ما علمت عليه إلا خيرا // د.صالح البهلال
احمد ابوبكر
1435/04/02 - 2014/02/02 08:28AM
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلمة : (ما علمت عليه إلا خيراً) كلمة ذائعة شائعة، تقال في التزكية والتعديل، ولكن أدهشني ورودها في أربعة مواقف، تستحق التأمل، وإليك نبأ هذه المواقف:
الموقف الأول: في حادثة الإفك يطعن رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عرضه، وتلقى التهمة على أحب نسائه، ويتوهم السوء في رجل من أصحابه، وهو صفوان بن المعطَّل، وتشيع هذه القالة في المدينة، إنه موقف عصيب؛ وامتحان كبير، ومع ذلك لم يتغير رأيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عائشة، ولا في صفوان؛ بل أثنى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهما خيراً، فقال: (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً) أخرجه البخاري ومسلم.
ولا عجب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقف هذا الموقف العظيم، فله القِدْح المعلى في الأخلاق الحسنة؛ والحظ الوافر من الشمائل المحمودة.
وإنك تجد كثيراً من الناس يسمعون الجرح فيمن اشتهر فضله وعلمه، فيسارعون إلى تصديق هذا الجرح، دون أن يتبينوا صدق الدعوى، ويسيرون فيه زرافات ووحداناً، ويشعلون مواقع التواصل الاجتماعي بفري عرض هذا الرجل، بناء على شائعات غير ثابتة، وأفهام غير صحيحة.
أما الرجل الحصيف الرصين، فلا يسارع إلى تصديق كل جارح؛ واتِّباع كل ناعق؛ بل يتريث ويتوانى، ولا يتكلم في أحد من الناس إلا في أمر لا تخالطه شبهة، ولا تلابسه غمة، واضح المعالم، أبلج الرسوم، ظاهر المصلحة؛ حتى يسلم من تبعات حقوق الخلق؛ لأن حقوقهم مبنية على المشاحة.
الموقف الثاني: في حادثة الإفك ـ أيضاً ـ يسأل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ عن أمر عائشة ـ رضي الله عنها ـ ويقول: (يا زينب ماذا علمت؟ أو رأيت؟)
فهل قالت زينب: هذه فرصة تهتبل، وموقف يستغل، فسأذكر من مساوئ جارتي، ما يزهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها؟
كلا، لم تقل زينب ذلك، ولو قالته ـ وحاشاها أن تفعل ـ لقيل: هذا أمر متوقع حدوثه بين الضرات، وقد كانت أختها حمنة بنت جحش تحارب لأختها زينب، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها: (وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك).
لكن صاحبة الشأن وهي زينب ـ رضي الله عنها ـ لم تقع في شيء من ذلك، وإنما أجابت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما سألها، فقالت كلمة سطرتها كتب السنة والسير، لقد قالت: (يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً)، قالت عائشة: (وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع).
سبحان الله، ما أعجب هذا! عائشة ضرتها، وهي التي تساميها في الفضل، ومعلوم ما يجري بين الضرائر من الغيرة الشديدة والحسد، ومع ذلك تقول زينب هذا القول المنصف، فلله درها، ما أغلبها لهواها، وما أعظم دينها وتقواها، فرحمة الله عليها تحوطها وتغشاها.
الموقف الثالث: وقبل أن أذكره أضع له تمهيداً، فتصور أنه نُقِل إليك عن مجلس مّا أن أحدهم قد طعن فيك، ووقع بغير حق، فداهمه أحدهم، فانبرى في الدفاع عنك بحق، فأخذ يزكيك، ويفند الكلام الذي قيل فيك، ماذا سيكون موقف هذا الرجل عندك؟
لا شك ـ بطبيعة النفس البشرية ـ أنك ستأنس لهذا الرجل، وتعده واثق المودة، صادق الإخاء.
فتأمل معي هذا الموقف: الصحابي الجليل: كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وقد تاب الله عليهم، يذكر قصته حين كبر سنه، وكف بصره، فيذكر أحداثها وتفاصيلها، فلا يُغْفِل ذكر موقف حصل في تلك الغزوة.
يقول كعب ـ رضي الله عنه ـ : لم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: (ما فعل كعب؟) فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه برداه، ونظره في عطفيه! فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت! والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيراً. أخرجه البخاري ومسلم.
وليس أخي من ودني رأي عينه .... ولكن أخي من ودني في المغائب
الموقف الرابع: وقبل أن أذكره أضع له تمهيداً ـ أيضاً ـ فلتفترضْ أن رجلاً أتاك يسألك عن حال فلان من الناس؛ لأمر زواج أو نحوه من الحاجات التي تجوز فيها الغيبة، فأثنيت على هذا الرجل، وقلت: لا أعلم عنه إلا خيراً، وأحسبه من الصالحين، وإذا بهذا السائل يفاجئك بأنه سمع هذا الرجل المسؤول عنه في عدة مجالس يطعن فيك ويتكلم، فما أنت قائل في هذه اللحظة الحرجة التي باغتك فيها مثل هذا الكلام؟
فإن ثبتَّ على كلامك، وقلت: الرجل لا أعرف عنه إلا خيراً، والرجل من الصالحين، وكلامه فيَّ وجهة نظر، فقد أوتيت حظاً من الحلم، وأنك ممن ليس ينتقم لنفسه.
وإن قلت: عفواً، يظهر أن الرجل قد تغير بعدي، ولا يستحق مثل هذا أن يزوج، ولا أن يصاحب، فقد انتصرت لنفسك!
وقد حصل مثل هذا الموقف للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فماذا تُرون هذا الإمام يقول؟
يحدث المَرُّوذي في كتاب الورع ص148، فيقول (ذكر له ـ يعني الإمام أحمد ـ رجل، فقال: ما أعلم إلا خيراً، قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك؟ فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيراً، هو أعلم وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم!).
سبحان الله ! أي شيءٍ هذه الأخلاق العظام التي أوتيها هذا الإمام ، يُحدَّث ، فيقال له : إن الذي تثني عليك يطعن فيك، فلا يتغير رأيه، ولا يطيش حلمه؛ بل يتبسم، ويثني عليه بما يرى أنه أهله، ثم يعتذر لهذا الطاعن: بأنه أعلم وما يقول!
إنه التوفيق الإلهي، وإذا أراد الله بعبد خيراً طبع فيه صفات الخير، فيبذلها أسلس من الماء، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً .
انتهت هذه المواقف، والخلاصة منها أنه ينبغي لمن أوتي شهامة في طباعه، وسخاوة في أخلاقه، ألا يتغير موقفه من أخيه بسبب اشتهار كلام عنه، لم يثبت، ولم يمحص، وألا يمنعه الهوى والانتصار للنفس من أن ينطق بالحق، حتى ولو كان يظن أن فيه غضاضة، والمسألة ليست باليسيرة والله، فلا يسْطيعها إلا الأفراد الموفقون، الذين ذللت لهم سبل المكارم تذليلاً، وأوتوا حظاً عظيماً في الخير والمبرات؛ ولا ينالها إلا صاحب همة علية؛ ذو مروءة جزلة؛ قد تَسَنَّمَ ذِرْوَةَ المجد، وأمَّ معالي الأمور، فكرُمت خليقته، ونبُلت نفسه، فلم تلن قناته لغامز؛ فإن النفوس سريعة التأثر، مجبولة على الانتصار للنفس، وقد قال ـ سبحانه ـ [لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ].
قال الزمخشري في الكشاف 3/213: (فيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه، أن يبني الأمر فيها على الظن لا على الشك، وأن يقول بملء فيه بناء على ظنه بالمؤمن الخير: هذا إفك مبين.
هكذا بلفظ المصرح ببراءة ساحته، كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال، وهذا من الأدب الحسن الذي قل القائم به والحافظ له، وليتك تجد من يسمع فيسكت، ولا يشيع ما سمعه..).
