مأساة عرس
هلال الهاجري
1433/12/16 - 2012/11/01 16:30PM
الحمدُ للهِ .. لهُ ما أعطى .. ولهُ ما أخذَ .. وكلُ شيءٍ عندَه بمقدارٍ .. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه .. القائلَ: (ما من مسلمٍ تصيبُه مصيبةٌ فيقولُ ما أمرَ اللهُ به: إنا للهِ وإنا إليه راجعون، اللهم أجرْني في مصيبتي واخلفْ لي خيراً منها إلا آجرَه اللهُ في مصيبته وأخلفْ له خيراً منها) اللهم صلِ وسلمْ عليه وعلى آلِه وصحبِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ .. أما بعد:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
فرحٌ وسرورٌ .. سعادةٌ وحُبورٌ .. الكلُ قد لبسَ الجديدَ .. فقد اجتمعَ عندَهنَّ عرسٌ وعيدٌ .. (باركَ اللهُ لكما، وباركَ عليكما، وجمعَ بينكما في خيرٍ) .. تقابلَ الأصحابُ .. واجتمعَ الأحبابُ .. الفرحةُ تعمُ المكانَ .. والأطفالُ يلعبونَ بأمانٍ .. كانَ العرسُ في استراحةٍ صغيرةٍ .. قد اجتمعَ فيها أكثرَ من مائتي امرأة وطفلاً.
فجأةٌ .. وإذا رصاصةٌ طائشةٌ تصيبُ سلكَ الضغطِ العالي الذي عُلِّقَ على عمودِ الكهرباءِ فسقطَ على البابِ الحديدي والذي لا يوجدُ غيرُه في الاستراحةِ .. فكان ماذا؟
صراخٌ وعويلٌ .. استغفارٌ وتهليلٌ .. قلوبٌ واجفةٌ .. وعيونٌ خائفةٌ .. كهرباءُ تصعقُ .. ونارٌ تحرقُ .. أجسادٌ محترقةٌ .. وإصاباتٌ متفرقةٌ ..
هل رأيتُم يا أهلَ الإيمانِ عرساً يموتُ فيه خمسةٌ وعشرون ويصاب فيه أكثرُ من ثلاثينَ ما بينَ رجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ .. هذا ما حدثَ في عين دارَ والسببُ استخدامُ الأسلحةِ الرشاشةِ في التعبيرِ عن الفرحِ كما يزعمونَ .. والنتيجةُ كما سمعتم.
يا عبدَ اللهِ ..
تخيلْ أنكَ ذلك الزوجُ الذي أوصلَ رفيقةَ دربِه وروحَ حياتِه إلى ذلكَ العرسَ .. ونزلتْ أمامَ عينيه بكاملِ زينَتِها وهو يوصيها بتقوى اللهِ تعالى .. فودعَها وودعتْه وهما لا يعلمانِ أن هذا هو اللقاءِ الأخيرِ .. وإذا بها ترجعُ إليه جثةٌ هامدةٌ لم يبقَ منها إلا ذكرياتٌ جميلةٌ ملؤها المودةُ والرحمةُ.
أو تخيلْ أنكَ ذلكَ الأبُ الذي أوصلَ بناتِه الصغيراتِ .. وقد لبسنَ أجملَ الثيابِ .. حديثُهم عن العرسِ وما فيه من الفرحةِ والألعابِ .. نزلنَ أمامَ عينيه وهو يعيذُهن بالرحمنِ .. من كلِ عينٍ وشيطانٍ .. ثم يستلمُ بعدَ ذلك قطعاً متفحمةً من المستشفى ليذهبَ بها إلى المقبرةِ ليواريَ ثمراتِ فؤادِه وهو يرددُ إنا للهِ وإنا إليه راجعون، اللهم أجرْني في مصيبتي واخلفْ لي خيراً منها.
هل رأيتُم ذلك الكرسيُ المتحركُ في وسطِ الاستراحةِ .. فيا تُرى ما هو مصيرُ صاحبتِه؟
هل سمعتُم بتلكَ الأمِ الشفيقةِ الرحيمةِ .. التي لم يمنعُها هولُ المصيبةِ أن تبحثَ عن بناتِها جميعاً .. حتى إذا اجتمعنَ نزلَ قدرُ الله تعالى بهن فماتوا جميعاً .. وكأنها تقولُ بلسانِ حالِها .. إما أن نحيا جميعاً أو نموتُ جميعاً ..
يا أيها المؤمنونَ ..
