معارج ألأولياء
رمزي حسان
1435/09/17 - 2014/07/14 16:42PM
فانا جميعا صمنا امتثالا لامر الله وانقيادا لامره خوفا من اليم عقابه وحذرا من شديد عذابه فانا الى ربنا راغبون واليه سائرون ولمرضاته طالبون .فهل حدثت نفسك اين منزلتي عند الله ؟ هل انا من اوليائه ام من اعداءه .اما ان سأدلك الدرب وارشدك السبيل لعلنا ان نكون من اولياء الله او السائرين بسيرهم والمسترشدين بسيرهم .
قوم مضوا كانت الدنيا بهم نزها **والدهر كالعيد وألأوقات اوقات
ان من اول سبل الولاية ودرجات معارج الولاية كثرة النوافل .اخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ
والدرجة الثانية من معراج الولاية هي محبة المؤمنين وبغض الكافرين نحب عباد الله كلهم لاتتقزز من فقيرهم لسوء منظره او لفاقة ومرض نزل به فلعله اقرب الى الله اليك اخرج ابو داوود عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
هم اولياء الله جمعهم رحم الايمان واخوة الاسلام فبهدي الله اهتدوا وبنوره استضاؤا .احبوا اخوانهم كانفسهم او اشد حبا .ربط بينهم الايمان لا غير .
والدرجة الثالثه من درجات معراج الولاية اطعام الطعام قال الله (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا )
وكان علي بن الحسين اذا جاءه سائل رحب به وقال (مرحبا بمن يحمل زادي الى الاخرة ) ولما مات وجدوا على ظهره اثارا سودا فقيل لهم انها علامات اكياس الدقيق التي كان يسعى بها على الفقراء والمساكين . كانت بعض بيوت المدينة اذا اصبحوا وجدوا قوتهم على باب بيتهم ولايعرفون من الذي وضعه فلما كانت الليلة التي مات فيها رحمه الله انقطع عنهم ماكانوا يجدون من الزاد فعرفوا انه هو من كان يسري عليهم حاملا اكياس الطعام على ظهره .السئرون الى الله الصاعدون في معارج الاولياء يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه قال الذهبي رحمه الله في تاريخ الاسلام عن ابراهيم بن بشار قال أمسينا ليلة مع إبراهيم وليس لنا شيء نفطر عليه، فرآني حزيناً فقال: يا ابن بشّار، ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة؟ لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حجّ، ولا صدقة، ولا صلة رحم، لا تغنّم، فرزق الله مضمون، سيأتيك. نحن والله الملوك الأغنياء، نحن والله الذين تعجلَّنا الراحة، لا نبالي على أيّ حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله. ثم قام إلى صلاته، وقمت إلى صلاتي، فما لبثنا إلا ساعة، فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير، فوضعه، فقال: كل يا مغموم، فدخل سائل فقال: أطعمونا فدفع إليه ثلاثة أرغفة مع تمر، وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين.
الدرجة الرابعة من درجات معراج الولاية :العفو عند المقدره
صانَ يوسف إرثَ النبوة، بما فيها من سماحة وقدرة على العفو عند المقدرة؛ فعفَا عن إخوته بما روتْه السورة: {قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين}.
وقالها سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لأهله يوم فتح مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» .
قال الله جل جلاله ((38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43))
كان عند علي بن الحسين قوم فاستعجل خادماً له بشواء كان له في التنور. فأقبل به الخادم مسرعاً وسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام: أنت حر، لم تعمده وأخذ في جهاز ابنه.
الدرجة الخامسة من معارج الاولياء الاخلاص لله تعالى سقوه من أنهر الاخلاص صافيها ... فاخضل يطلع من أكمامه زهرا
ومن يكن روض غرس الدين مهجته ... أسرى وفاز بسر السر حين سرى
ما التنعم إلا في الإخلاص، ولا قرة العين الا في التقوى، ولا الراحة الا في التسليم والإخلاص سر بين الله وعبده ولا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله
من ألأخلاص لله تعالى ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك . الاخلاص صفاء القلب لايلتفت الى عباد الله حينما يتوجه الى الله لايردي ان يطلع على عبادته سوى الله لايريد شهرة ولاثناء من الناس مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ مَاتَ وَاَللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ
الثانيـــــــــــــــــــــــــــــهـ
الدرجة السادس من معارج ألأولياء .اصلاح القلب وتنقيته من كل حقد وحسد وضغينه فما اراد القرب من الله فعليه ان ينظف محل نظر الله فان القلب محل نظر الرب تبارك وتعالى .
