مسلم صالح لا مواطن صالح
ناصر محمد الأحمد
1435/05/18 - 2014/03/19 02:33AM
مسلم صالح لا مواطن صالح
20/5/1435ه
د. ناصر بن محمد الأحمد
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله..
أما بعد: أيها المسلمون: دين الإسلام دين تربية، والكتاب المنزّل من عند الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هو منهج شامل للتربية، عليه رُبي الجيل الأول من المسلمين الذي وصفه خالقه تعالى بقوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
وكثير من مناهج التربية البشرية الأرضية تدعي لنفسها الكمال والصلاح، وإنصافاً فقد حققت شيئاً من الصلاح لكنه ناقص جداً، لأنها أنتجت لنا مواطناً صالحاً ولم تنتج لنا إنساناً صالحاً، لأن الإنسان الصالح لا يمكن أن ينشأ إلا بالإسلام، أما مناهج التربية البشرية الوضعية فتُخرّج المواطن الصالح وليس الإنسان الصالح.
قد يبدو لنا لأول وهلة أنه لا يوجد فارق حقيقي. فالمواطن الصالح لابد أن يكون إنساناً صالحاً! إذاً فما الفرق وما الميزة؟. ولكن هذا الذي يبدو لنا لأول وهلة غير صحيح، فهناك فارق كبير وكبير جداً بين المواطن الصالح وبين الإنسان الصالح، الإنسان من حيث هو إنسان، لا من حيث هو مواطن في هذا البلد أو ذاك، ولنضرب الأمثلة لأن الأمثلة أكثر توضيحاً من الكلام العام.
لنأخذ نموذجاً من أروع نماذج التربية في الأرض غير التربية الإسلامية: وهي التربية الإنكليزية.
التربية الإنكليزية كانت – وأقول كانت – لأن الجيل الجديد في إنكلترا بعد الحرب العالمية الثانية قد بدأ ينحل، وبدأ يصيبه ما أصاب بقية العالم الغربي من تحلل وفساد وعدم انضباط. لكن كانت التربية الإنكليزية حتى الحرب العالمية الثانية نموذجاً عالياً جداً من نماذج التربية الأرضية. كانت في كثير من تفاصيلها قريبة الشبه بالتربية الإسلامية، ولكننا سنرى بضرب الأمثلة الفرق بين الاثنين.
التربية الإنكليزية حين كانت في أوجها وروعتها كانت تُخرج إنساناً متوازناً منضبط السلوك، إنساناً له ضمير، له وازع داخلي يدفعه إلى العمل، إنساناً مهذباً مؤدباً لطيف المعاملة، إنساناً صادقاً أميناً، لا يغش، ولا يخدع، ولا يتدخل في شأن غيره، ولا يغتاب أحداً، ولا يسعى في النميمة بين أحد. هذه الصورة لأول وهلة تبدو صورة جميلة براقة، وأن فيها الكثير والكثير مما تسعى إليه التربية الإسلامية.
ولكن عند إمعان النظر، عند الدراسة الحقيقية لهذا النموذج التربوي وهو أعلى منهج تربوي في نظر كثير من الناس، سنرى أن هذه الأخلاقيات العالية هي أخلاقيات محلية، بمعنى أن الإنكليز يمارسونها داخل الجزر البريطانية. يكون الواحد منهم مهذباً لطيفاً ملتزماً بالقانون، له وازع داخلي يدفعه إلى عمل الخير، لا يسعى إلى الضرر، متقناً لعمله. كل هذه الصفات جميلة وخلال حميدة، ولكن كما قلت تُمارس في داخل الجزر البريطانية. فإذا خرج هذا الإنكليزي ذاته من الجزر البريطانية وساح في الأرض فلا شيء يمنعه على الإطلاق من أن يتحول وحشاً كاسراً، يسفك الدماء، ويمتص الأموال، يمتص خيرات الناس ويحرمهم منها.
السؤال: هل تغيّر؟ قد يبدو لأول وهلة أنه تغيّر، وأنه فقد انضباطه لأنه خرج من الجزر البريطانية، ولا رقابة عليه.
الجواب: كلا إنه لم يتغيّر. إنه ما زال كما هو ملتزماً بالتربية التي رُبي عليه.
تسأل وتقول: كيف يكون ذلك؟.
الجواب: لنعد إلى هذه التربية التي تبدو ولأول وهلة جميلة براقة مثالية، وكأنها هي التطبيق العملي لما نقوله نحن عن منهج التربية الإسلامية.
فلننظر: ما هي القاعدة التي قام عليها المنهج التربوي الإنكليزي؟.
