مبشرات لمن واظب على أذكار دبر الصلوات

مبشرات لمن واظب على أذكار دبر الصلوات

للشيخ السيد مراد سلامة

إن من المشاهد في صلاة الجماعة أننا نرى كثيرا من المصلين ما إن يسلم الإمام حتى ينصرفوا مباشرة وكأنهم كانوا في قفص ثم أطلق سارحهم ولا ينتظرون ليختموا صلاتهم بما يعود عليهم من الأجر والثواب العظيم

لذا رأيت أن أقدم مبشرات على لسان خير البريات لمن واظب على أذكار دبر الصلوات لعلنا نغتنم الفرصة ونفوز بالأجر والثواب من الكريم الوهاب

فالجنة أقرب إلينا ولكننا نبتعد عنها والنار قريبة إلينا ولكننا نقتحمها

عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ.

قال ابن حجر: «فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يجتنبه٬ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها.

يبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الجنة قريبة المنال، سهلة الطريق، والوصول إليها ليس بالأمر العسير على من يسره الله عليه، وكذا النار أعاذنا الله منها، قال ابن بطال -رحمه الله تعالى -: فيه أن الطاعة موصلةٌ إلى الجنة، وأن المعصية مقربة إلى النار، وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء؛ اهـ،

وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهلٌ بتصحيح القصد وفعل الطاعة، والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية؛ اهـ،

 وقال ابن حجر رحمه الله تعالى: فينبغي للمرء ألا يزهد في قليل من الخير أن يأتيَه، ولا في قليل من الشر أن يجتنبه؛ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، ولا السيئة التي يسخط عليه بها؛

وإليكم بعض تلك المبشرات أورثني الله وإياكم أعالي الجنات

البشارة الأولى الفلاح والنجاح

هل تريد الفلاح و النجاح؟

هل تريد الفوز والسعادة؟

اسمع و تأمل في بشارة الحبيب-صلى الله عليه وسلم-

عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة» (رواه مسلم).

البشارة الثانية مغفرة الذنوب

كلنا ذوا خطا و كلنا معاصي و ذنوب لذا ارشدنا حبيبنا المحبوب – صلى الله عليه و سلم – إلى مزيل الخطايا و ماحي الذنوب إنها أذكار ما بعد الصلوات

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سبح لله في دبر كل صلاة، ثلاثاً و ثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، وقال تمام المئة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له،  له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (رواه مسلم)

البشارة الثالثة :الشهادة يوم الحسرة و الندامة

يوم القيامة يوم يقوم الأشهاد سيشهد عليك كل شيء حتى جوارحك عبد الله { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ } [يس: 65، 66]

و قال تعالى {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 21، 22]

فلا تضيع الفرصة حتى تشهد لك بين يدي الله بالذكر و الصلاح

عن يُسَيْرَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ–وكانت إحدى المهاجرات قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات» (رواه أبوداود والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وحسنه النووي والحافظ ابن حجر والألباني).

 البشارة الرابعة : حج وعمرة وجهاد

كلنا فقراء في زمان ارتفعت فيه الأسعار وأصبح السواد الأعظم من الأمة لا يستطيع الحج ولا العمرة و كذا الجهاد في سبيل الله تعالى فها هو صلى الله عليه وسلم-يفتح لك بابا أخر لتنال اجر الحج و العمرة و الجهاد و الصدقة لن يكلفك جنيها واحد إنها أذكار من بعد الصلوات

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُم فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثكُمْ بِمَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتكبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَنكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: تَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ

البشارة الخامسة:  شهادة ضمان لدخول جنة الرحمن

هل تريد شهادة ضمان لدخول جنة الرحمن ؟

ها هي بين يديك ولكن  أين المشتري

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ»

البشارة السادسة : الأجور العظيمة والأمان  من غضب الرحمن و من كيد الشيطان

حسنات ودرجات وكفارات وحرز وحرس من الشيطان وتأمين على النفس ضد الأخطار كل ذلك في الأذكار

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمهُ ذَلِكَ فِي حِرْزٍ مِنَ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ إِلاَّ الشِّرْكَ بِاللهِ تَعَالَى".

البشارة السابعة: الوقاية من النار

وها هي براءة من نار حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد على لسان من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى

عَنْ مُسْلِم بْنِ الْحَارِثَ التَّمِيمِيِّ -رضي الله عنه -عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَسِرَّ إليْهِ فَقَالَ: "إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ ثُمَّ مِتَّ فِي لَيْلَتِكَ؛ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا، وَإِذَا صَلَّيتَ الصُّبْحَ فَقُلْ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ فِي يَوْمِكَ؛ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا" (صحيح، سنن أبي داود: 5079)