مختصرة عن محبة الله علاماتها ودلالاتها

عبدالله الجارالله
1432/01/17 - 2010/12/23 10:46AM
محبة العبد لربه علاماتها ودلالاتها مرسله من احد الاخوه 11/1/1432هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى واعلموا أن محبة الله تعالى هي غذاء الأرواح وقوت الحياة، ، وهي السعادة التي من حُرِمَها فهو من جملة الأشقياء والأموات، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه مليءٌ بالهموم والحسرات.
عباد الله: إن محبة الله تعالى ليست مجرد دعوى تُقال ، بل لها حقيقة وعلامات تظهر على القلب واللسان والجوارح:
وأول علاماتها: عناية العبد بتوحيد الله تعالى الذي هو حق عليه، وذلك بأن يقصده ويفرده بالعبادة والإجلال والتعظيم .
ولا تتم هذه العناية إلا بخوف العبد وحذره الشديد من أن ينصرف قلبه أو شيء من عبادته إلى غير خالقه سبحانه وتعالى فيتعلقُهُ ويوكلُ إليه ، وقد كان من دعاء الخليل عليه السلام: ( واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام )، وثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان .... وذكر منها- وأن يَكرهَ أن يعودَ في الكفر كما يَكرهُ أن يُقذفَ في النار- )، والعبد لا يكتمل التوحيد في قلبه إلا إذا وُجِد في قلبه هذا الشعور.
العلامة الثانية: من علامات محبة العبد لربه: الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به في عبادته وأخلاقه وتعامله؛ قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ).
العلامة الثالثة: الشوقُ إلى النظر إلى وجه الله تعالى في الجنة؛ فإن من أحب شيئاً أحب لقاءه وهذا أمر معلوم في بداهة العقول، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة )، فهل هذا الشعور موجود في قلبك يا عبد الله؟
لا سيما وأن النظر إلى وجه الله في الجنة هو أعظم نعيمها على الإطلاق بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
العلامة الرابعة: الإكثار من ذكر الله تعالى؛ فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بالضرورة ومِن ذكِرِ ما يتعلق به، فلو أنك جلست مع رجل همه الأكبر هو جمع المال لوجدت ذلك على لسانه وفي جميع أحواله، وفي مجالسه الخاصة والعامة، لا يتحدث إلا عن ذلك. ، وهكذا من أحب شيئاً وتعلق به.. تجد حديثَه دائماً عنه قريبا منه، وهكذا من أحبّ الله حبَّاً صادقاً تجده مولعاً بذكر الله مواظباً عليه عن حبٍ ورغبةٍ فيه، فتجده يواظب على أذكار الصباح والمساء والنوم والذكر وعند دخول المنزل وعند الجماع وقبل الأكل وبعده، مع التسبيح والتهليل والاستغفار، وأعظم ذلك كله قراءة القرآن الذي هو كلام الله، فإن محبة كلام الله علامة واضحة على حب العبد لربه، وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك فإن من المعلوم أن من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحبَّ شيء إليه، فلا شيء عند أهل التوحيد الكُمَّل أحلى من كلام الله فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم.
العلامة الخامسة: من علامات محبة العبد لربه: الغيرة على محارم الله إذا انتهكت؛ إذ كيف يصح لعبدٍ أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت ولا لحقوقه إذا ضُيعت، وهذه الغيرة هي أصل الدعوة إلى الله تعالى، هي أصل الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الحاملة على ذلك ، فإن خلت هذه الغيرة لم يَدْعُ، ولم يجاهد، ولم يأمر أحداً بمعروف، ولم ينه عن منكر. قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حُرِّمَ عليه)،
اللهم أملأ قلوبنا بحبك وحب ما يرضيك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد:- فاتقوا الله تعالى واعلموا بأن العلامة السادسة: من علامات محبة العبد لربه: التلذذ عند فعل الطاعة ؛ فإن من أحبَّ الله محبة صادقة صارت طاعة الله غذاءً لقلبه وسروراً له، ونعيماً لروحه يتلذذ بها ويتنعم بها أعظمَ مما يتنعم بالطعام والشراب واللذات الجسمانية. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجُعلت قرة عيني في الصلاة )، وهكذا المؤمن الكامل الإيمان لا شيء عنده ألذ من التقرب لمحبوبه وطاعته، في الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بخلاف من إذا كبّر للصلاة انتظر التسليم على أحر من الجمر، وإذا بُشِر بهلال رمضان فكأنه سوف يدخل سجناً يحبسه عن شهواته وملذاته ، وإذا أدى زكاة ماله لم يخرجها طيبة بها نفسه ، وإذا ما دعاه داعي الخير إلى عمل صالح أو خلق فاضل أو أتت أيام يستحب صيامها فرط فيها وتكاسل عنها .نعوذ بالله من هذه الحال.
العلامة السابعة: الحسرة على فوات الطاعة وتركها؛ فإن المؤمن إذا ترك أمراً أوجبه الله عليه أو عبادة مستحبة له ، لا بد أن يجد في قلبه ألما أعظمَ من تألمِ الحريصِ على دنياه إذا فآته شيء منها ، كما قال تعالى: (وَلاَ عَلَى الّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلّوْا وّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدّمْعِ حَزَناً أَلاّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ)، فتجده إذا فآتته صلاة الفجر مثلاً يضيق صدره ويحزن ويتألم لذلك وهكذا لأنه يعلم الحكمة التي خلق من أجلها ، وأنه قصر في تحقيقها لخالقه سبحانه وتعالى المتفضل عليه ، بخلاف صاحب القلب البليد الذي تفوته الصلاة تلو الصلاة، فلا يتأثر، وتمر عليه أيام بل شهور لم يقرأ القرآن فلا يتأثر ولا يحزن لذلك، لأن قلبه متعلق بالدنيا لا يحزن إلا بفوات شيء منها.
ألا فلنتق الله عباد الله ولنحرص على ما يقربنا إلى الله جل وعلا ، ويملأ قلوبنا بحبه وتعظيمه ، فنسعد في هذه الدنيا بقربه وعنايته ، وفي الآخرة برؤيته والفوز بمرضاته وجنته.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يملأ قلوبنا بحبه وحب ما يرضيه ، وأن يجنبنا معاصيه.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على خاتم رسله في أعظم كتبه، فصلوا عليه.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وبقية الصحابة أجمعين والتابعين لهم إلى يوم الدين.
اللَّهُمَّ انْصُرِ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَعْدَائِكَ أَعْدَاءِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً وَلاَ تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ الْمُبَارَكَةِ ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ مَرِيضاً إِلاَّ عَافَيْتَهُ وَلاَ ضَالاًّ إِلاَّ هَدَيْتَهُ، وَلاَ مُبْتَلًى إِلاَّ عَافَيْتَهُ، اللَّهُمَّ أحفظ ولاة أمرنا بحفظك، وَارْزُقْهُمَا البِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تُعِينُهُمَا عَلَى الْحَقِّ ياَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ اجَعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وِالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدرارا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ).
المشاهدات 2768 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم


بارك الله فيك اجدت ونفعت

لاحرمتم الاجر