معنى عجيب .. في سورة الشعراء .. تعالى منزل القرآن

بلال الفارس
1430/04/12 - 2009/04/08 23:44PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد ..



ما أعظم القرآن .. وأجل حروفه .. وأسمى معانيه



القرآن الكريم بليغ كأرقى ما تكون البلاغة .. لا يخلق من كثرة الرد وهذه مَيزةٌ غاية في السمو .. وخِصِّيصةٌ في منتهى الجلالة .. فأجمل القصائد والمقطوعات الأدبية لوقرأتها مرة ومرتين وخمسا وعشرا لمللتها ثم كانت قراءتها بعد ذلك ضربا من العذاب فالملل مر المذاق .. أما كتاب الله تعالى فلا يخلق ولا يمل .. تأمل قصص القرآن كقصة يوسف عليه السلام .. كم مرة قرأتها ومع ذلك ألا تجد في كل مرة معنى جديدا وشوقا يستثيرك لإكمال القصة رغم حفظك للسورة عن ظهر قلب !

أو تأمل إن شئت قصة كليم الله موسى عليه السلام .. فكم وردت من مرة بأساليب مختلفة وبأكثر من سياق .. وفي كل مرة تجد معنى جديدا لم تجده في المرة التي سبقتها ..



تلك كانت تقدمة لفائدة جليلة القدر عالية المكانة تبوأت في سورة الشعراء موضعا .. خذوها بلا ثمن :



في سورة الشعراء جاءت قصص الأنبياء متتالية ابتداء بقصة موسى ثم إبراهيم ثم نوح ثم هود ثم صالح ثم لوط وحتى قصة شعيب عليهم صلوات الله وسلامه ..



وفي مطلع كل قصة تجد هذا المطلع المعجز المتشابه في لفظه : " كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون "ثم " كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون " ثم " كذبت ثمود المرسلين إذقال لهم أخوهم صالح ألا تتقون " ثم " كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون "



ولما جاء الحديث عن نبي الله شعيب عليه السلام وقومه أهل مدين وهم أصحاب الأيكة قال سبحانه :



" كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون "



فلم يقل أخوهم ... !



مع كونه أخا لهم في النسب كما دلت الآيات الأخرى : " وإلى مدين أخاهم شعيبا "



فما السر المعجز وما المعنى المراد في أجل قبس وأشرف بيان !!



بعد شيء من البحث وقفت على هذا المعنى العميق في سبب نفي الأخوة عن شعيب لأصحاب الأيكة :



لما نسب الله تعالى شعيبا لقومه وهم مدين في الآيات الأخرى أثبت له الأخوة وهي أخوة النسب وهي التي أثبتها لباقي الأنبياء في سورة الشعراء .. غير شعيب فإنه سمى قومه فيها أصحاب الأيكة والأيكة شجرة كانوا يعبدونها من دون الله فلما نسبهم إلى الكفر والشرك نفى عنه أخوتهم ولا كرامة في تلك الأخوة

ودونكم شيء مما خطه إمام التفسير العلم العلامة ابن كثير في هذا السياق :



"هؤلاء -أعني أصحاب الأيكة -هم أهل مدين على الصحيح. وكان نبي الله شعيب من أنفسهم، وإنما لم يقل هنا أخوهم شعيب؛ لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة، وهي شجرة. وقيل: شجر ملتف كالغَيضة، كانوا يعبدونها؛ فلهذا لما قال: كذب أصحاب الأيكة المرسلين، لم يقل: "إذ قال لهم أخوهم شعيب"، وإنما قال: { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } ، فقطع نسبة الأخوة بينهم؛ للمعنى الذي نسبوا إليه، وإن كان أخاهم نسبا. ومن الناس مَنْ لم يتفطن لهذه النكتة، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين، فزعم أن شعيبًا عليه السلام ، بعثه الله إلى أمتين، ومنهم مَنْ قال: ثلاث أمم..."





وفي ختام الفائدة أرجو ممن تجوَّز في إطلاق لفظ ( إخواننا المسيحيين أو الإخوة النصارى ) أن يتأمل مليّاً ..



فلو أضيفت الأخوة لاتحاد القبيلة أو البلد فلا بأس بذلك لمعنى الاشتراك في الموطن ...



أما إذا أضيفت للدين والملة والمعتقد فلا وألف لا .. والسلام .
المشاهدات 9327 | التعليقات 9

سبحـــــان اللــــه العـــــظيم

القرآن لا تنقضي عجائبه


[align=center]بارك الله فيك ... ورفع الله قدرك وجعل الجنة دارك ..


