مختصرة خُذُوا حِذْرَكُمْ وَادْعُوا رَبَّكُمْ 23/6/1442هـ

خالد محمد القرعاوي
1442/06/22 - 2021/02/04 19:58PM

   مختصرة خُذُوا حِذْرَكُمْ وَادْعُوا رَبَّكُمْ 23/6/1442ه
الْحَمْدُ لِلَّهِ دَافِعِ الْبَلَاءِ، أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مَا أَنْزَلَ دَاءً إِلَّا وَأَنْزَلَ لَهُ الدَّوَاءَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولَهُ الْقَائِلُ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ». صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَوفِيَاءِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقَوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاِسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِه بِمَا حَبَاكُمْ مِنْ النِّعَمِ، وَدَفَعَ عَنْكُمْ مِنْ النِّقَمِ. أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: إِنَّنَا عَلى يَقِينٍ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ, كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَعَالَى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَلَا نُصَابُ بِشَيْءٍ فَنَصْبِرُ عَلَيهِ إِلَّا كَانَ تَكْفيرًا لِسَيِّئَاتِنَا؛ كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» وَكُلُّنَا يُرَدِّدُ: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .وَالتَّوَكُّلُ حَقَّاً: تَفْوِيضُ الأُمُورِ كُلِّهَا للهِ تَعَالَى, وَبَذْلُ الأَسْبَابِ الْمُبَاحَةِ، فَمَنْ أَخَلَّ بِأَحَدِهَا هَذَ فَقَدْ أَخَلَّ بِالتَّوَكُّلِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ جَاءَ الْجَمْعُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ كَمَا فِي الْحَديثِ الشَّرِيفِ: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ». عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَخَذَ المَسْؤولونَ في بلادِنا كُلَّ التَّدَابِيرَ الوِقَائِّيَةِ لانْتِشَارِ كُورُونَا بَعْدَ مَا تَكَاثَرَتْ الحَالاتُ, وَقَلَّتِ الاحْتِرَاَزاتُ, وَكَثُرَتِ التَّجَمُّعَاتُ في المُتَنَزَّهَاتِ والمَطَاعِمِ والجَلَسَاتِ, فَأعَادُوا التَّحَرُّزَاتِ والتَّشْدِيدِ فِي الإجْرَاءَاتِ! وَمَنعُوا الدُّخُولَ لأَرْضِ المِملَكةِ, وَبقِيَ دَورُنَا نَحْنُ المُواطِنُونَ والمُقِيمُونَ. بِأنْ نَلْتِزَمَ بَكَافَّةِ الإجْرَاءَاتِ والتَّعْلِيمَاتِ والتَّطْعِيمَاتِ اللازِمَةِ. عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ اهْتَمَّ الْإِسْلَامُ بِنَا وَبِأَرْوَاحِنَا وَصِحَّتِنَا، فَقَدْ حَثَّنَا عَلى النَّظَافَةِ والطَّهَارَةِ, فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. كَمَا نَهَنَا إِسْلَامُنَا عَنْ تَلْوِيثِ أَمَاكِنِ جُلُوسِ النَّاسِ وَمَوَارِدِهِمْ وَطُرُقِهِمْ، أوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِاليَمِينِ. كَمَا أَمَرَنَا بَغَسْلِ اليَدَيْنِ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ نُدْخِلَهُمَا فِي الْإِناءِ إِذَا اسْتَيْقَظْنَا مِنْ نَوْمِنَا! وَمِنْ عِنَايَةِ الْإِسْلَامِ بِصِحَّتِنَا أَنْ حَثَّنَا عَلى التَّدَاويَ, فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ». وَلَمْ يَجْعَلْ شِفَاؤُنَا فِيمَا حُرِّمَ عَلَيْنَا!. وَجَعَلَ خَمْسًا مِنَ الْفِطْرَةِ وَهِيَ: الخِتَانُ, والِاسْتِحْدَادُ - أَيْ إِزَالَةُ شَعْرِ الْعَانَةِ- وَتَقْلِيمُ الْأَظَافِرِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ. فَإنَّهَا مَوْطِنُ اجْتِمَاعِ الْقَاذُورَاتِ! وَنَهَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَنْ يُوْرَدَ مُمَرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ). لِسُرْعَةِ انْتِشَارِ الْعَدْوَى بَيْنَهَا، فَهَذِهِ الْفَيْرُوسَاتُ وَمَرَضُ الكُورُونَا وَغَيْرُهَا تَنْتَقِلُ الْعَدْوَى فِيهَا وَاللهُ أَعْلَمُ بالمُخَالَطَةِ والتَّقَارُبِ! فَدِينُنَا عَظِيمٌ. رَزَقَنَا اللَّهُ الْفِقْهَ فِيهِ، والعَمَلَ بِمَا يُرْضِيهِ, أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَسُلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَتَوَكَّلُوا عَليهِ،  وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًاعِبَادَ اللهِ: يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْخَوْفِ وَالْهَلَعِ، وَنَشْرِ الْأَخْبَارِ الْمُغْرِضَةِ، وَيُحْسِنُ التَّعَامُلَ مَعَ التَّعْمِيمَاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ الطِّبِّيَّةِ، فَإِنَّ تِلْكَ الْجِهَاتِ حَرِيصَةٌ عَلَى صِحَّةِ الْجَمِيعِ وَسَلَامَتِهِمْ. وَيَجِبُ عَلَى مَنِ ابْتَلِيَ بِهَذَا الدَّاءِ أَن لَّا يُخْفِيَهُ بَلْ يُبَلِّغُ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ لِاِتِّخَاذِ التَّدَابِيرِ الْوِقَائِيَّةِ؛ حِمَايَةً لَهُ وَلِأُسْرَتِهِ وَلِلْمُجْتَمَعِ، وَأَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ. كَمَا عَلينَا أنْ نَتَوَقَّى التَّنَفُّسَ فِي وُجُوهِ الآخَرِينَ ,فَقَدْ نَهَانَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَنَفَّسَ فِي الإنَاءِ أَو أَنْ نَنْفَخَ فِيهِ, وَقَدَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدَيهِ أَو بِثَوبِهِ وَغَضَّ بِهَا صَوتَهُ! مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: المُؤمِنُ في مِثْلِ هَذِهِ الأحْوالِ يَرْجِعُ لِرَبِّهِ، وَيَعُودُ لِقُرْآنِهِ، فَكُلُّ مَا يُصِيبُنَا مِن أَوبِئَةٍ وَفَيرُوسَاتٍ إنَّما هِيَ تَحْذِيرَاتٌ مِنْ رَبِّ العِبَادِ. فَأكْثِرُوا الاسْتِغْفَارَ فَقَد قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ، لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ». يا مُؤمِنُونَ: افْزَعُوا إلى ذِكْرِ اللهِ وَدُعَائهِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ فَقَدْ أرْشَدَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَقَالَ: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا». وَتَحَصَّنُوا بِالأَوْرَادِ الشِّرْعِيَّةِ صَبَاحًا وَمَسَاءً. وَاتْرُكُوا الَّلهْوَ والسَّفَهَ والسُّفَهَاءَ. عِياذَا إلهِي مِنْ وَخِيمِ العَوَاقِبِ وَمِنْ كُلِّ فَيرُوسٍ مُمِيتٍ وَنَاصِبِ. فَكَمْ أَرْسَلَ الآيَاتِ وَعْظَاً وَعِبْرَةً نَذِيرَاً لِعَاصٍ وَالتِزَامَاً لِتَائبِ. فَيَا رَبِّ هَبْنَا مِنْكَ لُطْفَاً وَرَحْمَةً لِنَسْلَمَ مِنْ سُوءِ الرَّدَى وَالنَّوَائِبِ. وَلا تَنْتَقِمْ مِنَّا جَمِيعَاً مُؤَاخِذًا بِفِكْرِ سَفِيهٍ وَانْتِهَاكَاتِ خَائِبِ. فاللَّهُمَّ احفَظَنَا بِحفظِكَ، فَأَنْتَ خَيرٌ حَافِظاً وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا وَعَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

