مليونية خلع الحجاب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوة الإيمان والعقيدة ... إن الله سبحانه وتعالى حيي ستّير، يحب الفضائل ويكره الرذائل، وقد حذرنا خطوات المنافقين لإشاعة الفاحشة، فقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فالله يريد أن تكون مجتمعاتنا مجتمعاً إسلامياً، طاهراً، نقياً، فيه الفضائل، وتحارب فيه الرذائل، فالله عز وجل خلق العباد وهو أبصر بهم، ويعلم ما في نفوسهم، وما يصلح لهم، ولذلك حرم الزنا، وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين، وأوجب الحجاب، وفرض حد القذف، وحد الزنا، وشرع الزواج وأكّد عليه، ففتحت الشريعة طرق العفاف، وسدت طرق الشر والرذيلة.
ولما أوجب الشرع الحكيم الحجاب على النساء، فإن ذلك من أسباب الفضيلة، فالحجاب عفة، وطهارة، ونقاء.
ونجد اليوم حملة شعواء على هذه الفريضة الإسلامية، وهذا الحكم الإلهي، فلماذا توجهت المطاعن، وأسنة الأعداء، ورماح المنافقين نحو هذه الفضيلة العظيمة، ولماذا صار الهجوم واضحاً، ومُركّزاً، وكان الحجاب مستهدفاً؟
عباد الله ... إن الكفرة لا يريدون أن تكون لنا فضيلة إطلاقاً، ولا يريدون بنا خيراً أبداً، ولا يريدوننا أن نتميز عنهم بطهر، ولا فضل، وكذلك المنافقون يتبعونهم، ويريدون إشاعة الشهوات المحرمة ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) فالزناة يريدون أن يزني أهل الإسلام كما يزنون ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) لأن أهل الشر والفساد يريدون جميع الناس مثلهم، ولا يريدون أن يكون أحد أفضل من أحد، ولا خيرا ًمن أحد، وليس بغريب على المنافقين أن يسخّروا أقلامهم، ومقالاتهم؛ لأجل الطعن في الحجاب، فالله تعالى أخبرنا عنهم ذكوراً وإناثاً ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) فليس بغريب أن تؤيد أقلام المنافقين، وألسنتهم، دعاة الكفر الذين يتهجمون على الحجاب فما قاله أولئك هناك، يتردد صداه عند المنافقين بين المسلمين، ولذلك ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) فالمصير واحد، بعضهم من بعض، فهؤلاء صدى لأولئك، هؤلاء المفسدون الذين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وأما أهل الكفر فإنهم يريدون من وراء معركة الحجاب عزل المسلمين، ومحاصرة أهل الإسلام، وعدم انتشار الإسلام؛ لأن الحجاب دعوة صامتة على الإسلام، وهم يسعون للقضاء على الدين بكل طريقة ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) فهؤلاء الكفرة عندما يهاجمون الحجاب حسداً وبغياً لنا على ما آتانا الله من الطهر والفضيلة ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) وقال عز وجل ( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) لا يريدون، ولا يودون، ولا يتمنون، ولا يحبون أي خير ينزل علينا من ربنا ( وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وبما أن أهل النفاق أعداء الشريعة، فهم يحاربون ويكرهون ما جاءت به الشريعة ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) فالمؤمن يطيع الله ورسوله، والمؤمنة تطيع ربها ونبيها محمداً صلى الله عليه وسلم، ويتضافر الأزواج والزوجات، والآباء، والأمهات، والبنين والبنات، والإخوة والأخوات، والذكور والإناث عموماً في المجتمع المسلم على تطبيق هذه الشريعة، ويتعاونون على هذه الأحكام؛ لأجل تنفيذ ما أمر الله به ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ).
أيها المؤمنون ... جاء الخطاب واضحاً للجميع، ابتداء من الرجل الذي يقوم على أهله، فالخطاب بالحجاب موجه إليك أيها الرجل ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) والإدناء في اللغة: هو إرخاء الحجاب من أعلى شيء إلى أسفل شيء، فلا يبقى شيء إلا ويغطيه.
عباد الله ... الحجاب عفة، الحجاب حماية للمرأة المسلمة، الحجاب ستر ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) الحجاب هو الحارس للجوهر الذي يصبح مكنوناً به، الحجاب يطابق غيرة الرجل؛ قال علي رضي الله عنه : بلغني أن نسائكم يزاحمن العلوج، -أي: كفار العجم- في الأسواق، ألا تغارون، إنه لا خير فيمن لا يغار.
ولما دخل نسوة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يرتدين ثياباً رقاقاً قالت: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به.
