ماذا استفاد ابن الجوزي من عبدالوهاب ( نادرة ) ؟!

[font="]ماذا استفاد ابن الجوزي من عبدالوهاب ( نادرة ) ؟!


[/font] [font="][font="]
ب
[font="]سم
[/font] الله الرحمن الرحيم..[/font][/font]

[font="]أما بعد،،[/font]



[font="]في السنون الخالية والدهور الماضية ظهر على وجه البسيطة أناسا وطوت في بطنها آخرين..[/font]

[font="]وكلٌ عليها يحفر تاريخه ومجده فترى بعضهم همه ما حوى البطن وبعضهم ما حفظه الجيب وبعضهم ما أطرب النفس وألهى القلب[/font]
[font="]من نسوة وبنين..[/font]

[font="]لكن تجد في العدوة المشرقة همم أناس تتشنف الأسماع بذكرهم ويزداد رصيد القلب بالحديث عنهم.. فمنهم من صنع في التاريخ حدثا ومنهم من أورث علما ومنهم من وضع بصمة لا يمحوها غبار التاريخ أبدا..[/font]

[font="]وكان من جملة من كتب التاريخ حدثه وربما يُحتقر هذا في أعين الكثير العالم الصالح ( عبد الوهاب بن المبارك )[/font]

[font="]يقول ابن الجوزي رحمه الله في وفيات سنة (538) من كتابه المنتظم : ( عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي أبوالبركات الحافظ ولد في رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة وسمع أبا محمد الصريفيني وأبا الحسن ابن النقور وأبا القاسم ابن البسري وأبا النضر الزينبي وطرادا.. وكان ذا دين ورع وكان قد نصب نفسه للحديث طول النهار وسمع الكثير من خلق كثير وكتب بيده الكثير وكان صحيح السماع ثقة ثبتا..[/font]

[font="]وكنت اقرأ عليه الحديث وهو يبكي فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته وكان على طريقة السلف وانتفعت به ما لم أنتفع بغيره ودخلت عليه وقد بلي وذهب لحمه فقال لي : إن الله لا يُتهم في قضائه )[/font]


[font="]فهذا الرجل الصالح لم يعرفه التاريخ إلا ببكائه وأثره على تلميذه بل أكثر طلبة العلم لا يعرف هذا الرجل.. ولا ضير إذا كان الله تعالى يعرفه..[/font]

[font="]وكثيرا من الأحداث مسجلة في التاريخ بل وفي أشرف الكتب ولا يعرف فاعلها.. قال تعالى ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) لم يُعرف يقينا الرجل لكن سجل حدثا تاريخيا تلهج به حتى صبيان الكتاب وحلقات التحفيظ..[/font]

[font="]فاصنع تاريخك وجدد العهد مع الله ولا تحتقر عملا أبدا فرب كلمة أحيت نفسا ورب عمل كان خاتمةً ورب علم أورث هدى..[/font]

[font="]وصناع الأحداث من ا
لنفوس المؤمنة لا تكاد تبني لبنة على لبنة في بناء الصرح التاريخي إلا وكان لها من صفاء النفس وصلاحها وقوة العلاقة مع الله ما يثبت ذاك الصرح..
[/font]

[font="]( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا )[/font]

[font="]المصدر: أنا المسلم[/font]
المشاهدات 1555 | التعليقات 1

Quote:
وكنت اقرأ عليه الحديث وهو يبكي فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته


ما أحرانا ـ معشر الخطباء والأئمة ـ أن نتدبر هذا الكلام الجميل الذي يكتب بماء الذهب حقًّا .

لنكن على يقين أن مَن وَرَاءَنا لن يستفيد كثيرًا من خطبنا ومواعظنا وقراءتنا وتلاوتنا ، إذا هو رأى أحدنا قاسي القلب قليل الدمعة شحيح العين سيئ الخلق غليظ القلب فض التعامل .


وإنها لحقيقة غائبة عن كثيرين منا ، إذ يكون بينه وبين التأثير مسافات بعيدة ومهاوي سحيقة ، فيحاول تقريب هذه وردم تلك بتنميق عباراته والتشدق في كلماته والتفاصح في مواعظه ، وقد كان بإمكانه اختصار الوقت وكسب الجهد لو طبق ما يريد قوله تطبيقًا عمليًّا ؛ ليكتب ما يريده بمداد من قبول على جدران قلوبٍ مُحِبَّةٍ ، لا ليمر مرور الهواء بآذان مشمئزة يدخل من إحداها ويخرج من الأخرى .


كم تؤثر فيك دمعة خطيب أو عبرة قارئ أو ابتسامة إمام !!


وكم هو مؤثر أن تراه في جامعه أو مسجده ابنًا للكبير ووالدًا للصغير وأخًا للقرين ، يتفقد الأحوال ، ويشارك في المسرات والأفراح ، ويخفف الأحزان والأتراح ، ويفرج الكربات ويقضي الحاجات !!



أما التمظهر فكُلٌّ يحسنه ، تقصير ثوب وإطالة لحية ودهن عود أو ورد أو مسك ، وانتهى الأمر .


كم هو قبيح أن يظهر الإمام بمظهر من يطل على الناس من برج عالٍ ، ينظر إليهم شزرًا ، وتقدح عيناه شررًا ، يروع المؤذن بفعل الأمر (أقم) ويراغم المأمومين بالتأخر أو التقدم ، ويحث الخطا لئلا يظفر أحد بلمسة من يده ، ويدخل ويخرج من باب الإمام لئلا يرى كثيرون وجهه ، ويتصامم إذ ناداه أحد أو يتظاهر بأنه مشغول دائمًا !!

وكم هو جميل إذا قيل : إمامٌ أن يكون إمامًا حقًّا ، بصبره ويقينه ، وتطبيقه ما يقول ، وإحسانه إلى الآخرين وتفقده لحاجاتهم ، وعيشه لهمومهم وتواضعه لهم ولينه بأيديهم !!


فيا إخوتاه !! التطبيق العملي التطبيق !! لنكن صادقين إن تحدثنا ، واعظين إن صمتنا .

والله الله أن يكون أحدنا حائلاً بين الناس وبين الخير بسوء تصرفه وخروجه عن حدود ما يقول ، ولنحذر من أن نكون كالفتيلة تضيء للناس ثم تحول رمادًا وترمى في ... !!!


اللهم إنا نسألك التوفيق لما يرضيك عنا .