آمين ..[/align]


[align=center][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/22.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[glint]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/glint]
وقيل بأن شعيبا أرسل لمدين وكان أخاهم وأرسل لأصحاب الأيكة ولم يكن منهم يؤيده اختلاف نوع العذاب الذي

نزل بكل منهم أعاذنا الله مما يسخطه فمدين وصف ما أصابهم في سورة الأعراف بأنه رجفة وفي هود صيحة ولا

يبعد اجتماعهما لأنهما ذكرتا وصفين لما نزل بمدين وأما في حق أصحاب الأيكة فذكرت الظلة فحسب ومما يؤيده

أيضا قراءة نافع وابن عامر وابن كثير لكلمة ( ليكة ) في سورتي الشعراء وص على أنه اسم للقرية غير

منصرف ويؤيده حديث يروى عن ابن عمر رضي الله عنهما في المغايرة بين القومين حبذا من يتحفنا بتخريجه

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align]
[/cell][/table1][/align]


أحسنت يا بلال .


هذا تخريج الحديث :
أخرجه ابن مردويه وابن عساكر [في ترجمة نبي الله شعيب عليه السلام ، وينظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور10/309] عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «إن قوم "مدين“ و"أصحاب الأيكة“ أمتان، بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام »
قال ابن كثير: (وهذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أن يكون موقوفاً) وقال في موطن آخر (وفي رجاله من تكلم فيه)

المصدر أنظره غير مأمور في تعليقي رقم (8)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه إضاءة منه والبقية مع مرافقاتها في الرابط:

(الأولى : إن لم يناسب ذكر الأخوة بحق شعيب – عليه السلام – في آية الشعراء ، لأن قومه نُسبوا إلى عبادة الأيكة ، فما بال القرون الأخرى مع أنبيائهم ؟ فهل أن قوم نوح ، وقوم عاد ، وقوم ثمود ، وقوم لوط ... كانوا يعبدون الله وحده ، فنسب أسماء أنبيائهم إليهم ؟
قال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 105- 106] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 123-124] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 141-142] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء : 160-161] .
ثم قال تعلى بعد ذلك عن أصحاب الأيكة : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 176-177] .
الثانية : لو كان الضمير في (وإنهما) ، في قوله تعالى : { فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} [الحجر: 79] ، عائداً على قريتي لوط ، وقوم شعيب ، فلماذا يخصّ قرية لوط مرّة أخرى بالذكر ، بعد أن جاء ذكرها من قبل في قوله سبحانه : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ } [الحجر: 76] ؟ فما الذي دعا لتكرير معالم قرية لوط مرتين في هذا المقام ؟ )
وهنا أصل الموضوع ومناقشاته


