ماأصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم للشيخ يحيى جبران جباري (جامع الدحمان الجديد)

يحيى جبران جباري
1439/02/27 - 2017/11/16 17:47PM

الحمدلله يخوف عباده بمايشاء ؛ احمده سبحانه وأشكره حمداوشكرا نرضي به ربنا كماشاء ؛ واستعينه تعالى وأستهديه وأستغفره ؛ هو المعين على دفع كل بلاء ؛ والهادي من موجبات العذاب والشقاء ؛ وغافر الزلات والمعاصي والأخطاء ؛ وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له ؛ شهادة من يعيش بين الخوف من عذاب ربه وبين طلب رحمته والرجاء ؛ وأشهدأن محمداعبدالله ورسوله ؛ بشر أمته ؛ بكرم ربهم ؛ إنهم اطاعوه فيماأمرهم به وجاء ؛ وحذرهم وأنذرهم من عصيان ربهم ومجاهرتهم بذلك ؛ فيحل عليهم غضبه ؛ فيسلط عليهم النوازل وكل داء ؛  اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمدوعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه مادامت الأرض والسماء .

ثم أمابعد : فأوصيكم ايهاالمسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله عزوجل وخشيته ؛ في السراء والضراء ؛ والحذر من ملذات الدنيا والأهواء ؛ فمن ركن إلى شهوته وهواه ؛ ضيع أولاه ؛ وخسر أخراه ؛ فمالحياة الدنيا الامتاع الغرور ؛ ثم موت وسؤال في قبور ؛ ثم بعث ونشور ؛ فحساب وإخراج لمافي الصدور ؛ ففوز بجنة ؛ وفرح بها وحبور ؛ أو سوق إلى جهنم ؛ فندم على مافات وثبور ؛  ( ياأيهاالناس اتقواربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )

(ياأيهاالذين آمنوا اتقواالله ولتنظرنفس ماقدمت لغد واتقواالله إن الله خبيربماتعملون )

ايهاالمسلمون : قال نبيكم عليه الصلاة والسلام ( إنه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافاكثيرا ) الحديث وهانحن نرى تغيرا وتبدلا في الأحوال ؛ ونوازل كنا نظن بأن وقوعها في هذا البلد من المحال ؛ فقدكنا نسمع قديما عن انشقاق الأرض وتهدم المنازل وهلاك كثيرمن الخلق في بعض البلاد ؛ بمايسمى بالزلزال ؛ ولم نكن نعرف منه سوى اسمه ؛ اومانشاهده في الصحف والأخبار ؛ أوفي الأشعاروالأمثال ؛ واليوم اصبحت ؛ ترصد هزاة أرضية وتوقعات بوقوعه هنا على أرضنا في تهامة أوفي الجبال ؛ فاكفناكل شر ياذا العزة والجلال ؛ يقول الكبير المتعال (ظهرالفساد في البروالبحر بماكسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) فهل انتهى الناس عن العصيان ؛ أم اقتنعوا بمايقوله الجيولوجيون بأن هذه الهزات ؛ من الظواهر الطبيعية التي تحصل في الحياة ؛ كمازين الشيطان ذلك لأهل الكفر وأتباع الضلالات ؛  لماحصل الكسوف في زمن النبي صل الله عليه وسلم خرج من بيته فزعايجر رداءه وأمرالناس بالصلاة ) وقال (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهماعباده لاينكسفان لموت احد ولالحياته فإن رأيتم ذلك ففزعواالى ذكرالله وإلى الصلاة) ووقعت هزة بقرب المدينة في زمن عمررضي الله عنه (فنادى في الناس وجمعهم وخطب فيهم حتى قال : والله مااهتزت المدينة الابسبب ذنب أحدثته او أحدثتموه والله لئن عادت لاأسكننكم فيها ابدا ) وفي رواية انه قال : والله لئن عادت لآخذنها من ظهوركم )  فماالذي احدثوه مقارنة بمانحدثه اليوم ؛ صلوات تضيع ؛ وارحام تقطع ؛ وأموال بكل الطرق تجمع ؛ وصدقات وزكوات أمر الله بها تمنع ؛ ونعم تسقط وترمى ولاتجمع ؛ ومعاص ترى وتسمع ؛ افبعدهذا ننتظر دعوة ترفع  ... نسأل الله أن لايؤاخذنا بمانصنع .