لقد قام على قاعدة وطنية، أو في كثير من أحيانها قومية، بمعنى أن الإنكليزي يُربى على عبادة وثن اسمه الجزر البريطانية، كان اسمه فيما مضى الإمبراطورية البريطانية، هذا وثن معبود يتوجه إليه البريطاني بالعبادة، ومن أجل هذا الوثن المعبود يرتدي هذا الزي الأخلاقي في داخل الجزر البريطانية: لا يكذب، لا يخدع، أمين، صادق، مؤدب، مهذب، حريص على التزام القانون. كل هذا يصنعه إرضاءً لهذا الوثن الذي يعبده. حتى إذا خرج من الجزر البريطانية فهو ما زال يتعبد ذات الوثن. إنه يسفك الدماء، ويمتص الأموال لصالح الإمبراطورية البريطانية، لصالح الوثن المعبود.
إذاً فهو ما زال على منهج التربية الإنكليزية لم يتغيّر، هو هو الذي كان مهذباً ولطيفاً ورقيقاً داخل الجزر البريطانية، إنه هو الذي يسفك الدماء، هو الذي يمتص خيرات الناس، هو الذي يظلمهم ويحتقرهم ويستذلهم هنا لصالح الإمبراطورية البريطانية، وهناك يعمل لصالح الإمبراطورية البريطانية، لم يتغيّر منه شيء.
هذا هو المنهج الإنكليزي في التربية على كل جماله، على كل روعته، على كل بهائه، على البريق الخاطف الذي يخطف به الأبصار. إنه قائم على هذه القاعدة الضيقة: قاعدة الوطنية، أو في الكثير قاعدة القومية. لا يحترم الإنسان من أجل أنه إنسان، لا يحترم الحق من أجل أنه حق، بصرف النظر عن ضعف صاحبه أو قوته. لم يُرب على ذلك، لم يُرب على المعاني الإنسانية، لم يُرب على احترام الإنسان لأنه إنسان. إنه يحترم الإنكليزي لأنه إنكليزي، فإذا خرج من الجزر البريطانية فإنه لا يحترم الآخرين، لأن هذا المنهج التربوي الذي رُبي عليه، لم يُعلمه أن الإنسان كريم من حيث هو إنسان لا من حيث هو إنكليزي أو ساكن في الجزر البريطانية، فحين يسفك الدماء ويمتص الخيرات لا يسلبها لنفسه، بل يسلبها لصالح الإمبراطورية البريطانية، فهو يتعبد ذات الوثن الذي رُبي على عبادته.
أيها المسلمون: لا تظنوا أنه عندما يسلك الإنكليزي هذا السلوك لأنه تغير من الداخل بسبب أنه لا رقابة عليه، كلا. لقد تعود وتربى الإنكليزي أن يعمل بغير رقابة. تعود أن يكون رقيبه ضميره. ولكن ضميره هذا يعبد الوثن الذي يسمى بريطانيا العظمى، ولذلك لا يرى حرجاً في أن يفعل ما يفعل.
فإذا كان هذا هو أعلى النماذج البشرية فلا نحتاج إلى الحديث عن النماذج الأخرى لأن المنهج الإنكليزي في نظر كثير من الناس كان أعلى مناهج التربية البشرية، وهي في حقيقتها تربية منحرفة جداً لأنها لم تربيهم على عبادة الله، إنما ربتهم على عبادة ذلك الوثن الذي اسمه بريطانيا العظمى.
أما المنهج الإسلامي فإنه يسعى ابتداء إلى تكوين الإنسان الصالح، ولعله بدأ يتضح لنا الفرق بين المواطن الصالح والإنسان الصالح.
إن الإنسان الصالح حتماً مواطن صالح، لأن الذي يستطيع الأكثر يستطيع الأقل. فما دام قد صار إنساناً صالحاً على دائرة واسعة شاملة، فهذه الدائرة الضيقة التي اسمها المواطن الصالح داخلة في عموم الإنسان الصالح. ومن ثم فالمسلم بداهة مواطن صالح، أقصد المسلم الذي تربى تربية حقيقية على منهج الإسلام. هو مواطن صالح ولكن على نموذج خاص يختلف عن النموذج البريطاني أو غيره من النماذج. مواطن صالح لا على الطريقة الأمريكية مثلاً التي تبيح للبيض أن يقتلوا الزنوج في الشارع ورجل الشرطة الأبيض واقف يتفرج حتى ينتهي الأمر ولا يستمع لاستغاثة المستغيث، حتى إذا تم قتله جاء ليسجل الحادث ضد مجهول. إن منهجهم التربوي يبيح لهم هذا، والذي يصنع هذا مواطن صالح في نظر المنهج الأمريكي. وليس كذلك على النموذج الروسي الذي يبيح للإنسان أن يتجسس على أبيه وأمه وأخيه وأخته وابنته وابنه وزوجته، وكل من يحيط به لصالح الوطن الأعلى في زعمهم. المسلم مواطن صالح لكن ليس على هذه الطرق المنحرفة التي رأينا نماذج منها في واقع الأرض.