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء، اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
فكلمة : (ما علمت عليه إلا خيراً) كلمة ذائعة شائعة، تقال في التزكية والتعديل، ولكن أدهشني ورودها في أربعة مواقف، تستحق التأمل، وإليك نبأ هذه المواقف:
الموقف الأول: في حادثة الإفك يطعن رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عرضه، وتلقى التهمة على أحب نسائه، ويتوهم السوء في رجل من أصحابه، وهو صفوان بن المعطَّل، وتشيع هذه القالة في المدينة، إنه موقف عصيب؛ وامتحان كبير، ومع ذلك لم يتغير رأيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عائشة، ولا في صفوان؛ بل أثنى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهما خيراً، فقال: (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً) أخرجه البخاري ومسلم.
ولا عجب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقف هذا الموقف العظيم، فله القِدْح المعلى في الأخلاق الحسنة؛ والحظ الوافر من الشمائل المحمودة.
وإنك تجد كثيراً من الناس يسمعون الجرح فيمن اشتهر فضله وعلمه، فيسارعون إلى تصديق هذا الجرح، دون أن يتبينوا صدق الدعوى، ويسيرون فيه زرافات ووحداناً، ويشعلون مواقع التواصل الاجتماعي بفري عرض هذا الرجل، بناء على شائعات غير ثابتة، وأفهام غير صحيحة.
أما الرجل الحصيف الرصين، فلا يسارع إلى تصديق كل جارح؛ واتِّباع كل ناعق؛ بل يتريث ويتوانى، ولا يتكلم في أحد من الناس إلا في أمر لا تخالطه شبهة، ولا تلابسه غمة، واضح المعالم، أبلج الرسوم، ظاهر المصلحة؛ حتى يسلم من تبعات حقوق الخلق؛ لأن حقوقهم مبنية على المشاحة.
الموقف الثاني: في حادثة الإفك ـ أيضاً ـ يسأل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ عن أمر عائشة ـ رضي الله عنها ـ ويقول: (يا زينب ماذا علمت؟ أو رأيت؟)
فهل قالت زينب: هذه فرصة تهتبل، وموقف يستغل، فسأذكر من مساوئ جارتي، ما يزهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها؟
كلا، لم تقل زينب ذلك، ولو قالته ـ وحاشاها أن تفعل ـ لقيل: هذا أمر متوقع حدوثه بين الضرات، وقد كانت أختها حمنة بنت جحش تحارب لأختها زينب، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها: (وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك).
لكن صاحبة الشأن وهي زينب ـ رضي الله عنها ـ لم تقع في شيء من ذلك، وإنما أجابت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما سألها، فقالت كلمة سطرتها كتب السنة والسير، لقد قالت: (يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً)، قالت عائشة: (وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع).
سبحان الله، ما أعجب هذا! عائشة ضرتها، وهي التي تساميها في الفضل، ومعلوم ما يجري بين الضرائر من الغيرة الشديدة والحسد، ومع ذلك تقول زينب هذا القول المنصف، فلله درها، ما أغلبها لهواها، وما أعظم دينها وتقواها، فرحمة الله عليها تحوطها وتغشاها.
الموقف الثالث: وقبل أن أذكره أضع له تمهيداً، فتصور أنه نُقِل إليك عن مجلس مّا أن أحدهم قد طعن فيك، ووقع بغير حق، فداهمه أحدهم، فانبرى في الدفاع عنك بحق، فأخذ يزكيك، ويفند الكلام الذي قيل فيك، ماذا سيكون موقف هذا الرجل عندك؟
لا شك ـ بطبيعة النفس البشرية ـ أنك ستأنس لهذا الرجل، وتعده واثق المودة، صادق الإخاء.
فتأمل معي هذا الموقف: الصحابي الجليل: كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وقد تاب الله عليهم، يذكر قصته حين كبر سنه، وكف بصره، فيذكر أحداثها وتفاصيلها، فلا يُغْفِل ذكر موقف حصل في تلك الغزوة.