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ
اخرج الدارمي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنِّى لاَ أَعْلَمُ شَيْئاً أَصْفَرَ مِنْ خَيْرٍ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَىْءٌ ، وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِى لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَىْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِى لاَ سَاكِنَ لَهُ.
عن علي بن عبد الحميد قال سمعت محمد بن ابي الورد يقول هلاك الناس في حرفين اشتغال بنافلة وتضييع فريضة وعمل بالجوارج بلا مواطاة القلب عليه وانما منعوا الوصول بتضييع الاصول. قال ابن السماك، حين مات داود الطائي: يا أيها الناس إن أهل الدنيا تعجلوا غموم القلب وهموم النفس وتعب الأبدان مع شدة الحساب، فالرغبة متعبة لأهلها في الدنيا والآخرة، والزهادة راحة لأهلها في الدنيا والآخرة، وإن داود الطائي نظر بقلبه إلى ما بين يديه فأغشى بصر قلبه بصر العيون فكأنه لم يبصر ما إليه تنظرون، وكأنكم لا تبصرون ما إليه ينظر. فإنكم منه تعجبون وهو منكم يتعجب، فلما نظر إليكم راغبين مغرورين قد ذهبت على الدنيا عقولكم وماتت من حبها قلوبكم وعشقتها أنفسكم وامتدت إليها أبصاركم استوحش الزاهد منكم لأنه كان حياً وسط موتى، يا داود ما أعجب شأنك ألزمت نفسك الصمت حتى قومتها على العدل، أهنتها وإنما تريد كرامتها وأذللتها وإنما تريد إعزازها، ووضعتها وإنما تريد تشريفها وأتعبتها وإنما تريد راحتها، وأجعتها وإنما تريد شبعها، وأظمأتها وإنما تريد ريها، وخشنت الملبس وإنما تريد لينه وجشبت المطعم وإنما تريد طيبه،
عن عبد الله بن سهل الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب - وسمعته يقول: يا ابن آدم لا يزال دينك متمزقاً ما دام قلبك بحب الدنيا متعلقاً.
وعنه قال دواء القلب خمسة أشياء، قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
وسمعته يقول: إذا كنت لا ترضى عن الله كيف تسأله الرضا عنك.
قوم مضوا كانت الدنيا بهم نزها **والدهر كالعيد وألأوقات اوقات
ان من اول سبل الولاية ودرجات معارج الولاية كثرة النوافل .اخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ
والدرجة الثانية من معراج الولاية هي محبة المؤمنين وبغض الكافرين نحب عباد الله كلهم لاتتقزز من فقيرهم لسوء منظره او لفاقة ومرض نزل به فلعله اقرب الى الله اليك اخرج ابو داوود عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
هم اولياء الله جمعهم رحم الايمان واخوة الاسلام فبهدي الله اهتدوا وبنوره استضاؤا .احبوا اخوانهم كانفسهم او اشد حبا .ربط بينهم الايمان لا غير .
والدرجة الثالثه من درجات معراج الولاية اطعام الطعام قال الله (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا )
وكان علي بن الحسين اذا جاءه سائل رحب به وقال (مرحبا بمن يحمل زادي الى الاخرة ) ولما مات وجدوا على ظهره اثارا سودا فقيل لهم انها علامات اكياس الدقيق التي كان يسعى بها على الفقراء والمساكين . كانت بعض بيوت المدينة اذا اصبحوا وجدوا قوتهم على باب بيتهم ولايعرفون من الذي وضعه فلما كانت الليلة التي مات فيها رحمه الله انقطع عنهم ماكانوا يجدون من الزاد فعرفوا انه هو من كان يسري عليهم حاملا اكياس الطعام على ظهره .السئرون الى الله الصاعدون في معارج الاولياء يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه قال الذهبي رحمه الله في تاريخ الاسلام عن ابراهيم بن بشار قال أمسينا ليلة مع إبراهيم وليس لنا شيء نفطر عليه، فرآني حزيناً فقال: يا ابن بشّار، ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة؟ لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حجّ، ولا صدقة، ولا صلة رحم، لا تغنّم، فرزق الله مضمون، سيأتيك. نحن والله الملوك الأغنياء، نحن والله الذين تعجلَّنا الراحة، لا نبالي على أيّ حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله. ثم قام إلى صلاته، وقمت إلى صلاتي، فما لبثنا إلا ساعة، فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير، فوضعه، فقال: كل يا مغموم، فدخل سائل فقال: أطعمونا فدفع إليه ثلاثة أرغفة مع تمر، وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين.
الدرجة الرابعة من درجات معراج الولاية :العفو عند المقدره
صانَ يوسف إرثَ النبوة، بما فيها من سماحة وقدرة على العفو عند المقدرة؛ فعفَا عن إخوته بما روتْه السورة: {قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين}.
وقالها سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لأهله يوم فتح مكة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» .
قال الله جل جلاله ((38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43))
كان عند علي بن الحسين قوم فاستعجل خادماً له بشواء كان له في التنور. فأقبل به الخادم مسرعاً وسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام: أنت حر، لم تعمده وأخذ في جهاز ابنه.
الدرجة الخامسة من معارج الاولياء الاخلاص لله تعالى سقوه من أنهر الاخلاص صافيها ... فاخضل يطلع من أكمامه زهرا
ومن يكن روض غرس الدين مهجته ... أسرى وفاز بسر السر حين سرى
ما التنعم إلا في الإخلاص، ولا قرة العين الا في التقوى، ولا الراحة الا في التسليم والإخلاص سر بين الله وعبده ولا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله
من ألأخلاص لله تعالى ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك . الاخلاص صفاء القلب لايلتفت الى عباد الله حينما يتوجه الى الله لايردي ان يطلع على عبادته سوى الله لايريد شهرة ولاثناء من الناس مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ مَاتَ وَاَللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ
الثانيـــــــــــــــــــــــــــــهـ
الدرجة السادس من معارج ألأولياء .اصلاح القلب وتنقيته من كل حقد وحسد وضغينه فما اراد القرب من الله فعليه ان ينظف محل نظر الله فان القلب محل نظر الرب تبارك وتعالى .
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ
اخرج الدارمي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنِّى لاَ أَعْلَمُ شَيْئاً أَصْفَرَ مِنْ خَيْرٍ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَىْءٌ ، وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِى لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَىْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِى لاَ سَاكِنَ لَهُ.
عن علي بن عبد الحميد قال سمعت محمد بن ابي الورد يقول هلاك الناس في حرفين اشتغال بنافلة وتضييع فريضة وعمل بالجوارج بلا مواطاة القلب عليه وانما منعوا الوصول بتضييع الاصول. قال ابن السماك، حين مات داود الطائي: يا أيها الناس إن أهل الدنيا تعجلوا غموم القلب وهموم النفس وتعب الأبدان مع شدة الحساب، فالرغبة متعبة لأهلها في الدنيا والآخرة، والزهادة راحة لأهلها في الدنيا والآخرة، وإن داود الطائي نظر بقلبه إلى ما بين يديه فأغشى بصر قلبه بصر العيون فكأنه لم يبصر ما إليه تنظرون، وكأنكم لا تبصرون ما إليه ينظر. فإنكم منه تعجبون وهو منكم يتعجب، فلما نظر إليكم راغبين مغرورين قد ذهبت على الدنيا عقولكم وماتت من حبها قلوبكم وعشقتها أنفسكم وامتدت إليها أبصاركم استوحش الزاهد منكم لأنه كان حياً وسط موتى، يا داود ما أعجب شأنك ألزمت نفسك الصمت حتى قومتها على العدل، أهنتها وإنما تريد كرامتها وأذللتها وإنما تريد إعزازها، ووضعتها وإنما تريد تشريفها وأتعبتها وإنما تريد راحتها، وأجعتها وإنما تريد شبعها، وأظمأتها وإنما تريد ريها، وخشنت الملبس وإنما تريد لينه وجشبت المطعم وإنما تريد طيبه،
عن عبد الله بن سهل الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب - وسمعته يقول: يا ابن آدم لا يزال دينك متمزقاً ما دام قلبك بحب الدنيا متعلقاً.
وعنه قال دواء القلب خمسة أشياء، قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
وسمعته يقول: إذا كنت لا ترضى عن الله كيف تسأله الرضا عنك.
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
بورك فيكم شيخ رمزي حسان على خطبتك الرائعة والقيمة وجزيت خيرا ونفع الله بك راجين مزيدا من التواجد في هذا المنتدى ومزيدا من العطاء.
تقبل الله منا ومنكم
تعديل التعليق