مختصرة خُذُوا حِذْرَكُمْ وَادْعُوا رَبَّكُمْ 23/6/1442ه
الْحَمْدُ لِلَّهِ دَافِعِ الْبَلَاءِ، أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مَا أَنْزَلَ دَاءً إِلَّا وَأَنْزَلَ لَهُ الدَّوَاءَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولَهُ الْقَائِلُ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ». صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَوفِيَاءِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقَوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاِسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِه بِمَا حَبَاكُمْ مِنْ النِّعَمِ، وَدَفَعَ عَنْكُمْ مِنْ النِّقَمِ. أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: إِنَّنَا عَلى يَقِينٍ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ, كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَعَالَى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَلَا نُصَابُ بِشَيْءٍ فَنَصْبِرُ عَلَيهِ إِلَّا كَانَ تَكْفيرًا لِسَيِّئَاتِنَا؛ كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» وَكُلُّنَا يُرَدِّدُ: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .وَالتَّوَكُّلُ حَقَّاً: تَفْوِيضُ الأُمُورِ كُلِّهَا للهِ تَعَالَى, وَبَذْلُ الأَسْبَابِ الْمُبَاحَةِ، فَمَنْ أَخَلَّ بِأَحَدِهَا هَذَ فَقَدْ أَخَلَّ بِالتَّوَكُّلِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ جَاءَ الْجَمْعُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ كَمَا فِي الْحَديثِ الشَّرِيفِ: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ». عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَخَذَ المَسْؤولونَ في بلادِنا كُلَّ التَّدَابِيرَ الوِقَائِّيَةِ لانْتِشَارِ كُورُونَا بَعْدَ مَا تَكَاثَرَتْ الحَالاتُ, وَقَلَّتِ الاحْتِرَاَزاتُ, وَكَثُرَتِ التَّجَمُّعَاتُ في المُتَنَزَّهَاتِ والمَطَاعِمِ والجَلَسَاتِ, فَأعَادُوا التَّحَرُّزَاتِ والتَّشْدِيدِ فِي الإجْرَاءَاتِ! وَمَنعُوا الدُّخُولَ لأَرْضِ المِملَكةِ, وَبقِيَ دَورُنَا نَحْنُ المُواطِنُونَ والمُقِيمُونَ. بِأنْ نَلْتِزَمَ بَكَافَّةِ الإجْرَاءَاتِ والتَّعْلِيمَاتِ والتَّطْعِيمَاتِ اللازِمَةِ. عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ اهْتَمَّ الْإِسْلَامُ بِنَا وَبِأَرْوَاحِنَا وَصِحَّتِنَا، فَقَدْ حَثَّنَا عَلى النَّظَافَةِ والطَّهَارَةِ, فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. كَمَا نَهَنَا إِسْلَامُنَا عَنْ تَلْوِيثِ أَمَاكِنِ جُلُوسِ النَّاسِ وَمَوَارِدِهِمْ وَطُرُقِهِمْ، أوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِاليَمِينِ. كَمَا أَمَرَنَا بَغَسْلِ اليَدَيْنِ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ نُدْخِلَهُمَا فِي الْإِناءِ إِذَا اسْتَيْقَظْنَا مِنْ نَوْمِنَا! وَمِنْ عِنَايَةِ الْإِسْلَامِ بِصِحَّتِنَا أَنْ حَثَّنَا عَلى التَّدَاويَ, فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ». وَلَمْ يَجْعَلْ شِفَاؤُنَا فِيمَا حُرِّمَ عَلَيْنَا!. وَجَعَلَ خَمْسًا مِنَ الْفِطْرَةِ وَهِيَ: الخِتَانُ, والِاسْتِحْدَادُ - أَيْ إِزَالَةُ شَعْرِ الْعَانَةِ- وَتَقْلِيمُ الْأَظَافِرِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ. فَإنَّهَا مَوْطِنُ اجْتِمَاعِ الْقَاذُورَاتِ! وَنَهَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَنْ يُوْرَدَ مُمَرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ). لِسُرْعَةِ انْتِشَارِ الْعَدْوَى بَيْنَهَا، فَهَذِهِ الْفَيْرُوسَاتُ وَمَرَضُ الكُورُونَا وَغَيْرُهَا تَنْتَقِلُ الْعَدْوَى فِيهَا وَاللهُ أَعْلَمُ بالمُخَالَطَةِ والتَّقَارُبِ! فَدِينُنَا عَظِيمٌ. رَزَقَنَا اللَّهُ الْفِقْهَ فِيهِ، والعَمَلَ بِمَا يُرْضِيهِ, أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَسُلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَتَوَكَّلُوا عَليهِ،  وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًاعِبَادَ اللهِ: يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْخَوْفِ وَالْهَلَعِ، وَنَشْرِ الْأَخْبَارِ الْمُغْرِضَةِ، وَيُحْسِنُ التَّعَامُلَ مَعَ التَّعْمِيمَاتِ الرَّسْمِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ الطِّبِّيَّةِ، فَإِنَّ تِلْكَ الْجِهَاتِ حَرِيصَةٌ عَلَى صِحَّةِ الْجَمِيعِ وَسَلَامَتِهِمْ. وَيَجِبُ عَلَى مَنِ ابْتَلِيَ بِهَذَا الدَّاءِ أَن لَّا يُخْفِيَهُ بَلْ يُبَلِّغُ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ لِاِتِّخَاذِ التَّدَابِيرِ الْوِقَائِيَّةِ؛ حِمَايَةً لَهُ وَلِأُسْرَتِهِ وَلِلْمُجْتَمَعِ، وَأَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ. كَمَا عَلينَا أنْ نَتَوَقَّى التَّنَفُّسَ فِي وُجُوهِ الآخَرِينَ ,فَقَدْ نَهَانَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَنَفَّسَ فِي الإنَاءِ أَو أَنْ نَنْفَخَ فِيهِ, وَقَدَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدَيهِ أَو بِثَوبِهِ وَغَضَّ بِهَا صَوتَهُ! مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: المُؤمِنُ في مِثْلِ هَذِهِ الأحْوالِ يَرْجِعُ لِرَبِّهِ، وَيَعُودُ لِقُرْآنِهِ، فَكُلُّ مَا يُصِيبُنَا مِن أَوبِئَةٍ وَفَيرُوسَاتٍ إنَّما هِيَ تَحْذِيرَاتٌ مِنْ رَبِّ العِبَادِ. فَأكْثِرُوا الاسْتِغْفَارَ فَقَد قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ، لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ». يا مُؤمِنُونَ: افْزَعُوا إلى ذِكْرِ اللهِ وَدُعَائهِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ فَقَدْ أرْشَدَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ فَقَالَ: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا». وَتَحَصَّنُوا بِالأَوْرَادِ الشِّرْعِيَّةِ صَبَاحًا وَمَسَاءً. وَاتْرُكُوا الَّلهْوَ والسَّفَهَ والسُّفَهَاءَ. عِياذَا إلهِي مِنْ وَخِيمِ العَوَاقِبِ وَمِنْ كُلِّ فَيرُوسٍ مُمِيتٍ وَنَاصِبِ. فَكَمْ أَرْسَلَ الآيَاتِ وَعْظَاً وَعِبْرَةً نَذِيرَاً لِعَاصٍ وَالتِزَامَاً لِتَائبِ. فَيَا رَبِّ هَبْنَا مِنْكَ لُطْفَاً وَرَحْمَةً لِنَسْلَمَ مِنْ سُوءِ الرَّدَى وَالنَّوَائِبِ. وَلا تَنْتَقِمْ مِنَّا جَمِيعَاً مُؤَاخِذًا بِفِكْرِ سَفِيهٍ وَانْتِهَاكَاتِ خَائِبِ. فاللَّهُمَّ احفَظَنَا بِحفظِكَ، فَأَنْتَ خَيرٌ حَافِظاً وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا وَعَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

المشاهدات 743 | التعليقات 0