ماذا بعد رمضان (مختصرة)
طلال شنيف الصبحي
1437/10/03 - 2016/07/08 04:30AM
خطبة أول جمعة بعد رمضان 3 / 10 / 1437 هـ
إن الحمد لله، نحمده،ونستعينه،ونستغفره، ونستهديه،ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.أما بعد:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ... عباد الله: اتقوا الله ربكم؛ فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدِّر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور. وقد جعل لكل شيء أسباباً، ولكل أجل كتاباً، ولكل عملٍ حساباً، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقاً يغدو إليها الناس، ويروحون منها؛ فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان، ويتجلى الربح من الخسران (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
عباد الله: تذكروا أن الأيام أجزاء من العمر، ومراحل في الطريق إلى المستقر، تفنونها يوماً بعد آخر، ومرحلة تلو الأخرى، ومضيها في الحقيقة استنفاذ للأعمار، واستكمال للآثار، وقرب من الآجال، وغلق لخزائن الأعمال، إلى حين الوقوف بين يدي الكبير المتعال (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) فاتقوا الله يا عباد الله في سائر أيامكم، وراقبوه في جميع لحظاتكم، وتقربوا إليه بصالح أعمالكم، والتوبة إليه من المعاصي والسيئات.
أيها المسلمون: في الأيام القليلة الماضية كنتم في شهر رمضان؛ شهر البركات والخيرات، شهر مضاعفة الأعمال والحسنات، تصومون نهاره، وتقومون ما تيسر من ليله، وتتقربون إلى ربكم سبحانه بفعل الطاعات، وهجر المباح من الشهوات، وترك السيئات الموبقات، ثم مضت تلك الأيام وقطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، والعمل بالختام؛ فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل ما دام في وقت الإمكان. واعلموا أن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب،فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه،وإن الله تعالى إذا أراد بعبده الخير فتح له بين يدي موته باب عمل صالح يهديه إليه، وييسره عليه، ويحببه إليه، ثم يتوفاه عليه، وكل امرئٍ يبعث على ما مات عليه؛ فالزموا ما هداكم الله له من العمل الصالح، واحذروا الرجوع إلى المنكرات والقبائح،(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) فنهج الهدى لا يتحدد بزمان، وعبادة الرب وطاعته ليست مقصورة على رمضان، بل لا ينقطع مؤمن من صالح العمل إلا بحلول الأجل؛فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها،ومن علامة السيئة السيئةُ بعدها.فأتبعوا الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها، وتكميلاً لها،وتوطيناً للنفس عليها،وأتبعوا السيئات بالحسنات تكن كفارة لها،ووقاية من خطرها وضررها (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وفي الحديث الصحيح عن النبي قال: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن " بارك الله ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية:
عباد الله:اعلموا أن الله تعالى قد شرع لكم بعد رمضان أعمالاً صالحة تكن تتميماً لأعمالكم،وقرباً لكم عند مليككم، وعلامة على قبول أعمالكم؛ففي صحيح مسلم عن أبي أيوب أن رسول الله قال:"من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر".وكان يصوم الاثنين والخميس،ويقول"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم"وفي الصحيحين عن النبي قال"صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله"وقال "أيها الناس! أفشوا السلام،وأطعموا الطعام،وصلوا الأرحام،وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".فاغتنموا هذه الأعمال العظيمة وداوموا عليها؛فإن عمل نبيكم كان ديمة، واسألوا الله من فضله فإنه ذو الفضل العظيم، هذا وصلوا وسلموا
إن الحمد لله، نحمده،ونستعينه،ونستغفره، ونستهديه،ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.أما بعد:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ... عباد الله: اتقوا الله ربكم؛ فإنه عفو غفور جواد شكور، وهو وحده مصرف الشهور، ومقدِّر المقدور، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، وهو عليم بذات الصدور. وقد جعل لكل شيء أسباباً، ولكل أجل كتاباً، ولكل عملٍ حساباً، وما ربك بغافل عما تعملون، وجعل الدنيا سوقاً يغدو إليها الناس، ويروحون منها؛ فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وإنما يظهر الفرقان، ويتجلى الربح من الخسران (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
عباد الله: تذكروا أن الأيام أجزاء من العمر، ومراحل في الطريق إلى المستقر، تفنونها يوماً بعد آخر، ومرحلة تلو الأخرى، ومضيها في الحقيقة استنفاذ للأعمار، واستكمال للآثار، وقرب من الآجال، وغلق لخزائن الأعمال، إلى حين الوقوف بين يدي الكبير المتعال (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) فاتقوا الله يا عباد الله في سائر أيامكم، وراقبوه في جميع لحظاتكم، وتقربوا إليه بصالح أعمالكم، والتوبة إليه من المعاصي والسيئات.
أيها المسلمون: في الأيام القليلة الماضية كنتم في شهر رمضان؛ شهر البركات والخيرات، شهر مضاعفة الأعمال والحسنات، تصومون نهاره، وتقومون ما تيسر من ليله، وتتقربون إلى ربكم سبحانه بفعل الطاعات، وهجر المباح من الشهوات، وترك السيئات الموبقات، ثم مضت تلك الأيام وقطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، والعمل بالختام؛ فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل ما دام في وقت الإمكان. واعلموا أن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب،فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه،وإن الله تعالى إذا أراد بعبده الخير فتح له بين يدي موته باب عمل صالح يهديه إليه، وييسره عليه، ويحببه إليه، ثم يتوفاه عليه، وكل امرئٍ يبعث على ما مات عليه؛ فالزموا ما هداكم الله له من العمل الصالح، واحذروا الرجوع إلى المنكرات والقبائح،(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) فنهج الهدى لا يتحدد بزمان، وعبادة الرب وطاعته ليست مقصورة على رمضان، بل لا ينقطع مؤمن من صالح العمل إلا بحلول الأجل؛فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها،ومن علامة السيئة السيئةُ بعدها.فأتبعوا الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها، وتكميلاً لها،وتوطيناً للنفس عليها،وأتبعوا السيئات بالحسنات تكن كفارة لها،ووقاية من خطرها وضررها (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وفي الحديث الصحيح عن النبي قال: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن " بارك الله ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية:
عباد الله:اعلموا أن الله تعالى قد شرع لكم بعد رمضان أعمالاً صالحة تكن تتميماً لأعمالكم،وقرباً لكم عند مليككم، وعلامة على قبول أعمالكم؛ففي صحيح مسلم عن أبي أيوب أن رسول الله قال:"من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر".وكان يصوم الاثنين والخميس،ويقول"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم"وفي الصحيحين عن النبي قال"صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله"وقال "أيها الناس! أفشوا السلام،وأطعموا الطعام،وصلوا الأرحام،وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".فاغتنموا هذه الأعمال العظيمة وداوموا عليها؛فإن عمل نبيكم كان ديمة، واسألوا الله من فضله فإنه ذو الفضل العظيم، هذا وصلوا وسلموا
المرفقات
أول جمعة بعد رمضان 1437.docx
أول جمعة بعد رمضان 1437.docx