من أسباب حفظ الله لعباده

أبامحمد أبامحمد
1444/02/24 - 2022/09/20 18:35PM
خطبة مميزة ومختصرة ونافعة في بابها ومضبوطة بالشكل 
المرفقات

1663688128_489805

1663688297_489804

المشاهدات 671 | التعليقات 1

﴿الخُطْبَةُ الأُوْلَى﴾

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا، وَسَيِّئاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ حقَّ التَّقْوَى كَمَا أَمَرَكُمْ بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران:102]؛ وَاعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍr، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثُاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، وعليكم بالجماعةِ فإن يَدُ اللهِ علَى الجَماعَةِ، فإنَّه مَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ.

أَيُّهَا الـمُسْلِمُوْنَ: جَعَلَ اللهُ هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا دَارَ عَمَلٍ وَابْتِلَاءٍ، وَجَعَلَ الآخِرَةَ دَارَ قَرَارٍ وَجَزَاءٍ، وَلَا تَخْلُوْ الحَيَاةُ مِنْ مُنَغِّصَاتٍ وَأَكْدَارٍ وَأَخْطَارٍ، لَكِنَّ اللهَ رَؤُوْفٌ بِعِبَادِهِ، رَحِيُمٌ بِهِمْ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ أَنْ أَرْشَدَنَا إِلَى أَسْبَابٍ يَحْفَظُنَا بِهَا مِنْ تِلْكَ الأَخْطَارِ وَمَا يُخَفِّفُ بِهِ عَنَّا أَهْوَالَ الدُّنْيَا وَمَصَائِبَهَا.

وَتِلْكَ الأَسْبَابِ وَالحَوَافِظِ إِذَا جَعَلَهَا الـمُؤْمِنُ جٌزْءاً مِنْ حَيَاتِهِ اليَوْمِيَّةِ؛ فَإِنَّ اللهَU يَحْفَظُهُ بِهَا وَيَصْرِفُ عَنْهُ السُّوْءَ وَالـمَكْرُوْهَ، وَهَذِهِ الحَوَافِظُ تَنْفَعُ بِأَمرِ اللهِ إِذَا اقْتَرَنَ بِهَا تَوْحِيْدٌ خَالِصٌ.

وَأَهَمُّ تِلْكَ الحَوَافِظِ: الصَّلَاةُ: وَالصَّلَاةُ إِمَّا أَنْ تَكُوْنَ فَرِيْضَةً أَوْ نَافِلَةً، أَمَّا الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ الـمَفْرُوْضَةُ فَهِيَ الـرُّكْنُ الثَّانِي مِنْ أَرْكَانِ الإسْلَامِ، وَقَدْ فَرَضَهَا اللهُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، وَالأَدِلَّةُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ صَلَاةِ الجَمَاعَةِ، وَعَلَى فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى وَقْتِهَا كَثِيْرَةٌ مِنْهَا قَوْلُ النَّبِيِّ r:«مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا عَنْ عُذْرٍ» رواه الترمذي وصححه الألباني. وَالعُذْرُ هُوَ الخَوْفُ أَوْ الـمَرَضُ. قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَ اللهِ فَاْنظُرْ إِلَى قَدْرِ الصَّلَاةِ عِنْدَكَ"، وَقَالَ سَعِيْدُ بْنُ الـمُسَيِّبِ رَحِمَهُ الله:ُ "مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ مَعَ جَمَاعَةِ الـمُسْلِمِيْنَ فَقَد مَلَأَ البَرَّ وَالبَحْرَ عِبَادَةً". فالصَّلَاةُ نُوْرٌ لِلْعَبْدِ فِي قَلْبِهِ وَوَجْهِهِ وَقَبْرِهِ وَحَشْرِهِ، وَالصَّلَاةُ عَمُوْدُ الإِسْلَامِ، فَإِذَا قَامَ العَمُوْدُ قَامَ البِنَاءُ، وَإِذَا لَمْ يَقُمْ العَمُوْدُ فَلَا بِنَاءَ. وَهُنَا؛ أُوَجِّهُ وَصِيَّةً صَالِحَةً لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ: " إِذَا انْتَبَهْتَ مِنْ نَوْمِكَ لِلصَّلَاةِ فَلَا تَعُدْ لِلنَّوْمِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَوَدُّ لَوْ يَظْفَرُ مِنْكَ بِهَذَا، وَكَمْ ذَهَبَتْ صَلَوَاتٌ وَفَاتَ وَقْتُهَا بِسَبَبِ هَذَا التَّصَرُّفِ".

