ماذا عن إرهاب "الحشد" الموثق والمعلن ؟!
احمد ابوبكر
1438/05/22 - 2017/02/19 05:09AM
[align=justify]لا تكاد تمر فترة زمنية قصيرة حتى يتناول الإعلام العربي والعالمي المزيد من الأخبار عن التقارير الدولية التي توثق إرهاب مليشيا ما يسمى "الحشد الشعبي" في العراق , والذي تحاول من خلالها طهران الهيمنة الكاملة على بلاد الرافدين , وإحداث تغيير ديمغرافي كبير في التركيبة السكانية ذات الغالبية السنية , عبر تهجير ممنهج للمدن والقرى السنية بعد استخدام تلك المليشيات أبشع أنواع الإرهاب ضد سكانها , بدءا بنهب تلك القرى وصولا إلى حرق البيوت وهدم المساجد , وليس انتهاء بالاعتقال التعسفي والقتل على الهوية .
آخر تلك التقارير تناولتها وسائل الإعلام الخميس الماضي , حيث كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان عن قيام جيش العبادي والحشد الصفوي بتدمير بلدات وقرى قرب الموصل ، عقب استعادتها من تنظيم الدولة في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وفبراير/شباط 2017، دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة، وهو ما يرقى لمصاف "جرائم الحرب".
كما وثقت المنظمة الدولية قيام مليشا الحشد بأعمال نهب وهدم واسعة لبنايات باستخدام متفجرات ومعدات ثقيلة وعن طريق الإحراق في قرى الموصل ذات الغالبية السنية , دون أي مبرر أو هدف عسكري مشروع , اللهم إلا منع المدنيين من العودة إلى ديارهم حسب تصريح نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لمى فقيه .
ومع أن غالبية التقارير الدولية التي وثقت انتهاكات الحشد الصفوي قد طالبت بإجراء تحقيق بخصوص تلك الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها , إلا أنها لا تبدو جدية أو ذات جدوى أو مصداقية , إذ كيف يمكن مطالبة القاتل بإجراء تحقيق في جريمته , فضلا عن محاسبة نفسه على ما ارتكب من جرائم ؟!!
والكلام هنا ينطبق على حكومة العبادي التي أشرفت على تشكيل الحشد وشرعنته عبر منحه صفة قانونية وعسكرية , كما ينطبق على قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك الحشد في جرائمه , سواء من خلال غطائها الجوي الذي يمهد الطريق لمليشا الحشد لارتكاب جرائمها , أو من خلالها عدم إدراج تلك المليشيات ضمن قوائم الإرهاب رغم إرهابها الموثق من قبل منظمات أمريكية ودولية .
يبدو أن تعامل الدول الغربية - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - مع ما يسمى "الإرهاب" يستخدم وسيلة تبادل الأدوار , فبينما تتكفل المنظمات الغربية المعنية بما يسمى "حقوق الإنسان" بتوثيق جرائم الحشد الصفوي في العراق وإصدار التقارير تلو التقارير بخصوص ذلك ..... تستمر الدول الغربية وفي مقدمتها الولات المتحدة الأمريكية بتعاونها العسكري مع تلك المليشيات لمحاربة ما يسمى "داعش" !!
لم يعد الغرب يكترث على ما يبدو بشعاراته الكاذبة – حماية حقوق الإنسان – الحرية الدينية – نبذ التعصب والطائفية ....الخ - التي خدع بها العالم طوال عقود مضت , خصوصا بعد أن كشفت الثورة السورية وما يحدث بالعراق وفي عقر الدول الغربية بعد موجة اللجوء الأخيرة الوجه الغربي الحقيقي المليء بالعنصرية والعداء للإسلام والمسلمين .....فراح يمارس نوعا من الازدواجية مفضوح , وشكلا من العنصرية ممقوت ومنبوذ , في الوقت الذي ما زال يزعم فيه حرصه على حماية حقوق الإنسان وضمان حرية الأديان !!!
يكفي دليلا على ما سبق ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة ، خلاصة مضمونه تسجيلا مصورا لزعيم مليشيا ما يسمى "كتائب بابليون" المنضوية تحت راية مليشيات الحشد الصفوي في العراق ، يتوعد فيه بالثأر من المدنيين من أهل الموصل ذات الغالبية السنية ممن سماهم "أحفاد يزيد" !!
لم يتوجس زعيم تلك الكتائب "ريان الكليدار" خيفة مما قاله في مقطع الفيديو الذي ظهر فيه , ولم يخش من إدراجه ضمن قائمة "الإرهاب" في الدول الغربية , رغم فيضان كلماته بالطائفية والعنصرية و "الإرهاب" ........لأنه ببساطة مسيحي وليس بمسلم , ومن مليشيا الحشد الصفوي وليس من فصيل مسلح سني !!
لقد قالها "ريان" علانية وبكل وقاحة : إن "المسيحيين سيأخذون بالثأر في محافظة نينوى، وسوف تكون معركتنا بين أحفاد يزيد ونحن أحفاد جون (الاسم الثاني لم يتضح) ، المعركة ستكون مسيحية مع أحفاد يزيد. التاريخ يعيد نفسه " .
لم يكن لمثل هذا الكلام الخطير أن يمر مرور الكرام لو كان القائل زعيم فصيل سني مسلح , بينما تعج الذاكرة بعشرات الأمثلة من هذه اللغة الطائفية العنصرية البغيضة التي تخرج كل فترة ممن يسمون أنفسهم قادة الحشد الصفوي بالعراق , ومن أصحاب العمائم السوداء والجنرالات في طهران .....دون أن يكون هناك أية ردود فعل غربية !!
