مدرسة رمضان الختامية
صالح العويد
1439/09/23 - 2018/06/07 13:33PM
الحمد لله؛ يقلب الليل والنهارويمضي الليالي والأيام نحمده على ما منَّ به علينا من إدراك رمضان، والمعونة على الصيام والقيام، ونسأله أن يختم لنا شهرنا بالقبول والرضوان، والعتق من النار، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه،البررة الأتقياء ومن تبعهم بإحسان واقتدى بهم حق الإقتداء
أمَّا بَعد: فأُوصيكم ـ أيّها الناسُ ـ ونفسِي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتَّقوا الله رحمكم الله، فلِلَّه درُّ أقوامٍ تفكَّروا فأبصَروا، وشمَّروا عن ساعِدِ الجدِّ وما قصَّروا،
إخوةَ الإيمان، شهرُ رمضان أوشك تمامُه، وتقوَّضت خيامه، وتصرَّمت لياليه وأيامُه، قارب مودِّعا، وسار مسارعا، ولله الحمد على ما قضى وأبرَم، وله الشّكر على ما أعطى وأنعم.
لقد مر كلمحة برق أو غمضة عين، كان مضمارًا للمتنافسين، وميدانًا للمتسابقين، ألا وإنه راحل لا محالة فشيِّعوه، وتمتعوا فيما بقي من لحظاته ولا تضيِّعوه،
فَاغتَنِمُوا مِنهُ بَقِيَّةَ سَاعَاتٍ كَرِيمَةٍ ، وَانتَهِزُوا خَوَاتِمًا مِنهُ مُبَارَكَةً عَظِيمَةً ، فَإِنَّمَا الأَعمَالُ بِالخَوَاتِيمِ ، وَحُسنُ النِّهَايَاتِ الإِحسَانُ فِيهَا ، وَرُبَّ مُحسِنٍ أَسَاءَ الخِتَامَ فَحُرِمَ ، وَمُسِيءٍ أَقبَلَ في الخِتَامِ فَقُبِلَ ، وَرَحمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ ، وَفَضلُ المَولى كَبِيرٌ ، وَالتَّوبَةُ تَجُبُّ مَا قَبلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَتَغسِلُهَا ، وَالاستِغفَارُ يَمحُو مَا سَلَفَ مِن إِسَاءَاتٍ وَيُزِيلُهَا ، وَلا يَدرِي العَبدُ في أَيِّ أَوقَاتِهِ البَرَكَةُ ، وَلا أَيَّ حَسَنَةٍ تَكُونُ هِيَ المُنجِيَةَ ؟!
عباد الله الدُّنْيَا رَمَضَانُ المُؤْمِنِ، يَصُومُ فِيهَا عَنِ المُحَرَّمَاتِ، وَيَتَمَتَّعُ فيهابِالطَّيِّبَاتِ، وَيَكْتَسِبُ الحَسَنَاتِ، وَيَسْتَعِدُّ لِلْمَمَاتِ،
َلَيسَ رَمَضَانُ وَقتَ نُزهَةٍ ثم تَنتَهِي ، وَلا حُلُمًا جَمِيلاً فَيَنقَضِي ، وَلا سَفَرًا قَرِيبًا فَيَنقَطِعُ ، وَلَكِنَّهُ مَدرَسَةٌ لِتَأدِيبِ النَّفسِ وَتَهذِيبِ السُّلُوكِ ، أَجَل – أَيُّهَا الإِخوَةُ – إِنَّ رَمَضَانَ مَدرَسَةٌ عَتِيقَةٌ بَل جَامِعَةٌ عَرِيقَةٌ ، الصَّومُ أَوَّلُ دُرُوسِهَا ، وَالقُرآنُ أَعظَمُ مَنَاهِجِهَا ، وَالإِحسَانُ أَعلَى نَتَائِجِهَا ، وَدَوَامُ الطَّاعَةِ أَعظَمُ امتِحَانَاتِهَا
في مَدرَسَةِ رَمَضَانَ صُبِرَتِ النُّفُوسُ عَلَى الطَّاعَاتِ ، وَحُبِسَت عَنِ كَثِيرٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ ، وَحُرِمَت بَعضَ المُشتهيَاتِ ، نَعَم – أَيُّهَا الصَّائِمُونَ – لَقَد كفَّتِ النُّفُوسُ عَن كَثِيرٍ مِمَّا تُرِيدُ وَتُحِبُّ ، طَاعَةً للهِ – تَعَالى – وعملا بما يريد ويحب
في رَمَضَانَ حُبِسَتِ الأَعيُنُ وَالآذَانُ عَن فُضُولِ النَّظَرِ وَفُضُولِ السَّمَاعِ ، وَحُفِظَتِ الأَلسِنَةُ عَنِ اللَّغوِ وَالرَّفَثِ والغيبة والنميمة وَقَولِ الزُّورِ ، وَكُفَّتِ الجَوَارِحُ عَنِ الجَهلِ وَالتَّعدِي .
