مكانة المساجد في الإسلام وحقوقها
بديع فرحات
الخطبة الأولى:
الحمدلله الذي جعل خيرَ بقاعِ الأرضِ المساجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرّف بيوته لكلّقاصدٍ وراكعٍ وساجد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيهُ وخليله، صلى الله عليه وعلى من اتبع هداهُ إلى يومٍ تَعظمُ فيهِ الأهوالُ والشدائد.
صلّى الإلهُ على النّبيِّ الهادي … ما سارَ في الأرجاءِ صوتُ منادي
ما ردّد الكونُ الفسيحُ (محمدًا) … حينَ الأذانُ عَلا عَلى الأشهادِ صلّى الإلهُ على النّبيّ محمّدٍ …والآلِ والأصحابِ خيرُ عبادِ
صلّى عليهِ اللهُ من غيرِ انتها … بتتابعِ الأرقامِوالأعدادِ
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
مَنْ يَتَّقِي اللَّهَ فِي الْأَعْمَاقِ مُتَّجِهًا *** إِلَى الْإِلَهِ سَيَرْقَى عَالِيَ الرُّتَبِ
وَيَنْهَلُ الْحَقَّ شَلَّالًا بِخَافِقِهِ *** وَيُلْجِمُ النَّفْسَ إِذْعَانًا لِمُجْتَنِبِ
عبادَ الله:
عِندَمَا قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ إلى المَدِينَةِ نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ، وَأَقَامَ فِيهِمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَكَانَ أَولُ مَا فَعَلَ أَنْ أَسَّسَ مَسْجِدَ قُبَاءَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ، ثُمَّ رَكِبَ وَمَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فِي مَكَانِ مَسْجِدِهِ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ وَهَمَا سَهْلٌ وَسُهَيْلٌ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُمَا وَاتَّخَذَهُ مَسْجِدًا.
هَلْ لاحَظتُم كَيفَ أَنَّ النَّبيَّ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ افتَتَحَ قُدومَهُ إلى المَدينَةِ بِبِنَاءِ مَسجِدِ قُبَاءُ، ثُمَّ بِنَاءِ المَسجِدِ النَّبويِّ مُبَاشَرةً حَتى قَبلَ أَن يَبنِيَ حُجُراتِ زَوجَاتِهِ، فَمَا هُو السِّرُ فِي تِلكَ الأَهميَةِ لِلمَساجِدِ؟
فالمساجد عباد الله، مكانتها شريفه ومنزلتها ساميه منيفه، فهي بيوت الله ومعقل الإسلام ومصدر الاشعاع،ومنبع الايمان والسلام، وموطن إقام الصلوات وتنزل الرحمات واستجابة الدعوات، وعنوان وحدة الامة ورمزُالهداية والصلاح والثبات.
الْمَسَاجِدُ … هي بِيُوْتُ الْلَّهِ، فِيها يُعبَدُ ويُوحَّدُ، ويُعظَّمُ ويُمجَّدُ، هي مَهبِطُ رَحْمَتِهِ، وَمُلتَقَى مَلائِكَتِهِ وَالصَّالِحينَ مِن عِبادِهِ، أَضَافَهَا الْلَّهُ لِنَفْسِهِ إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ وَتَعْظِيْمِ فَقَالَ عزَّ من قَائِلٍ: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوَا مَعَ الْلَّهِ أَحَدا) وَأَذِنَ الْلَّهُ بِرَفْعِهَا وَعِمَارَتِهَا، وَأَمَرَ بِبِنَائِهَا وَصِيَانَتِهَا، فَقَالَ: (فِيْ بُيُوْتٍ أَذِنَ الْلَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذكَرَ فِيْهَا اسْمُهُ).
هِيَ أَحَبُّ الْبِقَاعِ إليهِ, وَأَطْهَرُ الأَصْقَاعِ عِنْدَهُ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (أُحَبُّ الْبِلادِ إِلَىَ الْلَّهِ تَعَالَىْ مَسَاجِدُهَا) رواه مسلم.
فِيْ الْمَسَجِدِ … يَجِدُ الْمُؤْمِنُ رَاحَتَهُ وَأَنْسَهُ؛ حَيْثُ يُنَاجِيِ رَبَّهُ وَيَتَوَجَّهُ إِلَىَ بِارِئَهْ بِالْرُّكُوعِ وَالْسُّجُودِ، وَالتِّلاوَةِ وَالْدُّعَاءِ،وتُغفرُ العظائمُ والخطيئاتُ، وتُرفعُ الأجورُ والدَّرجاتُ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ: (أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟، إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) رواه مسلم.
ومَا رَأيُّكَ -أيُّها الأخُ المُباركُ الحَبيبُ-: لو عَلِمتَ أنَّ رَجُلاً صَالحاً يَدعو لكَ في ظَهرِ الغيبِ؟؛ فَكيفَ لو كانَ الدَّاعي لَكَ هُم المَلائكةُ الكِرامُ، الذينَ لَهم المَكانةُ العَظيمةُ عِندَ ذي الجَلالِ والإكرامِ، جَاءَ في الحَديثِ: "المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ولا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ"، يَقولُ سَعيدُ بنُ المُسيِّبِ رَحِمَه اللهُ: "مَا أَذَّنَ المؤذنُ مِنذُ ثَلاثينَ سَنةٍ إلا وأنا في المسجدِ، ومَا فَاتتني صَلاةُ الجَماعةِ مِنذُ أَربعينَ سَنةٍ، ومَا نَظرتُ إلى قَفَا رَجلٍ في الصَّلاةِ"، يَعني لَمْ يُصلِّ فِي الصَّفِ الثَّاني فِي حَياتِه، وكأنَّ لِسانَ حَالِهِ يَقولُ:
تَتَلاشَى مَظاهرُ الكَونِ عِندِي *** حِينَ تَصطَفُّ للصَّلاةِ الصُّفوفُ
هل نَستشعرُ عباد الله: ونَحنُ ذاهبونَ إلى المَساجدِ،أنَّ هُناكَ ضِيَافةً تَنتَظرُنا في جَنَّاتِ النَّعيمِ، لا نَراها اليَومَ ولكنْ تَنتَظرُ القُدومَ الكَريمَ، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلمَ-: "مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أوْ راحَ، أعَدَّ اللهُ له في الجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ"، ولِذَلِكَ اسمعْ كَيفَ كَانوا يَنتَظرونَ الصَّلاةِ، يَقُولُ عَديُّ بنُ حَاتمٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: "مَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ إِلَّا وَأَنَا إِلَيْهَا بِالْأَشْوَاقِ، وَمَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاةٍ قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهَا مُسْتَعِدٌّ".
المساجد عباد الله:- هي البيوتُ التي أمرَ اللهُ تعالى ببنائها للذِّكرِ والتَّسبيحِ والقُرآنِ، يُصلي فيها رِجالٌ قد عَمَرَ اللهُ قلوبَهم بالإيمانِ، ويخافونَ يوماً تتطايرُ فيهِ الكُتبُ ويُوضعُ الميزانُ، (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) .. قد عَلَّقوا قلوبَهم في مَساجدِ الرَّحمنِ، ينتظرونَ اللَّحظةَ التي يَسمعونَ فيها الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، فيرجعونَ إلى المسجدِ لِتلتقيَ القُلوبُ بالأبدانِ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسلمَ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ -ومنهم- وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ) رواه البخاري ومسلم.
تَعظيمُ المَساجدِ … مِن تَعظيمِ شَعائرِ اللهِ، (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، هَل إذا دَخَلنَا المَسجدَ نَتَواضعُ لِذي الجَلالِ والإكرامِ؟
هل نستحي من المَلائكةِ الكِّرامِ؟، هَل الجَوارحُ تَخضَعُ؟، هَل القُلوبُ تَخشَعُ؟، هَلْ نَستشعِرُ أنَّنا في بَيتِ العَظيمِ العَزيزِ؟
أقولُ مَا تسمعونَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكُمْ ولجميعِ المسلمينَ مِنْ كلِّ ذنبٍ، فاستغفرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ حَمدًا يَليقُ بجَلالِ وَجهِهِ وعَظيمِ سُلطانِه، وأَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ لَه، وأَشهدُ أنَّ محمدًا عَبدُ اللهِ ورَسولُه، صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَليه وعلى آلِهِ وأَصحابِه وأَتباعِه.
