مكانة العلماء، ورزية فقدهم

إبراهيم بن سلطان العريفان
1443/06/04 - 2022/01/07 04:26AM
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ عَلَى الْجَاهِلِينَ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الْعَلِيمُ بِمَنْ يَصْلُحُ لِلْعِلْمِ وَالدِّينِ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الْقَائِلُ (مَنْ يُرِدِ اللهِ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّينِ . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ إِخْوَةُ الْإِيمَانِ وَالْعَقِيدَةِ... الْعُلَمَاءُ هُمْ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَهُمُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ الرَّسُولِ ﷺ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ فِي تَبْلِيغِ دِينِهِ، وَبَيَانِ شَرِيعَتِهِ، هُمْ هُدَاةُ الْأُمَّةِ فِي أُصُولِ الْدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَفِي أُمُورِ الْعِبَادَاتِ وَالْآدَابِ وَالْمُعَامَلَاتِ؛ وَحُقُوقُهُمْ عَلَى الْأُمَّةِ أَعَظْمُ مِنْ حَقِّ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ. هُمُ الْذَّيِنَ جَعَلُوا الْكِتَابَ عُدَّتَهُمْ، وَالسُّنَّةَ حُجَّتَهُمْ، وَالرَّسُولَ ﷺ قُدْوَتَهُمْ، وَإِلَيْهِ نِسْبَتُهُمْ، هُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ فِي حَفْظِ مِلَّتِهِ، لَا يُعَرِّجُونَ عَلَى الْأَهْوَاءِ، وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى الْآرَاءِ، يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ اللهِ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ، يَدْعُوَنَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدَى، وَيَصْبِرُونَ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى، وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللهِ أَهْلَ الْعَمَى . هُمْ حَفَظَةُ الدِّينِ وَخَزَنَتُهُ، وَأَوْعِيَةُ الْعِلْمِ وَحَمَلَتُهُ؛ أَنْوَارُهُمْ زَاهِرَةٌ، وَآيَاتُهُمْ بَاهِرَةٌ، وَمَذَاهِبُهُمْ ظَاهِرَةٌ، وَحُجَجُهُمْ قَاهِرَةٌ. هُمْ سِرَاجُ الْعِبَادِ، وَمَنَارُ الْبِلَادِ، وَقَوَامُ الْأُمَّةِ، وَيَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ، هُمْ غَيْظُ الشَّيْطَانِ، بِهِمْ تَحْيَا قُلُوبُ أَهْلِ الإيمان، وَتَمُوتُ قَلُوبُ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْعِصْيَانِ، بِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، وَبِهِمُ اتَّضَحَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، وَالْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ، وَالصَّلَاحُ مِنَ الْفَسَادِ. مِثْلُهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِي الْظُّلُمَاتِ، إِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ تَحَيَّرَ الْنَّاسُ، وَإِذَا أَسْفَرَ عَنْهَا الظَّلَامُ أَبْصَرُوا بِلَا الْتِبَاسٍ. فَلِلّهِ دَرُّهُمْ، وَعَلَيْهِ أَجْرُهُمْ، مَا أَجْمَلَ ذِكْرَهُمْ، وَأَحْسَنَ أَثَرَهُمْ، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لإِبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوهُ، وَكَمْ مِنْ ضَالٍّ قَدْ هَدَوهُ. رَفَعَهُمُ اللهُ بِالْعِلْمِ، وَزَيَّنَهُمْ بِالْحِلْمِ، مَنْ كَادَهُمْ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ عَانَدَهُمْ خَذَلَهُ اللَّهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا يُفْلِحُ مَنِ اعْتَزَلَهُمْ. فَحَقُّهُمْ عَلَى الْأُمَّةِ كَبِيرٌ، وَمَقَامُهُمْ جَلِيلٌ، فَعَلَى النَّاسِ أَنْ يُحِبُّوهُمْ، وَيُجِلُّوهُمْ، وَيُوَقِّرُوهُمْ، وَيَعْتَرِفُوا بِفَضَائِلِهِمْ، وَيَدْعُوا لَهُمْ، وَيَشْكُرُوهُمْ، وَيَتَقَرَّبُوا إِلَى اللهِ بِمَحَبَّتِهِمْ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ، وَيَنْشُرُوا مَحَاسِنَهُمْ، وَيَغُضُّوا الْقَلْبَ وَاللِّسَانَ عَنْ مُسَاوِئِهِمِ الَّتِي إِذَا وُجِدَتِ اضْمَحَلَّتْ فِي جَنْبِ مَحَاسِنِهِمْ، وَإِنَّ الْجِنَايَةَ عَلَى الْعُلَمَاءِ خَرْقٌ فِي الدِّينِ، قَالَ ابْنَ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: مَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرَتُه، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْأُمَرَاءِ ذَهَبَتْ دُنْيَاهُ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِالْإِخْوَانِ ذَهَبَتْ مُرُوءَتُه, وَقَالَ الْإِمَامُ أُحْمِدُ بَنُ الْأَذْرُعِي: الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ - وَلَا سِيَّمَا أَكَابِرِهِمْ - مِنْ كَبَائِرِ الذِّنُوبِ. وَالطَّاعِنُونَ فِي الْعُلَمَاءِ لَا يَضَرُّونَ إِلا أَنْفَسَهُم، لأَنَّ فِي ذَلِكَ عُرْضَةٌ لِحَرْبِ اللهِ U الْقَائِلُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَنْ آذَىَ فَقِيهًا، فَقَدْ آذَى رَسُولَ اللهِ r وَمَنْ آذَى رَسُولَ اللهِ r فَقَدْ آذَى اللهَ U. عِبَادُ اللهِ... عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْتَهِزُوا الْفُرْصَةَ فِي وُجُودِهِمْ، فَيَغْتَرِفُوا مِنْ مَعِينِ عِلْمِهِمْ، وَيَسْتَرْشِدُوا بِنُورِ نُصْحِهِمْ ‏﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ قَالَ نَبِيُّنَا ﷺ (وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ). إِنَّ مَحَبَّةَ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ الرَّبَّانِيِينَ، وَمَعْرَفَةَ قَدْرِهِمْ، وَحِفْظَ مَكَانَتِهِمْ، وَالذَّبَّ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ، وَالِانْتَصَارَ لَهُمْ مِمَّنْ بَغَى عَلَيْهِمْ هُوَ مَنْهَجُ السَّلَفُ الصَّالِحِ، وَدَلِيلُ الْهُدَى وَالِاتِّبَاعِ. حَفِظَ اللهُ تَعَالَى عَلَمَاءَ الْأُمَّةِ الرَّبَّانِيِينَ الْعَامِلِينَ، وَأَعْلَى ذِكْرَهُمْ، وَزَادَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ، وَنَفَعَ بِهِمْ خَلْقَهُ، وَرَدَّ عَنْهُمْ قَالَةَ السُّوءِ، وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمُ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.         الحَمْدُ للهِ وكَفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ... مَعَاشِرُ الْمُؤْمِنِينَ... بِالْأَمْسِ فَقَدَتْ بِلَادُنَا عَالِمَاً مِنْ علمَائِهَا الرَّبَّانِيِّينَ أَلَا وَهُوَ الْعَلَاَّمَةُ صَالِحُ الْلِّحِيْدَانِ عُضْوُ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ رَحِمَهُ اللهُ. وَإِنَّ فَقْدَ الْعُلَمَاءِ فِي مِثْلِ هَذَا الزَّمَانِ لِتَتَضَاعَفُ بِهِ الْبَلِيَّةُ، وَتَعْظُمُ بِهِ الرَّزِيَّةُ؛ لأَنَّ الْعُلَمَاءَ الْعَامِلِينَ أَصْبَحُوا نُدْرَةً قَلِيلَةً فِي النَّاسِ، وَكَثُرَ فِي الْأُمَّةِ الْجَهْلُ وَالتَّشْكِيكُ وَالْالْتِبَاسُ، وَكَثُرَ فِي الْأُمَّةِ الْقُرَّاءُ، وَقَلَّ فِيهِمُ الْفُقَهَاءُ. فَحَيَاةُ الْعُلَمَاءِ نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ، وَمَوْتُهُمْ بَلَاءٌ وَنِقْمَةٌ، قَالَ نَبِيُّنَا ﷺ (إنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزعهُ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا). لَعَمْرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فَقْدُ مَالٍ *** وَلَا شَـــــاةٌ تَمُوتُ وَلَا بَعِــــــــيرُ وَلَكِـنَّ الرَّزِيَّةَ فَقْــــــــــــــــــدُ فَـــــذٍّ *** يَمُوتُ بِمَوْتِــــــــهِ خَلْقٌ كَثِــــــــــــيرُ وَلَكِنَّنَا لَا نَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَلَا نَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِهِ، فَلَقَدْ أَخَبَرَنَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ﷺ بِقَوْلِهِ (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ). فَرَحِمَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَنَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُخْلِفَ الْأُمَّةَ خَيْرَ سَلَفٍ لَهُمْ، وَأَنْ يُبَارِكَ فِي عُمُرِ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ، وَيُسَدِّدَ عَلَى الْحَقِّ طَرِيْقَهُمْ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم .  اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ، وَهَيِّئْ لَهُما الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تُعِينُهُما عَلَى الْخَيْرِ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ .اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِيْنَا وَلِجَمِيْعِ الـْمُسْلِمِيْنَ وَالْـمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ.اللَّهُمَّ انْصُرْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ فِي الْحَدِّ الجَنُوبِيِّ ضِدَّ الْمُعْتَدِينَ وَفِي الْدَّاخِلِ ضِدَّ الْمُفْسِدِيْنَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَعَقِيْدَتَنَا وَقَادَتَنَا وَرِجَالَ أمْنِنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيراً عَلَيْهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طَبَقَاً سَحَّاً مُجَلِّلاً، عَامَّاً نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجَلاً غَيْرَ آجِلٍ، تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادُ، وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ. اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْغَلَاَءِ وَالرِّبَا والزِّنا، وَالزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ وَسُوءِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
المرفقات

1641529548_مكانة العلماء ورزية فقدهم.docx

1641529563_مكانة العلماء ورزية فقدهم.pdf

المشاهدات 652 | التعليقات 0