وَإِنَّمَا تَتَحَقَّقُ الـمُـحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَاةِ بِالتَّعَوُّدِ:

لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا

وَفِيْ هَذَا يَقُوْلُ النَّبِيُّr: «مُرُوْا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوْهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ» وَمَعْنَى: «مُرُوْا أَوْلَادَكُمْ» أَيْ: اطْلُبُوا مِنْهُمْ أَدَاءَ الصَّلَاةِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مَفْرُوْضَةٍ. وَلَوْ حَسَبْنَا عَدَدَ الصَّلَوَاتِ الـمَفْرُوْضَاتِ الَّتِي تَـمُـرُّ عَلَى الطِّفْلِ مِنْ سِنِّ السَّابِعَةِ حَتَّى العَاشِرَةِ مِنْ عُمُرِهِ، لَوَجَدْنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةِ آلَافٍ وَثَلَاثِمِائَةِ صَلَاةٍ، وَبِهَذَا يَكُوْنُ عَدَدُ مَرَّاتِ الأَمْرِ بِالصَّلَاةِ لِذَلِكَ الطِّفْلِ – لَوْ التَزَمَ وَلِيُّ أَمْرِهِ بِذَلِكَ – أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةِ آلَافٍ وَثَلَاثِمِائَةِ أَمْرٍ بِالصَّلَاةِ طِيْلَةَ تِلْكَ السَّنَوَاتِ الثَّلاثِ.  فَمَنْ يُؤْمَرُ بِالصَّلَاةِ وَيُذَكَّرُ بِهَا بِهَذَا العَدَدِ، فَهَلْ نَحْتَاجُ لِضَرْبِهِ حِيْنَمَا يَصِلُ لِلْعَاشِرَةِ؟

أمّا صَلَاةُ النَّافِلَةِ، فَهِيَ بَابٌ عَظِيْمٌ مِنْ الخَيْرِ، وَيَنْدَرِجُ تَحْتَهُ عِدَّةُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَأَهَمُّهَا: السُّنَنُ الرَّوَاتِبُ القَبْلِيَّةُ وَالبَعْدِيَّةُ، وَسُنَّةُ الوِتْرِ الَّتِيْ لَمْ يَتْرُكْهَا رَسُوْلُ اللهِ r فِي إِقَامَةٍ وَلَا سَفَرٍ، وَصَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الخُرُوْجِ مِنْ الـمَنْزِلِ وَعِنْدَ الدُّخُوْلِ إِلَيْهِ: قَالَ r: «إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعَانِكَ مَخْرَجَ السُّوْءِ، وَإِذَا دَخَلْتَ إِلَى مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعَانِكَ مَدْخَلَ السُّوْءِ» رواه البزار وحسنه الألباني، وَصَلَاةُ الأَوَّابِيْنَ وَهِيَ صَلاةُ الضُّحَى.

ومِنْ أيْسَرِ الحَوَافِظِ وَأَعْظَمِهَا نَفْعاً: ذِكْرُ اللهِ: وَيَشْمَلُ الذِّكْرُ عِدَّةَ عِبَادَاتٍ: أَعْلَاهَا وَأَشْرَفُهَا قِرَاءَةُ القُرْآنِ: وَفَضْلُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ عَظِيْمٌ جِدَّاً، فَبِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ، فَيَنْبَغِيْ أَنْ يَكُوْنَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وِرْدٌ يَوْمِيٌّ مِنْ القُرآنِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: )إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ([سورة الإسراء:٩] وَقَالَ نَبِيُّنَا r: «اقْرَؤُوْا القُرْآنَ؛ فِإنَّهُ يَأْتِيْ يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيْعاً لِأَصْحَابِهِ» رواه مسلم. وَيَشْمَلُ الذِّكْرُ أَيْضًا سَائِرَ الأَذْكَارِ الـمَخْصُوْصَةِ: كَالأَذْكَارِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَأَذْكَارِ الصَّبَاحِ والـمَسَاءِ، وَالأَذْكَارِ الـمَخْصُوْصَةِ مِثْلِ تَرْدِيْدِ الأَذَانِ، وَأَدْعِيَةِ الدُّخُوْلِ وَالخُرُوْجِ مِنْ الـمَسْجِدِ وَالـمَنْزِلِ وَالخَلَاءِ، وَأَذْكَارِ النَّوْمِ وَالاسْتِيْقَاظِ وَغَيْرِهَا.  وَمِنْ ذِكْرِ اللهِ أَيْضاً؛ الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِيْ ثَبَتَ فِي السُّنَّةِ أَنَّهَا سَبَبٌ لِدَفْعِ البَلَاءِ قَبْلَ حُصُوْلِهِ، وَسَبَبٌ لِرَفْعِهِ بَعْدِ وُقُوْعِهِ. وَمِمَّا وَرَدَ فِي فَضْلِ بَعْضِ الأَذْكَارِ وَأَنَّهَا تَحْفَظُ صَاحِبَهَا بِإِذْنِ اللهِ قَوْلُ النَّبِيِّ r: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ يُقَالُ لَهُ: كُفِيْتَ وَوُقِيْتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ» أخرجه النسائي وأبو داوود وابن حبان وهو صحيح. وَمِنْ الذِّكْرِ أَيْضاً؛ الاسْتِغْفَارُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ [سورة نوح:١٠-١٢].

