ماذا عليّ في شعبان؟!

أيها المؤمنون!
ماهذه الأيام إلا أعمالنا ترفع لنا، فإن خيرا فخير وإن شرا فشر، والسعيد المنعم من حبب الله إليه عبادته، فكانت همه في دنياه، وسعادته، وراحته ...
أيها المؤمن: ماذا عليك في شعبان؟!
هو سؤال يتفطن له المؤمن المتتبع الذي يوقن بأنه يعيش لعبادة الله تعالى؛ فيبحث عن الواجبات والأوامر كي يفعل منها ما يستطيع مما يقربه إلى الله تعالى ...
ومن رحمة الله تعالى لهذه الأمة أن جعل لها مواسم خير، تضاعف فيه من أعمالها، لتعوض من قِصَر أعمارها، فاللهم لك الحمد ...
أيها المؤمنون، تمر الشهور تلو الشهور والأعمال تنقضي، وليس لك من وقتك الماضي ، إلا ما عملت فيها خيرا تؤجر عليه، والسعيد من استعمله الله في طاعته، اللهم استعملنا في طاعتك ...
أيها المؤمن المبارك هلا سألت نفسك: ماذا عليَّ في شعبان؟!
       لقد قالت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الحديث الصحيح: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله!" وفي رواية "إلا قليلا"
فالصوم عباد الله في هذا الشهر هو من خير الأعمال فيه، فهذا مما عليكَ ـ أيها المؤمن ـ في شعبان؛ فمن يطق صوم شعبانه كله يا لــهنائه، وذلك فضلٌ من الله له، وعليه عمل الشكر لله!
       ومن لم يستطع صيام أكثره فلا يفته صيام بعضه، ولا تجعلوا شعبان كباقي الشهورشعبان، لتعملوا من هذه السنة ما تطيقون، إن يوما، أو ثلاثة ، أو أكثر ومن أكثر فالله أكثر !
أيها المؤمنون لتعملوا ولو بعضا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومن يتصبر يُصبره الله ...
        وأما حال من سبقنا من سلف هذه الأمة في شعر شعبان، فقد كانوا يجمعون مع الصيام لشعبان، الإقبال على القرآن الكريم؛ حتى أنهم ليسمون شهر شعبان بشهر القراء؛ لكثرة الانكباب على تلاوة القرآن!
           وهذا من فقههم رحمهم الله؛ فقد رأوا وكأن شعبان هي النافلة التي تسبق فريضة "رمضان"؛ ثم لتتروَّض النفس قبل الدخول في رمضان؛ لتتروض بصيام وتلاوة؛ حتى إذا دخل رمضان كانت النفوس أهيا وأطوع!
           الله استعملنا في طاعتك، وحببها إلينا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،أقول قولي هذا ...


الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حتى يرضى وله الحمد بعد الرضا، اللهم لكم الحمد كما نقول وفوق ما نقول، وبعد:
لا تزال الأمة بخير ما أقبلت على سنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وكلما ازدادت وتمسكت بها كلما ارتقت وارتفعت، وحميت من الفتن، فقد قال عليه الصلاة والسلام:" العبادة في الهرج كهجرة إليّ" ...
عباد الله إن خير ما تدفع به الفتن، هو الإقبال على عبادة الله تعالى ...
وإن مما يزيدك فألاً بصلاح هذه الأمة أن تقف في هذا الزمن على من يصوم شعبان كله، أو يصومه كله إلا قليلا ...
         فيا أيها المؤمنون بادروا بالصوم المستحب في هذا الشهر فهو سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولتقبلوا على كتاب الله تعالى، أكثر مما كنتم في قبله من الشهور،
ولتتمرِّن هذه النفس على البقاء في المسجد وعلى حمل المصحف؛ ولتجعل تطبيق "القرآن" في واجهة جوالك؛ فيكفي ما أضعناه في شهور مضت ... لتتهيأ النفوس لشهر رمضان المبارك ...
             ومن يهد الله فلا مضلَّ له!
اللهم حبب أليزا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين...
اللهم الطف بالمسلمين في بلاد العالم، اللهم ارفق بهم، ونفس كروبهم، وفرج همومهم، وأطعم جائعهم، وأمّن خائفهم، يا أرحم الراحمين...
اللهم آمنا في بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين، اللهم ...