منزلـــة ذكـــر الله تعــالـــى
rebii rebii
1441/04/02 - 2019/11/29 09:59AM
لم يفرض الله علينا عبادة إلا جعل لها حدا معلوما وشروطا لا تصح بدونها إلا الذكر فإنه لم يجعل الله له حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله. فقد أمرنا الله بالإكثار من ذكره في جميع الأوقات والأحوال، ووعد الذاكرين الله كثيرا والذاكرات مغفرة وأجرا عظيما. فأكثروا من ذكر الله فإنه أس العبادات وروحها واعلموا أن ذكر الله أنواع ودرجات ذكر باللسان وذكر بالقلب وذكر بالجوارح.
1/ الحض على الإكثار من ذكر الله
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. الأحزاب 41-42.
قال الله سبحانه: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالاِبْكَـرِ. آل عمران 41.
أبو سعيد الخدري: أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ. ح.ض.
عبد الله بن بسر: إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. ت.
2/ منزلـــة ذكر الله وأهلـــه
ذكر من خير الأعمال وأحبها إلى الله
أبو الدرداء: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ. قَالُوا بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى. ت.
أبو هريرة: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ. قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ: تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ. متفق عليه.
معاذ بن جبل: قُلْتُ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إلَى اللهِ؟ قَالَ: أنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ. ط.ز.
ذكر الله مبنى العبادات وروحها
قال الله سبحانه: إِنَّنِيَ أَنَا اَللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ اِلصَّلَوةَ لِذِكْرِيَ. طه 14.
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوةِ مِنْ يَّوْمِ اِلْجُمُعَةِ فَاسْعَوِاْ اِلَى ذِكْرِ اِللَّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ. الجمعة 9.
قال الله سبحانه: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُواْ اسْمَ اَللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ اِلاَنْعَـمِ. الحج 34.
قال الله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَيكُمْ. وَبَشِّرِ اِلْمُحْسِنِينَ. الحج 37.
عائشة: إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. د.ض.
قال الله سبحانه: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَيكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. البقرة 185.
ذكر الله مفتاح العمل الصالح وخاتمته
أبو هريرة: كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِذِكْرِ اللَّهِ أَقْطَعُ. ق.ض.
قال الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَوةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَـمًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ. النساء 103.
قال الله سبحانه: فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمُ ءَابَاءَكُمُ أَوَ اَشَدَّ ذِكْرًا. البقرة 200.
ذكر الله دأب الكون كله
عمرو بنت عبسة: مَا تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُُ فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ إلَّا سَبَّحَ اللهَ بِحَمْدِِهِ إلَّا مَا كَانَ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَأَغْبِيَاءِ بَنِي آدَمَ. ط.
قال الله تعالى: يُسَبِّحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالاَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ. وَإِن مِّن شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ. الإسراء 44.
قال الله سبحانه: اَلَمْ تَرَ أَنَّ اَللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي اِلسَّمَـوَتِ وَالاَرْضِ وَالطَّيْرُ صَـفَّـتٍ. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ. النور 41.
ذكر الله ملجأ عند الكروب
أبي بن كعب: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ (2) جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ. جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ (2). ت.
عبد الله بن عباس: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ. متفق عليه.
عبد الله بن عباس: إذَا سَمِعْتُمُ الرَّعْدَ فَاذْكُرُوا اللهَ فَإِنَّهُ لاَ يُصِيبُ ذَاكِراً. ط.ض.
عبد الله بن عمرو: إذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفِئُهُ. ط.ض.
ذكر الله نجاة من عذاب الله
معاذ بن جبل: مَا عَمِلَ ءَادَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. ة.
أبو هريرة: خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ؛ قُولُوا سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ. فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُقَدِّمَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ وَمُجَنِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ. ط.
2/ كيفية الذكر: صفة ذكر النبي ﷺ
عبد الله بن أبي أوفى: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلاَةَ، وَيُقْصِرُ الْخُطْبَةَ. ن.
عائشة: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ. م.
قال الله تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ اَلْجَهْرِ مِنَ اَلْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاَصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ اَلْغَـفِلِينَ. الأعراف 205.
سعد بن مالك: خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وََخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي ح.ض.
عبد الله بن عمرو: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ. د.
يسيرة بنت ياسر: عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاَتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ وَلاَ تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ. د.
صفية بن حيي: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ ءالاَفِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقُلْتُ لَقَدْ سَبَّحْتُ بِهَذِهِ. ت.ض.