مسئوليتك أيها الإمام وأنت أيها الخطيب

مسئوليتك أيها الإمام

وضع الإسلام لكل صاحب مسئولية ضوابط معينة وشروطا خاصة ومواصفات دقيقة، يجب أن تتوفر فيه أو يحاول إيجادها أو يتخلى عنها حال فقدانها منه.
ومن تلك أمانة ومسئولية الأذان فقد تواترت الأحاديث عن هذا العمل الشريف سواء في فضله أو في الحديث عنه كأمانة ومسئولية أو عن الأحكام التي تتعلق به أو المواصفات التي ينبغي توفرها في القائمين به ...ألخ.
ولقد كان من تلك الشروط المهمة والضوابط الضرورية أن يكون نطق المؤذن بألفاظه سليما وتأديته لها صحيحا.
وقد قرر العلماء ذلك في كتبهم وتناقلها الفقهاء في مصنفاتهم، بل وأفردوا لذلك كتبا ومؤلفات خاصة.
إلا إنه للأسف أن تسمع بعضا من المؤذنين لا يحسنون أداء عبارات ذلك الأذان، رغم سهولة تعلمه في عصر كثرت فيه مصادر العلم والتعلم، سواء أكان عن طريق العلماء أو عن طريق التقنيات والوسائل الحديثة أو أن يتخلى من لا يقدر أن يحسن ذلك ويكل المسئولية غيره، فيبرء أمام ربه سبحانه من أن يتحمل شيئا لا يتقنه أو يتكلف أمرا لا يحسنه.
وهذه المسئولية تعود في المقام الأول للأئمة إذ هم مسئولون أمام الله تعالى إذ لم ينصحوا لمؤذنيهم أو يحسنوا اختيارهم.
فلا يصح شرعا؛ لا أقول ألا يحسن الصوت أو لا يجيد مد الحرف؛ لا. فهذه مكملات ومحسنات، بل يصح ألا يقيم المنادي بأذانه شهادة التوحيد حروفها ولا بقية ألفاظ الأذان؛ حيث إن بعض الحروف لا تنطق أو أنها تدغم مع غيرها في غير موضعها أو تختلس مدة زمنها أو حركتها وهذا لحن يأثم صاحبه عليه.
وحينها فبدلا من أن يكسب المؤذن من ربه أجرا ويرجو من الله ثوابا، فإنه يحمل وزرا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فناصحوا أيها الأئمة وأنتم أيها الخطباء هذا الصنف من المؤذنين فأنتم أقرب الناس إليهم فربما كانوا أكثر تقبلا لكم من غيركم لما يجمعكم بهم أشياء منها: المسجد الواحد والصلاة فيه ورسمية الوظيفية وغيرها.
ولا يعني ذلك ألا يناصحهم الغير بل على من رأى ذلك من أحدهم أن يبادره بالنصيحة وبالحكمة والقول الحسن.
اللهم يا معلم آدم وإبراهيم وداود علمنا، ويا مفهمسليمان فهمنا !!
للمزيد حول الموضوع ممكن الرجوع إلى هذا الرابط:
http://alimam.ws/ref/124
المشاهدات 2706 | التعليقات 0