مَظاهرُ العِزَّةِ فِي زَمَنِ الغُرْبَةِ 1443/1/26هـ

يوسف العوض
1443/01/23 - 2021/08/31 12:06PM

الخطبة الأولى        

 

 

إِنَّ الحَمدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً ،، أمّا بعد ..          

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : عِزَّةُ الْمُؤْمِنِ سُنَّةٌ امتنَّ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ بِسَبَبِ الْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ الَّذِين أغناهم بِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُ وَلِهَذَا جَعَلَهَا اللَّهُ عزَّ وجلَّ فُرقاناً بَيْن أَوْلِيَائِه وأعدائِه وَجَعَلَهَا مِيزةً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ كَمَا جَاءَ فِي سَبَبِ نُزُولِ قَوْلِه عزَّ وجلَّ فِي سُورَةِ الْمُنَافِقُونَ :(يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وَلِهَذِه العزّةِ مَظَاهِرُ فِي البَاطنِ وَفِي الظَّاهِرِ :  

أولاً: فَمَن مظاهرِها عزّةُ الْمُؤْمِنِ بِإِيمَانِه بألوهيةِ رَبِّه وَعِبَادَتِه وَخَوْفِه وَخَشْيَتِه ورجائِه .  

ثانياً: وَمَن مظاهرِها عزّةُ الْمُؤْمِن بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ إيماناً ويقيناً واعتقاداً .  

ثالثاً: وَمَن مظاهرِها عزّةُ الْمُؤْمِن بربوبيةِ اللَّهِ وَمُلكِهِ وإبداعِه وَتَدْبِيرِه وَعُمُومِ خَلْقِه .  

رابعاً: وَمَن مظاهرِها إيمَانُه بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتْبَاعُه وَحُبُّه والذَّبُّ عَنْهُ وَعَنْ شرعتِه .  

خامساً: وَمَن مظاهرِها قِيَامُه بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَإِعْلَانُه بِهِمَا رَضِيَ مِنْ رَضِيَ وَغَضِبَ مِنْ غَضَبِ .  

سادساً: وَمَن مظاهرِها صِيَامُه الْفَرْضَ وَحَجُّه وَعُمْرَتُه عُبُودِيَّةً لِلَّه .  

سابعاً: وَمَن مظاهرِها تَرَكُه الْكَبَائِرَ طَاعَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُجَامِلُ فِيهَا أحداً .  

ثامناً: وَمَن مظاهرِها اعْتِزَازُه بِدَيْنِه ، وَعَدَمُ تَقْلِيدِهِ فِي دِينِهِ وَأَخْلَاقِه وَمُرُوءَتِه وَسُلُوكِه وَلِبَاسِه وَكَلَامِه ، وَهَيْئَتِه غَيْرَهُ مِنْ الْكَافِرِينَ أَو الفَاجرينَ والفَاسقينَ .  

تاسعاً: وَمَن مظاهرِها وَلَاؤُه لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَلِدِينِه وَلِلْمُؤْمِنِين ، وَبَرَاءَتُهُ مِنْ الْكُفْرِ وَأَهْلِهِ ، وَمَن الْفَسَادِ وَأَهْلِهِ ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . .          

