مروءات الصالحين!
احمد ابوبكر
1437/11/06 - 2016/08/09 11:11AM
[align=justify]س| هل للصالحين مروءة ❓
ج | نعم
سؤال كهذا قد يُستغرب دافعه!
أبدا ، لا شيء!
سوى أني رأيت ظاهرة بدأت تسري في معاشر المستقيمين ، وراحت تشق لها ثكنات واسعة في ظواهرهم .
وهي : ظاهرة التخفف من ملامح المروءة بحجة التساوق مع جمهور الناس !
هكذا والله !
إماما لمسجد ، لكنه إذا خرج خرج حاسر الرأس،
وإذا جلس مع الناس لم يتميز بالهدي والسمت المعروف عن مثله!
ومظهره بالكاد يدل على مخبره!
يضحك بأعلى الصوت في كل مجمع ومناسبة!
- مدرسا لحلقة ، لكنه واضع لشعار النادي العاصمي على صفحته!
- قاضي وشيخ معروف ،لكنه مبدع في تصوير رحلته الخارجية خطوة خطوة
وتظنه ملحق إعلامي لأحد الصحف!
- قدوة بالخير ، لكنه يصور سُفْرته وسَفْرته باحتراف
ويمتّع متابعيه بتنزيلها!
-مربيا للأجيال لكنه يلبس البدلة في المجامع والأسواق والرحلات!
ولا يتحرج من المزح والرزح في المناسبات والمحلات بحجة الفرفشة. وإظهار أن في ديننا فسحة !
اسمح لي يا أخي : هذا تشويه وليس تنزيه
واستهبال لا استعقال!
ماتفعله أنت يمثل رؤية غير متزنة في نظرك لمتقابلة الظاهر والباطن ، و مدخلا مشوها للإقناع المجتمعي برسالتك .
وأزيدك أيضا : ليست من المروءة في شي!
من طبيعة الناس ربطهم الخير بصاحب الخير
يعني لاتظن أن الناس سيعزلون في نظرتهم للخير والشر عن حاملهما ويفصلون المحل عن الفعل
فكل قدوة تربوية أو علمية أو خيرية
ففعله هو بالضرورة انعكاس فيزيائي لمخبره ( عند الناس ) أعيد (عند الناس)
يعني فصل المظهر عن المخبر ، لم يفلح في التخلص منه أكثر الناس. !
بعضهم يحب أن يبسّط الوضع وإن شئت يسفسطه :
ياأخي هل هو حرام ، هل هوفاحشة؟
لماذا التضييق والتعويق؟
والجواب :
فكرة إقحام الأحكام التكليفية (حرام،حلال، مكروه، مستحب ..) في كل مناسبة شرعية خطأ مفاهيمي وعَوَر تربوي
لأن هناك شيء اسمه مروءة لقدوات الناس وخواصهم ومعناها عند أهل العلم
( هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا... وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...)
وبعضهم يقول:
(فعل ما يجمّله ويزينه و لو لم يكن واجبا ، واجتناب ما يدنسه ويشينه و لو لم يكن محرما )
إذن فكرة انصهار المظهر بحجة ( عادي)
وخلهم يدرون أننا متواضعين وما في الأمر حرام = خطأ
لأننا لم نتباحث أنا وإياك في هذه المسألة عن الحكم الفقهي المجرد .
نعم هو مباح في الأصل ، لكنه قادح جزئي
لمروءتك
وسينعكس هذا إلى عدم جدية ماتحمل!
نعم هو حلال ، لكن ما أصله الحلّ إذا تسبب في غضّ جزء من الخير ، فتركه أولى
العبقري عمر بن الخطاب له جولات تربوية في هذه المعاني ، ولقطات فرائدية.
بعض الناس يقع في شبهة وأختها بحجة عدم حرمتها أو لمصلحة معينة في نظره فينبهه عمر ويقول له :( من وقع في الشبهات فلايلومن من أساء به الظن )
يا أخي : أظنك لا تنكر معي أنه لازال الناس يستهجنون بعض التصرفات من البعض مالايستهجنونه من البعض الآخر !
أليس كذلك ؟
هذا الذي يستهجنونه من ذلك الشخص هل هو حرام بالضرورة ؟
لا ، لكنه قادح للمروءة عندهم .
يعني أنت ذاهب ، لأحد المشهورين بالرقية (عافاك الله)
وقبل اللقاء بالراقي وجدته ( شالعا لضحكته ) وقد وصلت ضحكته مستوى حرجا من رفع الصوت !!
وتفاجأ به يفحص برجله الأرض ، ويضرب كتف صاحبه من الضحك !
هل ترتاح لرقيته؟
هل فعل حراما ؟
هل اقترف إثما ؟
الجواب في الثلاثة ؟ لا
طيب لماذا تولد هذا الشعور لديك؟
هو هذا الذي كنت أعنيه!
رجل من أهل العلم ، وجدته في السوق يلبس (سروال وفانيلة )
ويدور في الأسواق
هل فعل حراما؟
هل اقترف إثما
هل ترتاح لفتواه؟
الجواب : لا
طيب لماذا تولد هذا الشعور لديك
هو هذا الذي كنت أعنيه .!
