معاً لحماية الأخلاق.!
HAMZAH HAMZAH
معاً لحماية الأخلاق.!
د. حمزة بن فايع الفتحي
١٤٢٥/١/٣١هـ
إن الحمد لله نحمده...
إخوة الإسلام: هل يجب بعضكم إذا حلت به مأساة، أن يُقابَل بالابتسامات أو يدعى لمجالس الترفيه والسهرات..؟ كلا كلكم لا يجب ذلك، ويكره أن يقابل بمثل ذلك، أو أن يتعمد شخص السخرية به!
وفي ظل مآسي المسلمين اليوم في فلسطين والعراق وأفغانستان، تطلع علينا الفضائيات العربية ببرامج خليعة، واشياء تافهة، فبدلاً من أن تقوم بتغطية الأحداث الكبار، أو صياغة التحليلات المهمة، أو النقل من أن ارض الحدث، أو تنبيه الأمة تجاه ما يحدث، أو كشف تسلط الأعداء عليها ! تنتقل إلى شئ آخر، هو الإسهام في افساد شباب المسلمين، وتمييع الإيمان في قلوبه،م من خلال ما تعرض من برامج خليعة، تحت مسمى المتعة والترفيه واستقطاب النجوم .
قال تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) (النساء: 27). فبرغم المآسي عندهم وقت للترفيه، وبرغم الجراح، عندهم ليالي للسهر والحب، وبرغم المصائب المتوالية، عندهم أبواب للرذيلة.
قبحكم الله أرباب الشهوات الداعون لها، وأراح الله الأمة من شركم.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:19).
ماذا يعني من تلك البرامج ما يسمى (ستار) (أو ستار أكاديمي) أو (Big Brother) أو (كالهواء سوا) وأشباهها من برامج الخلاعة والدياثة؟!! إنها تعني إشاعة الرذيلة ، وفتح الاختلاط بين الجنسين، وتمييع الدين، ونشر القيم الفاسدة، محل القيم السامية، وتربية جيل يتلاءم مع الواقع الحضاري الغربي، وجعل الإسلام ينأى في الأماكن البعيده، أو يحمله الشيوخ الجهلة، الذين يكبرون ويهرمون، ثم يموتون.
قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء).
يا أيها الغرباء الغُيُر: أين أنتم من ذلك ؟ هل ترضون أن تنهدم الاخلاق أو تُسلب الآداب، فيعيش الشاب كالبهيمة، وتصبح المرأة بلا حياء ولا حجاب.؟!
هل هذا هو الجيل الذي سيعيد كرامة الأمة، أو يجدد لها عزها، أو يحرر أقصاها، أو يحمي ثغرها في العراق ؟!! كلا.
إن هذا الجيل هو المستغربون الجدد، وهم نفايات الغرب، يستعملهم ويستخدمهم، حتى إذا شبع منهم، استبدلهم بآخرين، من بني جلدتنا، ويتكمون بألسنتنا، ينظرون للغرب، ويبشرون بالثقافة الغربية في بلاد الاسلام!!
أنا لولا أن لي من أمتي |
خاذلاً مابتّ أشكو النوبا |
|
أمةٌ قد فتّ في ساعدها |
بغضُها الأهلَ وحب الغُربا |
|
وهي والأحداثُ تستهدفُها |
تعشقُ اللهو وتهوى الطربا! |
بلاد المسلمين محتلة،! أهل فلسطين محصورون ومدمرون، ثم لا يزال عندنا عشاق للهو، وتجار للطرب.!!
عجبا لكم.. يا أذناب الغرب، حتى تلك الأحداث الضخام، لم تجعلكم تحولون فضائياتكم لخدمة أمتكم وبلدانكم!!.
لا نريد منكم الحس الإسلامي، - فقد ضيعتموه- نمّوا الحس الوطني العروبي، الذي يحمي هذه الأمة وأوطانها، ولا يرضى بامتهان الأخلاق أو تدمير الأعراض!!
لكن يبدو.. أنكم لا يمتلكون حسا دينيا ولا حساً قوميا، وأن كل ما ترفعونه هي شعارات فارغة..! سرعان ما يسقط اذا دهمت المدلهمات، كما قد داستها إسرائيل من قبل...! وحسبنا الله ونعم الوكيل......
أين الشعاراتُ أين المالئون بها |
الدنيا لكم زوّروا التاريخَ والكتبا |
|
فلا خيول بني حمدان راقصةٌ |
زهوا ولا المتنبي مالئٌ حلبا؟! |
|
وقبر خالد في حمص نلامسه |
فيرجفُ القبر من زواره غضبا |
|
يارب حي ترابُ القبر مسكنه |
وربَّ ميتٍ على أقدامه انتصبا |
|
يا ابن الوليد ألا سيفٌ تؤجرهُ |
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا |
أيها العقلاء الغُير، تنبهو لدينكم، وعيشوا لأمتكم، واحفظوا أبناءكم، إن هذه الفضائات تبث الكفر، وتنشر الرذيلة، وتمسخ العقول، والنفوس ضعيفة، والشبه خطافة.
إن هذه الأمة يراد لها المسخ والتدمير، من خلال هذه الفضائيات العربية، التي لا تخدم الاسلام والمسلمين..! وإنما تخدم أعداء الاسلام ، وقد صرح بعض أكابر مجرمي الغرب، بأننا لابد أن نشيع الجنس والاختلاط بين المسلمين، لكي نعالج داء التطرف والإرهاب . واليوم هذه الفضائيات الخبيثة تؤدي رسالة ذلك المجرم – وتطبقها بحذافيرها...! فإنا لله إنا إليه راجعون.......
اللهم احفظ علينا أخلاقنا، وصُن أبناءنا، واكفنا شر أعدائنا يا ذا الجلال والإكرام..
أقول قولي هذا.....
الثانية
الحمد الله حمداً كثيراً....
أيها الإخوة الكرام: الحرب على دينكم شديدة، وتستهدف قرآنكمُ وأخلاقكم وعاداتكم وأبناءكم، فما أنتم صائغون لها؟!
من المؤسف أن هذه القنوات وتلك الأطباق، قد ولجت أكثر بيوتات المسلمين، بحجة الأخبار والتحليلات، لكن ما هو دورنا تجاه ما يُعرض ويقدم؟!
إن الدور الأول المناط بالجميع هو المناصحة والذكرى، مناصحة المسئولين والقائمين على تلك الفضائيات، ومراسلتهم على ايميلاتهم، وتذكيرهم بالله، وأن ذلك محرم لا يجوز، إنكم بتاجرون بالرذيلة ، وإنكم تؤدون وظيفة الغرب!
أما يحدث ذلك عندهم شيئا؟!!
لو أنه عشرة آلاف مسلم عاقل، كتب أو اتصل، ونصح مدير تلك القناة، اما يجعل يرتدع ويخاف، لا سيما -والمنطقة ما يسمى بالشرق الأوسط وهي تسمية استعمارية- ملتهبة، لا تقبل المزيد من المشكلات .
والدور الآخر دور الأب والأسرة، في حفظ الأبناء والبنات، وتعميق معنى التدين في حياتهم، وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة، فالرجل له الحزم والشجاعة ، والبنت لها الحجاب والحشمة والحياء، والمشاركة النافعة.
والدور الثالث: دور المعلمين والمربين والناصحين،..! والمدارس التي تحتضن هؤلاء الأبناء أين مسئوليتهم اين رعايتهم؟!! الدروس، الأنشطة الطلابية، الإذاعة المدرسية، كم فيها من منافع وفوائد، إذا استعملت، وفُعلت بطريقة إيجابية مؤثرة.
الدور الرابع: مؤسسات المجتمع عموماً، ولابد لهم من كلمة في إنكار ذلك ومقاطعة تلك الفضائيات بعد مناصحتها.
فمعاً عباد الله لنحمي الأخلاق، ونحرسَ الفضيلة، ونهجرَ كل من يريد إفشاء مجتمعنا المؤمن الأمن المحافظ. ..!
والدور الخامس: علينا كدعاة ومثقفين، أن يشيع ثقافة الاعتزاز بهذا الدين، وأن الخلق من أسمى الغايات في هذه الحياة، وعلى المربين والمعلمين المخالطين للشباب أن يملؤوا فراغ الشباب بالأنشطة المفيدة، والترفيه المنوع، التي توسع عليهم، وعلى الآباء أن يبادروا بترويج الأبناء في عصر الفتن والفضائيات.
والدرس السادس: منوط بتجار المسلمين، الذين ربما دعموا تلك الفضائيات الماجنة أن يتقوا الله، وأن يجعلوا من هذا المال عزاً لهم في الدنيا والآخرة، وأن يحرصوا على دعم المشاريع الخيرية والمشاريع الدعوية في الإعلام الإسلامي.
ومن المؤسف أن أمة فيها من التجار وأرباب الأموال الباذخة ما فيها، لا يملك ولا قناة اسلامية واحدة إلى الآن.!
وحينا ظهرت قناة المجد المباركة، فرحنا بها، وسدّت رغبات كثيرين، لكن لا يزال الإعلام الإسلامي يحتاج إلى دعم ويذل من تجار المسلمين، فالحرب الآن حرب إعلامية . تأملوا كيف تحتكر المؤسسات الإعلامية الخبر وتروجه، وتزيد وتنقص حسب شهوتها، فلا بد من السبق والتنافس في هذا الباب.
اللهم قيض لنا أنصارا وأعوانا، وهب لنا من لدنك قوة وامتنانا...........
وصلوا وسلموا............