إنه نوع من التبرج والسفور وخلع الحياء .. والتبرج من صفات أهل النار، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات ) بلباس الضيق، بلباس الشفاف، بلباس القصير، باللباس الذي يحسر عن شيء من جسدها ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) وبين الله تعالى أن التبرج جاهلية، فقال ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) والله العظيم إنَّ بعض ما هو موجود من مظاهر التبرج اليوم هو أسوء من مظاهر التبرج في الجاهلية الأولى.
إن انتشار العباءات المطرزة، المزركشة، المزخرفة التي لا تصلح أن تسمى عباءة أصلاً، فهي فستان أسود، عليه أنواع من الزينات؛ هذا ليس بحجاب شرعي أبداً، ولو صار هو العام في السوق، والشائع في المحلات، والمتداول، والمستورد، والذي تصنعه مصانع غربية وشرقية، أين الحجاب الإسلامي الذي يريده الله حتى لا تعرف، ولا يلفت الأنظار؟
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا العفة والعفاف، والطهر، والفضيلة، والنقاء، اللهم اجعلنا من المؤمنين، واجعلنا بدينك مستمسكين، وعلى شرعك صابرين، اللهم إن نسألك العفة، والعفاف، والخوف منك يا رب العالمين، نسألك رحمتك، وأن تقينا عذابك.
أقول ما تسمعون، ,استغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... الطعن في الحجاب، ومعركة الحجاب التي قام سوقها اليوم كبيرة، وضخمة، فلماذا؟
لأن الحجاب هوية إسلامية، والعدو يريد محاربة أي هوية إسلامية، وأي شيء يدل على الشخصية الإسلامية، وأي عنوان تحته ووراءه إسلام، وهذا الحجاب وراءه إسلام، وهذا الحجاب عنوان إسلام، ولذلك يغيظهم، فثارت ثائرتهم اليوم. بحملة ( مليونية خلع الحجاب )
قالوا سنخلع يوماً الجلبابا *** ونشيع بين المسلمين خرابا
لا نرتضي قيداً على حرية *** لا نرتضي في المسلمين حجابا
لا نبتغي ستراً يكون وعفة *** سنمزّق الأخلاق والآدابا
قالوا سننسف بالفسوق فضيلة *** فالفسق في حرب التديُّن طابا
قالوا سنحشد جمع مليونية *** لم تخش في نشر الفجور عقابا
جعلوا هوى الفجّار فوق شريعةٍ *** وحماة كل رذيلة أربابا
قلنا لهم فلتجمعوا من شئتموا *** ولتبذلوا المستطاع والأسبابا
ولتحشدوا ولتمكروا ولتصرخوا *** ولتكثروا في العالمين سِبابا
ولتبذلوا أموالكم وعقولكم *** ولتفتحوا لجهنم أبوابا
ولتقذفوا من كان هذا شأنه *** فيها فقد ضلّ الطريق وخابا
لو يخلع الجلباب مليونية *** فبخلعهم قد شرّفوا الجلبابا
مهما يكن هذا الذي قد أبرموا *** فغداً يراه الماكرون سرابا
قولوا بقولكموا ولا تستعجلوا *** فالفوز حظ القائلين صوابا
فهُمْ الذين علوا بشرعة أحمدٍ *** لم يرهبوا الأغلالا والسردابا
لا تستوي تلك الرؤوس إذا غلت *** ورؤوس فسّاق غدت أذنابا
عباد الله ... إن الغربيين يريدون محاصرة أهل الإسلام بشن الحرب على الحجاب لأنهم يخشون من فرضية الحجاب المنتشرة في أوروبا، فبدأت تدق لأجله الدوائر المعادية للإسلام في الغرب نواقيس الخطر. ولذا فهم وراء هذه التحركات والمنظمات التي تنادي بخلع الحجاب في الشرق كله، وما مليونية خلع الحجاب التي نسمعها هذه الأيام إلا حلقة في سلسلة طويلة، كانت بدايتها قبل أكثر من مائة عام، وأما نهايتها فحين يرث الله الأرض ومن عليها، لأنها ضمن منظومة صراع الحق مع الباطل ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
عباد الله ... حجابنا دين، وأوامر إلاهية، ونبوية، وقضية سامية وعليا، وليست قضية هامشية شكلية كما يهون البعض من شأنه، إنها قضية كبيرة، وضخمة، وإلا ما اشتدت رماح الأعداء وسواعدهم في قذف نسائنا بذلك، ولابد من الصبر، والنصر مع الصبر، والتواصي بالحق والصبر، وأن نرغب بناتنا في الحجاب، وأن نحافظ عليه لديهن، ولابد لولي المرأة من دور، وأن يقوم بما أمر الله به، إنها أمانتك، إنها عرضك، إنها مسئوليتك،(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المشاهدات 1738 | التعليقات 1

أحسنت التوصيف شيخ إبراهيم وأبنت الحق لمن أراده وقصده نفع الله بكم وزادكم من فضله.