أيُّهَا المسلمونَ:
مِنُ حُقُوقِ بُيُوتِ اللهِ: الْقِيَامُ بِصِيَانَتِهَا وَتَطْهِيرِهَا وَتَطْيِيبِهَا؛ فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ» صححه الألباني.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَّ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَ عَنهَا؟ فَقَالُوا: مَاتَتْ، فَقَالَ: «أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟» قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا» فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ».
وَمِنُ حُقُوقِ بُيُوتِ اللهِ: صِيَانَتُهَا مِنَ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ، وَمِنْهَا: رَائِحَةُ الثُّومِ وَالْبَصَلِ؛ فَإِنَّهُمَا أَذِيَّةٌ لِلْمُصَلِّي وَالْملاَئِكَةِ؛ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَقْرَبَنَّ مسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يتأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ» رواه مسلم. وَيَدْخُلُ فِي هَذَا كُلُّ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ الَّتِي تُؤْذِي الْمُصَلِّينَ.
وَمِنُ حُقُوقِ بُيُوتِ اللهِ: أن يخفض المرءُ صوته إذا دخلَالمسجد ، فمن الناسِ من يتحدثُ في المسجدِ مع من هو بجانبه بصوتٍ عالٍ وفي مواضيع لا فائدة منها، في صحيح البخاري عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ -أي رماني بحصاة- فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ، فَجِئْتُهُ بِهِمَا، قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، قَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟.
والادهى من هذا كله من يُبْقى جواله مفتوحاً عمداً لا سهوا، فتأتيه مكالمة تلو الاخرى وهو في الصف يصلي مع الناس، فيبقَ جواله يرنّ دون أن يحرّك ساكناً، فإذا قُضيت الصلاة قامَ وكلّم المتصل قبل أن يخرج من المسجد !
وتراه يضعُ جواله على أذنه وهو متجه إلى بابِ المسجد يحدّث الطرف الآخر بكلِ انفعالٍ قبل أن يخرج منه، والمصلون لا يزالون في أماكنهم يسبحون ويهللون بعد الصلاة! فهل يدلّ هذا على توقيره لمكان العبادة؟ أو احترامه للذاكرين لله؟.
وبعضهم إذا دخل المسجد أثناء الصلاة والإمام يقرأ لا يُنهي مكالمته قبل دخوله المسجد، لا، بل ينهيها داخل المسجد، يدخل المسجد وهو منهمك في الكلام فيقطع على المصلين تركيزهم، ويشوش على الإمام قراءته، فما والله ما أحسن في فعله، وما والله ما وقّر المسجد!.
وَمِنُ حُقُوقِ بُيُوتِ اللهِ: التَّجَمُّلُ لَهَا بِلُبْسِ الْمَلاَبِسِ النَّظِيفَةِ، وَالتَّطَيُّبُ، وَاسْتِعْمَالُ السِّوَاكِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
هَذَا وصَلُّوُا وسَلِّمُوُا عَلَى المبْعُوْثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، كَمَا قَالَ رَبُّكُمْ فِيْ كِتَابِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ...﴾ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ ورَسُوْلِكَ مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وصَحَابَتِهِ والتَّابِعِيْنَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
اللَّهُمْ أعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأَذِلَّ الشِّـرْكَ والمُشْـرِكِيْنَ، ودَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ، واجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً وسَائِرَ بِلَادِ المسْلِمِيْنَ.. اللَّهُمْ مَنْ أَرَادَ بِالإِسْلِامِ والمُسْلِمِيْنَ سُوْءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، واجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ.
اللَّهُمْ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِيْنَ أهل السنةِ فِي فَلَسْطِيْنَ وفِي السُّوْدَانِ وفِيْ لُبنان وَفي كُلِّ مَكَانْ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا، وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَائَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، ووَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ واكْفِهِمْ شِرَارَهُمْ.
اللَّهُمْ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الـشَّـرِيْفَيْنِ الملك سلمان بن عبدالعزيز وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأمير محمد بن سلمان لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِهِمْ لِلْبِرِّ والتَّقْوَى، اللَّهُمْ وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ واجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِيْ رِضَاكَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِيْ الآَخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّنا رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.
إعداد: البراء بن عبدالله الربيع
خطيب جامع الصيهد بالأحساء
المرفقات
1731215173_خطبة مكانة المساجد في الإسلام وحقوقها (تعميم).pdf