً بِمَصْقَلَـةِ الأَوَّابِ مِـنْ زَلَلٍ ** وَمُنْتَـدَى مَنْ نَأَى عَنْ بُـؤْرَةِ اللَّمَمِ
هَذِي الْمَـآذِنُ دَوَّى صَوْتُهَا طَرَبًا ** تِلْكَ الْجَـوَامِـعُ فِيْ أَثْوَابِ مُبْتَسِمِ
نُفُوْسُ أَهْلِ التُّقَى فِيْ حُبِّكُمْ غَرِقَتْ ** وَهَزَّهَا الشَّوْقُ شَوْقُ الْمُصْلِحِ الْعَلَمِ
تُحِبُّ فِيْكَ قِيَامًا طَـابَ مَشْرَبُـهُ ** تُحِبُّ فِيْكَ جَمَالَ الذِّكْرِ فِي الْغَسَمِ
وَلَيْلَةٌ فِيْكَ خَيْرٌ- لَوْ ظَفِرْتُ بِهَـا - ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَجُدْ يَا بَـارِئَ النَّسَمِ
رَبَّـاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَـاكَ مُعْتَرِفًـا ** بِمَـاجَنَتْـهُ يَـدِيْ أَوْ زَلَّـةُ الْقَدَمِ
فَجُدْ بِعَفْـوٍ إِلَهِـيْ أَنْتَ ذُو كَـرَمٍ ** فَكَـمْ مَنَنْتَ عَلَى الْعَاصِيْنَ بِالنِّعَمِ
وَاخْتِمْ لِعَبْدِكَ بِالْحُسْنَـى فَلَيْسَ لَهُ ** سِـوَاكَ يُنْقِـذُهُ مِنْ مَـوْقِفِ النَّدَمِ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى طـهَ وَعِتْـرَتِـهِ ** وَمَـنْ قَفَا الإِثْرَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
أَهْـلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصَّوْمِ وَالذِّكْرِ ** وَمَرْحَبًا بِوَحِيـدِ الدَّهْـرِ فِي الأَجْرِ*
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ ** فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ ** مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا ** إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا ** فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى ** فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ
أقبلت تزهو ونـور الوجه وضـاء ** فما ارتأت في رباكـم قط ظلماء
أهلا بشهر حليف الجود مذ بزغت ** شمس وصافح زهر الروضة الماء
شهـر تلألأ بالخيـرات فانهزمت ** أمـام ساحتـه الشمـاء ضـراء
فيه استقالت فلول الشـر من خدع ** وكبلت فسرت في الناس سـراء
تلك المساجـد بالتسبيـح آهلـة ** كأنها بالهـدى فجـر وأضـواء
والصالحـون ومن يقفو مآثرهـم ** بدت علـى وجههم بشرى ولألآء
والكل في طـرب يشدو بمقدمـه ** كأنه من جمال الـروح حسنـاء
يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى ** وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء
توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـة ** ذلت بـه أمـم واحتلهـا الـداء
ألم نجد من عداة الديـن كل أذى ** والقدس مغتصب فاشتـد بلـواء
والحـرب تطحـن أكبادا وتعجنها ** ونحـن لم نرهـا فالعين عمياء
ألـم يحلق بنـا جـدب فزلزلنـا ** وكم أحـاط بنـا ضـر ولأواء
وكم أتت عبر والقـوم في هـزل ** إعصار قونو كفى كم مـات أبناء
أما تسونـام فيـه كـل فاجعـة ** وكم وكم عـظة والأذن صمـاء
ربـاه عفـوا وتوفيقـا ومغفـرة ** وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء
وصل رب على المختار من مضـر ** ما غردت فوق غصن البان ورقـاء
والآل والصحب والأتبـاع قاطبـة ** ما لاح بـرق تلا رعد وأصـداء
سَلامٌ عَلَـى شَهْرِنَـا الْمُنْتَظَـرْ ** حَبِيْبِ الْقُلُوْبِ سَمِيْرِ السَّهَـرْ
سَلامٌ عَلَـى لَيْلِـهِ مُـذْ بَـدَا ** مُحَيَّاهُ يَزْهُوْ كَضَـوْءِ الْقَمَـرْ
فَأَهْلا وَسَهْلا بِشَهْـرِ الصِّيَـامِ ** وَشَهْرِ التَّرَاوِيْحِ شَهْـرِ الْعِبَـرْ
فَكَمْ مُخْلِـصٍ رَاكِـعٍ سَاِجِـدٍ ** دَعَا اللهَ حِيْنَ ارْعَوَى وَادَّكَـرْ
وَكَمْ خَاشِعٍ فِي اللَّيَالِي الْمِـلاحِ ** بِدَمْعٍ غَزِيْرٍ يُضَاهِـي الْمَطَـرْ
فَشَهْرُ الصِّيـامِ وَشَهْـرُ الْقِيَـامِ ** وَشَهْرُ الدُّعَاءِ يَفِـي بِالْوَطَـرْ
أَرَى شَمْسَهُ أَشْرَقَتْ فِي الْقُلُوْبِ ** وَضَاءَتْ كَمَا ضَاءَ نُوْرُ الْبَصَرْ
أَتَـانَـا شَـذَاهُ بِنَفْحَـةِ خَيْـرٍ ** وَنَفْحَةِ جُودٍ وَعِطْـرِ الزَّهَـرْ
فَكَمْ مُذْنِـبٍ كَفَّ عَـنْ ذَنْبِـهِ ** وَصَارَعَ شَيْطَانَـهُ فَانْتَصَـرْ
وَكَمْ غَافِـلٍ هَبَّ مِـنْ رَقْـدَةٍ ** فَشَدَّ الإزَارَ وَأَحْيَـا السَّحَـرْ
وَيَتْلُو الْكِتَابَ بِصَـوْتٍ رَخِيْـمٍ ** وَيُحْذِقُ فِـي آيِـهِ وَالسُّـوَرْ
فِنَاءُ الْمَسَاجِدِ تَبْـدُوا طَرُوْبًـا ** بِجَمْعِ الْمُصَلِّيْنَ لا للسَّمَـرْ
وَفِيْ كُلِّ بَيْتٍ سَمِعْنَـا دُعَـاءً ** وَفِـيْ كُلِّ نَادٍ تُضِيء الْفِكَـرْ
إِلَهِيْ فَإِنِّـي ابْتُلِيْـتُ بِذَنْـبٍ ** يَهُدُّ الصُّخُوْرَ يُذِيْبُ الْحَجَـرْ
وَأَنْتَ رَحِيْمٌ عَفُـوٌّ كَـرِيْـمٌ ** حَلِيْمٌ عَظِيْمٌ هَدَيْـتَ الْبَشَـرْ
فَعَفْوًا إِلهِـيْ فَعَبْـدُكَ يَدْعُـوْ ** بِقَلْبٍ خَشُوْعٍ شَدِيْدِ الْخَـوَرْ
فَهَبْ لِيْ ذُنُوْبِيْ وَجُدْ لِيْ بِعَفْوٍ ** يُجَنِّبُنِـيْ مُوْجِبَـاتِ سَقَـرْ
وَصَلِّ إِلهِـيْ وَسَلِّـمْ سَلامـاً ** عَلَى أَفْضَلِ الْخَلْقِ طهَ الأغَـرّْ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَأَهْلِ صَـلاحٍ ** سَـلامٌ عَلَيْهِـمْ بِبَحْـرٍ وَبَـرْ
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ** فلا تُصَيِّرَه أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهدا ** فإنه شهر تسبيح وقرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له ** فسوف تضرَم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ** حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ** فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى متى يعمر الانسان مسكنه ** مصير مسكنه قبر انسان
قول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قلت والناس يرقبون هلالا يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن صائما فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمه
ويقول محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان:
املأ الدنيا شعاعا أيها النور الحبيب
اسكب الأنوار فيها من بعيد وقريب
ذكر الناس عهودا هى من خير العهود
يوم كان الصوم معنى للتسامى والصعود
ينشر الرحمة فى الأرض على هذا الوجود
ويصور محمود حسن إسماعيل مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن
منتظرين فى خشوع ورهبة نداءه فيقول:
جعلت الناس فى وقت المغيبِ عبيد ندائك العاتى الرهيبِ
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم تلفت للطبيبِ
وأُتلعت الرقاب بهم فلاحوا كركبان على بلد غريبِ
عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضنى جنوبِ
ونجد الشاعر أحمد مخيمر يناجى رمضان قائلا:
أنت فى الدهر غرة وعلى الأرض سلام وفى السماء دعاءُ
ونداء ليلة القدر عندهم فرحة العمر تدانت على سناها السماءُ
فى انتظار لنورها كل ليل يتمنى الهدى ويدعو الرجاءُ
وتعيش الأرواح فى فلق الأشواق حتى يباح فيها اللقاءُ
فإذا الكون فرحة تغمر الخلق إليه تبتل الأتقياءُ
وإذا الأرض فى سلام وأمن وإذا الفجر نشوة وصفاءُ
وكأنى أرى الملائكة الأبرار فيها وحولها الأنبياءُ
نزلوا فوقها من الملأ الأعلى فأين الشقاء والأشقياءُ؟
وفى رمضان تتجه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان،
وفى ذلك يقول الشاعر مصطفى حمام:
حدثونا عن راحة القيد فيهِ حدثونا عن نعمة الحرمانِ
هو للناس قاهر دون قهرٍ وهو سلطانهم بلا سلطانِ
قال جوعوا نهاركم فأطاعوا خشعا، يلهجون بالشكرانِ
إن أيامك الثلاثين تمضى كلذيذ الأحلام للوسنانِ
كلما سرنى قدومك أشجانى نذير الفراق والهجرانِ
وستأتى بعد النوى ثم تأتى يا ترى هل لنا لقاء ثانِ؟
وقال آخرون:
أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى وَالْجُـوْدِ وَالْكَرَمِ ** شَهْـرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الأُمَمِ
أَقْبَلْتَ فِيْ حُلَّـةٍ حَفَّ الْبَهَـاءُ بِهَا ** وَمِـنْ ضِيَائِكَ غَابَتْ بَصْمَـةُ الظُّلَمِ
أَهْلاً بِصَوْمَعَةِ الْعُبَّادِ - مُـذْ بَزَغَتْ ** شَمْسٌ - وَمَجْمَعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْقِيَمِ
أَهْلاً بِمَصْقَلَـةِ الأَوَّابِ مِـنْ زَلَلٍ ** وَمُنْتَـدَى مَنْ نَأَى عَنْ بُـؤْرَةِ اللَّمَمِ
هَذِي الْمَـآذِنُ دَوَّى صَوْتُهَا طَرَبًا ** تِلْكَ الْجَـوَامِـعُ فِيْ أَثْوَابِ مُبْتَسِمِ
نُفُوْسُ أَهْلِ التُّقَى فِيْ حُبِّكُمْ غَرِقَتْ ** وَهَزَّهَا الشَّوْقُ شَوْقُ الْمُصْلِحِ الْعَلَمِ
تُحِبُّ فِيْكَ قِيَامًا طَـابَ مَشْرَبُـهُ ** تُحِبُّ فِيْكَ جَمَالَ الذِّكْرِ فِي الْغَسَمِ
وَلَيْلَةٌ فِيْكَ خَيْرٌ- لَوْ ظَفِرْتُ بِهَـا - ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَجُدْ يَا بَـارِئَ النَّسَمِ
رَبَّـاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَـاكَ مُعْتَرِفًـا ** بِمَـاجَنَتْـهُ يَـدِيْ أَوْ زَلَّـةُ الْقَدَمِ
فَجُدْ بِعَفْـوٍ إِلَهِـيْ أَنْتَ ذُو كَـرَمٍ ** فَكَـمْ مَنَنْتَ عَلَى الْعَاصِيْنَ بِالنِّعَمِ
وَاخْتِمْ لِعَبْدِكَ بِالْحُسْنَـى فَلَيْسَ لَهُ ** سِـوَاكَ يُنْقِـذُهُ مِنْ مَـوْقِفِ النَّدَمِ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى طـهَ وَعِتْـرَتِـهِ ** وَمَـنْ قَفَا الإِثْرَ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
أَهْـلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصَّوْمِ وَالذِّكْرِ ** وَمَرْحَبًا بِوَحِيـدِ الدَّهْـرِ فِي الأَجْرِ*
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ ** فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ ** مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا ** إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا ** فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى ** فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ
أقبلت تزهو ونـور الوجه وضـاء ** فما ارتأت في رباكـم قط ظلماء
أهلا بشهر حليف الجود مذ بزغت ** شمس وصافح زهر الروضة الماء
شهـر تلألأ بالخيـرات فانهزمت ** أمـام ساحتـه الشمـاء ضـراء
فيه استقالت فلول الشـر من خدع ** وكبلت فسرت في الناس سـراء
تلك المساجـد بالتسبيـح آهلـة ** كأنها بالهـدى فجـر وأضـواء
والصالحـون ومن يقفو مآثرهـم ** بدت علـى وجههم بشرى ولألآء
والكل في طـرب يشدو بمقدمـه ** كأنه من جمال الـروح حسنـاء
يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى ** وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء
توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـة ** ذلت بـه أمـم واحتلهـا الـداء
ألم نجد من عداة الديـن كل أذى ** والقدس مغتصب فاشتـد بلـواء
والحـرب تطحـن أكبادا وتعجنها ** ونحـن لم نرهـا فالعين عمياء
ألـم يحلق بنـا جـدب فزلزلنـا ** وكم أحـاط بنـا ضـر ولأواء
وكم أتت عبر والقـوم في هـزل ** إعصار قونو كفى كم مـات أبناء
أما تسونـام فيـه كـل فاجعـة ** وكم وكم عـظة والأذن صمـاء
ربـاه عفـوا وتوفيقـا ومغفـرة ** وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء
وصل رب على المختار من مضـر ** ما غردت فوق غصن البان ورقـاء
والآل والصحب والأتبـاع قاطبـة ** ما لاح بـرق تلا رعد وأصـداء
سَلامٌ عَلَـى شَهْرِنَـا الْمُنْتَظَـرْ ** حَبِيْبِ الْقُلُوْبِ سَمِيْرِ السَّهَـرْ
سَلامٌ عَلَـى لَيْلِـهِ مُـذْ بَـدَا ** مُحَيَّاهُ يَزْهُوْ كَضَـوْءِ الْقَمَـرْ
فَأَهْلا وَسَهْلا بِشَهْـرِ الصِّيَـامِ ** وَشَهْرِ التَّرَاوِيْحِ شَهْـرِ الْعِبَـرْ
فَكَمْ مُخْلِـصٍ رَاكِـعٍ سَاِجِـدٍ ** دَعَا اللهَ حِيْنَ ارْعَوَى وَادَّكَـرْ
وَكَمْ خَاشِعٍ فِي اللَّيَالِي الْمِـلاحِ ** بِدَمْعٍ غَزِيْرٍ يُضَاهِـي الْمَطَـرْ
فَشَهْرُ الصِّيـامِ وَشَهْـرُ الْقِيَـامِ ** وَشَهْرُ الدُّعَاءِ يَفِـي بِالْوَطَـرْ
أَرَى شَمْسَهُ أَشْرَقَتْ فِي الْقُلُوْبِ ** وَضَاءَتْ كَمَا ضَاءَ نُوْرُ الْبَصَرْ
أَتَـانَـا شَـذَاهُ بِنَفْحَـةِ خَيْـرٍ ** وَنَفْحَةِ جُودٍ وَعِطْـرِ الزَّهَـرْ
فَكَمْ مُذْنِـبٍ كَفَّ عَـنْ ذَنْبِـهِ ** وَصَارَعَ شَيْطَانَـهُ فَانْتَصَـرْ
وَكَمْ غَافِـلٍ هَبَّ مِـنْ رَقْـدَةٍ ** فَشَدَّ الإزَارَ وَأَحْيَـا السَّحَـرْ
وَيَتْلُو الْكِتَابَ بِصَـوْتٍ رَخِيْـمٍ ** وَيُحْذِقُ فِـي آيِـهِ وَالسُّـوَرْ
فِنَاءُ الْمَسَاجِدِ تَبْـدُوا طَرُوْبًـا ** بِجَمْعِ الْمُصَلِّيْنَ لا للسَّمَـرْ
وَفِيْ كُلِّ بَيْتٍ سَمِعْنَـا دُعَـاءً ** وَفِـيْ كُلِّ نَادٍ تُضِيء الْفِكَـرْ
إِلَهِيْ فَإِنِّـي ابْتُلِيْـتُ بِذَنْـبٍ ** يَهُدُّ الصُّخُوْرَ يُذِيْبُ الْحَجَـرْ
وَأَنْتَ رَحِيْمٌ عَفُـوٌّ كَـرِيْـمٌ ** حَلِيْمٌ عَظِيْمٌ هَدَيْـتَ الْبَشَـرْ
فَعَفْوًا إِلهِـيْ فَعَبْـدُكَ يَدْعُـوْ ** بِقَلْبٍ خَشُوْعٍ شَدِيْدِ الْخَـوَرْ
فَهَبْ لِيْ ذُنُوْبِيْ وَجُدْ لِيْ بِعَفْوٍ ** يُجَنِّبُنِـيْ مُوْجِبَـاتِ سَقَـرْ
وَصَلِّ إِلهِـيْ وَسَلِّـمْ سَلامـاً ** عَلَى أَفْضَلِ الْخَلْقِ طهَ الأغَـرّْ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَأَهْلِ صَـلاحٍ ** سَـلامٌ عَلَيْهِـمْ بِبَحْـرٍ وَبَـرْ
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ** فلا تُصَيِّرَه أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهدا ** فإنه شهر تسبيح وقرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له ** فسوف تضرَم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ** حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ** فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى متى يعمر الانسان مسكنه ** مصير مسكنه قبر انسان