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : مِن أَرْوَعِ الْأَمْثِلَةِ الَّتِي سَطَّرَها التَّارِيخُ وَأَثْبَتَهَا الْعُلَمَاءُ فِي كُتُبِهِمْ -كالإصَابَةِ وَأُسْدِ الْغَابَةِ- مَاجَرَى لَبَطَلٍ مِنْ أبْطَالِ الإِسْلاَمِ ، بطلٍ هَيَّأ لَهُ الْإِسْلَامُ أَنْ يَلْتَقِيَ بسيّدي أَهْلِ الدُّنْيَا فِي زَمَانِهِ بكِسْرَى مَلِكِ الْفُرْسِِ , وَقَيْصَرَ عَظِيمِ الرُّومِ أمّا لِقَاؤُه مَع كِسْرَى مَلِكِ الْفُرْسِ فَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ لِلْهِجْرَةِ حِينَ عَزَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّـم أَنْ يَبْعَثَ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ بِكُتُبٍ إلَى مُلُوكِ الْأَعَاجِم يَدْعُوهُم فِيهَا إلَى الْإِسْلَامِ ، فكَانَ هَذَا البَطَلُ هُوَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِي اُخْتِير لِحَمْلِ رِسَالَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى كِسْرَى مَلِكِ الْفُرْسِ ، مَضَى هَذَا الصَّحَابِيُّ إلَى دِيَارِ الْفَرسِ يَقْطَعُ النّجادَ والوِهادَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، وحيداً لَيْسَ مَعَهُ إلَّا اللَّهُ حَتَّى بَلَغَ بِلَادَ فَارِسٍ ، فَاسْتَأْذَن بِالدُّخُولِ عَلَى مَلْكِهَا ، فَانْتَظَر حَتَّى أُذِنَ لَهُ ، دَخَل عَبْدُاللَّه بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ عَلَى سيِّدِ فَارِسٍ بِثِيَابٍ صَفِيقَةٍ تَبْدُو عَلَيْه بِسَاطِةُ الْإِعْرَابِ  وَلَكِنَّهُ كَانَ مَشْدُودَ الْقَامَةِ عَالِيَ الْهِمَّةِ ، تتأججُ بَيْنَ جَوَانِحِهِ عزّةُ الْإِسْلَام , ويَتوقدُ فِي فُؤَادِه نُورُ الْإِيمَانِ ، فَمَا إنْ رَآه كِسْرَى مقبلاً حَتَّى أَوْمَأَ إلَى أَحَدِ رِجَالِه بِأَنْ يَأْخُذَ الْكِتَابَ مِنْ يَدِهِ ، فَقَال بِإِبَاءٍ وشُموخٍ : " لَا إنّما أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلــم أَنْ أَدْفَعَهُ لَك يداً بِيَدْ ، وَأَنَا لَا أُخَالِفُ أمراً لِرَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ كِسْرَى لرجاله اُتْرُكُوه يَدنُ منّي , فَدَنَا مِنْ كِسْرَى حَتَّى نَاوَلَه الْكِتَابَ بِيَدِه!!  فهَذِه قِصَّةُ لِقَاءِ عَبْدِاللَّه بْنِ حُذَافَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لكسرى مَلِكِ الْفُرْسِ !! فَمَا قصَّةُ لِقَائِه لِقَيْصَرَ عَظِيمِِ الرُّومِ ؟

    
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي خِلَافِةِ عُمَرَ بْنِ الخطّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ ، حِينَ بَعَثَ عُمَرُ جيشاً لِحَرْبِ الرُّومِ فِيه عَبْدُاللَّه بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ ، وَكَانَ قَيْصَرُ عَظِيمُ الرُّومِ قَد تناهتْ إِلَيْهِ أَخْبارُ جُنْدِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا يَتحلَّون بِهِ مِنْ صِدَّقِ الإِيمَانِ وَرُسُوخِ الْعَقِيدَةِ ، واسترخاصِ النَّفْسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَأَمَرَ رِجَالَه إذَا ظَفِروا بِأَسِيرٍ مِنْ أَسْرَى الْمُسْلِمِين أَنْ يُبْقَوْا عَلَيْه وَأن يَأْتُوهُ بِهِ حيَّاُ ، وَشَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ بطلُنا أسيراً فِي أَيْدِي الرُّومِ , فَحَمَلُوهُ إلَى مليكِهم فقالوا :" إنَّ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ مُحمَّـدٍ السَّابِقِينَ إلَى دَيْنِهِ قَدْ وَقَعَ أسيراً فِي أَيْدِينَا ، فأتيناك بِه" ، نَظَرَ مَلِكُ الرُّومِ إلَى عَبْدِاللَّه بْنِ حُذَافَةَ طَويلاً ثُمَّ بَادَرَهُ قائلاً : "إنّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ أمراً قَال : وَمَا هُوَ؟! قال : أَعْرِضُ عَلَيْكَ أنْ تتنصَّرَ فإنْ فَعَلْتَ خلَّيتُ سَبِيلَك وَأَكْرمتُ مَثْوَاك ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ فِي حَزْمٍ وَأَنَفِةٍ وَثَبَاتٍ : هَيْهَات . . إنَّ الْمَوْتَ لأَحِبُّ إلَيِّ أَلْفَ مَرَّةٍ مّما تَدْعُونِي إِلَيْهِ ، فَقَال قَيْصَرُ : إنّي لَأَرَاك رَجُلاً شَهماً , فَإِنْ أَجَبْتَنِي إلَى مَا أَعْرِضُه عَلَيْك أَشْرَكْتُك فِي أَمْرِي وقاسمتُك سُلْطَانِيَّ ، فتبسَّــمَ الْأَسِيرُ المكَبَّـــلُ بِقُيُودِه وَقَال : وَاَللّهِ لَوْ أَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ مَا تَمْلِكُ ، وَجَمِيعَ مَا مَلَكَتْه الْعَرَبُ عَلَى أنْ ارْجِعْ عَنْ دَيْنٍ مُحمَّــدٍ طَرْفَةَ عَيْنٍ مَا فَعَلْت ، قَالَ قَيْصَرُ : إذْن أَقْتُلُك قَال : أَنْت وَمَا تُرِيدُ .         

