ماذا يراد لحضرموت؟

د مراد باخريصة
1435/02/03 - 2013/12/06 04:08AM
ماذا يراد لحضرموت؟
عاد البلد من جديد إلى واجهة الأحداث وبدأت الأمور تتطور مرة أخرى لتعود إلى نقطة الصفر وبدأ الجميع يشعر أن هناك أياد خبيثة كثيرة تلعب بالقضايا وتخلط الأوراق لتقول للناس أنها لازالت تدير البلد وتسير شئونه وتحرك خيوطه وتؤثر على مجريات أحداثه.
ولكنها هذه المرة تلعب لعبتها في حضرموت وتحاول أن تشعل حرائقها فيها وتعكر صفو حياتها وحياة أهلها المسالمين البعيدين كل البعد عن الفتن والأزمات.
عنجهية واضحة واستهداف مقصود وتشويه متعمد لسمعة هذه المحافظة الطيبة المسالمة فهناك محاولات عديدة ومكررة لكي يثبتوا للعالم أن حضرموت هي مأوى القاعدة ومصنع الإرهاب المزعوم وملجأ الإرهابيين من كل بلدان العالم فأكثروا في السنوات الأخيرة من ضربها بالطائرات الأمريكية من دون طيار ونفذوا داخلها عشرات الضربات الموهومة التي كثيراً ما تستهدف أبرياء لاذنب لهم ولاعلاقة للقاعدة بهم ولاناقة لهم ولاجمل في شيء كما تتحدث المصادر الأمريكية نفسها بل ربما يكون بعضهم مناهضاً للقاعدة ومخالفاً لها.
حتى كادوا أن يوهموا العالم بأن أصحاب القاعدة لايتكاثرون في محافظة من محافظات اليمن أكثر من تكاثرهم في حضرموت
وصنفوا بعض المديريات في حضرموت على أنها مديريات ومناطق تأوي القاعدة ويتحصن فيها أصحاب القاعدة كما صنفوا بذلك مدينة الشحر والغيل مع أن الناس جميعاً في هذه المناطق لايرون أية تحركات ظاهرة لهم كما هو الحال في بعض المناطق والمحافظات الأخرى من محافظات اليمن ولكنه التركيز المتعمد على حضرموت.
ومن المضحكات المبكيات التي يراد منها تشويه حضرموت تلك الأخبار المكذوبة المختلقة التي ينشرونها بين الفينة والأخرى عن هذه المحافظة الوادعة والتي يعرف الجميع مقصدهم الخبيث من نشر وترويج تلك الأخبار المكذوبة ومحاولة بثها ونشرها وإشهارها في جميع وسائل الإعلام
فمرة يعلنون أن مديرية كذا وكذا من مديريات محافظة حضرموت قد سقطت في يد القاعدة.
ومرة يشيعون أن ميناء الضبة قد سيطر عليه تنظيم القاعدة وأحكموا قبضتهم عليه.
ومرة يقولون أنهم اعتقلوا زعيم تنظيم القاعدة في حضرموت ثم يعلنون اسمه فإذا به مدير الجمارك في حرض من أبناء حضرموت.
وقبل أيام قريبة أعلنوا أنهم اعتقلوا في مدينة الشحر زوجة نائب زعيم القاعدة مع نساء سعوديات أخريات ثم تظهر الحقيقة بأن النساء المعتقلات لاتوجد بينهن سعودية واحدة.
وقبل أيام يسيرة أعلنوا أنهم قتلوا عناصر من القاعدة وذكروا أسمائهم فإذا بهم رجال من أبناء حضرموت منهم شيخ الحموم ومقدم قبيلتهم!
فياترى ماهو سر هذه الأكاذيب؟ ولماذا كل هذه الاختلاقات والتشويهات لحضرموت وأهلها؟ وماذا يريدون من وراء تلك الأخبار المصطنعة الملفقة الكاذبة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
عباد الله:
إن ماتقوم به القوات الأمنية في هذه الأيام من حملات عسكرية رهيبة على بعض المناطق هنا في حضرموت ومايصحبها من مداهمات وترويع للآمنين واستهداف للأبرياء واستخدام لكل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة التي يرهبون بها الناس في وسط الأحياء والحارات المزدحمة بالسكان وتعمد القيام بتلك الحملات في أوقات يسكن الناس فيها وينامون كما داهموا بيتاً في الشحر قبل الفجر وبيتاً في الغيل بعد العشاء المتأخر كل هذا دليل على الهمجية التي تعكس عند الناس انطباعات سيئة على هذه القوات وتولد في قلوب الناس كراهيتها وبغضها بل والشك والريبة من صنيعها حينما يرونهم يداهمون البيوت والمناطق بتلك القوة الهائلة وبطريقة همجية وحشية وكأنهم في ساحة حرب أو في معركة قتال ونزال أو حرب نظامية.
