ماذا ستقول للرسول ؟

علي القرني
1437/01/15 - 2015/10/28 19:42PM
بدون مقدمة



ما ذا ستقول لو قابلت الرسول وجلست معه وتحدثت معه تخيل أن حبيبك محمد معك الان هل تأملت الموقف هل تأملت المشهد فمن منا يريد مقابلته ورؤيته والسلام عليه والجلوس معه ماهي الكلمات التي ستنطق بها لسانك ما هي الأماني التي ستتحدث بها نفسك كيف مشاعرك كيف هي دقات قلبك هل ستلتزم الصمت وتروي عيناك برؤيته أم ستجيب عينك بالدمع الغزير أم ستنطق لسانك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أم ستقول أريد مرافقتك في الجنة كما قال الرسول للصحابي ربيعة الأسلمي ألك حاجة فقال : أريد مرافقتك في الجنة قال الرسول أو غير ذلك قال ربيعة ذاك يارسول فقال الرسول فأعني على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم أم سيكون موقفك تقبيل الرسول وأنت خجل من نفسك مما تحمله من المعاصي والذنوب . هل ستقول يارسول الله نحن على الطريق الذي رسمت لنا أم ستقول أنا مفرط في صلاتي أنا مفرط في صيام في زكاتي في قيامي في بري للوالدين في الدعوة إليك في صلتي للرحم مفرط في رعاية الأيتام مفرط في نصرة المسلمين لكني أحبك يا رسول الله وقد قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى . المحبة ليست قصصا تروى ولا كلمات تقال المحبة هي طاعة الله ورسوله المحبة هي العمل بمنهجه ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وربما يقول لك الحبيب عليه الصلاة والسلام كما قال للرجل الذي سأله عن موعد الساعة فقال ما أعدد لها فقال الرجل ما أعدد كثير عمل غير أني أحب الله ورسول فقال الرسول الكريم أنت مع من أحببت ) رواه البخاري.النبي ينتظرنا فمن يذهب إليه ؟
يا له من موقف يحتاج إلى تأمل وتفكر، بقلوبنا قبل عقولنا وبمشاعرنا قبل فكرنا، ونحن نتخّيل ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ينتظرنا عند الحوض، نعم ينتظرنا باسمنا ! انه ينتظرك عند الحوض فهل نحن جادّون في الذهاب إليه أم نكون من المتأخرين المبدلين ، فيحزن النبي لتخلفنا وتأخرنا؟ ! عن عَائِشَةَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ مِنْكُمْ ، فَلَيُقَطَّعَنَّ رِجَالٌ دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ) رواه أحمد إن الحبيب محمد قد تمنى أنه رآنا والتقى بنا النبي الكريم اشتاق إلينا فهل اشتقنا إليه فيا فوز و يا سعادة و يا هناء من حضي بتلك المنزلة حديثا حديث تضلله مشاعر الحب من ذلك القلب الكبير قلب محمد صلى الله عليه و سلم الذي يفيض بحب لا حدود له رغم كثرة العناء و المعاناة و لكنه قلب محمد صلى الله عليه و سلم ذلك القلب الرحيم العطوف حب لم يقتصر على الجيل الذي عايشه و رباه على عينه و بادله مشاعر الحب و جهد و جاهد في الدفاع عنه و الفداء له و لكنه حب تجاوز الحدود ليصل إلى قوم لم يراهم و لم يخالطهم لكنهم أمنوا به و اقتدوا به و تأسوا بهديه و تمنوا لقاءه و لو فقدوا كل شيء في الحياة فكافأهم صلى الله عليه و سلم بأن أفاض عليهم أعظم مشاعر الوداد فتوجهم بتاج الإخاء و ما أعظمه من تاج فعبر عن ذلك بشوق لا يملك المؤمن المحب المشتاق دمع عينه عن الجريان فتعالوا معنا عباد الله نجسد كل هذه المعاني من خلال هذا الحديث العظيم و نقف معه نستلهم الدروس و العبر . عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أتى الْمَقْبُرَةَ فقال السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إن شَاءَ الله بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قد رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قالوا أو لسنا إِخْوَانَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ قال أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لم يَأْتُوا بَعْدُ فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ من لم يَأْتِ بَعْدُ من أُمَّتِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ فقال أَرَأَيْتَ لو أَنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ قالوا بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ قال فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الْوُضُوءِ وأنا فَرَطُهُمْ على الْحَوْضِ فلا يذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم ألا هلم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي ) رواه مالك في الموطأ و النسائي و ابن حبان بسند صحيح . ) والله إن الذي يعزى الذي لم يتوضأ يوما ويصلى لله ويهنأ من تقلب على فراشه ثم قام إلى مقام وضوءه فيمنى نفسه أن يلقى النبي عند الحوض وحق له ذلك.