إن العينَ تدمعُ والقلبَ يحزنُ ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَنا وإنا بفراقِكم يا أهلَ عين دارَ لمحزونون .. وهناكَ ثلاثُ رسائلَ أتمنى أن تصلَ إلى أصحابِها:
الرسالةُ الأولى:
إلى الذينَ يُعبِّرون عن فرحِهم بالأسلحة الخطيرةِ .. كم من فرحٍ بسببِكم أصبحَ ترحاً .. وكم من عرسٍ جعلتموه حُزناً .. فاتقوا اللهَ ربَكم وأطيعوا وليَ أمرِكم .. ويكفي قتلاً.
الرسالةُ الثانيةُ:
إلى الدفاعِ المدني .. جهودُكم مطلوبةٌ في متابعةِ أماكنِ تجمعِ الناسِ .. والتأكدِ من توفرِ وسائلِ السلامةِ المطلوبةِ .. ويكفي حرقاً.
الرسالةُ الثالثةُ:
إلى شركةِ الكهرباءِ .. هل يُعقلْ أنه لا يزالُ في بلادِنا العامرةِ .. أعمدةُ الكهرباءِ البدائيةُ التي تحملُ أسلاكَ الضغطِ العالي؟ .. فنرجوكم ثم نرجوكم يكفي صعقاً.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ، لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمدُ للهِ الحيِ الذي لا يموتُ .. والصلاةُ والسلامُ على نبي الهدى وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ .. أما بعد:
عبادَ اللهِ ..
ما هو موقفُنا من هذه الحوادثِ والتي يموتُ فيها كثيرٌ من الناسِ دونَ سابقِ إنذارٍ .. في عرسٍ .. أو في انفجارٍ في الشارعِ .. وأكثرُ من ذلك من يموتون بسببِ الحوادثِ.
إن الموتَ لا يستأذنُ كبيراً .. ولا يستشيرُ صغيراً .. يأتي دونَ مواعيدٍ ..
مَنْ منا أيها الأخوةُ قد استعدَ للموتِ حقَ الاستعدادِ .. أم صدقَ علينا قولُ اللهِ تعالى في وصفِه البديعِ: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) .. نعم واللهِ .. إننا نفرُ حتى من تذكرِ الموتَ .. قد ألهانا طولُ الأملِ عن الأعمالِ الصالحةِ والتي هي الأمنيةُ الوحيدةُ لمن نزلَ به الموتُ (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) لماذا؟ (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
لو قِيلَ لأحدِنا إنك تموتُ غداَ الساعةُ العاشرةُ صباحاً وسيصلى عليك بعد صلاةِ الظهرِ ..
فباللهِ عليكم كيف سيكونُ حالُه؟ ..
هل سيعيشُ يوماً عادياً كأيامِه الماضيةِ؟
هل سيضيعُ شيئاً من وقتِه في اللعبِ أو مشاهدةِ مباراةِ ناديه المفضلِ؟
هل سيتأخرُ عن صلاةِ العصرِ والمغربِ والعشاءِ جماعةً في المسجدِ؟
هل يا تُرى سينامُ الليلةَ؟ .. أم كيف سيقضي ليلتَه؟
هل سيذهبُ إلى عملِه غداً الذي لم يكن يتأخرُ عنه أبداً .. بل كانَ يحافظُ عليه أشدُ من محافظتِه على صلاةِ الفجر في الجماعةِ؟
أسئلةُ كثيرةٌ .. وإجاباتُها عندَكم .. ولكن ماذا لو علمتَ أنك قد تموتُ اليومَ وليسَ غداً لأن الموتَ بيدِ اللهِ تعالى لا يعلمُ متى وأين يقعُ إلا هو سبحانه.
اللهم أيقظ قلوبَنا من الغفلاتِ، وطهر جوارحَنا من المعاصي والسيئاتِ، ونق سرائرَنا من الشرورِ والبلياتِ، اللهم باعد بيننا وبين ذنوبِنا كما باعدت بين المشرقِ والمغربِ، ونقِنا من خطايانا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ، واغسلنا من خطايانا بالماءِ والثلجِ والبردِ، اللهم اختم بالصالحاتِ أعمالَنا وثبتنا على الصراطِ المستقيمِ بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ ..
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين. الرحمنِ الرحيمِ. مَلِكِ يومِ الدينَ لا إلهَ إلا اللهُ, يفعلُ مايريدُ, اللهمَّ أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت, أنت الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ, أنزلْ عليناالغيثَ, واجعلْ ما أنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إلى حينٍ .. اللهمَّ اسقنا غيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً, نافعاً غيرَ ضارَّ, عاجلاً غيرَ آجلٍ .. اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا , اللهمَّ أغثنا .. اللَّهمَّ اسقِ عِبادكَ وبهائمكَ, وانشر رحمَتَك, وأَحْيي بَلَدَكَ الَمِّيتَ .. وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمدٍ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
فرحٌ وسرورٌ .. سعادةٌ وحُبورٌ .. الكلُ قد لبسَ الجديدَ .. فقد اجتمعَ عندَهنَّ عرسٌ وعيدٌ .. (باركَ اللهُ لكما، وباركَ عليكما، وجمعَ بينكما في خيرٍ) .. تقابلَ الأصحابُ .. واجتمعَ الأحبابُ .. الفرحةُ تعمُ المكانَ .. والأطفالُ يلعبونَ بأمانٍ .. كانَ العرسُ في استراحةٍ صغيرةٍ .. قد اجتمعَ فيها أكثرَ من مائتي امرأة وطفلاً.
