مراجعة النفس في شعبان
فايق البصري
1434/08/16 - 2013/06/25 03:37AM
هذه خطبة ارجو من الاخوة الافاضل ان يفيدونا اذا كانت هناك ملاحظات عليها
علما بأن الخطبة الثانية ستكون ترجمة الخطبة الاولى الى اللغة الالمانية ثم نختم بالدعاء، والله الموفق.
إن الحمد لله: (مراجعة النفس في شعبان)
قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿18﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿19﴾ } الحشر:18-19 .
أيها الاخوة : مازلنا في شهر شعبان ، ونحن في مرحلة الاستعداد لشهر رمضان ، والمؤمن الحريص هو الذي يقف مع نفسه ويتهيأ في مثل هذه المواسم التي جعلها الله تعالى فرصة لمراجعة النفس لكي يتجدد إيمان المؤمن ويتزود بشحنات إيمانية ولكي ينقي نفسه من الشوائب التي علقت به.
يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى :{ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }: أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم .
ومطلوب منا في كل حين أن ننظر الى عدة جوانب ومنها :
الجانب الأول : محاسبة النفس : وهي من صفات المؤمن ، فحاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة.
وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٨﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿٦٠﴾ أُولَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴿٦١﴾ } المؤمنون:57-61.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: ( لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ، ويتصدقون ، ويخافون ألا يتقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات) صحيح الترمذي.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُماً لا يعاتبُ نفسَه " .
ولمحاسبةِ النفس نوعان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .
النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل،هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه،أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه، و محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل :
وهو أن ينظر هل كان هناك نقص أو خلل في العمل أو في النية فيسارع في إصلاح الخلل والاستغفار .
وهكذا كان سلفنا الكرام ، يتقربون إلى الله بالطاعات ، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.
واعلم أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .
الجانب الثاني : مراجعة علاقتنا بمن حولنا من الاهل والاقرباء والاصدقاء والناس عامة ، فلا يدخل أحدنا شهر رمضان وفي قلبه شئ من البغضاء والشحناء على أحد من الناس، والمؤمن يجب أن يكون قلبه نظيفاُ من الاحقاد والاضغان دائما، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي : حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه ، لا لغرض شرعي وسبب ديني ، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة و الرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقول : انظروا هذين حتى يصطلحا )) ، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ، قال بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو.
الجانب الثالث : هناك أمر نود أن ننبه عليه ، وهو أن بعض الناس يصومون أواخر شعبان (يوم أوأكثر) بنية استقبال رمضان، أو يصومون يوم الشك ، ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين،وهذا منهي عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(( لا تقدموا رمضان بصوم يوم و لا يومين،إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه)) متفق عليه،وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم.
وكذلك لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)).
و حمل النهي على من لم يكن له عادة بالصوم، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا ، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر، فإن كان متعودا أن يصوم فلا حرج .
نسأل الله الهداية والرحمة لنا ولكم ولجميع المسلمين
علما بأن الخطبة الثانية ستكون ترجمة الخطبة الاولى الى اللغة الالمانية ثم نختم بالدعاء، والله الموفق.
إن الحمد لله: (مراجعة النفس في شعبان)
قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿18﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿19﴾ } الحشر:18-19 .
أيها الاخوة : مازلنا في شهر شعبان ، ونحن في مرحلة الاستعداد لشهر رمضان ، والمؤمن الحريص هو الذي يقف مع نفسه ويتهيأ في مثل هذه المواسم التي جعلها الله تعالى فرصة لمراجعة النفس لكي يتجدد إيمان المؤمن ويتزود بشحنات إيمانية ولكي ينقي نفسه من الشوائب التي علقت به.
يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى :{ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }: أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم .
ومطلوب منا في كل حين أن ننظر الى عدة جوانب ومنها :
الجانب الأول : محاسبة النفس : وهي من صفات المؤمن ، فحاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة.
وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله : { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٨﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿٦٠﴾ أُولَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴿٦١﴾ } المؤمنون:57-61.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: ( لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ، ويتصدقون ، ويخافون ألا يتقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات) صحيح الترمذي.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُماً لا يعاتبُ نفسَه " .
ولمحاسبةِ النفس نوعان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .
النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل،هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه،أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه، و محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل :
وهو أن ينظر هل كان هناك نقص أو خلل في العمل أو في النية فيسارع في إصلاح الخلل والاستغفار .
وهكذا كان سلفنا الكرام ، يتقربون إلى الله بالطاعات ، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.
واعلم أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .
الجانب الثاني : مراجعة علاقتنا بمن حولنا من الاهل والاقرباء والاصدقاء والناس عامة ، فلا يدخل أحدنا شهر رمضان وفي قلبه شئ من البغضاء والشحناء على أحد من الناس، والمؤمن يجب أن يكون قلبه نظيفاُ من الاحقاد والاضغان دائما، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي : حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه ، لا لغرض شرعي وسبب ديني ، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة و الرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقول : انظروا هذين حتى يصطلحا )) ، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ، قال بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو.
الجانب الثالث : هناك أمر نود أن ننبه عليه ، وهو أن بعض الناس يصومون أواخر شعبان (يوم أوأكثر) بنية استقبال رمضان، أو يصومون يوم الشك ، ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين،وهذا منهي عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(( لا تقدموا رمضان بصوم يوم و لا يومين،إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه)) متفق عليه،وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم.
وكذلك لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)).
و حمل النهي على من لم يكن له عادة بالصوم، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا ، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر، فإن كان متعودا أن يصوم فلا حرج .
نسأل الله الهداية والرحمة لنا ولكم ولجميع المسلمين
المرفقات
334.doc
مراجعة النفس في شعبان.doc
مراجعة النفس في شعبان.doc
المشاهدات 3073 | التعليقات 2
جزاكم الله خيرا وشكرا لكم على اهتمامكم ، نسأل الله لنا ولكم القبول والاخلاص
رشيد بن ابراهيم بوعافية
خطبة مختصرةٌ و لكنّها جليلة ، كتب الله لك اجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
تعديل التعليق