ماذا بقي في جعبة مخلوع اليمن؟ / ياسين التميمي
احمد ابوبكر
1436/11/17 - 2015/09/01 08:20AM
[align=justify] وقف المخلوع صالح في أيار/ مايو على أنقاض قصره المدمر في صنعاء، وحاول في لحظة انكسار كانت بادية عليه أن يعطي انطباعا بأنه ما يزال قويا ويمسك بخيوط اللعبة في اليمن، وأنه فقط يتحين الفرصة للمعركة البرية المنتظرة مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
قال حينها بلهجة تهكمية، معجونة بالغضب ندعوهم إلى أن ينزلوا إلى الأرض وسوف نرحب بهم أجمل ترحيب..
وحينها أيضا تحدث ولأول مرة، بعد خروجه من السلطة، بلسان الحاكم الفعلي للبلاد، عندما قلل من شأن القصف الذي يطال المنازل والقدرات العسكرية، وتوعد بتعويض كل ما تمت خسارته في هذه الحرب.
لم يكن هذا السياسي المراوغ الذي أتت به السعودية إلى السلطة، يقول الحقيقة، فهو يعلم أكثر من غيره أن المملكة عندما تحركت عسكريا فهذا يعني أنه سيكون شخصيا هدفا مباشرا لغضبها، الذي لن يعيده إلى المشهد أبدا.
لم يمض أكثر من شهرين حتى كانت القوات السعودية الإماراتية تقدم إسنادا بريا للمقاومة الشعبية وللقوات الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في عدن ولحج وأبين وأخيرا في مأرب حيث وصلت تعزيزات كبيرة جدا إلى المحافظة من بينها خبراء وضباط تابعون لقوات التحالف، بالإضافة إلى طائرات "الأباتشي" التي ترابط حاليا في مطار صافر حيث تتركز معظم المنشآت النفطية في مأرب.
تحولات كبيرة حدثت منذ أن أطلق المخلوع صالح عباراته المثقلة بالتخرصات، وحاول أن يعطي انطباعا بأن تدمير منزله يؤذن بتحولات هائلة في موازين القوى بالمنطقة.
الترسانة الأخطر التي كانت لدى القوات الموالية للمخلوع صالح هي صواريخ سكود البالستية، وهي ركام من الصواريخ التي حصل عليها اليمن في عهده، من كوريا الشمالية، ومعظمها يعاني من أعطال تقنية أخرجت هذه الصواريخ من الجاهزية.
قليلة الصواريخ من هذا الطراز التي تم تحريكها من مخازنها الرئيسية بصنعاء، إلى مناطق في شمال البلاد، ومنها الصاروخ الذي أطلق مؤخرا وتمكنت منظومة الدفاع الصاروخية السعودية من إسقاطه قبل وصوله إلى أهداف ربما محددة وربما غير محددة في منطقة نجران الحدودية مع اليمن.
هذا الصاروخ جاء ردا على التعزيزات العسكرية التي دفعت بها المملكة العربية السعودية إلى مأرب، وهي محافظة تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء، ولا تبعد عنها سوى(170) كيلو متر فقط.
وربما كان لإطلاق هذا الصاروخ ارتباط بمحادثات مسقط التي يحضرها ممثلون عن المخلوع صالح والحوثيين، وتغيب عنها الحكومة، التي اكتفت على ما يبدو بتمرير مواقفها عبر المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
لن يستطيع هذا الصاروخ أن يدمر عزم التحالف العربي على إنهاء النفوذ العسكري والسياسي للمخلوع صالح والحوثيين في اليمن، فالتوقف عن تحقيق هذا الهدف دونه مخاطر كبيرة جدا.
ليس من السهل على السعودية منفردة ولا التحالف العربي مجتمعا التعاطي مع المستجدات التي قد تفرض في اليمن بسبب بقاء الانقلابيين بنفس القوة وبالقدرة ذاتها على التأثير.
لهذا فإن المعركة مصيرية بالنسبة للتحالف كما هي بالنسبة للمقاومة الشعبية، التي تقاتل بإمكانيات بسيطة استطاعت أن تهزم بها الإمكانيات العسكرية الهائلة للدولة التي تم بناؤها على مدى أكثر من ثلاثة عقود وفق عقيدة قتالية تقوم منطق الاستعلاء المناطقي والمذهبي.
معركة استعادة صنعاء تبدو وشيكة، وفق لجملة من المؤشرات التي تعزز هذا الاحتمال، خصوصا الترتيبات الأمنية التي يتخذها الانقلابيون في صنعاء، حيث يجري إخلاء البيوت من ساكنيها في المربعات الأمنية وفي محيط منزل المخلوع صالح، بحجة أنها قد تتعرض للقصف، علما بأن بعض هذه المنازل تبعد نحو كيلو مترا عن منزل المخلوع.
وثمة معلومات لا يمكن التيقن من مدى دقتها تتحدث عن أن الحوثيين فوضوا المخلوع صالح بقيادة عملية الدفاع عن صنعاء.