يقول كعب ـ رضي الله عنه ـ : لم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك: (ما فعل كعب؟) فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه برداه، ونظره في عطفيه! فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت! والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيراً. أخرجه البخاري ومسلم.
وليس أخي من ودني رأي عينه .... ولكن أخي من ودني في المغائب
الموقف الرابع: وقبل أن أذكره أضع له تمهيداً ـ أيضاً ـ فلتفترضْ أن رجلاً أتاك يسألك عن حال فلان من الناس؛ لأمر زواج أو نحوه من الحاجات التي تجوز فيها الغيبة، فأثنيت على هذا الرجل، وقلت: لا أعلم عنه إلا خيراً، وأحسبه من الصالحين، وإذا بهذا السائل يفاجئك بأنه سمع هذا الرجل المسؤول عنه في عدة مجالس يطعن فيك ويتكلم، فما أنت قائل في هذه اللحظة الحرجة التي باغتك فيها مثل هذا الكلام؟
فإن ثبتَّ على كلامك، وقلت: الرجل لا أعرف عنه إلا خيراً، والرجل من الصالحين، وكلامه فيَّ وجهة نظر، فقد أوتيت حظاً من الحلم، وأنك ممن ليس ينتقم لنفسه.
وإن قلت: عفواً، يظهر أن الرجل قد تغير بعدي، ولا يستحق مثل هذا أن يزوج، ولا أن يصاحب، فقد انتصرت لنفسك!
وقد حصل مثل هذا الموقف للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فماذا تُرون هذا الإمام يقول؟
يحدث المَرُّوذي في كتاب الورع ص148، فيقول (ذكر له ـ يعني الإمام أحمد ـ رجل، فقال: ما أعلم إلا خيراً، قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك؟ فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيراً، هو أعلم وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم!).
سبحان الله ! أي شيءٍ هذه الأخلاق العظام التي أوتيها هذا الإمام ، يُحدَّث ، فيقال له : إن الذي تثني عليك يطعن فيك، فلا يتغير رأيه، ولا يطيش حلمه؛ بل يتبسم، ويثني عليه بما يرى أنه أهله، ثم يعتذر لهذا الطاعن: بأنه أعلم وما يقول!
إنه التوفيق الإلهي، وإذا أراد الله بعبد خيراً طبع فيه صفات الخير، فيبذلها أسلس من الماء، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً .
انتهت هذه المواقف، والخلاصة منها أنه ينبغي لمن أوتي شهامة في طباعه، وسخاوة في أخلاقه، ألا يتغير موقفه من أخيه بسبب اشتهار كلام عنه، لم يثبت، ولم يمحص، وألا يمنعه الهوى والانتصار للنفس من أن ينطق بالحق، حتى ولو كان يظن أن فيه غضاضة، والمسألة ليست باليسيرة والله، فلا يسْطيعها إلا الأفراد الموفقون، الذين ذللت لهم سبل المكارم تذليلاً، وأوتوا حظاً عظيماً في الخير والمبرات؛ ولا ينالها إلا صاحب همة علية؛ ذو مروءة جزلة؛ قد تَسَنَّمَ ذِرْوَةَ المجد، وأمَّ معالي الأمور، فكرُمت خليقته، ونبُلت نفسه، فلم تلن قناته لغامز؛ فإن النفوس سريعة التأثر، مجبولة على الانتصار للنفس، وقد قال ـ سبحانه ـ [لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ].
قال الزمخشري في الكشاف 3/213: (فيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه، أن يبني الأمر فيها على الظن لا على الشك، وأن يقول بملء فيه بناء على ظنه بالمؤمن الخير: هذا إفك مبين.
هكذا بلفظ المصرح ببراءة ساحته، كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال، وهذا من الأدب الحسن الذي قل القائم به والحافظ له، وليتك تجد من يسمع فيسكت، ولا يشيع ما سمعه..).
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء، اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.