المسلم المواطن الصالح هو ذاته الإنسان الصالح، الذي رُبِّي على احترام الإنسان من حيث هو إنسان، واحترام الحق من حيث هو حق، بصرف النظر عن كون صاحبه ضعيفاً أو قوياً، وليس الالتزام بالأخلاق لأنها تجلب مصلحة في الأرض، ولكنه التزام رباني لأنه ميثاق بين الإنسان وبين الله: (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقكم الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا). هذا هو الميثاق الأخلاقي الإسلامي، ميثاق بين الإنسان وربه، لا يعتمد على المصلحة، فإذا كانت مصلحة طُبّق، وإذا لم تكن هناك مصلحة لم يُطبَّق، كلا: إنه يُطبَّق في جميع الأحوال. هذا هو المنهج الرباني، وهذا هو المسلم المواطن الصالح، لأنه إنسان صالح.
أيها المسلمون: وكما وضحت لنا الأمثلة العملية عيوب المناهج البشرية، كذلك نضرب أمثلة عملية لتبرز لنا هذا النظام الرباني، وهذا المنهج الإسلامي في التربية:
المثال الأول: أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه كان قد فتح شمال بلاد الشام وأخذ الجزية من أهلها، ثم سمع أن هرقل يُجهّز له جيشاً عظيماً، فرد الجزية إلى أهلها وقال لهم: "أخذنا منكم الجزية بشرط أن نحميكم، وقد سمعتم ما يُجهّز لنا، وإنا لا نقدر على ذلك – أي لا نقدر على حمايتكم – ونحن لكم على الشرط إن نصرنا الله عليهم". فبعد أن دخل المال حوزة أبي عبيدة يرده على أصحابه، لأنه لا يستطيع أن يوفي بالشرط الذي اشترط على نفسه. فلما انتصر عاد فأخذ الجزية، أعطاها له الناس متطوعين وقالوا له وللمسلمين: أنكم ولستم على ديننا أحنّ علينا وأرأف بنا من قومنا، وكان من نتيجة ذلك أن حصون الشام الباقية كلها سُلّمت للمسلمين لأنهم رأوا نموذج المسلم الصالح وليس المواطن الصالح.
المثال الثاني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لقائده في حرب الفرس: "إذا لاعب - أي لاغى - أحدكم أحد الفرس فظنّ أنه يعطيه عهد أمان فأنفذه".
معنى هذا حين نفصله: جندي مسلم يتكلم فيظن أحد الفرس وهو لا يعرف العربية أن الجندي المسلم يعطيه عهد أمان. وعمر يأمر القائد أن يُنْفِذ هذا العهد. هذا العهد الذي لم يعطَ في الحقيقة! فالجندي المسلم لم يعطِ عهداً، ومع ذلك فلأن الجندي الفارسي ظن أنه يعطيه عهد أمان فعلى القائد المسلم أن يُنْفِذ هذا العهد. نموذج لم يوجد ولا يمكن أن يوجد في غير الإسلام.
أيها المسلمون: هاذان المثالان وغيرها كثير هي حصيلة التربية الإسلامية، احترام الإنسان من حيث هو إنسان، احترام الحق من حيث هو حق، الالتزام بالأخلاق لا لأنها تحقق مصلحة ولكن لأنها التزام بين العبد والرب، ميثاق بين الإنسان وبين الله. هذا هو الفارق بين المنهج الرباني في التربية، وبين التربية البشرية، فارق واضح، وأظن أنه قد اتضح لنا الآن الفرق بين تكوين المواطن الصالح وتكوين الإنسان الصالح.
وإذا كان هذا تعامل المسلمين مع غير المسلمين فمن باب أولى أن يكون تعامل المسلمين بين بعضهم وبعض سائراً على ذات الدستور الرباني. وكذلك كان المسلمون حين كانوا يطبقون منهج التربية الإسلامية.
بارك الله ..
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: إن هذا المنهج الذي يربي الإنسان الصالح، هو منهج الإسلام في التربية، هذا المنهج يحدد خصائص للإنسان الصالح، فهو لا يترك الأمر عائماً بغير تحديد، والإنسان الصالح له مواصفات نجدها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن مواصفات الإنسان الصالح: (ألم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُون).
ومن مواصفات الإنسان الصالح: (قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون).
ومن مواصفات الإنسان الصالح: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً، وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً، وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً، إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً، وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً، وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً، وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً، أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً، خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً، قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً).
ومن مواصفات الإنسان الصالح: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ، الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ، وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار).
أوصاف كثيرة في الكتاب وفي السنة، تحدد ما هي مواصفات الإنسان الصالح. نستطيع أن نلخصها في كلمة: إن الإنسان الصالح عبد رباني، أي عبد يعبد الله حق عبادته، يتوجه إليه بكل عمل، وبكل فكر، وبكل شعور، ويتلقى من عنده سبحانه منهج حياته، فيعمل على أساس هذا المنهج، ويحس على أساس هذا المنهج ، ويفكر على أساس هذا المنهج، حتى سريرته الداخلية التي لا يعلم عنها أحد شيئاً لابد أن تسير على هدي هذا المنهج الرباني، هذا هو الإنسان المسلم الصالح.
اللهم ..
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق