مظاهر استقبال رمضان

محمد البدر
1436/08/25 - 2015/06/12 08:37AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.
عباد الله :لم يبق الا أيام وليل معدودة على قدوم الشهر المبارك ومظاهر الاستعداد قد عمت ارجاء العالم الاسلامي وكلٌ له طريقته في الاستقبال و الاستعداد والبعض قد لا يدرك شهر رمضان المبارك فقد يغيبه الموت قبل بلوغه ومنهم من قد يوفقه الله لإدراكه وبلوغه على بلاء ابتلاه الله من مرض أو غيره ويلزمه القضاء إذا زال المرض والاطعام إذا كان المرض لايرجا شفائه ولا قضاء عليه وقد يصاب بالغيبوبة وذهاب عقله ويلزمه القضاء حال الشفاء من هذا المرض والمجنون لا قضاء عليه ، ومن النساء من يطرأ عليها شيء يمنعها من الصيام إما لحيض او نفاس او المرضع التي خافت على ولدها ويلزمهم القضاء حال زوال السبب وكذلك من وقع في الكفر أو ارتد عن الاسلام فليس له صيام فالكافر لا يقبل منه الصيام ولا تصح عبادته .
عباد الله :تذكروا وانتم تستقبلون شهركم المبارك في أمن وأمان و صحة ورخاء ورغد في العيش ،تذكروا إخوان لكم يستعدون لاستقبال هذا الشهر المبارك وهم تحت أصوات قصف الطائرات وقذف البراميل المتفجرة وأصوات الرصاص والقنابل والانفجارات والتفجيرات والاغتيالات والقتل والخطف والاغتصاب والسرقات والنهب والسلب وذهاب الأمن .. إلخ .
الا فلنحمد الله ياعباد الله أولاً وآخراً على نعمة الاسلام والسنة وعلى نعمة التوحيد لله جل وعلى وصفاء العقيدة ، ونعمة الأمن والأمان ، ونعمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في هذا البلد الطيب و في ظل حكام يطبقون شرع الله وعلماء أجلاء يدلوننا على الخير و الاتباع لخير البشر وسيد ولدآدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
عباد الله :وإن من حسن الاستقبال لهذا الشهر المبارك ،ترويض النفس وإعدادها جيداً وتهيئتها نفسياً وجسدياً واستغلال هذه الفرصة الثمينة لنيل التقوى والفوز برضا الرحمن وسلوك الطريق الصحيح لدخول الجنان ،و من ثم تعلم بعض الأحكام الخاصة بصيام شهر رمضان .
عباد الله :وإن من سلبيات الاستقبال لشهر رمضان تكديس الطعام والشراب وتخزينها وكأن رمضان شهر مجاعة وقحط وجفاف والله المستعان .
ومن السلبيات في استقبال الشهر أيضاً نشاط أهل الباطل لعمل المسرحيات والتمثيليات والسهرات الغنائية والمشاهد الفكاهية ، وكذلك تكثر في رمضان المسابقات في كل مجال حتى في الأسواق والتلفاز وجميع وسائل الاعلام وكأنه موسم لجني الأمول ، وكذلك انتشار الدوريات الرياضية والسهرات على ذلك ويدب الكسل في الأعمال ويكثر الغضب والسباب وقبل الإفطار من شياطين الإنس والله المستعان .
ومن مظاهر الاستعداد لهذا الشهر المبارك تسابق الجمعيات لنشر دعايات ومنشورات تصف عملهم وتحث الناس على التبرعات ومساعدة المحتاجين وعلاج المرضى وتقديم الإعانة من سداد لإيجار المسكن ودفع لتكاليف الدراسة وتكاليف تجديد الهويات وعمل سلة غذائية وكسوة العيد وزكاة الفطر إلخ نسأل الله أن يكون حقاً وكان الله في عون الفقراء والمحتاجين .
ومن مظاهر الاستقبال انتشار عادة سيئة وهي سؤال الناس بغير حاجة وافتعال عاهات وتصنع حركات وإحضار بعض الاطفال المعاقين وقد يقوم بعض ضعاف النفوس بتوزيع بعضهم على المساجد وفي الاسواق وعند إشارات المرور لاستدرار عطف الناس واستغلال طيبتهم و بعض هؤلاء ممن يأتون للعمرة فيستغل هذه الفرصة لعلمه السابق أن أهل هذه البلاد من مواطنين ومقيمين يقبل في هذا الشهر الفضيل على فعل الخيرات والتسابق إليها إقتداءً بفعل المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم و طمعا في الحصول على الأجر العظيم والمغفرة من الذنوب والفوز بجنات الخلود والعتق من عذاب النار وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ومن الذي يسأل الناس وهو غير محتاج فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : { لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :{مَنْ يَسْأَلُ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا ، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَعَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : { لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةٍ مِنْ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَيَبِيعَهَا ، فَيَكُفَّ بِهَا وَجْهَهُ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ } رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
إذاً فالأصل في سؤال الناس التحريم في المسجد أو في خارج المسجد؛ وإنما يجوز في حالات معينة للضرورة الخارجة عن ذلكم الأصل، وذلك لأن في سؤال الناس تعريض للنفس للهوان والذلة، وفيه دلالة على ضعف توكل السائل على الله، ودناءة طبعه.
أقول قولي هذا ...

الخطبة الثانية:-
عباد الله : علينا جميعاً أن نتعاون على البر والتقوى وأن نبحث عن الفقير والمسكين وخاصة الذين لا يسألون الناس إلحافاً ومن هو مستحق للزكاة من الأصناف الثمانية :قال تعالى : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }واحذروا يا عباد الله من أصحاب الدعايات الكاذبة وغيرها وابحثوا بأنفسكم أو من تثقون بهم عن المحتاجين وعن الذين لا يسألون الناس إلحافاً وتفقدوا جيرانكم والأقربين قال تعالى : { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } الا وصلوا ..
[/align]
المشاهدات 2015 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا