ماذا بقي لسنة العراق من خيار ؟! د. زياد الشامي

احمد ابوبكر
1436/09/04 - 2015/06/21 07:38AM
[align=justify]في كل من سورية واليمن ..... لم يكن أهل السنة هم من بدأ هذه المواجهة مع الرافضة , بل كانت المواجهة المسلحة أخيرا الخيار الوحيد الذي لم يجدوا منه بدا , بعد أن استنفذ أهل السنة في المنطقة كل خيارات ومحاولات نيل أبسط حقوقهم المشروعة ممن سلبوها منهم لعقود من الزمان , وتأكد لهم بما لا يدع مجالا للشك أن عدوهم يحاربهم حرب وجود , ويخوض معهم معركة مصيرية بشعارات طائفية فاضحة .

والحقيقة أن إدراك هذا الأمر كان ينبغي أن يكون مبكرا , فتاريخ عداء الرافضة لأهل السنة قديم إلى حد اقترانه بزوال الامبراطورية الفارسية على أيدي الفاتحين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما أن خياناتهم وعمالتهم لأعداء الإسلام والمسلمين أكثر من أن تحصى , إلا أن عقيدة التقية التي استخدمها الرافضة على مدى العقود الماضية مع المسلمين , وسياسة المهادنة ريثما تمتلك القوة وتزرع العملاء في دول الجوار , كان لها – على ما يبدو - أثر كبير في تخدير المسلمين لفترة ليست بالقصيرة , ليستيقظوا على خطر رافضي هو أشد عليهم من خطر اليهود والصليبيين , فكيف إذا اجتمع الثلاثة معا ضدهم ؟!

ومع الاعتراف بوجود الكثير من أوجه الاختلاف بين المشهد العراقي ونظيره السوري واليمني , ومع اليقين بأن سطوة الرافضة في العراق وهيمنتها هي الأشد , خصوصا بعد تسليم الأمريكان السلطة لهم قبيل انسحابها الشكلي من بلاد الرافدين , ليصبح أهل السنة في هذا البلد بين ثلاثة أعداء : الرافضة ومليشياتها المسلحة المهيمنة على الحكم و مقدرات البلاد من جهة , والأمريكان الذين يدعمون أي عدو لأهل السنة من جهة ثانية , وتنظيم الدولة الإسلامية الذي أساء لأهل السنة في العراق من حيث ظن أنه يحسن صنعا معهم ....

إلا أن خيارات سنة العراق أمام توحش جرائم الرافضة وازديادها أضحت محدودة للغاية , بل يمكن القول بأنها تسير بنفس اتجاه المشهد السوري واليمني , حيث المواجهة المسلحة ستكون – على ما يبدو - هي الخيار الأوحد .

لقد أضاف الحشد الرافضي المجوسي أمس إلى سجله الإجرامي في العراق جريمة جديدة بحق أهل السنة , فناهيك عن قصف هذه المليشيات بالمدفعية الأحياء السكنية في مدينة الفلوجة , والتي أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين - بينهم ثلاثة أطفال- وإصابة 11 بينهم ثلاث .... قامت تلك المليشيات بالتعاون من أجهزة الأمن باعتقال نحو ألف شخص بمنطقة الزيدان التابعة لقضاء أبو غريب غرب بغداد , وذلك بالطبع دون مذكرات اعتقال صادرة من القضاء العراقي.
وقد دفعت هذه الجريمة الجديدة هيئة علماء المسلمين إلى إصدار بيان حمّلت فيه الحكومة الحالية والمرجعية الدينية في النجف مسؤولية تمادي ميليشيات الحشد الشعبي في الظلم والاستمرار في ارتكاب الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة ضد العراقيين الابرياء .

ومع تحذير الهيئة من مغبة ممارسات الحشد الرافضي التي تزيد من حدة التأجيج الطائفي , ومطالبتها المجتمع الدولي ـ الذي مازال يلتزم الصمت ـ بتحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية إزاء ما يحدث في العراق ..... إلا أن صرخاتها واستغاثاتها لا يبدو أنها ستجد آذانا صاغية .
لقد أسمعت إذ ناديت حيا .............. ولكن لا حياة لمن تنادي

والحقيقة أن سكوت ... بل تواطؤ المجتمع الدولي - وعلى رأسهم أمريكا والغرب – مع الرافضة والنصيرية , ومنحهم الضوء الأخضر لارتكاب أبشع المجارز بحق أهل السنة , دون أن يتكلفوا عناء مجرد الإدانة , أو اعتبار تلك الممارسات من الإرهاب الذي يجب إيقافه أو مواجهته , يشير إلى أن خيار التعويل على صحوة ضمير الغرب الإنساني الميت قد انتهى بلا رجعة , وأنه لا بد لأهل السنة من البحث عن خيار آخر غير هذا الخيار .

لقد ذكرت بعض وسائل الإعلام منذ يومين على استحياء خبر استعداد الحكومة العراقية الرافضية إعدام 7000 معتقل معظمهم – إن لم نقل كلهم – من أهل السنة , بتهم ملفقة بما يسمى "الإرهاب" , ومع ضخامة هذا العدد وفظاعة مثل هذا الخبر إلا أن وسائل الإعلام الغربية لم تعره أي اهتمام , بل ربما أوعزت بعدم تداول الخبر كي لا يزيد من قتامة قبح وجهها الذي انكشف إزاء مواقفها من ما يسمى "بالربيع العربي .

إن اهتمام الغرب بآحاد وعشرات الأفراد من الأقليات في البلاد الإسلامية , وتضخيمها الإعلامي لأدنى انتهاك لحقوقهم أو مساس بأمنهم , في مقابل استهانتها بدماء مئات الآلاف من أهل السنة , فضلا عن تجاهلها المتعمد لأنباء الانتهاكات الجسيمة بحقهم ...يشير إلى مدى قوة تحالف الصادات الثلاث – الصليبية والصهيونية والصفوية – ضد أهل السنة في هذه الأيام .

ومن هنا فإن الواقع يشير إلى أن خيار سنة العراق أمام ما يُرتكب بحقهم من انتهاكات بات محدودا إن لم يكن واحدا .[/align]
المشاهدات 708 | التعليقات 0