مراتب صيام يوم عاشوراء ... والبدع المتعلقة به

جابر السيد الحناوي
1434/01/08 - 2012/11/22 20:31PM
مراتب صيام يوم عاشوراء
والبدع المتعلقة به

ذكر بعض أهل العلم أن يوم عاشوراء على ثلاث مراتب وهي :
أن يصام التاسع والعاشر : لذلك قال الإمام النووى فى شرح صحيح مسلم : قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَآخَرُونَ : يُسْتَحَبّ صوم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا ؛ لأَنَّ النَّبِيّ صَامَ الْعَاشِر ، وَنَوَى صِيَام التَّاسِع ... ثم قال : قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَلَعَلَّ السَّبَب فِي صَوْم التَّاسِع مَعَ الْعَاشِر أَلا يَتَشَبَّهَ بِالْيَهُودِ فِي إِفْرَاد الْعَاشِر . وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى هَذَا .
وقال الحافظ بن حجر فى فتح الباري - (ج 6 / ص 280) ( بَابٌ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ) عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ قَالَ : " لَئِنْ بَقِيت إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَن التَّاسِعَ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ " فَإِنَّهُ ظَاهِر فِي أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ وَهَمَّ بِصَوْمِ التَّاسِعِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ مَا هَمَّ بِهِ مِنْ صَوْم التَّاسِعِ يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لا يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ بَلْ يُضِيفُهُ إِلَى الْيَوْمِ الْعَاشِرِ إِمَّا اِحْتِيَاطًا لَهُ وَإِمَّا مُخَالَفَةً لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُوَ الأَرْجَحُ ، وَبِهِ يُشْعِرُ بَعْضُ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ.
و استطرد َ الحافظ بن حجر : ولأَحْمَدَ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا : " صُومُوا يَوْم عَاشُورَاء وَخَالِفُوا الْيَهُود ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ " وَهَذَا كَانَ فِي آخِر الأَمْرِ ، وَقَدْ كَانَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءِ وَلا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِيمَا يُخَالِف فِيهِ أَهْل الأَوْثَان ، فَلَمَّا فُتِحَتْ مَكَّة وَاشْتُهِرَ أَمْر الإِسْلَام أَحَبَّ مُخَالَفَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ ، فَهَذَا مِنْ ذَلِكَ ، فَوَافَقَهُمْ أَوَّلا وَقَالَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ ، ثُمَّ أَحَبَّ مُخَالَفَتهمْ فَأَمَرَ بِأَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ يَوْمٌ قَبْله وَيَوْمٌ بَعْدَهُ خِلافًا لَهُمْ ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى بِلَفْظِ " أَمَرَنَا رَسُول اللَّه : " بِصِيَامِ عَاشُورَاء يَوْم الْعَاشِر "
ثم قال : وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعِلْم : قَوْله فِي صَحِيح مُسْلِم : " لَئِنْ عِشْت إِلَى قَابِل لَأَصُومَن التَّاسِعَ " يَحْتَمِل أَمْرَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّهُ أَرَادَ نَقْلَ الْعَاشِرِ إِلَى التَّاسِعِ ، وَالثَّانِي أَرَادَ أَنْ يُضِيفَهُ إِلَيْهِ فِي الصَّوْم ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَبْلَ بَيَانِ ذَلِكَ كَانَ الاحْتِيَاطُ صَوْمَ الْيَوْمَيْنِ ، وَعَلَى هَذَا فَصِيَام عَاشُورَاء عَلَى ثَلَاث مَرَاتِب : أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَام التَّاسِعُ مَعَهُ ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ
قلت : ولكن هذا القول يعكر عليه أن حديث الإمام أحمد : " صُومُوا يَوْم عَاشُورَاء وَخَالِفُوا الْيَهُود ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ " الحديث المذكور ليس صحيحا قال الإمام الشوكانى فى ( نيل الأوطار ج 4 ص 330 ) رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة من طريق داود بن علي عن أبيه عن جده رواها عنه ابن أبي ليلى . وأورده الإمام الذهبى أيضا فى الميزان 2/13 من منكرات داود بن على.
فيكون صوم عاشوراء على مرتبتين الأولى صوم العاشر والتاسع معه والثانية صوم العاشر وحده .
بدع يوم عاشوراء :
لقد أحدث بعض الناس في يوم عاشوراء كثيرا من الـبدع ، معتمدين على أحاديث مكذوبة وموضوعة أو أحاديث ضعيفة جدا لا قيمة لها عند أهل العلم بالحديث ، ويمكن أن نجمل بدع عاشوراء فيما يلي :
1- اعتبار يوم عاشوراء عيدا من أعياد الإسلام ، وهذا تشبه باليهود لأنهم يتخذون يوم عاشوراء عيدا لهم ، وقد أمرنا النبي أن نخالف أهل الكتاب في أعيادهم.
2- التوسعة على الأهل والأبناء في نلك اليوم وصنع أطعمة خاصة بهذا اليوم .
3- الاغتسال والاكتحال فى هذا اليوم خاصة .
4- قيام الناس بأداء صلاة بهيئة مخصوصة ليلة يوم عاشوراء.
5- الطواف بالبخور على المنازل والمحالات التماسا للبركة في هذا اليوم .
6- قيام بعض الجهال برقية الأطفال بكلمات ساقطة أمام آبائهم وأمهاتهم اعتقادا منهم أن هذه الرقية وقاية للأطفال من الحسد إلى العام القادم .
7- قيام الشيعة بإظهار الحزن بالبكاء ولطم الخدود، وانتشاد المراثي، وسب الصحابة الكرام ولعنهم فى يوم عاشوراء حيث قتل الحسين بن على t في نلك اليوم . مع أنهم لا يفعلون شيئا من ذلك في يوم مقتل أبيه على بن أبي طالب t.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى أله
وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة
المشاهدات 2158 | التعليقات 0