ويسأل الله جوار محمد عليه الصلاة والسلام. تعالوا معنا نتأمل الحديث في روايات أخرى و أحاديث أخرى عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( وددت أني لقيت إخواني ) فقال أصحابه : أوليس نحن أخوانك ؟ قال : ( أنتم أصحابي ، و لكن إخواني الذين آمنوا بي و لم يروني ) رواه الإمام أحمد بسند حسن في موقف آخر يعبر الحبيب عن هذا الشوق عن أبو جمعة قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح قال فقال يا رسول الله هل أحد خير منا اسلمنا معك وجاهدنا معك قال: ( نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني ) رواه الإمام أحمد .إن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرنا فقال:( إن من أشد أمتي حبا لي أناسا يأتون بعدي يود احدهم لو رآني بنفسه و ماله ) رواه الحاكم وحسنه الألباني . فما ذا تقولون فيمن يستهزئ بالنبي فماذا تقولون فيمن يكذب أحاديثه ويقول إنها خلاف الفطرة . نقول له ما قال الله في كتابه ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذابا مهينا) أي أن أذية الرسول يشمل كل أذية قولية أو فعلية من سب وشتم وتنقص له . فلا أظن أحدنا في مقامنا هذا وفي مجلسنا هذا إلا تمنى أنه رأى رسول الله فإن حرمنا بقدر الله أننا لانراه في الدنيا فإننا نسأل الله أن لا يحرمنا هديه واتباع سنته وأن نموت على ملته . وأن يحشرنا معه يوم القيامة . أقو ل ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيم لشأنه وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه وبعد: فالواجب علينا أن نبادل رسولنا صلى الله عليه و سلم مشاعر الحب و الوداد وأن نتمنى لقياه عليه الصلاة و السلام و يكونا هدفنا الأعظم الفوز بحبه والتأسي به و ليكون السؤال الذي يشغل بال المحب كيف نرد حوضه كيف نظفر بلقائه ؟ لابد أن تنبعث مشاعر الحب من قلوبنا حباً صادقاً يصدقه العمل و الإتباع لا قولا باللسان فحسب . فما ثمن من يصبر على دينه فما ثمن يقتدي بالنبي فما ثمن من يثبت في هذه الفتن ثمنه في هذا الحديث روى أبو داود والترمذي عن أبي أمامة الشعباني، قال: سألت أبا ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: قلت: يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألتُ عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((ائتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً ودنياً مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام تدعى أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم)) وهذا حديث جيد. زاد أبو داود في حديثه: (قيل يا رسول الله: أجر خمسين رجلاً منا أو منهم؟ قال: ((بل أجر خمسين رجلاً منكم ) قال العلماء : لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة لأن منزلة الصحبة أعظم . لكن الغريب في آخر الإسلام كالغريب في أوله وبالعكس لقوله عليه السلام " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء من أمتي " يريد المنفردين عن أهل زمانهم وقال شيخ الإسلام رحمه الله : وقد يكون لهم - أي : للمتأخرين - من الحسنات ما يكون للعامل منهم - أي : من الصحابة - أجر خمسين رجلاً يعملها في ذلك الزمان ؛ لأنهم كانوا يجدون من يعينهم على ذلك ، وهؤلاء المتأخرون لم يجدوا مَن يعينهم على ذلك والمجتمع كان يُعين على التمسّك لأن المخالف كان يُنبذ بخلاف زمان الصبر وأيام الشدائد ، فإنه قد يكون المتمسّك بدينه هو المنبوذ فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين فكن من هؤلاء بطاعتك لربك وخشيتك له وعملك الصالح لتنال رحمته.
ثم صلوا

المشاهدات 2006 | التعليقات 0