ماذا قَبْلَ رَمَضان 13 ــ 8 ـ 1445هـ

عبدالعزيز بن محمد
1445/08/12 - 2024/02/22 08:47AM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَيُّها المُسْلِمُون: مُؤْمِنٌ.. عَلِمَ فَأَدْرَكَ فَفَقِهَ فَعَمِلْ.  عَلِمَ أَنَّ الحَياةَ قَصِيْرَةٌ ومَتَاعُها زَائِلٌ، وأَنَّ الآخِرَةَ باقِيَةٌ ونِعِيْمُها كَامِلْ.  فَأَدْرَكَ أَنَّ الغَفْلَةَ مُهْلِكَةٌ وأَنَّ الصُّدُودَ مُفْسِدٌ، وأَنَّ التَسْوِيْفَ مُؤَخِرٌ وأَنَّ الإِعْراضَ قَاتِلْ. 

مُؤْمِنٌ.. فَقِهَ مَعْنَى الحَياةِ وفَقِهَ الحِكْمَةَ مِنْ وُجُودِها، وفَقِهَ مَعْنَى الآخِرَةِ وآمَنْ بِصِدْقِ مَوْعُوْدِها. فَنَهَضَ مُجْتَهِداً في طَرِيْقِ العُبُودِيَّة.

يَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ في كُلِّ وَقْتٍ، ويَتَزَلَّفُ إِليهِ في كُلِّ حِيْن. كُلَّما غَفَلَ تَذَكَّر، وكُلَّما ضَعُفَ تَفَكَّرْ، وكُلَّما غَفَا أَفاق. يُجَدِّدُ العَزْمَ لا يَفْتُر. ويَتَعاهُدُ الإِيْمانَ لا يَضْعُف، ويَحْمِيْ القَلْبَ لا يَزِيْغ.  يَتَرَقَّبُ الفُرَصَ ويَتَهَيَّأُ لَها. ويَتَطَلَّعُ لِلْمَواسِمِ ويَسْتِعِدُ لَها. وفي شَرِيْعَةِ اللهِ.. أَنْ الحَياةَ كُلُّها للهِ. وأَنْ العِبادَةَ لا مْنْتَهَى لَها دُونَ المَوْت {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}  وفي شَرِيْعَةِ اللهِ.. أَنَّ في الأَزْمانِ ما هُوَ أَفْضَلْ، وأَنَّ في الأَوقاتِ ما هُوَ أَكْرَم، وأَنَّ في الشُهُورِ ما هُو أَشْرَف.  وإِذا شَرُفَ زَمَنٌ.. شَرُفَتْ العِبادَةُ فِيه. وإِذا فَضُلَ وَقْتٌ.. ضُوعِفَ الثَّوَابُ لِمَنْ عَمِلْ.

وشَهْرُ رَمَضَان.. شَهْرٌ لَهُ على سَائِرِ الشُّهُورِ فَضِيْلَةٌ. ولَهُ في قُلُوبَ المُؤْمِنِيْنَ مَكان. أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ القُرآن، وجَعَلَهُ بِكامِلِهِ ظَرْفاً لِرُكْنٍ مِنْ أَرْكانِ الإِسْلام {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}

ومَا مِنْ مُسْلِمٍ.. إِلا ويَفْقَهُ فَضِيْلَةَ ذاكَ الشَّهْرِ، ويُدْرِكُ عَظِيْمَ فَضْلِ اللهِ على عِبادِهِ بِه.  وأَنَّهُ مَوْسِمٌ مِنْ مَواسِمِ الآخِرَةِ.. تُضاعَفُ فِيهِ لِلعامِلِينَ الحَسَنات.

شَهْرُ رَمَضَان.. مَوْسِمُ تِجارَةٍ رابِحَةٍ.. ومَا مِنْ مُتاجِرٍ إِلا ويَتَهَيّأُ لِمَواسِمِ التِجارَةِ قَبْلَ قُدُوْمِها.. يَسْتَجْمِعُ لَها طَاقَتَهُ، ويَأَخُذُ لَها أُهْبَتَه. ويُعِدُّ لَها عُدَّتَه.  فَإِذا قَامَ سُوقُ الكَسْبِ.. كَانَ في قِمَمِ الرَّابِحِيْن.  