باختصار وبكل وقاحة تقولها الدول الغربية : الحشد الصفوي والمليشيا المنضوية تحت هذا المسمى ليست إرهابية مهما ارتكبت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية , ومهما أصدرت المنظمات الحقوقية الدولية بشأنها من تقارير موثقة تتناول انتهاكاتها التي ترقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية , بل و حتى لو صرح قادة تلك المليشيات بطائفيتهم وعنصريتهم وأعلنوا على الملأ أن حربهم ضد المدنيين من أهل السنة "انتقامية" !![/align]
آخر تلك التقارير تناولتها وسائل الإعلام الخميس الماضي , حيث كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان عن قيام جيش العبادي والحشد الصفوي بتدمير بلدات وقرى قرب الموصل ، عقب استعادتها من تنظيم الدولة في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وفبراير/شباط 2017، دون أي ضرورة عسكرية ظاهرة، وهو ما يرقى لمصاف "جرائم الحرب".
كما وثقت المنظمة الدولية قيام مليشا الحشد بأعمال نهب وهدم واسعة لبنايات باستخدام متفجرات ومعدات ثقيلة وعن طريق الإحراق في قرى الموصل ذات الغالبية السنية , دون أي مبرر أو هدف عسكري مشروع , اللهم إلا منع المدنيين من العودة إلى ديارهم حسب تصريح نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لمى فقيه .
ومع أن غالبية التقارير الدولية التي وثقت انتهاكات الحشد الصفوي قد طالبت بإجراء تحقيق بخصوص تلك الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها , إلا أنها لا تبدو جدية أو ذات جدوى أو مصداقية , إذ كيف يمكن مطالبة القاتل بإجراء تحقيق في جريمته , فضلا عن محاسبة نفسه على ما ارتكب من جرائم ؟!!
والكلام هنا ينطبق على حكومة العبادي التي أشرفت على تشكيل الحشد وشرعنته عبر منحه صفة قانونية وعسكرية , كما ينطبق على قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك الحشد في جرائمه , سواء من خلال غطائها الجوي الذي يمهد الطريق لمليشا الحشد لارتكاب جرائمها , أو من خلالها عدم إدراج تلك المليشيات ضمن قوائم الإرهاب رغم إرهابها الموثق من قبل منظمات أمريكية ودولية .
يبدو أن تعامل الدول الغربية - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - مع ما يسمى "الإرهاب" يستخدم وسيلة تبادل الأدوار , فبينما تتكفل المنظمات الغربية المعنية بما يسمى "حقوق الإنسان" بتوثيق جرائم الحشد الصفوي في العراق وإصدار التقارير تلو التقارير بخصوص ذلك ..... تستمر الدول الغربية وفي مقدمتها الولات المتحدة الأمريكية بتعاونها العسكري مع تلك المليشيات لمحاربة ما يسمى "داعش" !!
لم يعد الغرب يكترث على ما يبدو بشعاراته الكاذبة – حماية حقوق الإنسان – الحرية الدينية – نبذ التعصب والطائفية ....الخ - التي خدع بها العالم طوال عقود مضت , خصوصا بعد أن كشفت الثورة السورية وما يحدث بالعراق وفي عقر الدول الغربية بعد موجة اللجوء الأخيرة الوجه الغربي الحقيقي المليء بالعنصرية والعداء للإسلام والمسلمين .....فراح يمارس نوعا من الازدواجية مفضوح , وشكلا من العنصرية ممقوت ومنبوذ , في الوقت الذي ما زال يزعم فيه حرصه على حماية حقوق الإنسان وضمان حرية الأديان !!!
يكفي دليلا على ما سبق ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة ، خلاصة مضمونه تسجيلا مصورا لزعيم مليشيا ما يسمى "كتائب بابليون" المنضوية تحت راية مليشيات الحشد الصفوي في العراق ، يتوعد فيه بالثأر من المدنيين من أهل الموصل ذات الغالبية السنية ممن سماهم "أحفاد يزيد" !!
لم يتوجس زعيم تلك الكتائب "ريان الكليدار" خيفة مما قاله في مقطع الفيديو الذي ظهر فيه , ولم يخش من إدراجه ضمن قائمة "الإرهاب" في الدول الغربية , رغم فيضان كلماته بالطائفية والعنصرية و "الإرهاب" ........لأنه ببساطة مسيحي وليس بمسلم , ومن مليشيا الحشد الصفوي وليس من فصيل مسلح سني !!
لقد قالها "ريان" علانية وبكل وقاحة : إن "المسيحيين سيأخذون بالثأر في محافظة نينوى، وسوف تكون معركتنا بين أحفاد يزيد ونحن أحفاد جون (الاسم الثاني لم يتضح) ، المعركة ستكون مسيحية مع أحفاد يزيد. التاريخ يعيد نفسه " .
لم يكن لمثل هذا الكلام الخطير أن يمر مرور الكرام لو كان القائل زعيم فصيل سني مسلح , بينما تعج الذاكرة بعشرات الأمثلة من هذه اللغة الطائفية العنصرية البغيضة التي تخرج كل فترة ممن يسمون أنفسهم قادة الحشد الصفوي بالعراق , ومن أصحاب العمائم السوداء والجنرالات في طهران .....دون أن يكون هناك أية ردود فعل غربية !!
باختصار وبكل وقاحة تقولها الدول الغربية : الحشد الصفوي والمليشيا المنضوية تحت هذا المسمى ليست إرهابية مهما ارتكبت من جرائم يندى لها جبين الإنسانية , ومهما أصدرت المنظمات الحقوقية الدولية بشأنها من تقارير موثقة تتناول انتهاكاتها التي ترقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية , بل و حتى لو صرح قادة تلك المليشيات بطائفيتهم وعنصريتهم وأعلنوا على الملأ أن حربهم ضد المدنيين من أهل السنة "انتقامية" !![/align]