ما حكم الدعاء بصفات الله وكلامه مثلاً يا رحمة الله ارحمني
احمد ابوبكر
1436/02/10 - 2014/12/02 09:37AM
ما حكم الدعاء بصفات الله وكلامه مثلاً يا رحمة الله ارحمني
وحجة من يقول بها أن صفات الله هي من الله وهي غير مخلوقة وهي من إضافة صفة إلى موصوفه وليس من باب إضافة التشريف كبيت الله كي نقول أنها شرك ولا تجوز؟
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
إن كان مقصود السائل حكم دعاء الصفة كأن يقول يا حياة الله اغفر لي أو يا كلام الله ارحمني فهذا مردود شرعاً وباطل عقلاً ، كما حرره ابن تيمية في عدة مواطن ، فقال :" فلو قال قائل يا حياة الله أو يا علم الله أو يا كلام الله اغفر لي وارحمني واهدني كان هذا باطلاً في صريح العقل ، ولهذا لم يجوز أحد من أهل الملل أن يقال للتوراة أو الإنجيل وغير ذلك من كلام الله : اغفر لي وارحمني وإنما يقال للإله المتكلم بهذا الكلام اغفر لي وارحمني " 2/115 ( ط المدني ) .
ولا يقول عاقل إن الصفة نفسها هي الإله الخالق ، فليس كلام الله أو علم الله هو رب العالمين الذي خلق كل شيء...
وقال في موطن آخر : " والفرق بين الخلق للسموات والأرض وبين الكلمة التي بها خلقت السموات والأرض أمر ظاهر معروف ، كالفرق بين القادر والقدرة ، فإن القادر هو الخالق ، وقد خلق الأشياء بقدرته ، وليست القدرة هي الخالقة ، وكذلك الفرق بين المريد والإرادة ، فإن الله خلق الأشياء بمشيئته ، وليس مشيئته هي الخالقة ، وكذلك الدعاء والعبادة هي للإله الخالق لا لشيء من صفاته ، فالناس كلهم يقولن يا الله يا ربنا يا خالقنا ارحمنا واغفر لنا ولا يقول أحد يا كلام الله اغفر لنا وارحمنا ..." الجواب الصحيح 2/292.
ومما يجلي ذلك أن لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خصالاً عظيمة وشمائل كريمة كالشجاعة والكرم ، وليست هذه الخصال ( نبياً ) .
وقد قرر ذلك الإمام ابن بطة ( ت 387هـ ) حيث قال:" لا يقال إن عزة الله هي الله، ولو جاز ذلك لكانت رغبة الراغبين مسألة السائلين أن يقولوا: يا عزة الله عافينا ، ويا عزة الله أغنينا !" الإبانة الكبرى ( الرد على الجهمية )2/ 181.
ولا شك أن صفات الله تعالى قائمة به سبحانه وتعالى ؛ لأن مسمى الله يدخل في صفاته ، فإذا قلت ـ مثلاً ـ أعوذ بعزة الله فقد عذت بصفة من صفات الله تعالى ، ولم تعذ بغير الله ، لكن كون الصفة تابعة للموصوف ، فالعزة والرحمة من صفات الله تعالى ، لكن ليست الصفة هي الله - عز وجل - كما تقدم .
وأما إن كان مقصود السائل حكم الدعاء بالصفة كأن يتوسل إلى الله تعالى بصفاته أو يستعيذ بكلماته فهذا مشروع ومأمور به .
قال تعالى: { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }الأعراف180 وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه وأحزنه أمر قال " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " أخرجه الترمذي ، وعن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ مرفوعاً " من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك " ، أخرجه مسلم والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وحجة من يقول بها أن صفات الله هي من الله وهي غير مخلوقة وهي من إضافة صفة إلى موصوفه وليس من باب إضافة التشريف كبيت الله كي نقول أنها شرك ولا تجوز؟
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
إن كان مقصود السائل حكم دعاء الصفة كأن يقول يا حياة الله اغفر لي أو يا كلام الله ارحمني فهذا مردود شرعاً وباطل عقلاً ، كما حرره ابن تيمية في عدة مواطن ، فقال :" فلو قال قائل يا حياة الله أو يا علم الله أو يا كلام الله اغفر لي وارحمني واهدني كان هذا باطلاً في صريح العقل ، ولهذا لم يجوز أحد من أهل الملل أن يقال للتوراة أو الإنجيل وغير ذلك من كلام الله : اغفر لي وارحمني وإنما يقال للإله المتكلم بهذا الكلام اغفر لي وارحمني " 2/115 ( ط المدني ) .
ولا يقول عاقل إن الصفة نفسها هي الإله الخالق ، فليس كلام الله أو علم الله هو رب العالمين الذي خلق كل شيء...
وقال في موطن آخر : " والفرق بين الخلق للسموات والأرض وبين الكلمة التي بها خلقت السموات والأرض أمر ظاهر معروف ، كالفرق بين القادر والقدرة ، فإن القادر هو الخالق ، وقد خلق الأشياء بقدرته ، وليست القدرة هي الخالقة ، وكذلك الفرق بين المريد والإرادة ، فإن الله خلق الأشياء بمشيئته ، وليس مشيئته هي الخالقة ، وكذلك الدعاء والعبادة هي للإله الخالق لا لشيء من صفاته ، فالناس كلهم يقولن يا الله يا ربنا يا خالقنا ارحمنا واغفر لنا ولا يقول أحد يا كلام الله اغفر لنا وارحمنا ..." الجواب الصحيح 2/292.
ومما يجلي ذلك أن لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خصالاً عظيمة وشمائل كريمة كالشجاعة والكرم ، وليست هذه الخصال ( نبياً ) .
وقد قرر ذلك الإمام ابن بطة ( ت 387هـ ) حيث قال:" لا يقال إن عزة الله هي الله، ولو جاز ذلك لكانت رغبة الراغبين مسألة السائلين أن يقولوا: يا عزة الله عافينا ، ويا عزة الله أغنينا !" الإبانة الكبرى ( الرد على الجهمية )2/ 181.
ولا شك أن صفات الله تعالى قائمة به سبحانه وتعالى ؛ لأن مسمى الله يدخل في صفاته ، فإذا قلت ـ مثلاً ـ أعوذ بعزة الله فقد عذت بصفة من صفات الله تعالى ، ولم تعذ بغير الله ، لكن كون الصفة تابعة للموصوف ، فالعزة والرحمة من صفات الله تعالى ، لكن ليست الصفة هي الله - عز وجل - كما تقدم .
وأما إن كان مقصود السائل حكم الدعاء بالصفة كأن يتوسل إلى الله تعالى بصفاته أو يستعيذ بكلماته فهذا مشروع ومأمور به .
قال تعالى: { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }الأعراف180 وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه وأحزنه أمر قال " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " أخرجه الترمذي ، وعن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ مرفوعاً " من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك " ، أخرجه مسلم والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين