مضاد فيروس كورونا (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)

الشيخ السيد مراد سلامة
1441/07/23 - 2020/03/18 08:37AM

Smiley face

  • مضاد فيروس كورونا (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)
  • الشيخ السيد مراد سلامة
  • إخوة الإسلام العالم الأن يعيش العالم حرب لم تشهدها البشرية من ذي قبل  حرب شاملة
  • تعيش البشرية التي تتباها بتقدمها و بما لديها من قوة و من أسلحة
  • أيتها البشرية الخائفة الواجفة
  • أين طائراتكم ؟؟؟
  • أين صواريخكم ؟؟؟
  • أين جيوشكم ؟؟؟
  • أين جبروتكم ؟؟؟
  • الطائرات رابضة في مطارتها ؟؟؟
  • والدبابات في معسكراتها ؟؟؟
  • و الجنود خائفة على نفسها ؟؟؟
  • أغلقت الأمم مطاراتها !!!
  • أغلقت حدودها!!!
  • فرضت حذر الاجتماعات و الندوات و المدار و الجامعات !!!
  • انه جندي لا يرى بالعين المجردة
  • ولا يحس باللمس
  • لا تنفع فيه أسلحة نووية
  • ولا تدفعه أسلحة ذرية
  • و لا تزيله أسلحة بيولوجية
  • لا ترهبه كثرة الجموع
  • ولا تخيفه التهديدات والإدانات
  • يا الله يا الله
  • قال الله {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (118)
  • يا رب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت يا ربي له دنياكا
  • علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا
  • ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا
  • واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الإنسان لا يمناكأ
  • و ما درى الإنسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟
  • أو ما درى الإنسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا
  • لو شئت يا ربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا
  • يأيها الإنسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ما أولاكا
  • واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا
  • الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا
  • أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا
  • إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا
  • ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا
  • كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا
  • والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا
  • لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا
  • ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
  • قال الله تعالى ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) أي : لو أخرناهم وأنظرناهم ، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينا من الدهر وإن طال ، ثم جاءهم أمر الله ، أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعم؟‍! ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) [ النازعات : 46 ] ، وقال تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) [ البقرة : 96 ] ،
  • لقد ذم الله أمما جاءها العذاب ولكنها أعرضت و لم تتب إليه جل جلاله قال الله تعالى { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 133 - 136]
  • أيتها الأمة المحمدية لقد ذم الله أقواما أصابهم الله تعالى بالابتلاءات و لكنهم ما تضرعوا  و لكنهم قست قلوبهم قال الله تعالى   {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:42-43].
  • واستمع إلى تضرع يونس عليه السلام يونس ابن متَّى عليه السلام لما كان وحيدًا في بطن الحوت، واجتمعت عليه الظلمات، ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل البهيم، وظلمة البحر الشديد، ينادي الله عز وجل يقول: عز وجل {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88].
  • فالله عز وجل استجاب له فأنجاه من بطن الحوت ودعوة يونس دعوة المكروب، ما دعا بها مكروب إلا أنجاه الله عز وجل، ولقد تضرع قوم يونس لما أنذرهم يونس  فأبَو وكفروا، ولما غادر يونس غادر قومه غضبانَ، قال الله عز وجل عن ذلك: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]، نعم, عادوا إلى ربهم فكشف الله عنهم لمَّا رأى صدقهم وتضرعهم.
  • لم ينفع الإيمان أهل قرية آمنوا عند معاينة العذاب إلا أهل قرية يونس بن مَتَّى، فإنهم لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا، فلمَّا تبيَّن منهم الصدق في توبتهم كشف الله عنهم عذاب الخزي بعد أن اقترب منهم، وتركهم في الدنيا يستمتعون إلى وقت إنهاء آجالهم.
  • قال ابن كثير رحمه الله: "{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ} يعني: الفقر والضيق في العيش {وَالضَّرَّاءِ} وهي الأمراض والأسقام والآلام {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} أي: يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون... قال الله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} أي: فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا، {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} أي: ما رقت ولا خشعت، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي: من الشرك والمعاصي"( ) 