وَمِنْ أَعْظَمِ الذِّكْرِ ثَوَاباً؛ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّr، وَالَّتِي أَخْبَرَنَا النَّبِيُّr أنَّ مَنْ أَكْثَرَ مِنْهَا فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ ذَنْبَهُ وَيَكْفِيْهِ هَمَّهُ.

وَمِنْ الحَوَافِظِ: الدُّعَاءُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾[غافر:60].  وَلَا يَرُدُّ القَدَرَ إِلَّا الدَّعَاءُ، وَالدُّعَاءُ بَابٌ عَظِيْمٌ مِنْ أَبْوَابِ جَلْبِ الخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ، وَالـمَحْرُوْمُ مَنْ حُرِمَ الدَّعَاءَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنْ مُضِلَّاتِ الفِتَنِ وَمِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِيْ شَرٍّ. يَا رَبَّ العَالـَمِيْنَ.

بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ، وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ. وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي، وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ المُسْلِمينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.        

         

﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ﴾

الْحَمْدُ للهِ وَلِيِّ الحَمْدِ وَالنِّعْمَةِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ الهُدَى وَنَبِيِّ الرَّحْمَةِ، أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ:

وَمِمَّا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ فَضْلُهُ وَنَفْعُهُ فِي الِحفْظِ مِنْ السُّمِّ وَالسِّحْرِ؛ أَكْلُ سَبْعِ تَمْرَاتٍ: حَيْثُ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيٌّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ النَّبِيِّr أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ» رواه البخاري ومسلم. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: " وَيُرْجَى أَنْ يَنْفَعَ اللهُ بِذَلِكَ التَّمْرَ كُلَّهُ". مجموع فتاوى ابن باز  8/108.

وَمِنْ الحَوَافِظِ: الـمُحَافَظَةُ عَلَى الطَّاعَةِ وَاجْتِنَابِ الـمَحَارِمِ فِي الرَّخَاءِ: إِذْ يَقُوْلُ النَّبِيُّ r لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «يَا غُلَامُ، احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه السخاوي.  وَلَنَا فِي قِصَّةِ الثَّلَاثَةِ أَصْحَابِ الغَارِ عِبْرَةٌ وَعِظَةٌ، فَإِنَّ اللهَ فَرَّجَ عَنْهُمْ كُرْبَتَهُمْ حِيْنَ الشِّدَّةِ بِسَبَبِ أَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَةِ وَاجْتِنَابِهِمْ مَحَارِمَ اللهِ فِي الرَّخَاءِ.  وَمِنْ الحَوَافِظِ: الصَّدَقَةُ وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَصَنَائِعُ الـمَعْرُوْفِ وَسَائِرُ أَعْمَالِ البِّرِّ: فَإِنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِهَا البَلَاءَ، وَيَنْسَأُ بِهَا الأَجَلَ وَيَزِيْدُ بِهَا فِي الرِّزْقِ.

عِبَادَ اللهِ: اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى نَبِيِّهِ الْأَمِينِ، فَقَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيْلِ:﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا ﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ، وَارْضَ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ قَضَوا بِالْحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الْآلِ وَالصَّحَابةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنَّا مَعَهُم بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَدِمْ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ فِي بِلَادِنَا وَبِلَادِ الْـمُسْلِمِيْنَ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنْهُمْ كُلَّ شَرٍّ وَبَلَاءٍ، وَاكْفِنَا وَإِيَّاهُمْ سَائِرَ الْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَوْدِعُكَ جُنُودَنَا يَامَنْ لَا تَضِيعُ وَدائِعُهُ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ بَرًّا وَبَحْرًا وَجَوًّا، اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَانْصُرْهُمْ نَصْرًا مِنْ عِنْدِكَ. اللَّهُمَّ أَفْرِغْ عَلَيْهِمْ صَبْرًا، وَثَبِّتْ أَقْدامَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ وَاحْرُسْهُمْ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ يَا قَوِيُّ يا عَزِيزُ. اللَّهُمَّ احْفَظْ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّريفَينِ بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى. اللَّهُمَّ ارحم والدينا كما ربَّونا صغارًا، وأعنَّا على برِّهم أحياءً وأمواتًا. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله: اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.