عمر بْنَ الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " رأى على طلحة بْنِ عبيد الله ثوباً مصبوغا وَهُوَ محرم ، فقال له عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا هذا الثوب المصبوغ يَا طلحة ؟ فقال طلحة : يَا أمير المؤمنين ، إِنَّمَا هُوَ مدرٌ , فقال عمر بن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ، فلو أن رجلا جاهلا رَأَى هَذَا الثوب ، لقال : إِنَّ طلحة بْنَ عُبَيْدِ الله قَدْ كَانَ يلبس الثياب المصبّغة فِي الإحرام , فَلا تلبسوا أَيُّهَا الرَّهْطُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ " .
إذن خواص الناس وصالحوها ومتعلموها ومستقيموها تكسوهم هيبة مظهرية تنسحب بالضرورة على ما لديهم من المخبر ،
ولما نهى عمر رضي الله عنه عبدالرحمن بن عوف عن لبس الخفين في الحج ـ أخذاً بالرخصة في ذلك ـ؛ لخشية عمر أن يتوسَّع الناس في ذلك، قال له: "عزمت عليك إلا نزعتهما، فإني أخاف أن ينظر الناس إليك فيقتدون بك!
بعض الأحبة يعتقد أن الآخرين ينتظرون منه سلوكا معينا ليعتقدوا إباحته
لا ، ما أظنه ياشيخ!
الناس لم تنتظر (فعلك) حتى تطبّعه بينها
يعني من قال لك أن الناس تنتظر لبس( البدلة) منك ، حتى يتم تسويقها فقهيا
لكن المتضرر أنت وما تحمله من علم أو صلاح ،وخير ، بل تغض من قدر الدعوة وأهلها وسمات المستقيمين .
من المعلوم أن الخواص والنخب والمستقيمين
يحافظون على ما عندهم من الخير بمحافظتهم على اتزان مظاهرهم .
كان النبي له (عِمّة) يلبسها إذا خرج للناس
وكان يضحك لكن كما وُصف بالحديث
(جلُّ ضحكه التبسم)
يعني لم يكن يضرب برجله الأرض وهو يسمع نكتة أو قصة أو قصيدة!
طيب هل هو حرام ؟
لا .
وكان الصحابة رضي الله عنهم كذلك
يتعمّمون بالمروءة ولايرضون إذهاب الهيبة بضحك أو لباس أو فعل مبتذل .
فارفع همتك ،
ولا تدع في نفسك ثغرة يتنفس منها نزولك
من حيث أردت الطلوع.
اللهم حسّن مروءاتنا[/align]
ج | نعم
سؤال كهذا قد يُستغرب دافعه!
أبدا ، لا شيء!
سوى أني رأيت ظاهرة بدأت تسري في معاشر المستقيمين ، وراحت تشق لها ثكنات واسعة في ظواهرهم .
وهي : ظاهرة التخفف من ملامح المروءة بحجة التساوق مع جمهور الناس !
هكذا والله !
إماما لمسجد ، لكنه إذا خرج خرج حاسر الرأس،
وإذا جلس مع الناس لم يتميز بالهدي والسمت المعروف عن مثله!
ومظهره بالكاد يدل على مخبره!
يضحك بأعلى الصوت في كل مجمع ومناسبة!
- مدرسا لحلقة ، لكنه واضع لشعار النادي العاصمي على صفحته!
- قاضي وشيخ معروف ،لكنه مبدع في تصوير رحلته الخارجية خطوة خطوة
وتظنه ملحق إعلامي لأحد الصحف!
- قدوة بالخير ، لكنه يصور سُفْرته وسَفْرته باحتراف
ويمتّع متابعيه بتنزيلها!
-مربيا للأجيال لكنه يلبس البدلة في المجامع والأسواق والرحلات!
ولا يتحرج من المزح والرزح في المناسبات والمحلات بحجة الفرفشة. وإظهار أن في ديننا فسحة !
اسمح لي يا أخي : هذا تشويه وليس تنزيه
واستهبال لا استعقال!
ماتفعله أنت يمثل رؤية غير متزنة في نظرك لمتقابلة الظاهر والباطن ، و مدخلا مشوها للإقناع المجتمعي برسالتك .
وأزيدك أيضا : ليست من المروءة في شي!
من طبيعة الناس ربطهم الخير بصاحب الخير
يعني لاتظن أن الناس سيعزلون في نظرتهم للخير والشر عن حاملهما ويفصلون المحل عن الفعل
فكل قدوة تربوية أو علمية أو خيرية
ففعله هو بالضرورة انعكاس فيزيائي لمخبره ( عند الناس ) أعيد (عند الناس)
يعني فصل المظهر عن المخبر ، لم يفلح في التخلص منه أكثر الناس. !
بعضهم يحب أن يبسّط الوضع وإن شئت يسفسطه :
ياأخي هل هو حرام ، هل هوفاحشة؟
لماذا التضييق والتعويق؟
والجواب :
فكرة إقحام الأحكام التكليفية (حرام،حلال، مكروه، مستحب ..) في كل مناسبة شرعية خطأ مفاهيمي وعَوَر تربوي
لأن هناك شيء اسمه مروءة لقدوات الناس وخواصهم ومعناها عند أهل العلم
( هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا... وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...)
وبعضهم يقول:
(فعل ما يجمّله ويزينه و لو لم يكن واجبا ، واجتناب ما يدنسه ويشينه و لو لم يكن محرما )
إذن فكرة انصهار المظهر بحجة ( عادي)
وخلهم يدرون أننا متواضعين وما في الأمر حرام = خطأ
لأننا لم نتباحث أنا وإياك في هذه المسألة عن الحكم الفقهي المجرد .
نعم هو مباح في الأصل ، لكنه قادح جزئي
لمروءتك
وسينعكس هذا إلى عدم جدية ماتحمل!
نعم هو حلال ، لكن ما أصله الحلّ إذا تسبب في غضّ جزء من الخير ، فتركه أولى
العبقري عمر بن الخطاب له جولات تربوية في هذه المعاني ، ولقطات فرائدية.
بعض الناس يقع في شبهة وأختها بحجة عدم حرمتها أو لمصلحة معينة في نظره فينبهه عمر ويقول له :( من وقع في الشبهات فلايلومن من أساء به الظن )
يا أخي : أظنك لا تنكر معي أنه لازال الناس يستهجنون بعض التصرفات من البعض مالايستهجنونه من البعض الآخر !
أليس كذلك ؟
هذا الذي يستهجنونه من ذلك الشخص هل هو حرام بالضرورة ؟
لا ، لكنه قادح للمروءة عندهم .
يعني أنت ذاهب ، لأحد المشهورين بالرقية (عافاك الله)
وقبل اللقاء بالراقي وجدته ( شالعا لضحكته ) وقد وصلت ضحكته مستوى حرجا من رفع الصوت !!
وتفاجأ به يفحص برجله الأرض ، ويضرب كتف صاحبه من الضحك !
هل ترتاح لرقيته؟
هل فعل حراما ؟
هل اقترف إثما ؟
الجواب في الثلاثة ؟ لا
طيب لماذا تولد هذا الشعور لديك؟
هو هذا الذي كنت أعنيه!
رجل من أهل العلم ، وجدته في السوق يلبس (سروال وفانيلة )
ويدور في الأسواق
هل فعل حراما؟
هل اقترف إثما
هل ترتاح لفتواه؟
الجواب : لا
طيب لماذا تولد هذا الشعور لديك
هو هذا الذي كنت أعنيه .!
عمر بْنَ الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، " رأى على طلحة بْنِ عبيد الله ثوباً مصبوغا وَهُوَ محرم ، فقال له عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا هذا الثوب المصبوغ يَا طلحة ؟ فقال طلحة : يَا أمير المؤمنين ، إِنَّمَا هُوَ مدرٌ , فقال عمر بن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ، فلو أن رجلا جاهلا رَأَى هَذَا الثوب ، لقال : إِنَّ طلحة بْنَ عُبَيْدِ الله قَدْ كَانَ يلبس الثياب المصبّغة فِي الإحرام , فَلا تلبسوا أَيُّهَا الرَّهْطُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ الْمُصَبَّغَةِ " .
إذن خواص الناس وصالحوها ومتعلموها ومستقيموها تكسوهم هيبة مظهرية تنسحب بالضرورة على ما لديهم من المخبر ،
ولما نهى عمر رضي الله عنه عبدالرحمن بن عوف عن لبس الخفين في الحج ـ أخذاً بالرخصة في ذلك ـ؛ لخشية عمر أن يتوسَّع الناس في ذلك، قال له: "عزمت عليك إلا نزعتهما، فإني أخاف أن ينظر الناس إليك فيقتدون بك!
بعض الأحبة يعتقد أن الآخرين ينتظرون منه سلوكا معينا ليعتقدوا إباحته
لا ، ما أظنه ياشيخ!
الناس لم تنتظر (فعلك) حتى تطبّعه بينها
يعني من قال لك أن الناس تنتظر لبس( البدلة) منك ، حتى يتم تسويقها فقهيا
لكن المتضرر أنت وما تحمله من علم أو صلاح ،وخير ، بل تغض من قدر الدعوة وأهلها وسمات المستقيمين .
من المعلوم أن الخواص والنخب والمستقيمين
يحافظون على ما عندهم من الخير بمحافظتهم على اتزان مظاهرهم .
كان النبي له (عِمّة) يلبسها إذا خرج للناس
وكان يضحك لكن كما وُصف بالحديث
(جلُّ ضحكه التبسم)
يعني لم يكن يضرب برجله الأرض وهو يسمع نكتة أو قصة أو قصيدة!
طيب هل هو حرام ؟
لا .
وكان الصحابة رضي الله عنهم كذلك
يتعمّمون بالمروءة ولايرضون إذهاب الهيبة بضحك أو لباس أو فعل مبتذل .
فارفع همتك ،
ولا تدع في نفسك ثغرة يتنفس منها نزولك
من حيث أردت الطلوع.
اللهم حسّن مروءاتنا[/align]