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : ثمَّ أَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ وَقَال لقنَّاصتِه بالرُّوميِّةِ : ارموه قريباً مِنْ يَدَيْهِ وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ التنصَّرَ فَأَبَى فَقَال : ارموه قريباً مِنْ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ مُفَارَقَةَ دِينِه فَأَبَى ، عِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَهُم أنْ يَكُفُّوا عَنْه , وَطَلَبَ إلَيْهِمْ أَنْ يُنْزِلُوه عَنْ خَشَبَةٍ الصَّلْبِ , ثُمَّ دَعَا بقِدرٍ عَظِيمَةٍ فصُبََ فِيهَا الزَّيْتُ ورُفعت عَلَى النَّارِ حَتَّى غَلَتْ ثمّ دَعَا بِأَسِيرَيْن مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ، فَأَمَر بِأَحَدِهِمَا أَن يُلقى فِيهَا فَأُلْقِي فَإِذَا لَحْمُه يتفتّت ، وَإِذَا عِظَامُه تَبْدُو عَارِيَّةً ، ثمَّ الْتَفَتَ إلَى عَبْدِاللَّه بْنِ حُذَافَةَ وَدَعَاه إلَى النّصْرَانِيّةِ ،فَكَان أشدَّ إبَاءً لَهَا مِنْ قِبَلِ ، فلمَّا يَئِــسَ مِنْهُ أَمَرَ بِهِ إنْ يُلْقَى فِي القِدرِ الَّتِي أُلْقَى فِيهَا صَاحِبَاه فلمَّا ذَهَبَ بِهِ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ رِجَالُ قَيْصَر لمليكِهم : إنَّه قَد بَكَى ، فَظَنَّ أنَّه قَدْ خَافَ وَجَزِعَ وَقَال : ردّوه إلَيَّ ، فلمَّا مَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَرَضَ عَلَيْهِ النصرانيَّةَ فأبَاها ، فَقَال : وَيْحَك فَمَا الَّذِي أَبْكَاك إذاً ؟! قَال : أَبْكَانِي أنِّي قُلْتُ فِي نَفْسِي : تُلْقَى الْآنَ فِي هَذِهِ الْقِدْرِ فَتَذْهَبُ نَفْسُك وَقَدْ كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ لِي بِعَدَدِ مَا فِي جَسَدِي مِنْ شَعْرٍ أَنْفَاسٌ فَتُلَقَى كلُّها فِي هَذه الْقَدْرِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَال الطَّاغِيَةُ قَيْصَرُ : هَلْ لَك أَنْ تُقبِّلَ رَأْسِي وأُخلِّي عَنْك ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللَّه : وَعَنْ جَمِيعِ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ أيضاً ، قَال : وَعَنْ جَمِيعِ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ دَنَا مِنْهُ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ فخلَّى عَنْهُ وَعَنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ ، قَدِمَ عَبْدُاللَّه بْنُ حُذَافَةَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخطّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَخْبَرَه خَبَرَه ، فَسُــرَّ بِه الْفَارُوقُ أَعْظَمَ السُّرُورِ وَلَمَّا نَظَرَ إلَى الْأَسْرَى قَال :" حَقٌّ عَلَى كلِّ مُسْلِمٍ أنْ يُقْبَلَ رَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ . . وَأَنَا أَبْدأ بِذَلِك . . ثُمَّ قَامَ وقبَّل رَأْسَه .      

الخطبة الثانية        

الْحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين، وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين، وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين، وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً. أما بعد،،        

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) يَقُول الشِّنقيطي : "بيَّن جلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أنَّ مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ ، فإنَّها جَمِيعُهَا لِلَّهِ وَحْدَهُ ، فَلْيَطْلُبْهَا مِنْه ، وليتسبَّبْ لنيلِها بِطَاعَتِه جلَّ وعلا ، فإنَّ مَنْ أَطَاعَه ، أَعْطَاه العِزَّةَ فِي الدُّنْيا والآخرةِ ... وهذه الْحَقِيقَةُ كَفِيلِةٌ حين تستقرُّ فِي القلوبِ أَن تُبدِّل المعاييرَ كُلَّها ، وتُبدِّلَ الْوَسَائِلَ والخُططَ أيضًا ! 

المشاهدات 1992 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا