منظمات روهينغية: فرار المسلمين هربًا من هجمات الجيش ينذر بتصاعد الأزمة
احمد ابوبكر
أكدت منظمات مجتمع مدني تابعة لمسلمي "الروهينغيا" في ميانمار، اليوم الجمعة، إن فرار المسلمين إلى حدود بنغلاديش، هربا من هجمات الجيش والمتطرفين البوذيين ومواصلتهم الانتظار فيها، يُنذر بتصاعد الأزمة الإنسانية.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية، أن غالبية الروهينغيا، ممن ينتظرون في عدد من الجبال على الحدود البنغالية هم من الأطفال والنساء، ودون مساعدات إنسانية.
وأوضحت المصادر، أنه و"نظرا لمنع السلطات الميانمارية منظمات الإغاثة من إيصال مساعدات إنسانية إلى الفارين من إقليم أراكان، فإنهم مهددون بنفاذ الماء والغذاء والأدوية، ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة".
ولفتت إلى أن "الأطعمة التي جلبها الفارون من منازلهم على وشك الانتهاء، وهو ما يجعل الأطفال والشيوخ على حافة الموت، جراء عدم وصول المساعدات الإنسانية إليهم".
وأضافت أن "الفارين يضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويحصلون عليها من بقايا مجاري الأنهار".
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، إن قمة ستعقد بمبادرة من الرئيس رجب طيب أردوغان، لبحث حل جذري لمشكلة أقلية "الروهينغيا" المسلمة بميانمار، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، المزمعة في 19 سبتمبر الجاري.
وأضاف جاويش أوغلو، في تصريح خلال مشاركته في برنامج للتهنئة بعيد الأضحى، بمقر حزب العدالة والتنمية في مدينة أنطاليا (جنوب غرب)، أن عددًا من زعماء الدول المهتمة بالأزمة سيشاركون في القمة، وسيحضرها أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وأكد الوزير التركي أن بلاده تعمل من أجل إنهاء الظلم الذي يتعرض له الروهينغيا في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، وأن الرئيس أردوغان بحث في وقت سابق اليوم الأوضاع هناك في اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء العالم.
كما اتصل الرئيس التركي، بحسب جاويش أوغلو، بالأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، الذي يقود البعثة الأممية إلى أراكان، دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف أن قيمة المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى الروهينغيا بلغت قيمتها حتى الآن أكثر من 70 مليون دولار.
في السياق نفسه، حمّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، حكومة ميانمار المسؤولية عن توفير الأمن والمساعدة لجميع المحتاجين في إقليم "راخين" (أراكان)، فيما حذّر من تجاوزات ترتكبها القوات الأمنية.
ودعا غوتيريش، في بيان أصدره نائب المتحدث باسمه، إيري كانيكو، ميانمار إلى تمكين منظمة الأمم المتحدة وشركائها من تقديم الدعم الإنساني الذي تستعد لتقديمه للمحتاجين في أراكان ذي الأغلبية المسلمة.
وأعرب عن قلقه العميق إزاء تقارير تفيد بحدوث تجاوزات أثناء عمليات أمنية تقوم بها قوات الأمن في ولاية راخين، داعيا إلى ضبط النفس والهدوء لتجنب وقوع كارثة إنسانية في الإقليم (جنوب غرب).
وشدد غوتيريش على أن "الحالة الراهنة تستدعي اتباع نهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية المعقدة للعنف، وتنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية بشأن ولاية راخين".
وفي وقت سابق اليوم، أقر جيش ميانمار، في بيان صحفي صدر عن قائد الجيش، بقتله ما لا يقل عن 370 من مسلمي الروهينغيا، في عملياته المستمرة بالإقليم منذ 25 أغسطس المنصرم.
المصدر: المسلم