  • «أصاب النّاس قحط على عهد داود- عليه السّلام- فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا حتّى يستسقوا بهم، فقال أحدهم: اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن نعفو عمّن ظلمنا، اللهمّ إنّا ظلمنا أنفسنا فاعف عنّا، وقال الثّاني: اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقّاءنا، اللهمّ إنّا أرقّاؤك فأعتقنا، وقال الثّالث: اللهمّ إنّك أنزلت في توراتك أن لا نردّ المساكين إذا وقفوا بأبوابنا، اللهمّ إنّا مساكينك، وقفنا ببابك فلا تردّ دعاءنا، فسقوا»
  • هذا الفيروس جندي من جنود الله جاء ليأخذ بالنواصي والأقدام إلى رب الأنام
  • ليس لها من دون الله كاشفة
  • توبة إلى الله صادقة و دعوة إلى الله خالصة وسجدة بين يدية بافتقار ترفع عنا الأضرار
  • قالوا خذوا بالأسباب عطلوا الجمع و الجماعات
  • قلت إقامة الشعائر هي أخذ برأس كل الأسباب
  • {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}
  • أيتها البشرية الخائفة الواجفة عودي إلى الله ارفعي الظلم أقيمي العدل ارحمي الأبرياء فليس لها من دون الله كاشفة
  • من الذي يملك مقاليد كل شيء من الذي أوجد الفيروس من بيده رفع البلاء المفتاح بيد الفتاح والدواء بيد رب الأرض و السماء
  • من منا لا يريد الفلاح والنجاح، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، إن الإنسان إذا عرف سبيل الفلاح بذل كل شيء في سبيل تحصيله، نعم كل شيء. قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور من الآية:31] فنرى أن الله تبارك وتعالى علق الفلاح بالتوبة، وهذا يعني أنه لا فلاح بدون توبة، وكيف يفلح من وصف بالظلم، وسمي به؟ قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الأحزاب من الآية:11] نعم ظالمون، هكذا سماهم الله تبارك وتعالى، ولا يفلح الظالم أبدًا. ولكن أين وجه الظلم في عدم التوبة؟ إن الظلم متحقق في أمور منها
  • : 1- ظالمون لجهلهم بربهم، وشديد عقابه، وسوء عاقبة من يأتي ربه ظالمًا.
  •  2- ظالمون لأنفسهم لجهلهم بعيوبها ؛ حيث أعرضت عن الفلاح وأقبلت على الظلم.
  • 3- ظالمون لجهلهم بمآلهم وعاقبة الظلم وأهله.
  •  4- ظالمون لجهلهم بسعة رحمة ربهم وشدة فرحه بتوبة عبده، وما يترتب على هذا الفلاح من الرحمة والمغفرة.
  • قصة موسى مع بني إسرائيل لما خرج للاستسقاء و مشهد التوبة :
  • يذكر أن موسى خرج يستسقي ببني إسرائيل، وكانوا سبعين ألفًا، وكان في السماء بعض سحاب، فقام نبي الله موسى عليه السلام يدعو وبنو إسرائيل يؤمِّنون على دعائه، وفجأة بدأ السحاب يتفرق، وكانت مفاجأة لا يتوقعها أحد. كيف لا يجيب الله دعاء كليمه موسى عليه السلام؟ وعندها قال موسى مناجيًا ربه: رب ما عودتني هذا، وإنما عودتني إذا دعوتك أن تجيب دعائي، فجاء الجواب من الله جل في علاه: يا موسى إن بينكم عبدًا لي عصاني أربعين سنة، وإني لن أسقيكم ما دام بينكم، فمره يخرج حتى أسقيكم. فقال موسى: رب وكيف لي به؟ أعلمني إياه حتى أخرجه. فقال له رب العزة والجلال: بل ناد في بني إسرائيل: يا من عصيت الله أربعين سنة أخرج من بين أظهرنا حتى يسقينا الله. فقال موسى: رب، وأنّا لي أن يبلغهم صوتي وهم سبعون ألفًا؟ قال: يا موسى عليك النداء وعلينا البلاغ. فجمعهم موسى في صعيد واحد، ثم قال لهم ما أمره به ربه جل وعلا، فصار الناس ينظر بعضهم إلى بعض، وكل يرجو ألا يكون هو المراد، ولكن لم يخرج أحد، فأعاد موسى النداء ولم يخرج أحد، وأعادها الثالثة وقال: ويلك يا من عصيت الله أربعين سنة، سيهلك الناس بسببك فاخرج من بين أظهرنا.
  • وكان الرجل المقصود ينتظر في كل مرة ينادي فيها موسى أن يخرج غيره ويتمنى أن لا يكون هو المَعني بكلام موسى، ولكن في المرة الثالثة أيقن أنه المراد، وخاف الفضيحة، وصارت نفسه تراوده ويراودها، هل أخرج حتى لا يهلك الناس؟ أو أبقى حتى لا أفضح؟ وبينما هو كذلك متردد بين الخروج وعدمه قرر أمرًا ثالثًا خطر في باله، ترى ما هو؟
  • لقد قرر أن يتوب إلى الله، نعم قرر التوبة إلى الله، فغطى رأسه بجبته ثم قال: رب عصيتك أربعين وسترتني أفتفضحني اليوم؟! اللهم إني تبت إليك اللهم اسقنا الغيث ولا تفضحني اليوم. المفاجأة:
  • وخلال لحظات وإذا السحاب يجتمع من كل مكان ويتآلف بينه، والناس ينظر بعضهم إلى بعض، وينظرون إلى موسى، وينظر موسى إليهم، ترى أين موعود الله؟ ألم يقل موسى إن الله لا يسقينا حتى يخرج الرجل؟ ولم يخرج أحد!
  • ونزل المطر وسقى الله العباد.
  • فقال موسى مناجيًا ربه متعجبًا: رب سقيتنا ولما يخرج الرجل وأنت قلت لن تسقينا حتى يخرج! فقال الله لموسى: يا موسى إنما سقيتكم بالذي منعتكم به.
  • فقال موسى: كيف ولم يخرج الرجل؟
  •  فقال الله: يا موسى لقد تاب الرجل.
  •  فانظروا -يا رعاكم الله- كيف أن هذا الرجل بعد أن منع الناس القطر بسببه وسبب ذنوبه سقاهم الله بسببه وسبب توبته، فصار وليًا من أولياء الله مجاب الدعوة بكلمة قالها ولكن بصدق.
  • عند ذلك أحب موسى أن يرى هذا الرجل فقال: رب أرني إياه يكون من خاصتي، فكان الجواب من الله جل وعلا: يا موسى عصانا فسترناه أفإن تاب إلينا فضحناه.
  • التوبة... التوبة
  • ما نزل بلاء إلا بذنب
  • وما رفع إلا بتوبة
  • أقيموا شعائر الله ولا تعطلوها
  • لا تركنوا إلى المادين و العلمانيين و لكن اركنوا إلى الركن الشديد الغني الحميد

 

المرفقات

مضاد-فيروس-كورونا-لَعَلَّهُمْ-يَتَضَ

مضاد-فيروس-كورونا-لَعَلَّهُمْ-يَتَضَ

المشاهدات 3049 | التعليقات 0