* تَهْيِئَةُ النَّفْسِ لِلْعَملِ في رَمَضان، وتَحْفِيزُها عَلى الاسْتِعْدادِ للشَّهْرِ قَبْلَ قُدُومِه.. عَوامِلُ مُعِيْنَةٌ عَلى تَحَمُّلِ تَكالِيْفِ العِبادةِ، ومُقَوِّيَةٌ عَلى حُسْنِ أَدائِها.  ولَمَّا كَانَ شَهْرُ رَمَضانَ شَهْرٌ الصِّيام. قَالَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (مَا رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ) متفق عليه يُكْثِرُ الصِّيامَ فِيْ شَعْبانَ.. يُبادِرُ صِيامِ الفَرْضِ بِصِيامِ النَّافِلَةِ قَبْلَه.  وكَذا تَكُونُ حالُ المُشَمِّرِيْن.. يَتَأَهَبُونَ لِمَواسِمِ المُضاعَفَةِ ولَها يَتَهَيَّؤُونَ.

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَماذا أَعَدَدتَ لَه؟  أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فاجْمَعَ شَتاتَ القَلْبِ مِنْ كُلِ الشِّعابْ. لَمْلِمْ فُؤَادَكَ نَقِهِ مِما يُعابْ.  * أَقْبَلَ رَمَضانُ فأَقْبِلْ عَلى رَبِكَ وأَخْلْصْ وَجْهَكَ لَه.  جدد التَوْبَةَ.  ومِنَ رِجْسِ الأَوزارِ تَطَهَّرْ، فَما أَقْعَدَ عَنْ صالِحِ الأَعْمالِ مِثْلُ ذَنْبٍ في الفُؤَادِ تَجذَّرْ.

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَأَزِحْ عَنْ الدَرْبِ أَشْواكاً تُعِيْقْ. لا تَنْغَمِسْ في المُلْهِيات. ارفَعْ لِواءَ المَكْرُمات. ارْسِمْ لِنَفْسِكَ مَسْلَكاً رَاقٍ رَشِيْد. جَدِّدِ نَوايا الخَيْرِ في عَزْمٍ أَكِيْد. مَنْ يَنْوِ خَيْراً يَبْلُغَه. مَنْ هَمَّ بالحَسَناتِ يُدْرِكْ فَضْلَها. كَمْ خُطَّ للإِنْسانِ مِنْ أَجْرٍ جَنَتْهُ النِّيَّةُ.

مَنْ هَمَّ بالحَسَنَةِ تُكْتَبُ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْها.  فَإِنْ عَمِلَها.. كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ مُضاعَفَةٌ.

فَاعْزِمْ علَى الحَسَناتِ قَبْلَ بُلُوغِ الشَّهْرِ.. كَيْ تَبْقَى بأَجْرِ النِّيَةِ. عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيْئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فمَنْ هَمَّ بِحَسَنةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِـهَا فَعَمِلَها كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إِلى سَبعِمائةِ ضِعْفٍ إِلى أَضْعَافٍ كَثِيْرةٍ» متفق عليه والهَمُّ بالحَسَنَةِ: هُوَ النِّيَةُ الصَّادِقَةُ والعَزْمُ على فِعْلِها. ولا يَكُونُ العُبْدُ قَدْ هَمَّ بِعَمَلٍ.. حَتَى تَنْعَقِدَ نِيَّتُهُ ويَعْزِمَ على العَمل. وأَما مُجَرَّدُ الخاطِرَةِ أَو الأُمْنِيةِ فَلا يعْتَبَرُ صاحِبُهُ قَدْ (هَمّ). فمَن نَوَى حَسَنةً وعَزَمَ علَى فِعْلِها ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْها وَلَوْ لِغَيْرِ مانِعِ.. كَتَبَها اللهُ لُه حًسَنَةً كامِلَةً. فَإِن لَمْ يَعْمَلْها لِمانِعٍ حَالَ بَيْنَهُ وبَيْنَها.. فَحَسَنَتُهُ أَعْظَمْ .