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وبعد ،
قال ابن كثير: (كان أهل "مدين“ كفاراً يقطعون السبيل، ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة، وهي شجرة من الأيك حولها غيظة ملتفة بها، وكانوا من أسوأ الناس معاملة؛ يبخسون المكيال والميزان، ويطففون فيهما؛ يأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص، فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو رسول الله شعيب u، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه الأفاعيل القبيحة من بخس الناس أشياءهم وإخافتهم لهم في سبلهم وطرقاتهم، فآمن به بعضهم، وكفر أكثرهم، حتى أحل الله بهم البأس الشديد، وهو الولي الحميد)([1]).
وورد ذكر شعيب u وقومه في سور "الأعراف وهود والحجر والشعراء والعنكبوت وص وق“.
وقد ورد في سورتي "الأعراف وهود والعنكبوت“ أن شعيباً u أرسل إلى "مدين“ كما قال تعالى: ﴿وإلى مدين أخاهم شعيباً...﴾ [الأعراف/85، وهود/84 والعنكبوت/36]، وورد في سورة "الشعراء“ أنه أرسل إلى "أصحاب الأيكة“ كما قال تعالى: ﴿كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب ألا تتقون﴾ [الشعراء/176-177]، أما في سور "الحجر/78 وص/13 وق/14“ فذكر أصحاب الأيكة على سبيل الإشارة دون ذكر رسولهم شعيب u.
فهل شعيب u أرسل إلى قومه "مدين“ وهم يوصفون بأنهم "أصحاب الأيكة“ ؟ أو أنه أرسل إلى قومين: قومه "مدين“ و"أصحاب الأيكة“ وهم مجاورون لهم([2])؟.
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: يرى أن "أصحاب الأيكة“ ليسوا "مدين“ وشعيب u أرسل إليهما، ويروى عن قتادة، وعن جابر بن زيد ووَصف "أصحاب الأيكة“ بأنهم أهل البادية، وذهب إليه ابن عطية([3])، واستظهره ابن عاشور([4]).
وعمدتهم في ذلك ما يلي:
أولاً: ما أخرجه ابن مردويه وابن عساكر [في ترجمة شعيب u، وينظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور10/309] عن عبد الله بن عمرو t قال: قال رسول الله r: «إن قوم "مدين“ و"أصحاب الأيكة“ أمتان، بعث الله إليهما شعيباً النبي u»([5]).
ثانياً: أن الله U لما ذكر مدين جعل شعيباً أخاهم؛ لأنه منهم، فقال U: ﴿وإلى مدين أخاهم شعيباً...﴾ [الأعراف/85، وهود/84 والعنكبوت/36]، ولما ذكر أصحاب الأيكة لم ينسبه إليهم فقال: ﴿كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب ألا تتقون﴾ [الشعراء/176-177]، ولم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب؛ لأنه ليس منهم، وإن كان أرسل إليهم([6]).
ثالثاً: قال ابن عاشور: (ومما يرجح ذلك قوله تعالى في سورة الحجر: ﴿وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين . فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين﴾ [الحجر:] فجعل ضميرهم مثنى باعتبار أنهم مجموع قبيلتين: مدين وأصحاب ليكة)([7]).
رابعاً: اختلاف العذاب بين "مدين“ و"أصحاب الأيكة“ فقد أخبر الله U عن "مدين“ بأنه أهلكهم بالصيحة، كما في سورة هود، وأخبر عن "أصحاب الأيكة“ بأنه أهلكهم بعذاب يوم الظلة([8])، قال ابن كثير: (روى إسحاق بن بشر الكاهلي -وهو ضعيف-: حدثني ابن السدي عن أبيه، وزكريا بن عمر عن خَصيف عن عكرمة قالا: ما بعث الله نبياً مرتين إلا شعيباً، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة، ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة)([9]).
القول الثاني: يرى أن "أصحاب الأيكة“ هم "مدين“، وهو المروي عن ابن عباس t([10])، وفي تفسير ابن كثير: (وقال غير جويبر: "أصحاب الأيكة“ و"مدين“ هما واحد)([11]).
وهو قول الجمهور([12])، وذهب إليه ابن جرير([13])، وانتصر له ابن كثير([14])، والقاسمي([15])، وهو قول السعدي([16])، ويميل إليه سيد قطب([17]).
ورُدَّ على استدلال القول الأول بما يلي:
أما الحديث المروي في القول الأول فقد قال ابن كثير: (وهذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أن يكون موقوفاً)([18])، وقال في موطن آخر: (وفي رجاله من تكلم فيه)([19])، وضعفه الشنقيطي([20]).
وأما نسبة الأخوة إلى "مدين“ دون "أصحاب الأيكة“ فلا يستقيم الدليل بمجرده؛ لأنه توجيه احتمالي، وقد ذكر توجيه غيره قد يكون أحسن منه، وأكثر تلاؤماً مع سياقات قصة شعيب u، وهو أنه لم يقل في سورة الشعراء: أخوهم شعيب؛ لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة، وهي شجرة، وقيل: شجر ملتف كالغيظة، كانوا يعبدونها، فلا يناسب ذكر الأخوة ههنا، ولما نسبهم إلى القبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم([21]).
وأما قول ابن عاشور في تفسير آية الحجر فيخالفه غيره في توجيه ضمير التثنية، فقيل: إن الضمير يعود على أصحاب الأيكة وقوم لوط، وهو قول الأكثر، ويعضده سياق الآيات. وقيل: المراد بالضمير: لوط وشعيب([22])، ولو كان متقرراً اختلاف "مدين“ عن "أصحاب الأيكة“ لاحتمل توجيه الضمير بهما، فكيف وهو لم يتقرر. ولو قيل بما قال به ابن عاشور فإنه يدل على أن التعبير بأحدهما يدل على الآخر ضمناً، ولا تخصيص لأحدهما دون الآخر.
وأما اختلاف العذاب فلا يقوم به دليل لأن الله U ذكر عن "مدين“ عذابين؛ ففي سورة الأعراف/91 ذكر الرجفة، فقال U: ﴿فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين﴾، وفي سورة هود/94 ذكر الصيحة، فقال U: ﴿وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين﴾، فهل أرسل الله U شعيباً إلى أمتين كل واحدة منهما تسمى "مدين“، ويكون شعيب u قد أرسل إلى ثلاث أمم بسبب ما ورد من اختلاف عذابهم ؟. وقد ذكر ابن الجوزي عن محمد بن كعب القرظي قال: (عذب أهل"مدين“ بثلاثة أصناف من العذاب: أخذتهم رجفة في ديارهم، حتى خافوا أن تسقط عليهم، فخرجوا منها، فأصابهم حر شديد، فبعث الله الظلة، فتنادوا: هلم إلى الظل ، فدخلوا جميعاً في الظلة، فصيح بهم صيحة واحدة، فماتوا كلهم)([23]).
وبين ابن كثير أن تنوع العذاب لا يدل على اختلاف الأمم، وإنما ذكر الله U في كل سياق ما يناسبه من العذاب الذي حل بهم، فقال: (وقد ذكر الله تعالى صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن، كل موطن بصفة تناسب ذلك السياق، ففي الأعراف ذكر أنهم أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين؛ وذلك لأنهم قالوا: ﴿لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا﴾ فأرجفوا نبي الله ومن اتبعه، فأخذتهم الرجفة، وفي سورة هود قال: ﴿فأخذتهم الصيحة﴾ ؛ وذلك لأنهم استهزءوا بنبي الله في قولهم: ﴿أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد﴾ قالوا ذلك على سبيل التهكم والازدراء فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم، فقال: ﴿فأخذتهم الصيحة﴾ الآية، وههنا -أي سورة الشعراء- قالوا: ﴿فأسقط علينا كسفا من السماء﴾ الآية على وجه التعنت والعناد، فناسب أن يحق عليهم ما استبعدوا وقوعه ﴿فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم﴾ )([24]).
ومما يقوي أنهما أمة واحدة أن الله U ذكر عن "أصحاب الأيكة“ من المذمة ما ذكره عن "مدين“ من نقص المكاييل والموازين وبخس الناس أشياءهم والإفساد في الأرض، ولم يذكر في الآيات ما يميز أحدهما عن الأخرى في الدعوة([25]).
ومما يقوي أيضاً ما قاله ابن عطية في آية الشعراء: (قال النقاش: في مصحف ابن مسعود وأبي حفصة: إذ قال لهم أخوهم شعيب)([26]).
والله أعلم بمراده في كتابه، وأسأله السداد والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.



