ما ينبغي للمسلم فعله في شهر شعبان

إبراهيم الحدادي
1434/08/04 - 2013/06/13 08:53AM
[font="]ما ينبغي للمسلم فعله في شهر شعبان[/font]

[font="] [/font]
[font="] إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .[/font]
[font="] أما بعد فيا أيها المسلمون ، فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله فهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ ) فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، فإن في تقواه السعادةَ في الدُنيا، والفلاحَ في الأخرى ، فاتقوا الله تعالى في أنفسكم وأهليكم [/font][font="] )[/font][font="]وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) [النساء: 1]. [/font]
[font="] [/font]
[font="]أما بعد عباد الله فإنه ينبغي للمسلم في هذا الشهر فضيل شهر شعبان أن يتقرب فيه المسلم إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والمبادرة إلى ذلك ، وإني اذكر نفسي وإخواني بعض الأعمال التي ينبغي للمسلم فعلها في هذا الشهر : [/font]
[font="]وعلى رأس تلك الأعمال الصيام . [/font]

[font="]فينبغي للمسلم في هذا الشهر الفضيل المبادرة للصيام والإكثار منه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وردت جملة من الأحاديث الدالة على ذلك والمبينة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها : [/font]
[font="]1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله) متفق عليه.[/font]
[font="]ومعنى قولها: "كله" أي أكثرهُ، كما جاء عنها في رواية النسائي: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهرٍ أكثر صياماً من شعبان، كان يصومهُ، أو عامتهُ ) صحيح سنن النسائي (2218).[/font]
[font="] [/font]
[font="]2- وعن أُسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله!ما أراك تصوم شهراً من الشهور، ما تصوم من شعبان قال: ( ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عملي وأنا صائم ) صحيح سنن النسائي (2221).[/font]
[font="] وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين ،إلا شعبان ورمضان ) صحيح سنن الترمذي (588) .[/font]
[font="]قال ابن حجر رحمه الله :[/font][font="] كان صيامه في شعبان تطوعا أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان .[/font]
[font="]وقد [/font][font="]ذكر أهل العلم حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: [/font]
[font="]* منها :[/font][font="] أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده ، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده .....[/font]
[font="] [/font]
[font="]* ومن الحكم كذلك : أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.[/font]
[font="] [/font]
[font="]* ومن الحكم عباد الله أن الأعمال ترفع فيه وتعرض على رب العالمين . [/font]
[font="]وهذا ما تضمنه حديث أسامة بن زيد رضي الله - المتقدم ذكره - وفيه قلت : يا رسول الله : لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال له: (( ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان )) .[/font]
[font="] [/font]
[font="]ثانيا : ومما ينبغي في هذا الشهر : الإكثار من قراءة القرآن الكريم :[/font]

[font="]* قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء.[/font]
[font="]* وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران، [/font]
[font="] والمسلم مأمور بقراءة القرآن الكريم وتدبره[/font][font="] في كل وقت وحين ؛ لما فيه من ذكر لله تعالى وتليين للقلب وتذكير له بالآخرة . ولما فيه من الهداية والبشارة بالجنة . قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الاسراء:9)[/font]
[font="] [/font]
[font="]ثالثا : وعلى المسلم تفريغ النفس من الشواغل والملهيات[/font][font="] لتستقبل رمضان وهي متهيئة لَه للصيام بعيدة عن الشواغل وملذات الدنيا مقبلة على الآخرة .[/font][font="] [/font]

[font="]* قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع . [/font]
[font="]* وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان.[/font]
[font="] [/font]
[font="]رابعا : والتوبة والإنابة إلى الله تعالى والمبادرة إلى ذلك قبل فوات الأوان من أعظم الأعمال .[/font]

[font="]* فالتوبة واجبة على المسلم في كل حين قال تعالى :( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31) . [/font]
[font="]وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:8) [/font]
[font="]* والتوبة : من صفات الأنبياء والصالحين قال تعالى ممتدحا نبيه سليمان عليه السلام : ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (صّ:30) [/font]
[font="]* والله تعالى يجب التائب من ذنوبه ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222) . [/font]
[font="]* وها هو ربك يناديك : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر:53) [/font]
[font="]* والله يفرح بتوبة التائب وندم النادم قال صلى الله عليه وسلم : ( لله أشد فرحا بتوبة عبد من أحدكم استيقظ على بعيره وقد أضله في أرض فلاة ) رواه البخاري ومسلم .[/font]
[font="]
[/font] [font="]الخطبة الثانية : [/font]
[font="]الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحاب وإخوانه.[/font]
[font="] [/font]
[font="]أما بعد: فاعلموا ـ عباد الله ـ أن كتاب الله وسنة نبيه فيهما الهداية والنور، وفي غيرهما ضلال وغرور، فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيٰمَةِ أَعْمَىٰ [طه: 123، 124]. [/font]
[font="]عباد الله : وهنا بعض التـنبيهـات الهامة : [/font]

[font="]1)- حكم صيام في آخر شهر شعبان .[/font]
[font="]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا بقي نصفٌ من شعبان فلا تصوموا) رواه الترمذي (738) وقال: حسن صحيح .[/font]
[font="] قال الترمذي رحمه الله: "ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطراً فإذا بقي من شعبان شيءٌ أخذ في الصوم لحال شهر رمضان "[/font]
[font="]وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشبه قولهم حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقدموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافق صوماً كان يصومه أحدكم ). [/font]
[font="]وقد دلَّ في هذا الحديث: إنَّما الكراهية على من يتعمد الصيام لحال رمضان" ا.هـ[/font]
[font="] [/font]
[font="]2)- لا يدخل في هذا النهي أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له[/font][font="] من صيام الاثنين والخميس مثل ، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو صوم يوم وإفطار يوم ، أو القضاء ، أو النذر....[/font]
[font="] [/font]
[font="]3)- لا يجوز صيام يوم الشك [/font][font="]قال عمار بن ياسر رضي الله عنه : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم [/font][font="][/font]
[font="]ويوم الشك[/font][font="] هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال : صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه))[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 5377 | التعليقات 0