مع القرآن في رمضان
الشيخ عصام بن عبدالمحسن الحميدان
مع القرآن في رمضان
12/9/1429هـ
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
إنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]؛ أما بعد:
عباد الله: ها نحن نرى إقبال الناس على قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم، وها نحن نرى ارتباط الأمة بكتاب ربها حيث لا ترضى به بديلاً، يعمرون به زمانهم، ومكانهم، كل البيوت عمرت بتلاوته، وكل المساجد عمرت بتلاوته، وكلما دخلت على موظف في عمله وجدت بين يديه القرآن العظيم يتلوه.
معاشر الصائمين: ما أجمل هذه الأيام، وحبذا لو كانت السنة كلها رمضان؛ لئلا يغفل الناس عن كتاب الله -سبحانه-، ولتعود الأيام الزاهية، حين كانت بيوت الصحابة -رضي الله عنهم- تصدح بكتاب الله -سبحانه-؛ فيمرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ببيوت الأشعريين؛ فيستمع تلاوتهم للقرآن في الليل، فيقف يستمع ويقول: "إني لأعرف الأشعريين من بيوتهم بتلاوة القرآن"، وهو صلى الله عليه وسلم من علَّمهم القرآن.
معاشر المسلمين: جميل أن نقرأ القرآن، وجميل أكثر أن نملأ بيوتنا وأوقاتنا بالقرآن الكريم، ولكن الأجمل من هذا كله أن لا تكون قراءتنا واهتمامنا وعيشنا مع القرآن الكريم وقتياً كسائر أعمالنا التي نتحمّس لها في وقتها ثم نتركها بعد ذلك، نريد أن نكون من أهل القرآن الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أهلُ القرآن هم أهلُ الله وخاصَّته"(رواه أحمد بسند صحيح عن أنس -رضي الله عنه-).
عباد الله: كيف نكون من أهل القرآن؟
1- أن يكون هو سلوتنا: نقرؤه أثناء المشي، وأثناء إعداد الطعام، وفي جميع الحالات، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يمنعه شيء عن القرآن إلا الجنابة، والمفروض ألا تكون هذه المداومة في شهر رمضان فقط إذا كنا نريد أن نكون من أهل القرآن؛ بل في سائر العام، نصطحب المصحف في سياراتنا لا للتبرك؛ ولكن لنقرأه وقت الوقوف عند الإشارة الضوئية، والانتظار، ونصطحبه في المكتب إذا لم يكن هناك عمل، ونصطحبه في البيت في أوقاتنا الكثيرة، ونصطحبه في السفر، ومتى ما رأى أبناؤنا منا ذلك زاد حبهم للقرآن الكريم بدل القيل والقال وكثرة السؤال وأخبار الأموال.
2- أن يكون هو لذَّتنا: فإذا كنا من أهل القرآن فسنتلذذ بالقرآن لا بالأغاني والأشعار، نتلذذ ونحن نستمع إلى القرآن الكريم في إذاعات القرآن الكريم، ومن صفات أهل القرآن عدم الملل من طول القراءة؛ لأنه أحب كلام إليهم، لا يشبعون منه؛ كما قال علي -رضي الله عنه-: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، وهو حبل الله المتين ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبسُ به الألسنة، ولا تتشعَّبُ معه الآراء، ولا يشبعُ منه العلماء ولا يملُّه الأتقياء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه.
وقال عثمان -رضي الله عنه-: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم؛ فهل شبعنا أم لا؟ فإن كنا قد شبعنا منه فلم تطهر قلوبنا، وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"(رواه أبوداود).
أيها المسلمون: من كان محباً للقرآن أكثر من القنطرة، تزوج أحد شباب السلف فأُدخِلت عليه امرأته، فقام يصلي حتى أصبح، ولم يأتها، فعوتب في ذلك؛ فقال: إني قمت وأنا أريد أن أصلي الركعتين من السنة عند الدخول، فما زالت فيّ عجائب القرآن حتى نسيتها- أي المرأة-.
ومن صفاتهم حب القراءة؛ فكلما ختموه عادوا فبدأوه مرة أخرى وثانية وثالثة وإلى أبد الدهر؛ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رجل يا رسول الله: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الحال المرتحل"؛ قال وما الحال المرتحل؟ قال: "الذي يضرب من أول القرآن كلما حل ارتحل"(رواه الترمذي)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يردد الآية الواحدة في الليلة كلها يتدبر فيها.
عباد الله: ومن حب القرآن عند أهل القرآن، أنهم لا يتركون قراءته ولو كانوا متعبين مجهدين أو مرضى، أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله.. أما الثلاثة الذين يحبهم الله -عز وجل-: فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته الا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي.. ورجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا؛ فأقبل يقاتل، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم".
وفي المسند عن ابن مسعود -رضي الله عنه-؛ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عجب ربنا من رجل ثار عن وطئه ولحافه من بين أهله وحبه إلى الصلاة رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي".