إعداد : يوسف بن عبد الله العليوي




([1]) البداية والنهاية 1/174.
([2]) أشار ابن كثير في تفسيره 6/159 والسيوطي في قطف الأزهار 2/1028 إلى أنه قيل: إن شعيباً u أرسل ثلاث مرات. ولعل هذا بناء على قول في تفسير "أصحاب الرس“ في سورة الفرقان/38 وق/12 بأنهم قوم شعيب.
([3]) المحرر الوجيز 12/76.
([4]) تفسير التحرير والتنوير 19/183.
([5])
([6]) انظر: الكشاف 3/322، والمحرر الوجيز12/77، وتفسير البيضاوي 4/109، والبحر المحيط 7/49، وتفسير أبي السعود 6/261، وتفسير التحرير والتنوير19/184، وانظر: البداية والنهاية 1/177، وفتح الباري 6/450.
([7]) انظر: الكشاف 3/322، والمحرر الوجيز12/77، وتفسير البيضاوي 4/109، والبحر المحيط 7/49، وتفسير أبي السعود 6/261، وتفسير التحرير والتنوير19/184، وانظر: البداية والنهاية 1/177، وفتح الباري 6/450.
([8]) تفسير التحرير والتنوير 19/184.
([9]) تفسير القرآن العظيم 6/159.
([10]) رواه ابن جرير في تفسيره: جامع البيان 9/471.
([11]) تفسير القرآن العظيم 6/159.
([12]) انظر: فتح الباري 6/450، وأضواء البيان 6/378.
([13]) جامع البيان 9/471.
([14]) تفسير القرآن العظيم 6/158، والبداية والنهاية 1/177.
([15]) محاسن التأويل 8/40.
([16]) تيسير الكريم الرحمن/433 و596.
([17]) في ظلال القرآن 6/3361.
([18]) تفسير القرآن العظيم 6/159.
([19]) البداية والنهاية 1/178.
([20]) أضواء البيان 6/379.
([21]) انظر: تفسير القرآن العظيم 6/158، والبداية والنهاية 1/177، وفتح الباري 6/450.
([22]) انظر: زاد المسير/764.
([23]) المصدر السابق/670، وانظر: تفسير القرآن العظيم 6/161.
([24]) تفسير القرآن العظيم 6/161 وانظر: البداية والنهاية 1/177، وفتح الباري 6/450، وقطف الأزهار 2/1031، وأضواء البيان 2/327.
([25]) انظر: تفسير القرآن العظيم 6/159، والبداية والنهاية 1/178، وأضواء البيان 6/378.
([26]) المحرر الوجيز 12/77.


شكراً يا أبا عبد الرحمن



[IMG]http://www.vb-khutabaa.com/picture.php?albumid=3&pictureid=36[/IMG]