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَما هَنِيءَ بالعِبادَةِ مِثْلُ مُخْلِصٍ. وما هَنِيءَ بالعِبادَةِ مِثْلُ مُؤْمِنٍ بِمَوعُودِ الله. * أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَنَقِّ القَلْبَ مِنْ حَسَدٍ وحِقْدٍ. ونَقِّ القَلْبَ مِنْ كَبْرٍ مَقِيْتِ. تَخَلَّصْ مِنْ مَظالِمَ جَنَيْتَها. ومِنْ قَطِيْعَةٍ ارْتَضَيْتَها. ومِن عُقُوقٍ أَحْدَثْتَه.  

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَصَالِحْ مَنْ هَجَرْت. وَصِلْ مَنْ جَفَوْت، وسَامِحْ مَنْ أَساء.

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. وبَيْنَكَ وبَيْنَ الشَّهْرِ مُتَسَعُ. تَخَفَّفْ مِنْ مَشاغِلِك. وخُذْ مِنْ شَعْبَانَ لِرَمَضان. لا تُنازِعُكَ المَشاغِلُ في مَواسِمِ الفَضِيْلَة. لا تُزَاحِمُكَ مَطالِبُ الحَياةِ في زَمَنِ المَضاعَفات. * أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَما تُنْفِقُهُ عَلى أَهْلِكَ فاعْلَمْ أَنَّهُ لَكَ صَدَقَة. فَلا تَبْخَلْ وأَنْتَ قَادِرْ. ولا تُسْرِفْ.. فإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُسْرِفِين.  * أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَتَفَقَّدْ المُحْتاجَ، وأَعِنِ الفَقِيْرَ، وسَانِد الضَّعِيْفَ، وكُنْ عَوْناً لِمَنْ انْقَطَعَتْ بِهِ السُبُل. 

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَإِنْ كانَ لَكَ مَالٌ تَجِبُ فيهِ الزَكاةُ وحَانَ وَقْتُ إِخراجِها. فَأَتْقِنْ حِسابَها، وأَحْسِنْ بَذْلَها، ولا تُؤَخِرْ وَقْتَها. واجْتَهِدِ في مَصارِفِها. ولا تَغْفَلْ عَن جارٍ مُسْتَحِقٍّ أَو قَرِيْبٍ. {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ صِيامٌ مِنْ رَمَضانَ المُنْصَرِمِ فَبادِر بِقَضائِه قَبْلَ حُلُولِ رَمَضان، فَإِنه يَجِبُ القَضاءَ قَبْلَ حُلُولِه. * أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَتَفَقَّهْ في أَحْكامِ صَوْمِك. فَإِنَّهُ (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِههُ في الدِّيْن) بارك الله لي ولكم بالقرآنِ العظيم..


 

الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً  أما بعد:  فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون

أيها المسلمون: أَقْبَلَ رَمَضانُ..  فَما أَسْرَعَ مُرُورَ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مِنْ أَيام. تُقْبِلُ الأَيامُ مُسْرِعَةً ثُمَّ تَرْحَل.  وكَمْ أَنْفُسٍ تَتَقَلَّبْ اليَومَ بِكَامِلِ عافِيَتِها. قَضَى اللهُ أَنْ تَنْقَضِيْ أَنْفاسُها قَبْلَ رَمَضان {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَهاتِ النَّفْسَ والنَّفَسَ، وَهَاكَ النُورَ والقَبَسَ. أَتاكَ الشَّهرُ مُبْتَسِماً، فَيا بُؤْساً لِمَنْ عَبَسَ. أَتاكَ الشَّهْرُ مَوْفُوراً. بِهِ الشَيْطانُ قَدْ حُبِسَ.

عَلِّمْ أَهْلَكَ قِيْمَةَ شَهْرٍ قَدْ قَدِم. فَقِّهْ أَهْلَكَ أَنَّ الفُرَصَ لا تَبْقَى، وأَنَّ الحَياةَ لا تَدُوم. ذَكِّرْ أَهْلَكَ أَنَّ العَمَلَ للآخِرَةِ خَيْرُ ما سَعَى إِليهِ عَاقِل، وأَكْرَمُ ما بَذَلَ فيهِ بَاذِل. وأَشْرَفُ ما تَهَيَّأَتْ لَهُ نَفْس. 