عباد الله كم تبتهج النفوس ويسرّ الفؤاد بمشاهد الناس في رمضان, المساجد ممتلئة بالمصلين, جنباتها تعج بالتالين, وتكتظ بالعاكفين, مشهد يشعرك بروعة الإسلام وبذرة الخير في نفوس الأنام, الناس في بيوت الله من كل لون وعرق, دامعةٌ عيونهم, منتصبة أقدامهم لا يرجوا هؤلاء إلا ما عند الله, وبرغم كيد الكائدين, وإفساد المفسدين, وتسلط المغرضين لصد المسلمين عن الدين إلا أن رمضان يشعرك بانتشار الدين, وعودة الناس لرب العالمين, فكم من ضال في رمضان اهتدى وكافر أسلم ومقصر ارعوى ومطيع في الخير سابق, وعبدٍ من النار أعتق,
إخوة الإيمان، لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده،(والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) . يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ [المائدة:27]؟!) ويقول مالك بن دينار رحمه الله: "الخوف على العمل ألا يُتقبل أشد من العمل"
عباد الله، شهركم عزم على النقلة، ونوى الرحلة، وهو ذاهب بأفعالكم، شاهداً لكم أو عليكم بما أودعتموه، فيا ترى تراه يرحل حامد الصنيع أو ذاماً التضييع؟!! اللهَ اللهَ في الثبات والاستمرار على الأعمال الصالحة في بقية أعماركم، واصلوا المسيرة في عمل الخير، لتفوزوا برضا مولاكم، واعلموا أنه لئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،
عباد الله، استودعوا شهركم عملاً صالحًا يشهد لكم عند الملك العلام، ولقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، ، ففُرضت عليكم صدقة الفطر طهرة من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ففي البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والكبير والصغير من المسلمين). وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس من صلاة العيد، فيجب على المسلم إخراجها عن نفسه، وعمن تلزمة نفقته من الزوجة والأولاد والأبوين، إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم فإن استطاعوا فالأَولى أن يخرجوها عن أنفسهم لأنهم المخاطبون بها أصلاً ويستحب اخراجها عن الجنين،وتجب زكاة الفطر على من وجدها فاضلة زائدة عما يحتاجه من نفقة يوم العيد وليلته أو أقل من ذلك سقطت عنه ولم تجب عليه.ومقدارها الواجب صاع من البر، أو الشعير، أو الأقط، أو التمر، أو الزبيب، ويجزى غيرها مما يطعمه الناس كالأرز ونحوه. والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وإن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين جاز، تخرج في المكان الذي فيه الصائم، ولا بأس أن يوكل من يخرجها عنه في بلده إذا كان مسافراً خاصة عند وجود المصلحة الراجحة، والمنفعة الظاهرة.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكرالحكيم أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل الآثام والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفورًا.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله ترفع الدرجات وتكفر السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قاضي الحاجات، والعالم بالخفايا والمكنونات، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله سيد البريات، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والمكرمات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسماوات.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله،
عباد الله إذا مد الله في أعماركم ، وأدركتم يوم عيدكم ، فاشكروا الله بإكمال عدة شهركم .
كبروا ربكم ، ، واخرجوا يوم عيدكم فرحين بفضل الله ورحمته ، شاكرين لنعمته ، ومجتنبين ما يسخطه . واعلموا أن للعيد سنناً وآداباً يحسن ذكرها والعمل بها . فمن سنن العيد:
1- التكبير ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد . قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .وصيغة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد .يجهر به الرجال في المجامع والأسواق والبيوت ، وتسر به النساء
2- الاغتسال لصلاة العيد والتطيب ولبس أحسن الثياب وليحذرالإسبال .
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد ، ويسن أن يأكلهن وتراً
4- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر
5- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم وحذارمن تبرج النساءوحضورهن لصلاة العيدفيفتن أويفتن وكذلك لاتمس طيباكمانهى عن ذلك نبينامحمدصلى الله عليه وسلم.
6- الاستماع إلى خطبة العيد .
7- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن .
هذا، واعلموا - رحمكم الله - أن من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
كبروا ربكم ، ، واخرجوا يوم عيدكم فرحين بفضل الله ورحمته ، شاكرين لنعمته ، ومجتنبين ما يسخطه . واعلموا أن للعيد سنناً وآداباً يحسن ذكرها والعمل بها . فمن سنن العيد:
1- التكبير ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد . قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .وصيغة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد .يجهر به الرجال في المجامع والأسواق والبيوت ، وتسر به النساء
2- الاغتسال لصلاة العيد والتطيب ولبس أحسن الثياب وليحذرالإسبال .
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد ، ويسن أن يأكلهن وتراً
4- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر
5- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم وحذارمن تبرج النساءوحضورهن لصلاة العيدفيفتن أويفتن وكذلك لاتمس طيباكمانهى عن ذلك نبينامحمدصلى الله عليه وسلم.
6- الاستماع إلى خطبة العيد .
7- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن .
هذا، واعلموا - رحمكم الله - أن من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
هذا، واعلموا - رحمكم الله - أن من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].اللهم صل وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم أئمتناوولاة أمورنا اللهم وفقهم لما تحب وترضى ، وخذ بناصيتهم للبر والتقوى اللهم واحفظ إمامنا ووفقه لهداك واجعل عمله في رضاك اللهم وانصر به دينك وأعل به كلمتك ياسميع الدعاء. اللهم ادفع عنا الغلا والربا والزناوالزلازل والمحن وسوءالفتن ماظهرمنهاومابطن، عن بلدناوسائربلاد المسلمين اللهم أصلح أحوالناوأحوال المسلمين اللهم أغني فقرائناوأشبع جوعانا واهدضالناواشف مرضاناوفرج همومناواقض ديونناوارحم اللهم موتانااللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم اجبركسرقلوبناعلى فراق شهرنا اللهم أعده عليناأعواماعديدة وأزمنة مديدة في حياة طيبة سعيدة اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه ووفرت أقسامه وغفرت له زلـله وإجرامه وقبلت منه ليلة القدرعلى قلة أعماله اللهم أجرنا ووالديناوأزواجناوذرياتناعن الناروالمسلمين أجمعين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه وفضله يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون