مدينة حماة.. السجن الأكبر في العالم

احمد ابوبكر
1435/07/01 - 2014/04/30 18:34PM
عندما تجلس مع منار “25 عاما" ليخبرك عن انتهاكات قوات النظام المتكررة في مدينة حماة في ظل احكام سيطرتهم عليها, ومدى معاناة الناس منها .يمكنك حينها أن تعرف ماذا تعني كلمة " السجن الكبير" .

منار هو شاب حموي ومعتقل سابق في عدة أفرع أمنية, اعتقلته قوات النظام مع عدد من أصدقائه أواخر عام 2011 بتهمة العمل الإعلامي والتخابر مع جهات خارجية, عقب اقتحام الجيش النظامي للمدينة في شهر تموز “رمضان" من ذاك العام إثر موجة الاحتجاجات الكبيرة الي كانت تشهدها .
يقول منار " لك أن تتخيل ماذا يعني قرابة 200 حاجز وثكنة عسكرية ونقطة تفتيش منتشرة في المدينة حاليا ,تتحكم بها كيفما تريد دون أن يجرؤ أحد على التدخل أو حتى الاعتراض في ظل عدم وجود أي حدود للمدينة مع دول الجوار كباقي المحافظات" ويضيف: “كانت المهمة الرئيسية لهذه الحواجز هي اعتقال المطلوبين للفروع الأمنية ممن شارك ويشارك بالثورة بمختلف فعالياتها ,ولكن ومع طول أمد الثورة ,تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا وتدفق كميات كبيرة من النازحين إلى المدينة قام النظام بتعزيز هذه الحواجز لتضييق الخناق أكثر على المواطنين عموما وعلى النشطاء خصوصا ,وبات عساكر وشبيحة هذه الحواجز يقومون بوظائف إضافية أخرى منها رسمي بأمر من الحكومة ومنها ما ينفع مصالحهم في ظل الصلاحيات المطلقة التي أعطيت لهم من قبل النظام للقيام بأي أمر يرونه مناسبا حتى ولو وصل لقتل أحد المواطنين “
وبحسب مركز التوثيق التابع لنشطاء معارضين في محافظة حماة فإن عدد حالات الاعتقالات التي يقومون بتوثيقها شهريا تتجاوز 25 حالة موثقة بالاسم من أصل أكثر من 100حالة تقريبا .. حيث أن كثيرا من حالات الاعتقال لا يستطيعون معرفة أي تفصيل عنها لأسباب عديدة
بالحديث عن هذه الممارسات الأمنية “المتنوعة" يقول (بهاء) أحد أبناء حي الفراية أن عناصر الأمن من حاجز “الكوثر" قد أجبر عدد من الشباب بعد اعتقالهم عشوائيا من أحد الأحياء القريبة منه على نقل عدد من الأغراض المسروقة وأثاث بعض المنازل التي كان قد داهمها في الحي ووضعوها في الشاحنات العسكرية ….. هذه الحاجيات كما يقول قد تم نقلها لبلدة قمحانة “العلوية" الموالية لنظام الأسد في ريف حماة حيث تم بيعها في سوق يسمى “سوق السنّة" المشابه لسوق يحمل نفس الإسم في الأحياء الموالية للنظام في حمص
ويؤكد بهاء أن هذه الممارسات تجري وبشكل يومي في كثير من أحياء المدينة خاصة التي شكلت حاضنة قوية للثورة ,حيث يتم سرقة كثير من محتويات المنازل التي يتم مداهمتها تحت أي ذريعة كانت في سياسة لإذلال الناس والقضاء على الحاضنة الاجتماعية للثورة.
ومن الواضح تماما أن الأمر لم يقتصر على سرقة المنازل فقط بل امتد حتى لمصادرة كثير من سيارات الناس على هذه الحواجز لاستعمالها دون إعادتها لأصحابها أو حتى بيعها, حيث أكد لي أحد العاملين في مطار حماة العسكري – الذي قبل أن يتعاون شريطة ألا أذكر اسمه – أن مطار المدينة يحوي قسم كبير خاص بالسيارات المسروقة ,يتم عادة استعمال هذه السيارات في المداهمات أو يتم بيعها لصالح كبار الضباط أوالشبيحة
“وقد أطلعني على صورة هذا القسم من خرائط غوغل".
" هم يتمتعون بإهانة الناس ولا يحترمون صغيرا ولا كبيرا" تقول ديما “طالبة في مرحلة التعليم الثانوي " في وصف قوات النظام في حماة
وتروي لي أثناء لقائنا قصة قد شاهدَتها خلال الشهر الفائت حيث قام عناصر أحد هذه الحواجز بإهانة امرأة كبيرة في السن وانهال عليها بكمٍّ كبير من الشتائم فقط لأنها تجمع بعضا من نبتة “الخبيزة" من منطقة قريبة منهم ظنّا منهم أنها تحاول زرع لغم ما.
حيث أن هذه المسنّة كانت ستقوم بطبخ ما تجمعه يوميا من هذه النبتة كطعام لأطفالها الجياع بسبب سوء الوضع الاقتصادي المتردي ككثير من نساء العوائل الفقيرة
وتضيف ديما: “ولم يكتفي هذا الجندي بالشتائم والإهانات .بل قام بعدها بإفراغ الكيس الذي كانت تجمع فيه النباتات فوق رأسها مهددا لها بأنه سيقوم باعتقالها في المرة القادمة إن رأها تكرر نفس الفعل قرب حاجزهم “
وتنهي حديثها .. بأن هذه التصرفات ليست امرا نادرا ابدا ..بل أنها تتكرر دوريا بأبشع الطرق دون أي قدرة على ردعهم… كما هو الحال بمن يريد الوقوف في وجه ثور هائج .
المشاهدات 904 | التعليقات 0