فجأةٌ .. وإذا رصاصةٌ طائشةٌ تصيبُ سلكَ الضغطِ العالي الذي عُلِّقَ على عمودِ الكهرباءِ فسقطَ على البابِ الحديدي والذي لا يوجدُ غيرُه في الاستراحةِ .. فكان ماذا؟
صراخٌ وعويلٌ .. استغفارٌ وتهليلٌ .. قلوبٌ واجفةٌ .. وعيونٌ خائفةٌ .. كهرباءُ تصعقُ .. ونارٌ تحرقُ .. أجسادٌ محترقةٌ .. وإصاباتٌ متفرقةٌ ..
هل رأيتُم يا أهلَ الإيمانِ عرساً يموتُ فيه خمسةٌ وعشرون ويصاب فيه أكثرُ من ثلاثينَ ما بينَ رجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ .. هذا ما حدثَ في عين دارَ والسببُ استخدامُ الأسلحةِ الرشاشةِ في التعبيرِ عن الفرحِ كما يزعمونَ .. والنتيجةُ كما سمعتم.
يا عبدَ اللهِ ..
تخيلْ أنكَ ذلك الزوجُ الذي أوصلَ رفيقةَ دربِه وروحَ حياتِه إلى ذلكَ العرسَ .. ونزلتْ أمامَ عينيه بكاملِ زينَتِها وهو يوصيها بتقوى اللهِ تعالى .. فودعَها وودعتْه وهما لا يعلمانِ أن هذا هو اللقاءِ الأخيرِ .. وإذا بها ترجعُ إليه جثةٌ هامدةٌ لم يبقَ منها إلا ذكرياتٌ جميلةٌ ملؤها المودةُ والرحمةُ.
أو تخيلْ أنكَ ذلكَ الأبُ الذي أوصلَ بناتِه الصغيراتِ .. وقد لبسنَ أجملَ الثيابِ .. حديثُهم عن العرسِ وما فيه من الفرحةِ والألعابِ .. نزلنَ أمامَ عينيه وهو يعيذُهن بالرحمنِ .. من كلِ عينٍ وشيطانٍ .. ثم يستلمُ بعدَ ذلك قطعاً متفحمةً من المستشفى ليذهبَ بها إلى المقبرةِ ليواريَ ثمراتِ فؤادِه وهو يرددُ إنا للهِ وإنا إليه راجعون، اللهم أجرْني في مصيبتي واخلفْ لي خيراً منها.
هل رأيتُم ذلك الكرسيُ المتحركُ في وسطِ الاستراحةِ .. فيا تُرى ما هو مصيرُ صاحبتِه؟
هل سمعتُم بتلكَ الأمِ الشفيقةِ الرحيمةِ .. التي لم يمنعُها هولُ المصيبةِ أن تبحثَ عن بناتِها جميعاً .. حتى إذا اجتمعنَ نزلَ قدرُ الله تعالى بهن فماتوا جميعاً .. وكأنها تقولُ بلسانِ حالِها .. إما أن نحيا جميعاً أو نموتُ جميعاً ..
يا أيها المؤمنونَ ..
إن العينَ تدمعُ والقلبَ يحزنُ ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَنا وإنا بفراقِكم يا أهلَ عين دارَ لمحزونون .. وهناكَ ثلاثُ رسائلَ أتمنى أن تصلَ إلى أصحابِها:
الرسالةُ الأولى:
إلى الذينَ يُعبِّرون عن فرحِهم بالأسلحة الخطيرةِ .. كم من فرحٍ بسببِكم أصبحَ ترحاً .. وكم من عرسٍ جعلتموه حُزناً .. فاتقوا اللهَ ربَكم وأطيعوا وليَ أمرِكم .. ويكفي قتلاً.
الرسالةُ الثانيةُ:
إلى الدفاعِ المدني .. جهودُكم مطلوبةٌ في متابعةِ أماكنِ تجمعِ الناسِ .. والتأكدِ من توفرِ وسائلِ السلامةِ المطلوبةِ .. ويكفي حرقاً.