والذي يدفع إلى التعمق في هذه المعلومات، هو أن هذه المعركة قد لا تكون عسكرية فقط بل سياسية، مما يعفي المليشيا الحوثية من هزيمة محققة ويمنح المخلوع فرصة لمناقشة أي من الترتيبات السياسية التي قد تطرح لتجنيب صنعاء معركة طاحنة.
المصدر: عربي 21
[/align]
قال حينها بلهجة تهكمية، معجونة بالغضب ندعوهم إلى أن ينزلوا إلى الأرض وسوف نرحب بهم أجمل ترحيب..
وحينها أيضا تحدث ولأول مرة، بعد خروجه من السلطة، بلسان الحاكم الفعلي للبلاد، عندما قلل من شأن القصف الذي يطال المنازل والقدرات العسكرية، وتوعد بتعويض كل ما تمت خسارته في هذه الحرب.
لم يكن هذا السياسي المراوغ الذي أتت به السعودية إلى السلطة، يقول الحقيقة، فهو يعلم أكثر من غيره أن المملكة عندما تحركت عسكريا فهذا يعني أنه سيكون شخصيا هدفا مباشرا لغضبها، الذي لن يعيده إلى المشهد أبدا.
لم يمض أكثر من شهرين حتى كانت القوات السعودية الإماراتية تقدم إسنادا بريا للمقاومة الشعبية وللقوات الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في عدن ولحج وأبين وأخيرا في مأرب حيث وصلت تعزيزات كبيرة جدا إلى المحافظة من بينها خبراء وضباط تابعون لقوات التحالف، بالإضافة إلى طائرات "الأباتشي" التي ترابط حاليا في مطار صافر حيث تتركز معظم المنشآت النفطية في مأرب.
تحولات كبيرة حدثت منذ أن أطلق المخلوع صالح عباراته المثقلة بالتخرصات، وحاول أن يعطي انطباعا بأن تدمير منزله يؤذن بتحولات هائلة في موازين القوى بالمنطقة.
الترسانة الأخطر التي كانت لدى القوات الموالية للمخلوع صالح هي صواريخ سكود البالستية، وهي ركام من الصواريخ التي حصل عليها اليمن في عهده، من كوريا الشمالية، ومعظمها يعاني من أعطال تقنية أخرجت هذه الصواريخ من الجاهزية.
قليلة الصواريخ من هذا الطراز التي تم تحريكها من مخازنها الرئيسية بصنعاء، إلى مناطق في شمال البلاد، ومنها الصاروخ الذي أطلق مؤخرا وتمكنت منظومة الدفاع الصاروخية السعودية من إسقاطه قبل وصوله إلى أهداف ربما محددة وربما غير محددة في منطقة نجران الحدودية مع اليمن.
هذا الصاروخ جاء ردا على التعزيزات العسكرية التي دفعت بها المملكة العربية السعودية إلى مأرب، وهي محافظة تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء، ولا تبعد عنها سوى(170) كيلو متر فقط.
وربما كان لإطلاق هذا الصاروخ ارتباط بمحادثات مسقط التي يحضرها ممثلون عن المخلوع صالح والحوثيين، وتغيب عنها الحكومة، التي اكتفت على ما يبدو بتمرير مواقفها عبر المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
لن يستطيع هذا الصاروخ أن يدمر عزم التحالف العربي على إنهاء النفوذ العسكري والسياسي للمخلوع صالح والحوثيين في اليمن، فالتوقف عن تحقيق هذا الهدف دونه مخاطر كبيرة جدا.
ليس من السهل على السعودية منفردة ولا التحالف العربي مجتمعا التعاطي مع المستجدات التي قد تفرض في اليمن بسبب بقاء الانقلابيين بنفس القوة وبالقدرة ذاتها على التأثير.
لهذا فإن المعركة مصيرية بالنسبة للتحالف كما هي بالنسبة للمقاومة الشعبية، التي تقاتل بإمكانيات بسيطة استطاعت أن تهزم بها الإمكانيات العسكرية الهائلة للدولة التي تم بناؤها على مدى أكثر من ثلاثة عقود وفق عقيدة قتالية تقوم منطق الاستعلاء المناطقي والمذهبي.
معركة استعادة صنعاء تبدو وشيكة، وفق لجملة من المؤشرات التي تعزز هذا الاحتمال، خصوصا الترتيبات الأمنية التي يتخذها الانقلابيون في صنعاء، حيث يجري إخلاء البيوت من ساكنيها في المربعات الأمنية وفي محيط منزل المخلوع صالح، بحجة أنها قد تتعرض للقصف، علما بأن بعض هذه المنازل تبعد نحو كيلو مترا عن منزل المخلوع.
وثمة معلومات لا يمكن التيقن من مدى دقتها تتحدث عن أن الحوثيين فوضوا المخلوع صالح بقيادة عملية الدفاع عن صنعاء.
والذي يدفع إلى التعمق في هذه المعلومات، هو أن هذه المعركة قد لا تكون عسكرية فقط بل سياسية، مما يعفي المليشيا الحوثية من هزيمة محققة ويمنح المخلوع فرصة لمناقشة أي من الترتيبات السياسية التي قد تطرح لتجنيب صنعاء معركة طاحنة.
المصدر: عربي 21
[/align]