هم الرجال اليوم ؛ أن يقطعواالزمن والاوقات ؛ وشغلهم الشاغل ؛ توفيرطلبات ذويهم والرغبات ؛ سواءا كانت مباحة او من المحرمات ؛ ولم تعدالتربية على الصلاح والنهي عن المحذورات ؛ تهمهم كاهتمامهم بالغذاء والمشروبات ؛ وأماالنساء ؛ فسل الأسواق والحدائق والمهرجانات ؛ وسل عنهم مايحدثن في المناسبات ؛ واصبح همهن ؛ منافسة الرجال في شتى المجالات ؛ متناسيات ؛ وقرن في بيوتكن ؛ ويغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن ؛ كماقال الله للمؤمنات ؛ وحدث ولاحرج عن أثرالفساد بسبب الأجهزة والجوالات ؛ نسأل الله لنا ولهن التوبة والهداية قبل الممات ؛ فهلا حرصنا في حياتنا وفي كل شؤونناعلى الطيبات ؛ وهلاأمرنابالمعروف ونهيناعن المنكربحسب الاستطاعات ؛  أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( ايهاالناس إن الله طيب لايقبل إلا طيبا وإن الله أمرالمؤمنين بماأمربه المرسلين فقال : ياأيهاالرسل كلوامن الطيبات واعملوا صالحا اني بماتعملون عليم ) وقال ( ياأيهاالذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم ) ثم ذكرالرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمديديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر اوليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلايستجيب لكم ) رواه احمد ؛ فنعوذ بالله من علم لاينفع ؛ ومن قلوب لاتخشع ؛ ومن عيون لاتدمع ؛ ومن دعاء لايسمع ؛ اللهم انا نعوذ بك من هؤلاء الأربع ؛ فالحذر الحذر ياعباد الله من الهفوات وعدم الاتعاظ ؛ بمايخوفكم الله به ؛ لتعودوا اليه ؛ وتصلحوا العلاقة معه ؛ فمن لطفه بنا أن أنذرنا ؛ ومن الواجب علينا أن نصلح من حالنا ؛ هدانا الله واياكم ووقانا كل عذاب ووقاكم ؛ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ماأصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير ) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني واياكم بمافيه من الايات والذكر الحكيم وبهدي سيد المرسلين قلت ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم .

الحمدلله يبتلي ويعافي ؛ احمده سبحانه وأشكره على سترالخوافي ؛ وأشهدأن لاإله إلاالله العظيم الكافي ؛ وأشهدأن محمداعبدالله ورسوله المعصوم من كل المعاصي ؛ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه وأتباعه ؛ ماتزينت الأبيات بالقوافي ؛ وبعد ياكل من يريد من الله أن يعافي ؛ اتق الله فمن اتق الله عاش بعهد الله وافي ( ياأيهاالذين آمنوااتقواالله وكونوا مع الصادقين ) عبادالله ليس عليكم ماقلت بخافي ؛ ولكنناللصواب ننافي ؛ فهاهي الدنياأشغلت الناس ؛ حتى اصبح حبس القطر عنهم لايحدث في نفوسنافرق ؛ ولابين وقوع خسوف أوعدمه نفرق ؛ وإن حصلت هزاة للأرض قلنا مشيئة الخالق ؛ ونتجاهل بأن حصول هذا كله ؛ بسبب أن كل منافي المعاصي غارق ؛ ولاأريدأن أردف من ذكر الذنوب والمعاصي على ماذكرت في السابق ؛ وإن كانت كلها حقائق ؛ فهلاعودة إلى الله وتوبة ؛ نمحوابها كل ذنب سابق ؛ وهلارجوع إلى الله وخشية ؛ نكفى بهاالزلازل وكل جدب حارق ؛ (وتوبواالى الله جميعاايهاالمؤمنون لعلكم تفلحون ) ويقول سبحانه (مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراعليما ) اللهم إنك أنت الله لاإله إلا أنت أنت ربنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ماستطعنا نعوذبك من شر ماصنعنا ؛ نبوءلك بنعمتك علينا ؛ ونبوء لك بذنوبنا ؛ فاغفرلنا فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت ؛  إلاهي لاتعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني ؛ ومالي حيلة إلارجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني ؛ وكم من زلتي لي في الخطايا وانت علي ذوفضل ومني ؛ يظن الناس بي خيرا وإني ؛ لشرالناس إن لم تعف عني ؛ إلاهي فاعف عني ؛  ثم صلاة وسلام مني ؛ ومن جميع من يسمع قولاعني ؛ على النبي الهاشمي المجتبى ؛ ماخالج الأنفس من تمني ؛؛؛؛  اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد ....

 

 

المشاهدات 871 | التعليقات 0