الرسالةُ الثالثةُ:
إلى شركةِ الكهرباءِ .. هل يُعقلْ أنه لا يزالُ في بلادِنا العامرةِ .. أعمدةُ الكهرباءِ البدائيةُ التي تحملُ أسلاكَ الضغطِ العالي؟ .. فنرجوكم ثم نرجوكم يكفي صعقاً.
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ، لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمدُ للهِ الحيِ الذي لا يموتُ .. والصلاةُ والسلامُ على نبي الهدى وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ .. أما بعد:
عبادَ اللهِ ..
ما هو موقفُنا من هذه الحوادثِ والتي يموتُ فيها كثيرٌ من الناسِ دونَ سابقِ إنذارٍ .. في عرسٍ .. أو في انفجارٍ في الشارعِ .. وأكثرُ من ذلك من يموتون بسببِ الحوادثِ.
إن الموتَ لا يستأذنُ كبيراً .. ولا يستشيرُ صغيراً .. يأتي دونَ مواعيدٍ ..
مَنْ منا أيها الأخوةُ قد استعدَ للموتِ حقَ الاستعدادِ .. أم صدقَ علينا قولُ اللهِ تعالى في وصفِه البديعِ: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) .. نعم واللهِ .. إننا نفرُ حتى من تذكرِ الموتَ .. قد ألهانا طولُ الأملِ عن الأعمالِ الصالحةِ والتي هي الأمنيةُ الوحيدةُ لمن نزلَ به الموتُ (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) لماذا؟ (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
لو قِيلَ لأحدِنا إنك تموتُ غداَ الساعةُ العاشرةُ صباحاً وسيصلى عليك بعد صلاةِ الظهرِ ..
فباللهِ عليكم كيف سيكونُ حالُه؟ ..
هل سيعيشُ يوماً عادياً كأيامِه الماضيةِ؟
هل سيضيعُ شيئاً من وقتِه في اللعبِ أو مشاهدةِ مباراةِ ناديه المفضلِ؟
هل سيتأخرُ عن صلاةِ العصرِ والمغربِ والعشاءِ جماعةً في المسجدِ؟
هل يا تُرى سينامُ الليلةَ؟ .. أم كيف سيقضي ليلتَه؟
هل سيذهبُ إلى عملِه غداً الذي لم يكن يتأخرُ عنه أبداً .. بل كانَ يحافظُ عليه أشدُ من محافظتِه على صلاةِ الفجر في الجماعةِ؟
أسئلةُ كثيرةٌ .. وإجاباتُها عندَكم .. ولكن ماذا لو علمتَ أنك قد تموتُ اليومَ وليسَ غداً لأن الموتَ بيدِ اللهِ تعالى لا يعلمُ متى وأين يقعُ إلا هو سبحانه.
اللهم أيقظ قلوبَنا من الغفلاتِ، وطهر جوارحَنا من المعاصي والسيئاتِ، ونق سرائرَنا من الشرورِ والبلياتِ، اللهم باعد بيننا وبين ذنوبِنا كما باعدت بين المشرقِ والمغربِ، ونقِنا من خطايانا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ، واغسلنا من خطايانا بالماءِ والثلجِ والبردِ، اللهم اختم بالصالحاتِ أعمالَنا وثبتنا على الصراطِ المستقيمِ بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ ..
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين. الرحمنِ الرحيمِ. مَلِكِ يومِ الدينَ لا إلهَ إلا اللهُ, يفعلُ مايريدُ, اللهمَّ أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت, أنت الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ, أنزلْ عليناالغيثَ, واجعلْ ما أنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إلى حينٍ .. اللهمَّ اسقنا غيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً, نافعاً غيرَ ضارَّ, عاجلاً غيرَ آجلٍ .. اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا , اللهمَّ أغثنا .. اللَّهمَّ اسقِ عِبادكَ وبهائمكَ, وانشر رحمَتَك, وأَحْيي بَلَدَكَ الَمِّيتَ .. وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمدٍ.
المرفقات
مأساة عرس.zip
مأساة عرس.zip
المشاهدات 2835 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشط
جزاك الله خيرا
نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء وأن يعين أهاليهم على مصيبتهم ويلهمهم الصبر والسلوان
ناصر العلي الغامدي
خطبة رائعة ودامعة
الخَطْبُ جلل والمشهد حزين
والسبب خلل وخطل
والحمد لله
أسأل الله أن يتقبل موتاهم شهداء
وأن يشفي المصاب
وأن يجبر الكسر
وأن يرزقنا حسن الاعتبار بالموت
شكر الله لك يا شيخ هلال
هذه الخطبة الموجزة البليغة
المعايشة للحدث الأليم
تعديل التعليق