أَخْبِرهُم.. أَنَّ كُلَّ مَكاسِبِ الدُّنيا إِلى زَوال. وأَنَّ مَكاسِبَ الآخِرَةِ أَعْظَمُ ذُخْراً وأَكْرَمُ نَوال {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. فَما يُحْسِنُ اسْتِقْبَالَ شَهْرِهِ إِلا مَنْ فَقِه. عَالِمٌ يَنْشُرُ عِلْماً، ومُعَلِمٌ يَنْشُرُ فَضْلاً. ومُرَبٍّ يَغْرِسُ فَضِيْلَةً، وَوَاعِظٌ يَبْذُلُ ذِكْرى.  يُحْسِنُ اسْتِقْبالَ الشَّهرِ.. مَنْ يَبْذُلُ المعْرُوفَ ويُعِيْنُ عَلَيْه، ويَدُلُّ على الخَيْرِ ويَسْبِقُ إِليه.  يُحْسِنُ اسْتِقْبالَ الشَّهرِ.. مَنْ أَدْرَكَ عَظِيْمَ فَضْلِ اللهِ على عِبادِهِ بِشَهْرِ رَمَضانَ. إِذ جَعَلَهُ مَوْسِماً لمغْفِرَةِ الذُنُوبِ ومُضاعَفَةِ الحَسنات.

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. وفي الشَّهْرِ تَعْلُو رايَةٌ لِلمَساجدِ.. فَيا لَسَعادَةَ مَنْ لِلْمُصَلِّيْنَ أَمَّ. ويا لَسَعادَةَ مَنْ نادَى إِلى الصَلَواتِ ومَنْ أَجابَ النِداءَ وأَتَمَّ.  ويا لَسَعادَةَ مَنْ عَمَرَ المَساجِدَ وبَناها، وتَعاهَدَها وصَانَها ورَعاها. هَيَّأَها للمُصَلِين، هَيَّأَها للذَّاكِرِين، هَيَّأَها للمُرابِطِين، هَيَّأَها للمُعْتَكِفِين، هَيَّأَها للتَّالِينَ، هَيَّأَها للراكِعِينَ السَّاجِدِين.

لِلْمَسَاجدِ في رَمَضانَ أَعْظَمُ أَثَرٌ.. فِبِها الرَّوْحُ والراحَة، وبِهِا الطُمأَنِيْنةُ والسَّكِيْنَة. بِها يُطِيْلُ الصَّائِمَ مُكْثَهُ. وبِها يَحْفَظُ وَقْتَه، وفيها يَسْتَمِعُ إِلى الذِّكْرِ ويَتَفَقَهُ في العِبادات. 

وَرُوَّادُ المَساجِدِ.. هُمْ إِلى الخَيْرِ هُداةٌ، وإِلى المَعْرُوفِ دُعاةُ.  فَمَنْ قَامَ عَلى ثَغْرِهِ بالنُّصْحِ والإِرْشادِ أَفْلَح. ومَنْ تَطَلَّعَ لِنَفِعِ الناسِ أَعَدَّ العُدَّةَ.. وَفَازَ بالدَرَجات.   

وفي الحَدِيْثِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمؤَذِنُ مُؤْتَمَن، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلمُؤَذِنِيْن) رواه أبو داود والترمذي

* أَقْبَلَ رَمَضانُ.. وأُمَمٌ مِن المُسْلِمِينَ في أَقْطارِ الأَرْضِ يَتَقَلَّبُونَ في بُؤْسٍ ومَسْغَبَةٍ.  آلَمتْهُمْ حُرُوبٌ أَو أَوْجَعَتْهُم مَجاعَة. أَو لَفَّهُمْ فَقْرٌ أَو نَزَلَتْ بِهِم فاقَة.  والمُؤْمِنُ أَخُ المُؤْمِن.. يُؤْلِمُهُ أَلَمُ إِخْوانِهِ. وتُدْمِيْهِ جِراحُهُم.. يُطْعِمُ ما اسْتَطاعَ، ويَنْصُرُ ما قَدِر. عَنِ النُّعْمانِ بنِ بَشِيْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى» متفق عليه

اللهم أَحِينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.. اللهم جعل الحياة زيادة لنا في كل خير..

المرفقات

1708580868_ماذا قَبْلَ رَمَضان 13 ــ 8 ـ 1445هـ.docx

المشاهدات 1667 | التعليقات 0