مكانة السُّنة النبوية في الدين الإسلامي

عايد القزلان التميمي
1442/11/08 - 2021/06/18 03:28AM
الْحَمْدُ لله الَّذِي اِمْتَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِنَبِيِّهِ الْمُرْسِلِ وَكِتَابِهِ المُنَزَّل، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِّيُّكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَا عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، أَوْضَحَ بِسَنَتِهِ, سُلُوكَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، بِمَا فَصَّلَ فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ، وَفَرَّقَ بِهَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمٌ عَلَيْهِ، وَعَلَى آله وَصَحِبَهُ أجمعين
أما بعد : فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي بتقوى الله.
واعلموا أنَّ الله تفضَّل وتكرَّم على الخلقِ ببعثة سيِّد ولَد آدم محمد  صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى:  (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) وقد أنزل الله على نبيّه أعظمَ كتاب، وأنزلَ عليه أعظمَ تفسيرٍ للقرآن وهو السنّة النبويّة .
فَالسُّنَّةُ النَّبَويَّةُ هِيَ المَصْدَرُ الثَّانِي فِي التَّشْريعِ بَعْدَ القُرْآنِ الكَريمِ فَالسُّنَّةُ النَّبَويَّةُ بِأَقْسامِها القَوْليَّةِ وَالفِعْلِيَّةِ وَاَلْتَقْريريَّةِ هِيَ مِنْ الوَحْيِ بِاتِّفاقِ الأُمَّةِ المُسَلَّمَةِ , فَهِيَ مَعَ القُرْآنِ الكَريمِ أَساسُ الدّينِ الإِسْلاميِّ وَمَصْدَرِ تَشْريعِهِ الثَّانِي ، وَهُمَا مُتَلَازِمَانِ تَلازُمُ شَهادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَشَهادَة أَنَّ مُحَمَّدًا رَسول اللَّهِ ، فَمَن لَمْ يُؤْمِنْ بِالسُّنَّةِ وَيَحَكِّمَها لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقُرْآنِ لِأَنَّ كِلَاهما وَحَيٌّ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
عباد الله  هناك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة التي توضح وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم واتباع أمره بل جعل الله سبحانه تعالى من علامة حبه اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ))
وقال تعالى : ((  مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ))  
 وقال سبحانه وتعالى : ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))
وقال تعالى : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
وقال تعالى : (( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد تبين أن الله تعالى أنزل عليه الكتاب والحكمة ، وأمر أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن (( من آيات الله والحكمة )) . وقد قال غير واحد من السلف : إن " الحكمة " هي السنة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه
وقال ابن القيم رحمه الله : " والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة باتفاق السلف .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُوشِكُ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُل مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُول : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُول اللَّهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) .
عباد الله : إن الرسول صلى الله عليه و سلم لا ينطق عن الهوى ، وأنه لا يقول في الدين إلا بما يوحي به الله إليه ، واعلموا بأن طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم فرضٌ على كل مؤمن ، وأن من أطاع الرسول فقد أطاع الله ، وبأن الاحتكام إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم والرضا والتسليم له ، والأخذ عنه آية الإيمان .
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين أمرنا باتباع الكتاب والسنة، ونهانا عن الابتداع والفتنة. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله و معلوم أن جميع الأحكام لم تذكر في القرآن مُفَصَّلة ، ومن قال أن القرآن يكفي في العمل به دون السنة فهو ضال مُضِل لا يدري ما يقول ، لأننا نقول له من أين عرفت عدد ركعات الصلاة ، وأنصبة الزكاة ، ومواقيت الحج وغيرها من الأحكام التي لم تُفصَّل في القرآن الكريم وبَيَّنَتْهَا السنة النبوية أكمل بيان ، ثم هو أيضاً مُكَذِّبٌ للقرآن الذي حث على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاحتكام إليه ، ومُكَذِّبُ القرآن كافر لا يشك في كفره أحد ، وهؤلاء القوم الذين يُنْكِرُون السُّنة وحُجِّيَتَها هم من الجهلة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد كانوا في القديم من أهل الأهواء والبدع ، وأما في زماننا هذا فهم قد صنعهم الأعداء ووظفوهم للطعن في الدين ولكنهم مهما عملوا فلن يستطيعوا أن يُغَيروا من ثَوابت وعقيدة المسلمين شيئاً لأن أساليبهم مكشوفة وحِيلهم ظاهرة مفضوحة ، قال تعالى : (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) ، وقال تعالى : ((وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ )) ، والله عز وجل حافظ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،
ولكن الواجب على المسلمين أن ينتبهوا لمثل أولئك القوم ، وأن يحذروا منهم في جميع الوسائل ، ، نسأل الله أن يهدينا إلى الحق والهدى إنه جواد كريم .
عبادالله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات

1623986926_مكانة السنة في الدين الإسلامي.doc

المشاهدات 555 | التعليقات 0