وأعجب من هذه القصة ما ورد من حديث جابر بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب رجل من المسلمين امرأة من المشركين؛ فلما انصرف رسول -صلى الله عليه وسلم- قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دما فخرج يتبع أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار؛ فقالا نحن يا رسول الله قال فكونا بفم الشعب قال وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي؛ فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب إليك أن أكفيكه؟ قال أكفني أوله؛ فاضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي؛ قال: وأتى زوج المرأة، فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربية القوم؛ قال: فرماه بسهم فوضعه فيه؛ قال: فنزعه فوضعه، وثبت قائما يصلي، ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه، وثبت قائما يصلي، ثم عاد الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه، ثم ركع ثم أهب صاحبه؛ فقال اجلس فقد أثبت فوثب، فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به فهرب، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء؛ قال سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك؛ قال كنت في سورة أقرؤها، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها، فلما تابع على الرمي ركعت فأذنتك وأيم والله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها"(قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد).
3- إذا كنا نريد أن نكون من أهل القرآن فيجب أن نتأثر به؛ قال سبحانه: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)، وقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتأثر وهو يقرأ القرآن الكريم، وأصحابه -رضي الله عنهم- والصالحون كذلك.
قال عبدالله بن عروة ببن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: "تدمع أعينهم وتـقـشـعـر جلودهم كما نعتهم الله".
منع القران بوعده ووعيده *** مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه *** فهماً تذل له الرقاب وتخضع
4- من صفات أهل القرآن أنهم يحبون أن يتعرفوا على كتاب الله -سبحانه- كيف نزل؟ ومتى نزل؟ وما فيه من ناسخ ومنسوخ؟ وما مناسبات نزوله؟ ومن نزل فيه القرآن؟ ومكي آياته ومدنيتها؟ وتفسيره؟ لأنه أهم من أي كتابٍ آخر؛ فإذا كنا نعرف كل المعلومات عن أموالنا وأهلنا فالقرآن الكريم أولى من ذلك.
5- أن يكون هو الضابط لسلوكنا؛ قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وببكائه إذ الناس يضحكون.
وأقول: وبورعه إذ الناس على الدنيا يتنافسون، وبترفُّعه إذ الناس يذلُّون، وبجديَّته إذ الناس يلهون، وبصبره إذ الناس يجزعون.. الخ. ويجمع ذلك قول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "كان صلى الله عليه وسلم خُلُقه القرآن"(رواه مسلم).
قلت ما سمعتم ولي ولكم فاستغفروا الله ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إلا هو إليه المصير، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
أيها المسلمون: أهل القرآن يقفون مع القرآن ويتحركون بالقرآن ويتفاعلون حسب ما يريد القرآن، إذا غضبوا يغفرون، وإذا فرحوا لا يبطرون، وإذا أنعم عليهم يشكرون، وإذا قتر عليهم يصبرون، وإذا فرغوا إلى الله ينصبون، وإذا أصيبوا يسترجعون، وإذا ذكروا يذكرون، وإذا علوا يتواضعون، وإذا تكلموا لا يبغون ولا يغتابون، وإذا شكوا لا يتجسسون، على المؤمنين هينون، وعلى أعدائهم أشداء لا متخاذلون.
جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: علمني كلمات جوامع ونوافع؛ قال: نعم، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتزول مع القرآن أينما زال.
هذا ما نريد أن نزول مع القرآن أينما زال، وليس أن نجعله كتاب تبرك، ونأخذ منه ما يناسبنا وما لا فلا، نحن بحاجة أن يأخذ القرآن دوراً جديداً في حياتنا وسلوكنا وعلاقاتنا.
6- أخيراً: إذا أردنا أن نكون من أهل القرآن فيجب أن يكون هو إمامنا؛ قال سبحانه: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)؛ كيف يكون القرآن إمامك؟ يعرِّفنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله: "إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنى لك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والده حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد بي درج الجنة وغرفها؛ فهو في صعود ما كان يقرأ، هذاً كان أو ترتيلا".
فمن كان كذلك كان القرآن إمامه الذي يؤنسه في البرزخ ويتقدمه يوم القيامة يشفع له؛ قال صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما"(متفق عليه).
عباد الله: هنيئاً لأهل القرآن بحياتهم وآخرتهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: "يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه؛ فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة".
وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام"(رواه البخاري ومسلم).
هذا -عباد الله- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع ولا عين تدمع ولا صيام يصان عن الحرام فينفع ولا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع، قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة! وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة! لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة.
أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة؟ وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة؟ وإذا صاموا صامت منه الألسنة والأسماع والأبصار؟ أفما لنا فيهم أسوة؟ كما بيننا وبين حال الصفا أبعد مما بيننا وبين الصفا والمروة!
عباد الله: (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقال صلى الله عليه وسلم؛ "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي"، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللهم أمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل هذا البلد آمناً مباركاً وجميع بلاد المسلمين.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَ النَّارِ.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل بلادنا آمنةً مطمئنة وسائر بلاد المسلمين.
المرفقات
1742295748_مع القرآن في رمضان.docx
1742295751_مع القرآن في رمضان.pdf