ومما يثير الاستغراب والدهشة ويثير العجب في موضوع التركيز المتعمد على حضرموت المحاولات العديدة لتشويهها وإذلال أبنائها واستهداف أهلها الاستهداف المتكرر لإهانة أبنائها وإذلالهم عند النقاط وضربهم وقتلهم فيها وتعمد إطلاق الرصاص الحي المباشر على أبنائها واستفزازهم وتنقصهم عند المرور عليها
فما نسي الناس تلك الحوادث الإجرامية الجبانة كحادث مقتل ذلك الشاب اليافع من أبناء قبيلة بلعبيد وضرب جده وإصابته بإصابات بليغة وبعدها تم استهداف رجل من أبناء حضرموت من مدينة الشحر من آل بامدحج كان ماراً في طريقه فأردوه قتيلاً وكم وكم من الاستفزازات والقتل المتعمد الذي لاسبب له غير العنجهية وإبراز العضلات على من لاذنب لهم.
ومن آخر هذه الاستهتارات في النقاط ما حصل للشيخ الوقور والرجل الحكيم الشيخ سعد بن حبريش الحمومي شيخ مشايخ آل حموم ورئيس مجلس اتحاد قبائل حضرموت الذي قتل على خلفية السلاح المرخص الذي يحمله مع أن مشايخ القبائل في صنعاء ومأرب وشبوة وغيرها يرخص لهم في حمل ما يشاءون من الأسلحة دون أن يعترضهم معترض لأنهم مشايخ قبائل ولهم منزلتهم الخاصة ويعاملون بمعاملة خاصة إلا مشايخ القبائل هنا في حضرموت.
إن حادث مقتل هذا الشيخ يعد نقلة خطيرة في مجريات الأحداث وقفزاً بها إلى أعلى درجات الخطر وإسهاماً من خلالها في إدخال البلد عامة وحضرموت خاصة في دوامة عمياء وحرب عنصرية ومواجهات دامية بين أبناء القبائل والقوات الأمنية..
خاصة وأن هذا الاستهداف الإجرامي جاء في وقت عصيب امتلأت فيه القلوب وأوغرت فيه الصدور على هذه القوات بعد ما رأى الناس عنجهيتها وانقسامها وكثرة إساءاتها وإهمالها في ضبط الأمن وإيقاف مسلسل الانفلات الأمني واستماتتها في ضبط ورعاية مصالحها فقط والحفاظ عليها والاهتمام بها دون غيرها كشركات النفط ومناطق الامتياز التي تحميها وتهتم بها أمنياً اهتماماً بالغاً وتهمل غيرها ولا تبالي بحمايتهم ولاتهتم بأمنهم وخاصة أمن المواطن المسكين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الخطبة الثانية:
إن هناك أياد خبيثة كثيرة تريد أن توقع البلد في صراع دامي وحرب داخلية وتسعى إلى ضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض وتحاول بكل امكانياتها وتسخر كل طاقاتها لإيقاد مثل هذه الفتن والأحداث وتصطنعها وتقوم بافتعالها لكي تحدث من خلالها الفتنة والانقسام بين الناس حتى يصلوا إلى قناعة تامة بأنه لا حل إلا في المواجهة وإشعال الحروب العنصرية والمناطقية.
ويسعون سعياً حثيثاً لإيقاد هذه الفتن حتى تسيل الدماء ويأكل الناس بعضهم بعضاً ويدخلوا في صراع مرير ومواجهات محتدمة كما هو الحاصل في دماج وماحولها ومايراد استنساخه ونقله إلى جميع المناطق والمحافظات الأخرى {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.


للمزيد ...
المرفقات

375.zip

المشاهدات 1906 | التعليقات 1

حفظك ربي شيخ مراد دائما تلامس الواقع وتحكيه وبهذه المنهجية والطريقة تعتبر خطيبا مجيدا ورائعا ولبيبا يدرك حاجة الناس لخطابه ويعرف حاجة المجتمع لقوله .


فالله في السير على هذا المنهاج تشخيص أمراض الناس وأدواءهم والعمل على إبداء الرؤية الصحيحة وكيفية التعامل الحسن ودلالتهم على العلاج النافع والدواء الناجع.